المصدر أونلاين - خاص ما يزال مراسل المصدر أونلاين في مدينة الحديدة بسيم الجناني يتلقى العلاج
بعد إصابته باختناقات من آثار قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الأمن على
المعتصمين في ساحة حديقة الشعب ظهر يوم أمس الأربعاء.
أحداث يوم أمس التي أسفرت عن إصابة نحو مائتي محتج
بعضهم إصاباتهم بليغة، حينما حاولت قوات الأمن ومجموعات "بلطجية" فض
اعتصام للآلاف من المطالبين بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم
منذ نحو 33 عاماً. وروى الزميل بسيم الجناني ما تعرض له أثناء أداءه عمله الصحفي لتغطية
وقال الزميل الجناني إنه كان في مكان بعيد قليلاً عن مركز الاشتباك ولا
يوجد فيه أي من المهاجمين أو المدافعين ويحمل كاميرا لتصوير هجوم من يطلق
عليهم بالبلطجية على المعتصمين في حديقة الشعب.
وأضاف ان أحد جنود قوات الأمن المركزي أطلق عليه قنبلة غاز بشكل مباشر
لكنها اصطدمت بشخص (مالك محل) كان واقفاً بجواره وانفجرت عليهم ما أدى إلى
اختناقه بالغاز "السام".
وتابع بصوت شاحب: "أثناء حالة الاختناق التي كنت أعيشها تلقيت ضربة قوية
من هراوة أحد المهاجمين الموالين للنظام في صدري فأغمي عليّ بعد ذلك ولم
أدر ما حصل لي بعدها لفترة".
وأشار إلى أن مسعفين في المستشفى الميداني لساحة الاعتصام هبوا لإسعافه
إلى المستشفى لإجراء الإسعافات الأولية، ثم نقل إلى مستشفى الأقصى الخاص
لتلقي العلاج.
وقال إنه وضع على أنبوب للتزويد بالأكسجين كما حقنه الأطباء بمهدئات بعد
إصابته بنوبات تشنج وأدخل إلى العناية المركزة لبرهة قصيرة مساء أمس.
وأضاف أن الفحوصات الإشعاعية كشفت تعرضه لكسور صغيرة في الصدر من آثار الضربة التي تعرض لها.
وخرج الزميل الجناني من المستشفى في الواحدة والنصف ظهر اليوم، لكنه سيعود
إليها في الثالثة عصراً لمواصلة تلقي العلاج، وربما يبيت هذه الليلة في
المستشفى بسبب المضاعفات التي تسببها الغازات السامة التي أطلقت في الهجوم.
وعجز أطباء من علاج الإصابات التي تعرضت لاختناقات بالغازات التي تطلقها
قوات الأمن والتي تسبب بتشنجات وتعطيل جزئي للجهاز العصبي وتستمر آثارها
لمدة طويلة، بينما آثار الغازات المسيلة للدموع تنتهي بمجرد خروج المستنشق
لها من مكان الدخان وتنفسه للأكسجين بفترة لا تزيد عن ساعة.
واستنكرت إدارة تحرير المصدر أونلاين الاعتداء الذي تعرض لـه مراسل الموقع
الزميل بسيم الجناني، محملة السلطات الحكومية المسؤولية الحكومية عن
سلامته. ودعت وزارة الداخلية إلى الكشف عن المصل المضاد للغازات التي
تطلقها والتحقيق في حادثة الاعتداء ومحاسبة المتورطين والمتواطئين فيه.
كما دعت نقابة الصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان إلى التضامن مع الزميل
الجناني وإدانة ما تعرض له من اعتداء، خاصة وأنه كان يؤدي عمله الصحفي.
وكان مسؤول أمني كشف للمصدر أونلاين في وقت سابق أن قنابل الغاز التي
تطلقها قوات الأمن حصلت عليها اليمن من الولايات المتحدة الأمريكية ضمن
مساعدات مكافحة ما يسمى بالإرهاب، مشيراً إلى أن الغازات ذات تأثير قوي
ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة إذا لم يلق المصاب رعاية كاملة أو كان جسمه
ضعيفاً.