لا بديل عن التغيير في اليمن والسلطة لا بد أن تعود للشعبناطق المشترك لـ"المصدر أونلاين": نحن مع مطالب الجماهير بدون تحفظ
المصدر أونلاين - حوار: عبدالله دوبله
عاد محمد قحطان ناطقاً رسمياً للمشترك في ظروف تشبه إلى حد كبير الظروف
التي بدأ فيها ناطقا رسميا إبان الحملة الانتخابية للمهندس فيصل بن شملان،
والتي عرف فيها بتصريحاته الجريئة..
عاد الآن والبلد يشهد تحولات جذرية، وتحتشد الجماهير المطالبة برحيل
النظام في الساحات والميادين.. إلا أنه ونحن نحاول الترتيب لهذا الحوار
كأول حوار معه، بدا جدول أعماله مزحوما جدا، حتى إن هذا الحوار أجري معه في
سيارته ظهر الأحد وهي تلف أحد شوارع العاصمة..
نعتقد أنه قال كلاما هاما حيث رد بشأن مطالب الجماهير برحيل النظام الآن،
إنهم في المشترك مع كل مطالب الشارع بدون تحفظ. المصدر أونلاين أجرى أول
حوار مع محمد قحطان بعد عودته ناطقاً للمشترك.
* نبدأ من الجديد بشأن اللغط
الذي حصل حول النقاط الخمس التي توصلتم إليها مع العلماء لنقل السلطة، ومن
ثم إعلان الرئيس مع بعض العلماء عن نقاط ثمان، ومن ثم إعلانكم عن عدم وجود
مبادرة من جهتكم في المشترك وانحيازكم الكامل لمطالب الشعب.. ما لذي حصل
بالضبط؟ - نحن أحزاب سياسية، وموقفنا واضح كل الوضوح، فنحن جزء من الشعب، وجزء من
هذه الساحات التي ترفع صوتها عاليا بالتغيير، ولا يمكن إلا أن نكون كذلك،
ولكن أي أطراف تأتينا، مشائخ وعلماء، ندير معها أفكاراً مطروحة للنقاش، هذا
كل ما في الأمر..
لكن كل أفكار وأي أراء نطرحها هي مضبوطة بضابطين أساسيين، الأول: أنها
مطروحة للنقاش على كل القوى السياسية ولا مجال للحديث عن أي فكرة انفرادية،
والثاني أنها يجب أن تكون داعمة لانتفاضة الشباب في الشارع.
* ولكن الشباب فهموا مبادرة النقاط الخمس أنها تعطي مهلة من قبلكم للرئيس حتى نهاية العام.. - لا توجد مبادرة، هناك أفكار نطرحها لتعزيز مطالب الجماهير المحتشدة في الساحات على مستوى الوطن.
* هل نفهم إذا إعلانكم الانحياز الكامل لمطالب الشباب في الساحات، أنكم حرفيا مع مطلب إسقاط النظام الآن، الذي يرفعه الشباب؟ - نحن مع مطالب الشباب، نحن مع الجماهير المحتشدة المطالبة بالتغيير، لا بديل عن التغيير في اليمن.
* الجماهير ترفع مطلب الرحيل الآن؟ - نحن مع كل ما ترفعه الجماهير وبدون تحفظ..
* لكن هل لديكم لترجمة هذا المطلب تصور حول المرحلة الانتقالية لترتيب تسليم السلطة؟ - لا أعتقد أن هذا وقت نقاش من هذا النوع..
* لكن عدم مناقشته يولد تخوفات
لدى البعض ممن يرون أن نقل السلطة في بلد مثل اليمن لا تمتلك مؤسسات دولة
ولا مؤسسة جيش تمسك المرحلة الانتقالية مثل مصر، ويرون أن مسألة نقل السلطة
والمرحلة الانتقالية تحتاج نقاشا جديا من الآن وأنكم كنخب سياسية في
المعارضة يجب أن تناقشوه فورا؟ - نحن كلقاء مشترك على استعداد أن ننخرط في أي نقاش عام وعلني وشعبي فيما
يتعلق بهذا الأمر، ونحن في اللقاء المشترك رؤيتنا واضحة، وطرحناها في 2005
في مشروع اللقاء المشترك للإصلاح السياسي الشامل، ثم طورت في رؤية وثيقة
الإنقاذ الوطني وهي تشمل المشترك وشركاءه.. ونحن على استعداد أن نطور رؤية
تتسع باتساع قاعدة المطالبين بالتغيير.
* لكن مشروع الإصلاح الشامل
ووثيقة الإنقاذ يركزان على رؤيتكم بشأن النظام السياسي البديل الذي تريدون،
وليسا تصورا للمرحلة الانتقالية.. - نحن نعتقد أن تنتقل السلطة لمالكها ومصدرها وهو الشعب، ونحن جزء من هذا الشعب.
* لكن كيف يتم ترتيب نقل السلطة للشعب لكي يختار من يحكمه في إطار انتخابي جديد؟ - أعتقد أن إثارة مثل هذه القضايا لا معنى لها، الناس في الشارع ولديهم
مطالب واضحة، والشعارات واضحة، الناس يطالبون بالحرية والعدالة والكرامة
والديمقراطية، يطالبون أن يكون الشعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة بما
هو معروف من آليات قد حسمتها الأمم المتحضرة، نحن لا نبحث عن نموذج خفي
وغامض.. الشعب اليمني لا يبحث عن نموذج في الحكم غير معروف، هو يريد أن
يكون مثله مثل الأمم المتقدمة الحرة، يريد أن تمارس السلطة السياسية ويتم
تداولها مثلما يتم في دول مثل بريطانيا، وأمريكا والهند وتركيا، في كل
البلدان المتحضرة والديمقراطية..
* لكن هناك من يتخوف وينظر لكم
في المشترك ولرؤيتكم للنظام السياسي البديل من خلال الماضي، فمثلا ينظرون
للإسلاميين السنة من خلال الخلافة الإسلامية، وللإسلاميين الزيود من خلال
الإمامة، وللناصريين من خلال دولة الحمدي أو عبدالناصر، وللاشتراكيين من
خلال الدولة الاشتراكية في الجنوب سابقا.. - هذا كلام لا أساس له من الصحة، ورؤيتنا للدولة التي نطلبها واضحة كل
الوضوح في وثائقنا المعلنة، في مشروع الإصلاح السياسي ووثيقة الإنقاذ
الوطني..
* الآن.. هل لازال أي تواصل بينكم وبين السلطة ولو على شكل أفكار مطروحة للنقاش كما أشرت سابقا؟ - أعتقد أنه ولفترات مديدة من 2006م وحتى الآن كان المشترك من يبادر ويقدم
مقترحات للسلطة، اليوم جماهيرنا خرجوا للشارع، هؤلاء الشباب هم من قواعدنا
حتى المستقلون هم فلذات أكبادنا، هؤلاء خرجوا إلى الشارع وقالوا كلمتهم،
والسلطة اليوم هي المطالبة إذا كان لها أي موقف، أن تعلنه وتحدده من مطالب
الشارع، إما تعلن موافقتها أو رفضها.. الكرة في ملعبها الآن..
* يعني لم يعد هناك أي تواصل بينكم وبين السلطة إلا من خلال الشارع؟ - لم يعد لنا نفس لأي حديث خارج الإرادة الشعبية التي تعبر عن اصطفاف شعبي واسع في مقابل حفنة من الفاسدين متمسكين بالسلطة..
* ولماذا يتأخر المشترك عن
الحضور بشكل رسمي في الشارع مع أن شبابه قد سبقوه إلى هناك، ألا ترى في ذلك
ما يربك المشهد السياسي، فعندما تريد السلطة أن تحاور تتحاور مع من؟ - عندما يهب الشعب من كل فئاته يذوب الناس جميعا، ونحن في المشترك وجب
علينا أن نذوب مع أولئك الشرفاء الذين نزلوا للشارع ومنهم من خرج من الحزب
الحاكم، وسلطة الحزب الحاكم، هناك اصطفاف شعبي واسع ونحن جزء من هذه الكتلة
الشعبية التاريخية التي خرجت وعبرت عن نفسها وتقول لا مناص من التغيير..
* وما هي آليتكم كمشترك لهذه المرحلة للترتيب للتغيير ونقل السلطة؟ - أعتقد أننا في المسائل الإجرائية، لن نكون بدعا عما يحدث في العالم
العربي وتجاربها من تونس إلى مصر وكل تجارب التحول الديمقراطي في العالم..
* هناك من يتساءل إلى أي مدى يمكن أن يطول هذا المشهد ويستمر الرئيس معه على الكرسي؟ - المسألة ببساطة.. نحن من فترة عقدين من الزمن نرفع صوتنا عاليا بمطالب
التحول الديمقراطي، وكانت السلطة من تشتت تلك المطالب وترفض التجاوب معها،
اليوم صارت هذه المطالب مسنودة بإرادة شعبية واسعة تعبر عن نفسها في
الميادين، ساحات الحرية والتغيير، نحن ماضون باتجاه التحول الديمقراطي، ولا
شيء غير ذلك، تحول مسنود بإرادة شعبية واسعة وفعل جماهيري إيجابي وملموس.
* هل ترى للأمر علاقة بما يحدث في ليبيا وأنه من يؤخر فهم السلطة لتستجيب لمطالب التحول؟ - أعتقد أن القلة في السلطة يفكرون بطريقة القذافي والمستبدين القدامى أو
المحدثين، لكنه لا يهم، فنحن لدينا إرادة شعبية مصممة أن تواصل نضالها
السلمي حتى تتحقق مطالبها، ونحن جزء من هذه الإرادة الشعبية، نحن جزء من
الشعب وسنبقى فيه وسنظل طليعة في إطار تحركاته ومطالبه.
* هل نفهم أن هذا هو سقفكم الآن؟ - الشعب هو مالك السلطة ومصدرها، وقد تحرك الشعب ورفع مطالبه بوضوح وصراحة، ولم يعد هناك مجال للسقوف فالشعب هو سقف السقوف..
♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » 
الدَولَہ: