احتجاجات اليمن تمتد لمسقط رأس صالح
حشد من المتظاهرين أمام جامعة صنعاء يطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح (رويترز)
عبده عايش-صنعاء
امتد لهيب الاحتجاجات باليمن إلى منطقة سنحان -مسقط رأس الرئيس علي عبد الله صالح- وقامت قوات الأمن هناك بملاحقة للكثير من الشباب الذين قاموا بطباعة لافتات وترديد شعارات تطالب بإسقاطه.
وصرحت مصادر محلية للجزيرة نت أن عدة سيارات تقل عشرات الشبان من قرية شعسان بمديرية سنحان تعرضت لإطلاق نار، عند نقطة أمنية بمفرق بيت الأحمر، في طريقها للمشاركة في الاعتصام أمام جامعة صنعاء.
وتعرض ثلاثة شبان من قرية شعسان شرقي سنحان للإيقاف من قبل الأجهزة الأمنية، وحقق معهم بشأن الشعارات التي رفعوها والجهات التي ينتمون إليها.
وتحدثت المصادر عن تحركات جادة تبذلها السلطة حاليا لمنع أي احتجاجات من داخل مديرية سنحان تناوئ الرئيس صالح، أو تعمل وفقا لأجندة أحزاب المشترك المعارضة، التي بات خيارها إسقاط النظام.
وأشارت المصادر إلى "محاولات استرضاء" يقوم بها مسؤولون لاستمالة أبناء مديرية سنحان، منها تقديم وعود لعائلات وشباب بتحسين أوضاعهم، واعتماد مبلغ مائة ألف ريال كراتب شهري لبعضهم، وتقديم سيارات كهبات، وفتح الباب لتسجيل مائتي شخص من شباب القرية كجنود في قوات الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس اليمني.
وتحدثت المصادر عن قرب تشكيل بعض النشطاء في مديرية سنحان "حركة شباب التغيير"، تتسق في أهدافها مع الاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس صالح، وإسقاط النظام.
تكريت اليمن
يشار هنا إلى أن مديرية سنحان تقع جنوب شرق صنعاء وتتصل بها جغرافيا، وتعد أراضيها خصبة زراعيا، وتبعد قرية شعسان حوالي 15 كلم، ويطلق اليمنيون على سنحان اسم "تكريت اليمن"، وتنتمي قبليا إلى قبائل حاشد التي يتزعمها حاليا أبناء الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر، وكثيرا منهم باتوا يناهضون صالح.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، الدكتور محمد الظاهري أن وصول الاحتجاجات إلى عقر دار الرئيس صالح ومعقل قبيلته، التي تنتمي إلى قبائل حاشد، يعطي مؤشرا عن توحد أبناء الشعب في مطلبهم برحيل النظام، وعلى انكسار حاجز الخوف.
تهميش
وقال الظاهري للجزيرة نت إن منطقة سنحان جزء من اليمن، ورغم أنها مسقط رأس الرئيس صالح فإن معاناة اليمنيين واحدة، كما أن كثيرا من أبناء مديرية سنحان وخصوصا قرية شعسان يعانون التهميش والظلم كسائر أبناء اليمن، وكثيرا منهم بسطاء ويعتمدون على الزراعة، بينما القلة القليلة هي التي تستفيد من النظام الحاكم.
وأضاف "إن ثورة التغيير في امتداد جغرافي، وتوسع على نطاق شرائح المجتمع اليمني، ويتوحدون جميعا في رفض الظلم والاستبداد، ويتفقون على ضرورة التغيير ومكافحة الفساد، ومع دولة المؤسسات والقانون، وصنع وطن الحرية والكرامة".
وبشأن المظاهرات الحاشدة التي تخرج تأييدا للرئيس قال الظاهري إن إخراج هذه المظاهرات المؤيدة محاولة يائسة من النظام لاصطناع شرعية، ولبعث رسائل للخارج بأنه ما زال يحظى بالشعبية، ويقوم بذلك عبر إفساد الذمم وضخ الأموال لعناصر حزبه ومجاميع البلطجية، لإرهاب جماهير الشعب عن مواصلة ثورتهم.