(من ديوان ثورة الشعر)
(مساكين وتعساء...أولئك الذين وجدوا أنفسهم في محراب الوثنية الإمامية ..يقدمون فروض التقديس والتمجيد والطاعة الذليلة والانقياد المطلق الأحمق لأبشع ضروب الكائنات البشرية رجعية وانحلالاً وفساداً وطغياناً بعدأن قطع الشعب شوطاً بعيداًفي كشف مخبآتهم ، وتمزيق أقنعتهم ، وبذل في سبيل ذلك زهاء عشرين عاماً من الصراع والآلام والدماء ، وقدم أطهر أنفاسه وأصدق مشاعره ، وأعمق أفكاره الثورية ، وأعنف غضباته الحرة، متحدياً بها سلطة قاهرة متألهة وهي في عنفوان قوتها ونفوذها الرهيب:
فإلى هؤلاء المساكين التعساء
أعلنوا في الأرض أن الشعبَ
.. قد أصبح عبدا
لم يجده من وثنٍ ( يُعبدُ
... دون الله ) بُدا
قدموا منه القرابين
...إلى الطغيان تهدى
وانثروا فوق خطا السفاك
أزهاراً ووردا
حولوا الآهات والأنات
... أشواقاً وشُهدا
وازعموا المنتين من سمعته
... مسكاً وندا
واجعلوا كل دم يسفكه
.. فخراً ومجدا
واصنعوا من لعنة الشعب
...له شكراً وحمدا
واسدلوا من حجب التضليل
...في عينيه سدا
اوهموه انكم متم
... تباريحاً ووجدا
وتعذبتم لدى غيبته
... غماً وسهدا
وبأن الشعب ما جاع طوى
... بل جاع فقدا
ماله من مطلب يطلب
... أو غايٍ ومبدا
إنما يرجوه ان يمنحه
غلاً وقيدا
ومزيداً من دواهيه
... وتقتيلاً وجلدا
وبأن يبقى على العرش
...الإله المستبدا
شجعوه وادفعوه
كي يسوس الحكم فردا
ويصير الواحد القهار
... والرب المفدّى
لو راى الله يقود الشعب
... ولى وتحدى
وأبى أن يرتضي بالله
... فوق العرش ندا
ضللوا الطاغي وكيدوه
... لأجل الشعب كيدا
واجعلوه لا يرى عيباً
... ولايسمع نقدا
وامنحوا شعبكم الفرصة
... حتى يستعدا
والعنوا الأحرار كي تشفى
حميّاه وتهدى
وخذوا الأجرة منه
رتباً عُليا ونقدا
صوروا الهوة عرشاً
باذخاً والنار بردا
وادفعوه في شباك الموت
... حتى يتردى
لا تخافوا الشعب..إن الشعب
...لن يضمر حقدا
سيرى فيكم وان لم
تعرفوا للحق جندا
وسيغضي عن وجوهٍ
من حياءٍ ليس تندا
رُبّ تغرير بطغيان
من الثورة أجدى