قالت إن نظام صالح بدا فعلا بالانهيارباحثة أمريكية تنتقد موقف واشنطن إزاء احتجاجات اليمن وتؤكد أن الأسلحة الأمريكية استخدمت لقمع المحتجينالمصدر أونلاين - خاص
انتقدت المحللة السياسية الأمريكية سارة ماروسيك موقف إدارتها الأمريكية
من الاحتجاجات في اليمن، واعتبرته موقفاً سيئاً للغاية وجاء في اتجاه واحد،
ليس لكونه تنصل عن قيم الديمقراطية في دعم حرية المتظاهرين فحسب، بل لأنه
أيضاً يمثل مصالحها الخاصة في الإبقاء على حليفها الرئيس صالح في الوقت
الذي بدأ يتضح فيه أن نظامه ينهار.
واستغربت من التناقضات التي تكتنف تصريحات الرئيس اليمني ونظامه، لافتة
إلى أن هناك تشابها كبيراً بين كل من تصريحات صالح والرئيس الليبي معمر
القذافي لاسيما فيما يتعلق بالترويج لوقوف الولايات المتحدة وراء
الاحتجاجات في الوقت الذي يتم فيه الترويج بضلوع تنظيم القاعدة خلفها. ومع
ذلك فقد أكدت أن الرئيس اليمني يعتبر حليفاً رئيسياً لأمريكا، الأمر الذي
جعلها تسخر من تصريحاته تلك، وتعتبرها مجرد تصريحات مظللة يسعى من خلالها
لتسويغ استخدامه الدعم والمساعدات العسكرية الأمريكية التي تم مضاعفتها
العام الفائت للحرب على الإرهاب، في ضرب الشعب اليمني، وليس بالضرورة تنظيم
القاعدة.
وجاءت تصريحات ماروسيك تلك في المقابلة التي أجرتها معها قناة "Press Tv
الانجليزية، الاثنين (13 مارس) في العاصمة اللبنانية بيروت. وسارة ماروسيك
مرشحة لنيل درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية من كلية ماكسويل في جامعة
سيراكوز بنيويورك، وأبحاثها الحالية تركز على الممارسات الخيرية في
المجتمعات الشيعية في لبنان. وهي حاصلة على درجة الماجستير من برنامج
الدراسات العليا في الشؤون الدولية (GPIA) بجامعة نيو سكول، مدينة نيويورك،
حيث ركزت على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، قبل دراستها العليا.
واعتبرت ماروسيك أن تدافع المحتجين إلى الشارع وتزايدهم من يوم إلى آخر،
بأنه تطور ملفت ومبشر. ورداً على سؤال المذيعة حول رأيها بخصوص انضمام
زعماء قبليين إلى جانب ضباط عسكريين كبار إلى المحتجين ضد نظام صالح، قالت
"إن هذا بالتأكيد يعد تطوراً مبشرا، بأن نرى هذا يحدث في اليمن أخيراً"،
مضيفة "الناس ينضمون إلى الشارع كل يوم، للمكوث أيام عديدة. وهذا أمر جيد
جداً أن نرى الكثير من الانسحابات التي تحدث الآن على مستويات عالية".
وتعتقد أن هذا يعتبر أمراً "طبيعياً تأثراً بما حدث الأسبوع الماضي حينما
سمعنا الرئيس صالح يوم الخميس الماضي، وهو يقول بأنه موافق على السماح
بإعادة صياغة دستور جديد للبلاد، إلا أنه وبعد أيام قليلة فقط تبعه عنف
هائل في الشوارع لمواجهة الشعب، ما أدى إلى جرح الكثير منهم وأيضاً موت
بعضهم"
ولذا تضيف "أعتقد بأن هذه الإنسحابات العليا، وتزايد أعداد المحتجين، هو
نتيجة طبيعية لتلك التصرفات المتناقضة التي يقوم بها نظام صالح، بأن المزيد
والمزيد من الناس يختارون تأييد المحتجين. لذا فهذه إشارة جيدة جداً
بالنسبة لليمن".
ورداً على سؤال آخر بخصوص التناقض في المواقف بين تلك المزاعم السابقة
التي أطلقها الرئيس صالح حين أتهم إسرائيل بالوقوف وراء الاحتجاجات تحت
إشراف أمريكا، في الوقت الذي يعرف فيه أنه حليف رئيسي لأمريكا في الحرب ضد
تنظيم القاعدة..فقد استغربت مارسيك من تلك التصريحات، حيث أكدت على وجود
مثل هذا التناقض على أرض الواقع، ولمزيد من التوضيح قالت: "من المفترض أن
اليمن حليف رئيسي في الحرب ضد تنظيم القاعدة. وفي معظم الوقت مثل هذه
التصريحات هي نوع من المظلة للسماح لشحنة الأسلحة التي ترسل إلى اليمن لقمع
اليمنيين، وليس بالضرورة أعضاء القاعدة". في الوقت الذي اعتبرت فيه أن مثل
هذه العلاقة التحالفية بين صالح وأمريكا لمحاربة تنظيم القاعدة كانت
دائماً ضعيفة جداً على الأرض، ومع ذلك إلا أن الولايات المتحدة تمسكت
بالرئيس صالح كحليف لها. حتى أن المساعدات العسكرية الأمريكية لليمن تضاعفت
خلال السنة الماضية".
ولذا تعتقد أنه من المحتمل أن "الكثير من الأسلحة التي تستخدم ضد
المحتجين، تأتي من تلك المساعدة العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة
الأمريكية إلى جانب المملكة المتحدة".
وعليه فقد سخرت من تصريحات صالح، وقالت "إنه لأمر مثير للضحك بأن نسمع
صالح يقول مثل هذه الأشياء، التي أيضاً تبدو شبيه للغاية لما كان القذافي
يقوله حين أعتبر أن الاحتجاجات تقف ورائها وتروج لها الولايات المتحدة أو
في الوقت نفسه أن تنظيم القاعدة هو من يقف خلفها ويروج لها"
لكنها تعتقد "أن ذلك كله هو فقط عبارة عن علامات للرؤساء اليائسين الذين
يحالون تحشيد الناس ربما أولئك الذين ليس لهم بالضرورة ارتباطات قوية
بالاحتجاجات. ولربما هذه هي المحاولة التي يقوم بها للحصول على الناس الذين
هم ربما ليسو في الشوارع، بسبب مجموعة من الأسباب السياسية أو الاقتصادية
وهو يعتقد أن هذه هي الوسيلة لتعبئتهم من أجل دعمه، إلا أن هذا من الواضح
أنه لم يعد مجديا في هذه المرحلة. وهذا يبدوا وكأنها بداية النهاية لصالح".
وفي سياق تعارض تصريحات صالح المتهم لأمريكا بالضلوع في الاحتجاجات مع ما
يكشفه موقف الولايات المتحدة من خلال تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي جون
برينان حين قال أن الرئيس الأمريكي حث صالح للحفاظ على وعودة فيما يتعلق
بمبادرته في تطوير النظام، في الوقت الذي حث فيه المعارضة لتأييد المبادرة،
الأمر الذي يعني ضمناً – بحسب سؤال التلفزيون - أن الولايات المتحدة تريد
بقاء صالح.
وهو الأمر الذي أكدته ماروسيك في إجابتها، مضيفة :"أعتقد أن تصريح برينان
هو محاولة لإثبات أن المحتجين في الشوارع اليمنية هم بطريقة ما المسئولون
عما يتعرضون له من اعتداء وظلم في الوقت الحالي، وعن الرصاص الذي يطلق
عليهم". وسخرت من هذا الأمر قائلة "يبدو أمراً سخيفاً للغاية القول أن
المحتجين مسئولين عن كل ما يجري لهم".
كما وأضافت "إن هذا الطلب يعني بأن المحتجين وكذلك الحكومة يجب أن يأتوا
إلى الحوار" وهذا في نظرها يعني بلا ريب أنه ليس هناك قناعة بخصوص حل
الحكومة، وإن هذا في الواقع يتعلق أكثر حول المحتجين الذين يجب عليهم أن
يتفرقوا ولا يخرجون إلى الشوارع.
ولذلك فهي في واقع الأمر تعتقد أنها مشورة ذات اتجاه واحد تلك التي جاءت
عن طريق الولايات المتحدة، وهو على أية حال ليس الاتجاه الداعم لحركة
الاحتجاج والمعارضة. واعتبرت أن مثل هذا التحرك بلا ريب كان سيئاً، أن يأتي
الآن في الوقت الذي يبدو فيه أن نظام صالح بدأ فعلاً بالانهيار.