الثورة المضادة.. ورسائل للنائب والحرس والأحمر2011/06/21 10:19
*فيصل علي كان
نظام الرئيس صالح يتوقع السقوط منذ فترة مبكرة وبالتحديد حينما خرجت
الجماهير في عام 2006 للمشاركة في مهرجانات المعارضة الرئاسية التي أقيمت
في مختلف المحافظات، حينها أدرك صالح أن وقته قد أزف وأنه على وشك السقوط.
وما إن تجمع الشباب "أمام بوابة الجامعة" حتى بدأت الثورة المضادة للثورة
..فاجتمع مجور بمجموعة من شباب الحزب الحاكم على - أساس أنهم من الثوار-
وتلخصت مطالبهم بالحصول على وظائف "ومقرمة ومصر وسلس وثنتين وزغ لكل نفر" .
بدأت
أجهزة الأمن "وخبراء امسكوا بي لا افلت" بصناعة الثورة المضادة من
البداية، وما إن أعلن المشترك انضمامه للثورة بصفة رسمية وعلنية إلا وسمعنا
مصطلحات "الثورة سُرقت"، باعونا، اشترونا، ضيعونا، ولا تشلوني ولا تطرحوني
.. وليس غريبا على هذا الفريق أنهم يقفون وسط الصفوف مثل الصدق "ويا ساتر
استر".
من
البداية وهم على نفس المنوال تشكيك بكل قادم ومنضم للثورة من أحزاب وقبائل
وجيش، أتى الشيخ أمين العكيمي رئيس مؤتمر مشايخ بكيل ووصل إلى ساحة
التغيير بدون سلاح وأعلن انضمامه فنزل عليه الملأ واتهموه بكل التهم‼ هذا وهم يقفون في صف الثورة ويحذرون من مشيختها وقبيلتها وعسكرتها "وحوزبتها" .
كان
رد هذا الفريق الذي أحب أن اسميه بالفريق الثالث الهجين على ما حدث في
جمعة الكرامة أن الناس تضايقوا والجيران صاحوا، لقد برأوا صالح ونظامه
ولفقوا التهم للجيران فهم من قتلوا الناس وبثت هذه الشائعات في الساحة من
قبل نفس الأشخاص وقالوا بالحرف " هل رأيتم الرئيس يطلق النار؟ هو أب وكيف
سيقتل أبنائه؟".
استمرت
الثورة المضادة موازية للثورة من البداية وكل ما حدثت حادثة هزت النظام
فإذا بفريق الثورة دهفتني يشعلون الحرائق لأجل أن ينفض الجمع وتنكشف الغمة
التي أرقت دار الرئاسة بمن فيها. وما إن انضم الجيش
بقيادة اللواء علي محسن الأحمر إلا وسمعنا أحاديث تتسلل مثل عطر السواحر
الرئيس خدع الشباب وحاصرهم بالجيش، وعلي محسن يخدع الثوار.
وعندما
انضم الشيخ صادق الأحمر زعيم حاشد وشيخ مشائخها قالوا بيت الأحمر هم السبب
وهم العلة لكل ما يعانيه الشعب وانضمامهم للثورة ليس لوجه الله إنهم
يريدوا أن يبرئوا أنفسهم من الفساد.
أنصار
الثورة دهفتني لم يكونوا ثوارا حقيقيين مطلقا وأمرهم مفضوح ويتكلمون بما
تريد السلطة التي أبدت خوفها وقلقها على ثورة الشباب من أن تسرق فابدوا
تخوفهم وبكوا ورأينا دموع التماسيح " سرقوا ثورتنا" والثورة هذه معها مشايخ
وفلان بطل الثورة من تحت رأس الحمر والصفر وبني
قريضة.. ليس هذا فحسب بل يأتي احدهم ويكتب "ليتكم اتبعتم أسلوب الثورة
المصرية فالشباب هناك لم يكن لهم قيادة، هذه ساحة حزبية وساحة قيادات".
قصة
المنصة والميكرفون هي لوحدها تحتاج مدونات.. الملأ واضعين أعينهم على
المنصة ، يتساءلون ما معنى ان المنصة ليست لنا؟ ولما لم يسمحوا للشاعر
الباهر أن يلقي قصيدة من المنصة ؟ ولماذا لم تقام فعالية كذا، وكأن الثورة
هي لأجل المنصة والمايكرفون وليست لأجل إسقاط النظام.
لسنا وحدنا في هذا المجال ففى كل الثورات.. هناك ما يسمى بالثورة المضادة..
حدث هذا في الثورة الفرنسية في إحدى مراحلها، و حدث فى الثورة المضادة على
ثورة مصدق فى ايران والتى نجحت الى حد اعادة شاه ايران مرة أخرى، مما جعل
الشاه وقتها يقول لمندوب المخابرات الأمريكية في ايران " إنني مدين لك بعرشي ".
وفي
حالة الثورة اليمنية سمعنا عن "الغرفة التي في رأس الرئيس" بحسب الزميل
عارف ابو حاتم هذه الغرفة لم تكن في رأسه لوحده أيضا كانت في كلمات وألفاظ
الفريق الثالث يتهامسون بها مع البعض"إسرائيل تدعمهم، وقطر تنفق عليهم
وأمريكا راضية "والسعودية ستوفي ما نقص".. ومن هنا نقول انهم كانوا صدا
واسعا لما يدور في رأس الرئيس الى ان جاءت ضربة النهدين وسكت الرئيس بقى
الفريق الثالث يعمل بخفة دم وحركات نصف كم .. هذه الضربة أوقفت الثورة هذه
العملية أضرت بسلمية الثورة مع أنهم يعلمون أن
الثورة والثوار السلميين لم يكن لهم يد فيما حصل، ولم يتهمهم الرئيس ولا
أجهزته لكنهم أرادوا لصق التهمة بالثوار، وحينما فشلوا قالوا بالحرف ان من
احتفل او فرح بالضربة فكأنما هو الضارب!.
لم
يجدوا شيئا يقولوه سوى خربت الثورة ويا الله نروح وايش رأيكم يا حبايب
لنستقيل من الأحزاب كلها وهيا نعمل لنا "دغر" الى بيت ابن هادي ومن قدام
بيته قالوا يسقط علي محسن، ويسقط عسكر زعيل، ويا للعار الفرقة تضرب بالنار-
وهنا لا نقصد الشباب الذاهبين الى هناك بل من استغلوا الحادث- وهذه نتف من
تعليقاتهم: هل عسكر زعيل هذا اسم آدمي، وهل علي محسن مع الثورة، ابن
الهادي هو نائب رئيس وليس الرئيس، وعلى عقلاء الإصلاح سحب المليشيات،
وبوادر الخلافة الإسلامية ظهرت، وعدد أجتاب اللجنة الأمنية 14 ألف جيب،
وأعضاء اللجنة التنسيقية اسماؤهم غريبة بس هم حزبيين، والإصلاحيين ما
يفهموش بالقضايا المحلية ويفهموا بس بالقضايا الدولية والشيخ صادق قال Balance :.
في هذه الفترة الممتدة من
حادثة النهدين إلى الآن للأسف وقعت العديد من الصحف والمواقع الثورية في
نشر مواد مثبطة وكتبات مشبوهة مضادة للثورة، ولو كانت مصادرها صحيحة حتى
ولو أن بعض كتابها معروفين الآن أن تلك الكتابات لا تخدم الثورة وتخدم
بقايا حطام النظام وتعطي دورا اكبر لخادم خادم الجرافي والمقصود به الفريق
الثالث القائم بالثورة المضادة.. كل تلك المحاولات وان سمعنا دويها في
الشبكات الإعلامية وبعض المواقع الصحفية الآن واقعها في الميدان لا شيء
يذكر، وان حاول البعض ان يفتعل المواقف إلا أنها تظل هامشية ولا تجد لها
صدى مع الوعي الثوري الذي أنتجته حركة الشعب اليمني في الساحات ففيها تعلم
الناس ان الثورة اكبر من الأحزاب وان الوطن للجميع وان تكاتف الجهود لإنجاح
الثورة هو هدف الشعب، وان إشعال الحرائق يجب ان يكون بعيدا في التحرير أو
السبعين أما في ساحة التغيير فقد استعصت الساحة على حركات "نص كُم".
رسائل خاصة ومستعجلة:الأولى: للشباب والجماهير في الساحات صمودكم هو المدرسة الوحيدة التي أعادت لليمن عزتها فواصلوا الصمود، ولا تملوا فمن تبقى في "السمسرة" المحطمة سيعلنون الهروب قريبا..
الثانية: للمشترك كلامكم حلو بس يحتاج الى الخروج بحلول سريعة ونافعة، مللنا من "المطمطة" وأكثر من كذه "اشبتسق".
الثالثة:
للحرس الخاص والحرس الجمهوري، الموقف لا يكون إلا مرة واحدة في العمر لن
يتكرر والتاريخ لن يرحم احد، افعلوها واتجهوا الى الله مع شعبكم واتركوا
الأب والابن وشلة الأنس فقد انتهوا وأشرقت شمس الله " وكما قد أشرقت الشمس
أشرقت".
الرابعة: للفريق نائب الرئيس بالانابة من المعيب جدا أن تظل صامتا طوال 17 سنة افعلها لأجل شعب يحسن بك الظن ويراك المخلص.
الخامسة:
الشيخ صادق الأحمر أنت اكبر من كل من مارسوا السياسة منذ عقود، وعندما
يتحدثون ينسون ان الناس قد ملوا من الكلمات الهزيلة، فقولك هو القول وفعلك
هو الفعل.. أتمنى منك ومن إخوانك بعد أن تنكشف السحابة ان لا تعيدوا ترميم
البيت الذي بناه الشيخ عبدالله رحمة الله عليه واتركوه على حالة مع بعض
الترتيبات ليكون متحفا ومزارا للأجيال القادمة وضعوا أسماء الوسطاء في
براويز ووثقوها على الجدران، ومعها رسالة القمش التي يفضح فيها الغدر الذي تعرض له رجال اليمن، وليكتب على بوابة البيت " بيت الثورة".