عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان بالله ورسوله. قال ثم ماذا ؟ قال : الجهاد في سبيل الله . قال ثم ماذا ؟ قال : حج مبرور" رواه البخاري ومسلم
التعليـــق :
1- الإيمان عند أهل السنة والجماعة تصديق بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
2- الإيمان بالله :
أي الإيمان بربويته وألوهيته بأن يفرد بالعبادة ، والإيمان بأسمائه وصفاته على حقيقتها دون تمثيل لله تعالى بشيء من خلقه .
والإيمان برسوله :
الإيمان بأنه عبدالله ورسوله وأنه مبعوث إلى الثقلين وأنه قد بلغ كل ما أمر بتبليغه ، والإيمان بما جاء وطاعته في ذلك والانقياد له صلى الله عليه وسلم .
3- فضل الجهاد في سبيل اللهوهو عند الإطلاق قتال المشركين والكفار بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا ، بشروطه المعتبرة ومنها أن يكون تحت راية الإمام وأن يكون بإذن الوالدين إلا أن يتعين .
ومن أفضل الجهاد في سبيل الله الجهاد بالمال ، والرد على أهل الأهواء والبدع ومقارعتهم بالحجج والبراهين .
4- عظم شأن الحج حيث ولي في هذا الحديث الجهاد في سبيل الله ، بل قد سماه النبي صلى الله عليه وسلم جهاداً لا قتال فيه وذلك لما فيه من المشقة العظيمة في السفر إليه ولا سيما على أهل الأقطار البعيدة ، ولما يقع على المحرم من المشقة بمنعه من الترفه كمنعه من لبس المخيط والطيب وتغطية رأسه وإتيان أهله حتى يتحلل من إحرامه، وما يقع عليه من العناء بالانتقال بين المشاعر ، مع ما يقع فيه من الزحام الشديد في الطواف والسعي ورمي الجمار والتي قد تذهب فيه بعض الأنفس، ولما يحتاج إليه من النفقة إلى غير ذلك من صور المشقة والنصب التي يكتب الله بها للحاج إذا أخلص واتقى وبر الأجر الكبير والثواب الجزيل وتكفير السئيات والزلات.
5- الحج المبرور: هو الحج الذي اشتمل على البر وخلا من الإثم ، وذلك بأن تكون نفقته من حلال طيب، واستكمل صاحبه أركانه وواجباته وحرص على فعل المستحبات والسنن المشروعة فيه قدر الطاقة ، واجتنب محظورات الإحرام والمحرمات الأصلية ، والمجادلة بغير الحق كما قال تعالى (الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) .
موقع الشيخ على بن يحيي الحدادي حفظه الله