محمد مصطفى العمرانيamrany22@hotmail.com
لا شك أن النهاية البشعة للسلطة الفاسدة باليمن ممثلة بعلي عبد الله صالح
قد أصبحت وشيكة بعد هذه المجزرة الدامية التي أرتكبها بلاطجتها لتكون ذريعة
للرئيس ليعلن حالة الطوارئ وليفرق المعتصمون ويقتلهم بذريعة حالة الطوارئ
المعلنة قبل ساعات إنها تخبط اللحظات الأخيرة وجنون الهارب وحركات الخائف
الجبان.
لقد أجمع الكل من كافة الأطياف والتيارات على أن الاعتداءات على المعتصمون
عجلت بنهاية الحوار ووأدت مساعي الصلح ويبدو أنها ستعجل برحيل هذه السلطة
التي تود الرحيل بعد إراقة أكبر قدر من الدماء كنوع من الانتقام .
تساقطت كل أوراق التوت التي تسترت بها هذه السلطة المجرمة والفاسدة وظهرت
أمام العالم عارية على حقيقتها البشعة كعجوز شمطها تمتص الدماء بادية
سوأتها ويلعنها الجميع.
لقد سطر شباب ساحة التغيير ملحمة رائعة ستدرسها الأجيال كنموذج للثورات
السلمية والانتفاضات المدنية الراقية ذات الأسلوب الحضاري الذي يكبر على كل
التصرفات البلطجية والسلطوية الهمجية.
لقد شهد المفكر العربي الشهير عزمي بشارة بهذه الروح المدنية لهؤلاء
الشباب الواعون والذي قال أنهم كبارا وأنهم قدموا نموذجا سيدرسه العالم
وستتعلمه الأجيال رغم كل التهم التي تواجه للقبيلة في اليمن ولأبناء اليمن
لقد أظهرت القبائل اليمنية حسا راقيا وفهما كبيرا ووعيا عالياً وتظاهر
أبناؤها مع الجماهير بكل سلمية ووعي وأستغرب بشارة كيف أن الجماهير اليمنية
بساحة التغيير ما تزال تطالب برحيل الرئيس ولم تطالب حتى الأمس بمحاكمته
ووجه تحية لهذه الصدور العارية التي تواجه أبشع جرائم السلطة المرتعشة
الخائفة والتي تحفر قبرها بيدها وترسم بيديها المرتعشتين نهايتها البشعة.
نعم لا بد أن يحاكم علي صالح وزمرته من القتلة المجرمين فهذه فريضة شرعية
وضرورة إنسانية لأنهم سفكوا الدماء البريئة وقتلوا النفس المحرمة والمعصومة
دماءها رغم فتاوى العلماء ولذا فإن المطالبة برحيلهم دون محاكمه هي خيانة
لهذه الدماء فلابد أن يحاكم هؤلاء القتلة على هذه الدماء الطاهرة والبريئة
والتي سفكوها بدافع من الانتقام وبسبق إصرار وترصد.
للحرية ثمن غالي وقد دفعها أبناء اليمن في ساحات التغيير في عموم اليمن
ولن تمر هذه المجازر البشعة دون محاكمة وعقاب ولن تسقط بالتقادم ولو أعلن
الطاغية ألف حالة طوارئ فهو بهذه التصرفات المتخبطة والقرارات الارتجالية
الفاشلة يظهر مدى هلعة وارتباكه وخوفه من العدالة والمحاكمة.
لقد أراد الله أن يجعل نهاية هذا الطاغية وأسرته وخيمة وأن يذلهم على رؤوس
الأشهاد ويذيقهم بعض من خزي الدنيا قبل عذاب الآخرة وتلك سنة الله وقد مرت
عليهم الفرصة تلو الفرصة ونصحهم الناصحون فما ارتدعوا وما عقلوا وما
اتخذوا قرارا صائبا يرضون به الناس وهذا من خذلان الله لهم أن أراد لهم هذه
النهاية البشعة في الدنيا فبعض الحساب هنا وسيحاسبون غدا على أيدي أبناء
هذا الشعب وإن غدا لناظره قريب ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ
مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(الشعراء: من الآية227).
المصدر أونلاين