المصدر أونلاين- خاص: إبراهيم الحكيم
لم يقصد المكان بغرض إعلان استقالته من الحزب الحاكم في اليمن ولا من
وظيفته الحكومية. فالأول لم يفكر قط في الانضمام إليه، والوظيفة العامة سبق
أن استقال منها قبل 18 عاماً «احتجاجاً على الفساد الإداري والمالي في
الوظيفة العامة» كما يقول، واتجه ليؤسس عمله الخاص.
المهندس عبد الكريم طاهر محمد،التحق بعد تخرجه عام 1987م بمكتب الإنشاءات
في أمانة العاصمة، وتولى قبل أن يستقيل عام 1992م، التصميم الإنشائي
والإشراف على تنفيذ مجسم «الساعة» في جولة «الحصبة»، والنصب التذكاري
للحديث النبوي «الإيمان يمان والحكمة يمانية» قبالة بوابة جامعة صنعاء.
يؤيد عبد الكريم طاهر حركة الشباب المطالبة بالتغيير وإسقاط النظام
السياسي الحاكم لليمن برئاسة الرئيس علي عبد الله صالح، ولهذا توجه لساحة
المعتصمين أمام جامعة صنعاء التي صار اسمها «ساحة التغيير»، لإعلان
تأييده الشباب وتضامنه معهم. وطلب «الجنة للشهداء والشفاء للجرحى» منهم حتى الآن.
وقد ألقى عبد الكريم كلمة مِن على منصة «ساحة التغيير» استهلها بوصف حركة
الشباب بأنها «ثورة الحكمة والإيمان»،وقال:«ليست من مصادفات مقتضى الحال أن
تكون ساحة ثورتكم السلمية واعتصامكم المهيب هنا وأمام هذا المجسم التذكاري
للحديث النبوي الشريف».
وأضاف:«إن هذا المجسم الذي كان لي شرف التصميم الإنشائي والإشراف على
تنفيذه عام 1989م مع الفنان علي الحاملي، أستاذ الرياضيات في جامعة عدن من
محافظة المكلا.. قد أثبتت الأيام أنه ليس مجرد نصب تذكاري من حجر، وإنما
شاهد حي على أن الحكمة تسري في دماء البشر».
وتابع:«إن ثورتكم المجيدة هذه واعتصامكم المهيب هذا، شاهد جلي ومثال عملي
ونموذج عصري لحكمة الشعب اليمني.. حكمة اتفاقكم على أن لا تختلفوا، وحكمة
اتحادكم في وجه من يريدون أن تتفرقوا.. وحكمة انتفاضكم بوجه مَن ظلموا
وطغوا..وحكمة صمودكم بوجه مَن استبدوا وبغوا».
وأردف المهندس عبد الكريم، قائلاً: «حقاً تلك شواهد الحكمة اليمانية..
حكمة تماسككم وعدم جنوحكم لعنف مَن توحشوا.. وحكمة هجركم السلاح وتسلحكم
بالهتاف الصَدَّاح.. وحكمة اختياركم طريق الفلاح وانتهاجكم سِلم الكفاح..
لإسقاط نظام الطالح (الفساد) ومحاكمة السفاح».
المهندس عبد الكريم (50 عاماً) رأى أيضاً أن «هذه الثورة مصداق الإيمان
يمان»، وقال:«نعم،الإيمان بأن التغيير سُنة إلهية وليس موجة
إعلامية..والإيمان بأن التغيير حاجة إنسانية وليس هِبَة رئاسية أو سلطوية،
وبأن الحرية منحة ربانية تولد مع الإنسان، وبأن الكرامة مكرمة مِن الرحمن،
والإيمان بأن العدالة لا تجتمع والطغيان».
وبَشّر الشباب في ختام كلمته، قائلاً: «ثقوا أن التقاء هذه الثورة السلمية
الحضارية ومجسم (الإيمان يمان والحكمة يمانية) في هذا المكان ليست مصادفة
بل مشيئة إلهية تبشركم بانتصار ثورتكم» حسب قوله.
مُضيفاً:«فاثبتوا واصبروا وأمضوا إلى الأمام، فغدا يكون الانتصار،غدا يكون الانتصار».