يمكن نقل السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية تكنوقراطية. ويمكن تنظيم
انتخابات نيابية ورئاسية جديدة خلال أشهر. ويمكن لعملية الانتقال ان تكون
في اليمن. ويمكن إعادة الحياة إلى العملية الانتخابية المتعددة الأحزاب حيث
السلطة.
تساءلت
صحيفة الأهرام في مقدمة تقرير صحفي نشرته في عددها الصادر اليوم السبت
:"هل يعيد التاريخ نفسه ويتكرر سيناريو ثورة 25 يناير المجيدة بمصر التى
قام بها المصريون، وأدت لتنحي الرئيس مبارك عن الحكم
ـ تنكرر
في اليمن لاسيما بعد أن بدأ كرسي الرئاسة ينسحب من تحت أقدام الرئيس على عبد الله صالح رويدا رويدا.
وقالت
أن الرئيس اليمني أعلن من جهته استعداداه لتسيلم السلطة إلى ما وصفها بـ "
الأيادي الأمينة التي يختارها الشعب" بشكل مشروع وليس إلى " الفضوليين
والغوغائيين". وهو ماقالت أن صالح يبدو أنه يكرر سيناريو الرئيس السابق
حسنى مبارك فى إحدى خطاباته عندما قال إنه يسعى لانتقال آمن للسلطة فى مصر
حتى لايقفز شخصيات بعينها على الحكم فى مصر.لكن عقلية الشباب المصرى كانت
أكبر من أى محاولات يدعى مبارك من خلالها البقاء فى الحكم.
وأضافت:"صالح
قال في خطاب ألقاه أمام أنصاره الذين احتشدوا بعد صلاة الجمعة في ساحة
التحرير أنه سيتم تنفيذ كافة المطالب بشكل المشروع وانه يريد تسليم السلطة
على أسس سليمة، واتهم معارضيه الذين ينظمون حركة الاحتجاجات ضده بأنهم"
مغامرين ومتآمرين يريدون القفز على السلطة".وهى نفس العبارة التى ربما
قالها مبارك لكن بأسلوب آخر"ملتوى".
وأشارت
إلى أن عشرات الآلاف احتشدوا في العاصمة اليمنية صنعاء في تظاهرات معارضة،
وأخرى مؤيدة لعلي عبد الله صالح. وتبادل فيها الطرفان الرشق بالحجارة لكن
الجيش اليمني أطلق الرصاص في الهواء لمنع انصار النظام من الاقتراب من
المحتجين في صنعاء.وكأن مشهد ميدان التحرير يتكرر من جديد عندما دخل مؤيدو
مبارك الميدان قادمين من ميدان مصطفى محمود بالمهندسين وتراشقوا بالحجارة
مع شباب الثورة.
وأكدت
في تقرير لها أن شهود عيان أفادوا أن مسلحين يرتدون ملابس مدنية أطلقوا
النار من سطح عمارة مجاورة لساحة الاعتصام على جنود الفرقة الأولى مدرعات
التي تحمي المعتصمين وهي قوات قالت أنها تتبع "اللواء المنشق علي محسن
الأحمر، وهو ماقالت أنه يعيد مشهد ما قام به القناصة التابعين لحبيب
العادلى وزير الداخلية السابق عندما صعدوا على سطح وزارة الداخلية وأطلقوا
الرصاص على المتظاهرين.وفي حين أشارت إلى أن نيران الضباط اليمنيين استهدفت
متظاهرين مناوئين للرئيس وهم في طريقيهم الى ساحة التغيير، وتحدث مصدر طبي
يتحدث عن إصابة أحد جنود الفرقة الأولى بنيران المسلحين.
وأوضحت
أن صالح خاطب الشباب وقال لهم " نحن معكم إلى الأفضل" موضحا انه ليس ضد
التغيير ولكن ضد "الفوضى والانقلابات" ومضى قائلا إن"السلطة محرمة على
الفوضويين"وقال إن التجمع الحاشد في ساحة التحرير هو "الرد العملي
والاستفتاء الشرعي على الوحدة والشرعية، ودعاهم إلى الحوار ونصحهم بتشكيل
حزب سياسي خاص بهم بعيدا عن تأثير الأحزاب المعارضة. وهو ماقالت أن صالح
أراد السير على خطى مبارك بدعوة الشباب والمعارضة إلى الحوار لكنهم رفضوا
قبل تنحيه عن السلطة.
وأشار
تقرير الأهرام المصرية الذي عنون:" من" مبارك " إلى "صالح" .. كل
سيناريوهات التنحي تتشابه" أشار إلى أن تردد تقارير عن أن اللواء علي محسن
الأحمر الذي أعلن انشقاقه وانضم إلى حركة الاحتجاج التقى بالرئيس صالح
لمناقشة خياراته تنحيه لكن الرجلين فشلا في التوصل إلى اتفاق. في حين قالت
ان الناطق باسم تكتل المشترك للمعارضة اليمنية قال في أول تعليق على خطاب
الرئيس صالح "إذا كان الرئيس صادقا في قوله بأنه سيسلم السلطة لمن يثق بهم
سنرى وسنعطيه فرصة 24 ساعة ليثبت أنه صادق". لكن الشباب المصرى وقت الثورة
منحوا مبارك 48 ساعة وليس 24 ليعلن التنحى وإلا سيتم تنظيم مسيرة مليونية
تسمى جمعة التحدى.
ونوهت
إلى احتشاد معارضو صالح في تظاهرات تحت مسمى "جمعة الرحيل"، التي قالت أن
حشود كبيرة انضمت إلى الآلاف من المعارضين المعتصمين في ساحة التغيير أمام
جامعة صنعاء وعرضوا صورا كبيرة لأكثر من خمسين شخصا قتلوا يوم الجمعة
الماضية. فينا قالت أن احتشد أنصار الحزب الحاكم احتشدوا هم ايضا في تظاهرة
كبيرة في صنعاء أسموها بجمعة التسامح تأييدا للرئيس اليمني ومقترحاته
الأخيرة لإنهاء الأزمة في البلاد.
وقالت
ان الجيش وناشطون معارضون نصبوا حواجز عند مداخل ساحة التجمع قرب الجامعة,
حيث قاموا بتفتيش الداخلين الى مركز الحركة الاحتجاجية المستمرة. فيما
نصبت الشرطة من جهتها حواجز على بعد حوالى أربعة كيلومترات عند مداخل
التجمع المؤيد للرئيس اليمني الذي يتعرض لضغوط متصاعدة للتنحي عن منصبه.
بعد أن قالت أن اللواء بالجيش علي محسن الأحمر الذي انشق وانضم إلى حركة
الاحتجاج أرسل قوات تابعة له يوم الاثنين الماضي إلى ساحة التغيير لحماية
المعتصمين. وسط تصاعد المخاوف من وقوع اشتباكات بين هذه القوات والقوات
المالية للرئيس صالح خاصة عناصر الحرس الجمهوري مثلما حدث خلال الأيام
الماضية في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت. بعد ان قالت أن مصادر في المعارضة
وأخرى من ساحة الاعتصام المسماة بساحة التغيير في صنعاء ذكرت:" أن السلطة
تحشد أعدادا كبيرة من المواطنين والقبائل وتوزع الأسلحة عليهم لاستخدامهم
كدروع بشرية لحماية "دار الرئاسة" من أي زحف محتمل عليه من قبل المعتصمين.
وأشارت
هذه المصادر إلى مخطط من السلطة لتحويل المشهد إلى "قتال بين المواطنين"
مع بعضهم بعد تسليح قبائل بهدف الاعتداء على المعتصمين سلميا بحسب وصفهم،
سيما بعد أن رفضت المعارضة عرضا جديدا من صالح الذي يحكم البلاد منذ نحو 32
عاما لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل نهاية العام الحالي. وهو نفس الأمر
الذى رفضه شباب الثورة عندما أعلن مبارك أنه لن يترشح لفترة رئاسية جديدة
وأصروا أن يحطموا الغرور الذى تكون عبر 30 عاما على أسس الفساد
والديكتاتورية.