المصدر أونلاين - ذويزن مخشف
نزل ألوفا من الشبان المحتجين اليوم الخميس إلى شوارع مديريات عدن رافضين
خطة قدمتها أحزاب المعارضة تمهد الطريق إلى الرئيس صالح لنقل السلطة بحلول
نهاية عام 2011 بينما أعلنوا التنظيم غدا لجمعة وفاء"للشهداء" حيث معظم
القتلى الذين سقطوا بنيران الأمن في المظاهرات التي تعم اليمن منذ ثلاثة
أسابيع في عدن.
وأقر المحتجون في اعتصام المنصورة والمعلا وأسر القتلى تشييع جثامين 3 من
الشهداء يوم غد الجمعة بينهم أول قتيل سقط خلال الاحتجاجات السلمية
المناهضة للنظام التي طالبت بإسقاط حكم الرئيس علي عبدالله صالح الممتد إلى
33 عاما.
وقال منظمو ائتلاف ثورة الشباب بعدن في اعتصامي المنصورة والمعلا أنه سيتم
التحام المشيعين في ساحة الشهداء بالمنصورة بعد أن يوارى جثمان الشهداء في
مقبرة المنصورة ومن ثم مسيرات تجوب مديريات الشيخ عثمان وسير إلى ساحة
العروض بخور مكسر.
وأول قتيل سقط برصاص الأمن يوم 16 فبراير بمديرية المنصورة هو محمد علي
العلواني (شاعن) 16 عاما..وسيشيع جثمان القتيل أيمن علي حسن النقيب(19
عاما) الذي لقي حتفه يوم 20 فبراير بالمنصورة إلى جانب هائل وليد هائل(14
عاما) كان قتل برصاص قناصة في أحداث جمعة الغضب الدامية في مدينة المعلا
يوم 25 فبراير.
وقال وسيم اللصيصي أحد النشطاء البارزين بعدن ومنظمي اعتصام المنصورة أن
مراسم التشييع الشهداء الثلاثة ستنطلق من ساحة الشهداء بالمنصورة بعد صلاة
الجمعة والصلاة عليهم بمسجد عمر بن الخطاب الواقع في محيط ساحة الاعتصام.
وأضاف اللصيصي أن جمعة الغد ستكون استثنائية وحاشدة وتعبيرا عن الوفاء
لشهداء الاحتجاجات السلمية بعدن فضلا على تأكيد الرفض لمحاولات التشويه
والتشكيك في جدية استمرار الاحتجاجات الشعبية السلمية وعدم القبول
بالمبادرات التي تطرح هنا أو هناك والتي تشبه إغراءات السلطة الكثيرة التي
قدمت وثم رفضها تماما.
وغطى المحتجين في عدن هذا الأسبوع خيامهم برايات وصور القتلى الذين سقطوا
بنيران الأمن البالغ عددهم 24 شخصا. كما نكس على أسطح المبان السكنية
والمنازل الأعلام السوداء في عدد من مديريات عدن تضامنا مع أسر القتلى.
وأكد اللصيصي أن مطالب الشباب كما هي ولم تتغير وأن محاولات الالتفاف على
انتفاضة الشباب مصيرها السقوط فالمطلب عند الجميع الآن واحد هو رحيل الرئيس
ونظامه فورا.
وتمثل الاحتجاجات في عدن نظرة مختلفة مع بقية الاحتجاجات الشبابية في
المحافظات الجنوبية وسائر أنحاء البلاد كونها تكتسب زخما أوسع بسبب اختفاء
شعارات الانفصال مع انخراط أنصار ونشطاء الحراك الجنوبي في صفوف المتظاهرين
المطالبين بإسقاط الرئيس على الرغم من محاولات الدس السلطوية والحزبية.
وخرجت مئات النسوة اليوم الخميس في عدن إلى ميادين الاعتصام الشبابي
مطالبة أيضا برحيل الرئيس صالح. وتقدمن أمهات القتلى المسيرة النسائية
وطالبن بالقصاص من المسؤولين وهتفن بسقوط صالح ونظامه.
ووصل وليد هائل والد القتيل هائل مساء اليوم الخميس عدن لتشيع نجله قادما
من صنعاء حيث مقر سكنه وقال أنه بقدر المفاجئة الصاعقة التي تلقى بها نبأ
استشهاد ولده في أحداث المعلا خلال الجمعة الدامية 25 فبراير تفاجئ لدى
قدومه وبسرور بالغ وضع صورة كبيرة لابنه على مدخل الشارع الرئيسي حيث مكان
الاعتصام.
وتابع في حديث بالهاتف مع"المصدر أونلاين" قائلا:"اللهم لك الحمد.. هذه
مشيئة الباري.. وغدا سأشيع جثمان ولدنا مع بقية شهداء عدن.. لا يسعني
قول(إن لله وإنا إليه راجعون)".
ويخيم آلاف شبان بعدن في ساحات الاعتصام للأسبوع الثالث وطيلة ساعات اليوم
يستمعون للأغاني الوطنية والثورية كمصدر إلهام لثورتهم الجديدة الذي يبدو
أنها تلهب حماستهم كما كانت تشعل حماسة ثوار وفدائي الجنوب ضد الاستعمار
البريطاني لعدن.