مؤامرة آل سعود على ثورة اليمن2011/06/21 10:40
*عادل الجوجريبصراحة
.. السعودية تريد إحباط الثورة اليمنية لأن مجرد وجود نظام حكم ثوري
وديمقراطي إلى جوارها يعني بداية لرياح تغيير عاتية تهب على نظام سياسي
عتيق،وكما سعت في ستينات القرن الماضي إلى إجهاض ثورة اليمن التي قادها
الضباط الأحرار برئاسة عبد الله سلال ودعمتها مصر تحاول اليوم إجهاض الثورة
الشعبية التي تهدد العرش السعودي.
ولعلي
اتفق هنا مع ما ورد على لسان عبدالله المقطري، عضو كتلة التنظيم الوحدوي
الشعبي الناصري لموقع المرصد البرلماني المستقل إن "موقف السعودية "سلبي
ومتخاذل" إزاء ثورة الشعب اليمني السلمية"، وأن استمرارها في الإصرار على
تنفيذ المبادرة دول الخليج الفارسي وفقاً لرؤيتها "نوع من التآمر على
اليمنيين وإسهام في سفك دمائهم مع سبق الإصرار والترصد".
وأضاف
أن "السعودية لا تريد أي نجاح للثورة اليمنية بل إنها حريصة كل الحرص على
إجهاضها وإفراغها من جوهرها خوفاً من انتقال رياح الثورة والتغيير إلى
الشعب السعودي".
والشاهد
أن نجاح الثورة الشعبية اليمنية سيؤرخ لميلاد جديد في منطقة الخليج وقد
حاولت قطر أن تقف مع الثورة وان تقنع علي عبد الله صالح بالخروج الآمن من
اليمن وترك السلطة للشعب خلال شهر لكنه تلكأ عندما بلغته أنباء سعودية
تحرضه على البقاء في السلطة ومقاومة الثورة وإجهاض الثورة ودفعت السعودية
أموالا طائلة لكي يستطيع صالح وأخوته وابنه شراء ولاء بضعة آلاف من
المؤيدين يتم حشرهم أو حشدهم كل جمعة في ميدان السبعين في محاولة لإيهام
العالم الحر انه لازال مقبولا وان شرعيته لم تسقط بعد.
ورغم
إصابة صالح في انفجار قنبلة كادت أن تؤدي به وأركان حكمه إلا انه لا يزال
يرفض نقل السلطة إلى نائبه حسب بنود المبادرة، في نفس الوقت لم يتمكن
النائب عبد ربه منصور من استلام السلطة وتحمل مسؤولياته الدستورية في إدارة
المرحلة الانتقالية بسبب سيطرة احمد علي عبد الله
صالح وأبناء أعمامه على المؤسسة العسكرية والأمنية، وتهديدهم بإدخال البلاد
في حرب أهلية دامية إذا تم انتقال سلمي للسلطة يستبعد فيه صالح وأركان
حكمه، في نفس الوقت تمتلك السعودية أوراقا يمنية أخرى تستطيع أن تحركها في
الوقت المناسب من خلال إقامة علاقات مع زعماء عشائر
وسياسيين وضباط في الجيش عمل السعوديون على غرسهم منذ فترة طويلة كثقل
مقابل لحكم صالح المستمر منذ 33 عاما ولكن أعدادهم والانقسامات فيما بينهم
لا تتيح خليفة جاهز لصالح.
ومن
الواضح أن لجوء السعودية ومعها الإمارات إلى تشكيل تحالف أو نادي للممالك
في المنطقة من خلال ضم المغرب والأردن يهدف إلى حماية النظم الملكية
البالية من ربيع الثورات العربية ،لاسيما في ظل مطالبات شعبية بإقامة
ملكيات دستورية في السعودية والإمارات وسلطنة عمان في نفس الوقت الذي
تتصاعد فيه أنباء التظاهرات المعارضة للسلطة المطلقة التي يتمتع بها عاهل
البحرين وعودة التظاهرات التي كانت سببا في استدعاء المنامة لقوات سعودية
تحت راية قوات درع الجزيرة من مجلس التعاون للتأكيد على تضامن الملكيات في حماية عروش بعض الأسر التي تحكم الخليج منذ سنوات وعقود وصارت مهددة بعد الثورة اليمنية الشعبية.
ويبقى
أن يحافظ ثوار اليمن على سلمية ثورتهم وإيقاعها المنضبط مهما كانت
الاستفزازات لأنها الوحيدة القادرة على تغيير الأوضاع في اليمن ودول
الخليج، علما بأن السعودية تحاول أن تدفع إلى حرب أهلية في اليمن تجعل
اليمنيين ينشغلون بعيدا عنها وتكون هذه الحرب بمثابة إنذار احمر لكل من
يفكر في الثورة أو التغيير.
رئيس تحرير صحيفة الأنوار- القاهرة