المصدر أونلاين - خاص
قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن الرئيس علي عبدالله صالح أجرى
اتصالا هاتفياً مع نظيره السوري بشار الأسد اليوم الجمعة "جرى خلاله بحث
مجالات التعاون بين اليمن وسوريا".
وخلال الاتصال أيضاً، وصف صالح ما يحصل في اليمن وسوريا بـ"المؤامرة التي
تستهدف زعزعة واستقرار المنطقة ووحدتها الوطنية في إطار تنفيذ أجندة ما
يسمى بالفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد" حسبما قال.
ويبدو واضحاً أن صالح يشير بـ"المؤامرة" إلى الانتفاضة الشعبية الواسعة
التي تجتاح اليمن منذ ثلاثة أشهر للمطالبة بتنحيه عن السلطة ومحاكمته،
فضلاً عن الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت منذ أسابيع في سورياً ضد حكم بشار
الاسد.
ومنذ اندلعت انتفاضات الشعوب العربية ضد الأنظمة، لجأ الحكام الدكتاتوريين
إلى إلقاء اللائمة على دول أجنبية وأياد خارجية بالوقوف وراء الاحتجاجات
المطالبة برحيلهم عن السلطة. وهي فزاعة استخدمها الرئيسين المخلوعين زين
العابدين بن علي وحسني مبارك لكنهما أخفقا في استمالة شعبيهما إلى صفيهما
والحفاظ على بقائهما في السلطة تحت هذه الادعاءات.
وحالياً يمارس الرئيسيان الأسد وصالح نفس الأسلوب، ويوجهان الاتهامات لدول
أخرى بالوقوف وراء الانتفاضة الشبابية التي تجتاح البلدين ضد نظامهما. كما
ولا يكفان عن اتهام وسائل الإعلام وعلى رأسها قناة الجزيرة "بتشكيل غطاء
داعم للثورات ضدهما".
ويقول النظام السوري إنه يتعرض لمؤامرة دولية وعربية بسبب "مواقفه القومية
المساندة للمقاومة"، في حين يدعي علي صالح هو الآخر إن الاحتجاجات ضده في
اليمن تحظى بتمويل خارجي. واتهم يوم الخميس الفائت في مقابلة مع قناة روسيا
اليوم، دولة قطر بـ"تمويل الفوضى في اليمن".
وتقابل مثل هذه التصريحات على المستوى الشعبي بحالة من السخرية والتندر
إزاء الأساليب المكشوفة التي تحاول أنظمة الحكم الدكتاتورية أن تجد بها
مبررات واهية للاحتفاظ ببقائها في السلطة.
بينما ينظر البعض إلى أن تصريحات صالح الحادة تجاه قطر وفقدانه
للدبلوماسية المفترضة دليلاً واضحاً على سعيه للانتقام ممن يظن أنهم لم
يقفوا إلى جانبه بعد شعوره الأكيد بمغادرته للسلطة إلى غير رجعة، تحت ضغط
الاحتجاجات وصمود ملايين اليمنيين المطالبين برحيله في ساحات الاعتصام
بمختلف المحافظات اليمنية.