مدن يمنية تتظاهر وصالح يحذر
شهدت نحو 12 محافظة في شمال وجنوب اليمن مظاهرات حاشدة شارك فيها مئات الآلاف، وتخللتها اشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود شمال البلاد وإصابة العشرات، وهو ما دفع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للتحذير من "مخاطر الفوضى والتخريب والإرهاب" في البلاد.
فقد تواصلت الاعتصامات الشعبية الحاشدة بزخم كبير في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، وفي تعز وعدن والحديدة وحضرموت والبيضاء وإب وحجة وصعدة وشبوة ومأرب والجوف.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية سبأ أن جنديين وضابطا قتلوا مع اندلاع الاشتباكات في محافظة الجوف المتاخمة للسعودية شمال البلاد.
المتظاهرون في قعطبة رددوا "ثورة ثورة بانتظام حتى يسقط النظام" (الجزيرة نت)
وقال مسؤول محلي إن حدة القتال زادت بعد أن اقتحم محتجون مبنى للبلدية وأطلقت قوات الأمن النار عليهم، مما أسفر عن إصابة عشرة دون أن تستطيع منعهم من السيطرة على المبنى.
وعلى صعيد متصل، أصيب 35 متظاهرا بمحافظة مأرب جراء إطلاق نار تعرضوا له، بينما كانوا يهتفون بإسقاط النظام أمام مبنى المحافظة الذي كان يوجد فيه المحافظ العميد ناجي الزايدي.
وفي أعقاب ذلك قامت مجاميع قبلية بمحاصرة مقر المحافظة من جميع الاتجاهات، في حين غادر المحافظ إلى صنعاء على متن مروحية بعد إصابته بجرح في رقبته من سلاح أبيض عندما حاول -ومعه أفراد من الشرطة- فض الاعتصام.
وقال الناشط المعارض محمد الشرفي لوكالة رويترز للأنباء "ندعو كل الوزراء وكل الشرفاء للاستقالة والانضمام للثورة".
مظاهرات حاشدة
وفي ضاحية قعطبة بمحافظة الضالع جنوب اليمن، خرج عشرات الآلاف في مظاهرة حاشدة رددوا خلالها شعارات تقول "ثورة ثورة بانتظام حتى يسقط النظام".
وفي الضالع أيضاً أعلن انضمام الأمين العام لمحلي المحافظة (نائب المحافظ) محمد العتابي وغالبية أعضاء محلي المحافظة إلى ثورة الشباب.
كما انضمت المجالس المحلية في ثماني مديريات إلى صفوف أبناء الثورة السلمية، وبدورها أعلنت الهيئات الإدارية للغرفة التجارية والصناعية ونقابتا المحامين والمعلمين انضمامها إلى ثورة الشباب، ودعت كافة منتسبيها إلى تقديم كل سبل العون والمساندة للثورة.
وفي محافظة الجوف، أصيب ثلاثة متظاهرين إثر إطلاق قوات الأمن النار على ساحة الحرية حيث كانوا يعتصمون للمطالبة بإسقاط النظام.
مظاهرة في الحوطة بلحج تطالب بإسقاط النظام (الجزيرة نت)
عصيان مدني
أما في الحوطة عاصمة محافظة لحج بجنوب اليمن، فقد عاشت المدينة على إيقاع الشلل التام إثر عصيان مدني.
وقال شهود عيان إن مالكي المحلات التجارية امتنعوا عن فتحها، وإن طلاب المدارس لم يذهبوا إليها استجابة لدعوات للعصيان المدني أطلقها ناشطون في المدينة، التي شهدت تنظيم فعاليات تطالب بإسقاط النظام ورحيل صالح.
ويقول حمدي الحاج –وهو أحد شباب التغيير بلحج- في تصريح للجزيرة نت إن "خروجنا جاء للمطالبة بإسقاط النظام الذي لم يقدم لنا شيئاً، فمعظمنا تخرج من الجامعات قبل سنوات ولم يحصل على فرصة عمل".
وبينما احتدم التوتر قامت السلطات اليمنية أمس الاثنين بترحيل ثلاثة صحفيين وباحث من بريطانيا والولايات المتحدة بشكل مفاجئ، وقال مسؤول في المطار إنهم "دخلوا جميعا بتأشيرة سياحية ولم يكن مسموحا لهم بالعمل".
استهداف الجزيرة
من جهة أخرى، يراقب مسلحون بزي مدني يعتقد أنهم من الأمن مراسل الجزيرة في اليمن أحمد الشلفي حيث يقومون برصد تحركاته.
وكان الشلفي تعرض لعدد من التهديدات بسبب تغطيته للاحتجاجات في اليمن، حيث تلقى الأسبوع الماضي تهديدات باستهداف أولاده، الذين هدده المتصل بخطفهم، بعد أن كال له الشتائم بسبب تغطيته لثورة الشباب في اليمن.
صالح: لا مكان للفوضى والتخريب في أرض الوطن (الجزيرة-أرشيف)
وأمام التطور المتسارع للأحداث في اليمن، قال علي عبد الله صالح -الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما- خلال لقاء مع وجهاء قبليين من منطقة خولان شرق صنعاء، إنه "لا مكان للفوضى والتخريب في أرض الوطن".
وأضاف صالح "لن يسمح شعبنا بالفوضى، وها نحن نراه كيف يعبر كل يوم عن رفضه للعنف والتخريب والفوضى والإرهاب، ويعلن تمسكه بالأمن والاستقرار والوحدة والشرعية الدستورية".
وشدد على أن "الشعب اليمني لن يفرط في ثوابته الوطنية وسيدافع عنها كما دافع عنها في الماضي".