الباعة المتجولون يجدون في ساحات الاعتصام سوقاً آمنة لترويج منتجاتهمالمصدر أونلاين ـ تعز ـ تيسير السامعي
وجد الباعة المتجولون من ساحات الاعتصام التي يرابط فيها آلاف المحتجين
المطالبين بإسقاط النظام اليمني، سوقاً جديداً لعرض منتجاتهم، ومكاناً
آمناً من ملاحقات رجال البلدية.
يقول الشاب الثلاثيني صدام الوحش وهو يمسك بعربة صغيرة يبيع فيها البطاطس
الناضجة في ساحة الحرية بمدينة تعز "انتقلت من إمام الجامعة إلى الساحة..
هنا وجدت الأمان والحرية.. وشغل كثير".
,ويضيف الشاب الذي يعيل أربعة أطفال وزوجة "واحد يطلب الله (يعمل) هو مرتاح.. ما فيش بلاطجة ولا بلدية".
يروي صدام معاناته مع عمال البلدية الذين صادروا عليه عربته واسطوانات
الغاز أكثر من مرة، و "أتمنى أن تتحرر البلاد كلها كما تحررت ساحة الحرية"
يقول.
بجوار صدام يقف الشاب سيف الذي يتفق مع زميله لكنه يؤكد انه لم يأتي للبيع
فقط، بل جاء للمشاركة في الاعتصام، فهو يعمل في عربته خلال النهار وينظم
ليلاً إلى المعتصمين مردداً الهتافات التي تدعوا لرحيل النظام.
أما ماجد شرف الذي يبيع في عربته البيض والبطاطس الناضج، يقول إن البيع لا
يتوقف طول النهار ومعظم الليل, خصوصا يومي الخميس والجمعة الذي يتزايد
فيهما أعداد عدد المعتصمين بمجيء عشرات آلاف الشبان من الأرياف.
وعن رأيه في مطالب المعتصمين، يقول ماجد انه يريد تغير الأوضاع وترخيص الأسعار وذهاب الفاسدين.
وليست الأطعمة هي من تلقى رواجاً، بل إن سوق الأعلام والشعارات الوطنية
تلقى إقبالاً كبيراً في تلك الساحات، حسبما يعبر الشاب مهيب الذي يقول إنه
بيع في اليوم الواحد مئات الإعلام لان الشباب المشاركين يقبلون على شراء
العلم الوطني تعبيراً عن حبهم لوطن.
كما تباع أوسمة تركب على الصدور فيها صور للرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي،
والسياسي الراحل جارالله عمر والشهيد مازن البذيجي الذي لقي مصرعه في ساحة
الحرية إثر إلقاء قنبلة يدوية على المعتصمين قبل نحو أسبوعين.
وتلقى الصحف أيضا إقبالاً واسعاً، خصوصاً الصحف المستقلة والمعارضة، حيث
تنفذ كميات كبيرة منها في غضون ساعات حسبما يقول محمد على هو شاب في
العشرين من عمره.