أن تضع حزنك فى صندوق وتضع الصندوق فوق ظهرك وتجوب بلدان الحب وتزور مدائن الحنين أنا فعلت ذلك هل جربت يوما أن تسير على الشاطئ وحيد وتحاور القمر وحيدا وتستقبل الشمس وحيدا وتبكي تحت المطر وحيدا لا يفرق الاخرون بين غزارة دموعك وبين المطر؟ انا فعلت ذلك هل جربت يوما أن تحرق بساتين الأمل وتشرد عصافير الذكري تقتلع بذور أحلامك وتبيع لياليك الجميلة بلا ثمن أنا فعلت ذلك هل جربت يوما أن تقف أمام مرآتك تتذكر ملامح وجهك وتتفقد جيوش الحزن فى عينيك وتتبع آثار البكاء عليهم فوق وجنتيك أنا فعلت ذلك هل جربت يوما أن تفر من ذاكرتك وتسافر الى البعيد الى وجوه لا تعرفها و أعين لا تعرفك ومكان لم يشهد يوما فصول حزنك أنا فعلت ذلك هل جربت يوما أن ترسم وجوههم فوق الرمال وتنحت صورهم فوق الجبال وتحاور بقاياها بسذاجة الأطفال وتصافح طيفهم بجنون العشاق انا فعلت ذلك هل جربت يوما أن تتدثر بالشوق وترتدي ملابس الحنين وتجلس بجانب الهاتف مساء ترجوه أن يأتيك بصوت تشتاق بقوووة اليه و تغمض عينيك على أمل أن يوقظك رنينه وتستيقظ على وجه الشمس وهى تخرج لك لسانها ساخرة انا فعلت ذلك هل جربت يوما أن تختنق بالهواء وتغص بالماء وتبحث عن بقعة أمآل تتنفس عليها وتكذب على قلبك ويكذب قلبك عليك كي تستمر بك و به الحياة أنا فعلت ذلك هل جربت يوما أن تتذوق طعم الدموع ليلة العيد وتتذكر الذين تسللوا منك رغم عنهم وعنك و تأوي الى فراشك مبكرا وتستيقظ متأخرا وتتفنن في هروبك من وقت لا يحتويهم أنا فعلت ذلك هل جربت يوما أن يرتعش قلبك كالعصفور عندما يبلله المطر ويموت لسانك فى فمك وتخذلك قدماك فى الوقوف وتتوه بينهم كالمجنون الأعمى تتخبط في زحامهم وضياعك ويستعمرك الخوف من كل جانب انا فعلت ذلك هل جربت يوما أن تسير فى البلاد غريبا برغم ألفة المكان ودفء الطريق وحميمية الذكريات تتفرس في وجه البحر وكانك تراه للمرة الأولي وكأنه يلدك للمرة الأول انا فعلت ذلك هل جربت يوما أن تطفي أنوار غرفتك وتجلس فى الظلمة كالطائر الصغير وتضع رأسك بين يديك وتبكي بكاء الاطفال وتوصى الليل أن يستر لحضة ضعفك انا فعلت ذلك هل جربت يوما أن تتحول الى طائر صغير تفرد جناحيك يوم فتطير بحثا عنهم وتطير خوفا عليهم وتطير لهفة اليهم ويخذلك جناحك وأنت فى أعلى القمة للحنين انا فعلت ذلك و أخيرا هل جربت يوما أن تتحول الى طائرة ورقية يسرقك هواء الذكرى من نفسك و تأخذك رياح الشوق الى البعيد ويقذف بك حنينك فوق اطلالهم فتستنشق المكان والبقايا و الاثار وتتمني أن يعود بك الزمان لحضة واحدة كي تراهم أمامك انا فعلت ذلك من ما خطة قلمي عبدالله السلطان |