(حجر الزاوية والتغيير ... للحوار

اشك أننا عشنا أياما مباركة في شهر رمضان كانت أنفاس الرجاء تبعث فيه أجواء السكينة والأمان بما فيها من خيرات حسان وقربات وإحسان ، ومع هذه الأنفاس كانت النفحات الإيمانية والتجليات النورانية تزيد المؤمن إقبالا على الله خوفا وطمعا .
وفي تلكم الأيام المباركة كانت – أيضا – نبضات التغيير عنوان برامج تتألق حيوية وإبداعا .
تلكم البرامج التي كان لها أبلغ الأثر في توجيه هذه النبضات وزيادتها قوة .
ولعل من أشهر هذه البرامج المباركة وأكثرها تميزا وحضورا هو برنامج (حجر الزاوية ) البرنامج الذي عرض على قناة mbc عصر كل يوم طوال شهر رمضان وهو البرنامج الذي يستضيف الشيخ د/ سلمان العودة ويحاوره مقدم البرنامج فهد السعوي وإلى جوارهما نسمع صدى البرنامج على لسان الكاتب الصحفي / أحمد الفهيد .
وقد ظهر البرنامج هذا العام فعلا بحلة جديدة وإطار مميز وزاده تأثيرا الأسلوب المميز الذي أتحفنا به شيخنا الكريم سلمان العودة بما يملك من علم شرعي وثقافة فكرية واسعة الأمر الذي جعلنا نحلق في أجواء التغيير وفضآءاته الفكرية في مساحة من الحوار تكفل للمستمع حق الرد أو النقد في الإطار المرسوم للبرنامج .
فهو برنامج استطاع أن يجذب المشاهد ليكون عامل تأثير في هذا البرنامج ، فلقد كان – حقيقة – برنامجا حواريا بين طرفين :
الفريق الأول : فريق البرنامج .
الطرف الثاني : الجمهور المتابع بشغف لهذا البرنامج .
ولعلي أقف وقفة سريعة مع بعض الملاحظات النقدية لهذا البرنامج والتي ربما يكون قد أثارها بعض المشاهدين أثناء عرض البرنامج ، وعلى كل فلا بأس أن يتكرر بعضها .
إذا فهناك مجموعة من الملاحظات لعل من أبرزها – في نظري- ما يلي :
أولا : العمومية التي تغلب في بعض الأحيان على البرنامج وذلك عند الإشارة إلى بعض القضايا ؛ وذلك مثل : التشدد الديني والذي طرح طرحا فضفاضا بحيث يظن البعض أن الالتزام الديني هو نوع من التشدد تأباه مقاصد هذه الشريعة الغراء ؛ وكان من الأجدى أن يتم تأصيل هذا الموضوع تأصيلا يشفي الغليل ويزيل اللبس .
ومن الأمثلة الأخرى في هذا المقام الإشارة العابرة أحيانا إلى قضية (العنف ) الذي تبنته بعض الجماعات الإسلامية وربما فهم البعض – كما فهمت أنا – أن هذه المفردة (العنف ) مرادفة للجهاد في خطاب الشيخ سلمان ، بل لقد ذهب إلى أكثر من ذلك في إحدى حلقات برنامج الشريعة والحياة حينما أشار إلى أن مصطلحي (جهاد الدفع ) و ( وجهاد الطلب ) ليس له أساس .
ومع موافقتنا للشيخ على أن هذين المصطلحين لم يردا في كتاب ولا سنة ، إلا أننا نسأل الشيخ – حفظه الله – لم لم توضح إذا مفهوم الجهاد وتقرره حتى لا يفهم البعض منك فهما خاطئا ؟!
أم أن المراجعات الفكرية – أو بالأصح التراجعات – تستدعي منك زحزحة بعض المفاهيم عن الخطاب الإسلامي فيما يمكن أن يسمى (تفريغ الخطاب الإسلامي من بعض الثوابت الشرعية ) ، بطريقة تصيب الواحد منا بالحيرة في كثير من الأحيان .
وثاني هذه الملاحظات :
اختزال بعض القضايا المهمة :
حيث تمت الإشارة إلى بعض هذه القضايا في البرنامج إشارة عابرة سريعة أوردها كمثال لما يتحدث حوله باختزال شديد يشوه حقيقة هذه القضية شكلا ومضمونا ومثال ذلك : الإشارة إلى قضية أفغانستان وطالبان في حديثه عن الحوار مفضلا أن تضع طالبان السلاح وتتقدم إلى طاولة الحوار ؛ نعم هكذا تمت الإشارة إلى هذه القضية متجاهلا البعد الديني للتواجد الصليبي في أفغانستان ممثلا بحلف الناتو وبقيادة أمريكا راعية الإرهاب ، والذي يخدم قضايا الصهيونية أكثر من غيرها .
ثالث هذه الملاحظات :
تجاهل الواقع الإعلامي العربي المعاصر ؛ خاصة أن هناك حلقة خاصة حول الإعلام ، ولكن لم يكن هناك حديثا يقدم خطوات عملية لتغيير واقع الإعلام ولم يكن هناك نقدا يواجه الإعلام بما فيه من مفاسد يفوح نتنها ليل نهار صباح مساء ، ربما كان السبب في ذلك لأن البرنامج يبث من استود يوهات أكثر القنوات انحرافا وفسادا ، وأكثرها حربا للفضيلة .
وفي الحقيقة فقد كانت هذه القناة هي الأسرع إلى تلبية دعوات التغيير ، حيث كانت الإعلانات تترى عن الأفلام والمسلسلات الجديدة التي ستعرض على القناة بعد شهر رمضان المبارك ، ومن هذه الإعلانات الجديدة ذلكم الإعلان الذي يروج لعودة مهند من جديد في مسلسل : (العشق الممنوع ) وغير ذلك من أمثلة هذه المسلسلات التي تنشر الرذيلة وتغتال الفضيلة .
فهل هذا هو التغيير الذي ننشده جميعا ؟!!
رابع هذه الملاحظات :
توجيه تهمة الجمود إلى الخطاب الديني فقط ، ومما يدل على وصول هذا الفهم إلى فكر المشاهد هو تلكم الأصداء التي ترددت والمداخلات التي كانت تلقي باللوم على الخطاب الديني فقط زاعمة أن الخطاب الديني لم يكون سوى ثقافة قائمة على التحريم فقط ناهيك عن الاحتفاء الليبرالي للبرنامج والإشادة به في الصحف اليومية تلكم الإشادة التي كانت تخفي بين سطورها لمزا واضحا للتدين والالتزام الديني بوصفه نوعا من التشدد المذموم والتطرف الملعون ، فهل يمكن أن يكون هذا التغيير هو التغيير الذي يحدث في أمتنا نهضة وتطويرا ؟؟
أم أنه على العكس سيكون تغييرا يزيدنا تخلفا لأن الخطاب الليبرالي ليس له هم سوى محاربة الثوابت الشرعية والقيم الاجتماعية المنبثقة عن شريعتنا الغراء .
ومع ذلك يظل البرنامج رائدا في موضوعه إلا أننا ينبغي ان ننوه إلى أن هذا المشروع يحتاج إلى مساحة من الحرية أوسع مماهي عليه الآن

مشكوررررررر

اخي على الاهتمام

مشكوور اخي

جزاك الله الف خير

مشكور

يعطيك الف عافية

» ثورة الشباب والتغيير في اليمن
» ألمانيا تؤكّد دعمها للحوار الوطني الشامل في اليمن
» الرئيس صالح .. تجميد التعديلات الدستوريه ودعوه للعوده للحوار
» تعز: معقل للثورة والتغيير (6) فيديو: مظاهره لاعوان المؤتمر الشعبي في تعز وهم يحملون سكاكين