آلاف الأطباء والصحفيين ينضمون إلى الاحتجاجاتالمحتجون يرفضون مبادرة الرئيس ويستعدون لإحياء "جمعة الصمود"المصدر أونلاين - يوسف عجلان
أعلن المحتجون المعتصمون في ساحات المدن الرئيسية باليمن رفضهم لمبادرة
تقدم بها الرئيس علي عبدالله صالح لحل الأزمة السياسية يتم بموجبها صياغة
دستور جديد للبلاد وتغيير نظام الحكم إلى النظام البرلماني.
وهتف المحتجون شعارات رافضة لمبادرة صالح، وأكدوا أنهم سيصمدون في
اعتصاماتهم حتى رحيله من السلطة، كما أعلنوا اعتزامهم إحياء "جمعة الصمود"
يوم غد في مختلف نواحي اليمن، داعين اليمنيين جميعاً إلى المشاركة فيها.
الشاب أسعد الخلقي اعتبر مبادرة الرئيس محاولة لتمييع مطالب الشباب بتقديم
وعود "كاذبة"، مشيراً إلى "فقدان" الثقة بين الشبان والرئيس.
وقال الخلقي لـ"المصدر أونلاين": "الرئيس يحاول تقديم مبادرات كاذبة
للخروج من الأزمة وللتحايل على الثورة الشبابية، لكننا لن نستمع لكلامه مرة
أخرى.. ولم نأتي إلا من أجل إسقاط نظامه ورحيله".
الفنان الكوميدي صلاح الوافي قال من جانبه: "نقول لصالح ان كرته حرق لدى
جميع أفراد الشعب، ومبادرته جاءت متأخرة ولا صلاحية لها الآن".
وأضاف في حديث لـ"المصدر أونلاين" أن الرئيس يتوقع انسحاب معتصمين من
ساحات الاعتصامات بعد مبادرته، "ولكنه للأسف لم يفهم أن الشعب قد يأس من
كذبه، وهؤلاء الذين خرجوا إلى ميادين التغيير ليسوا كبلاطجته الذين لا
يستطيعون الصبر ساعة تحت نيران الشمس، بعكس الشباب الأحرار الذين لهم أكثر
من 4 أسابيع رغم كل ما لاقوه من قتل وبلطجة".
مبادرة متأخرة أما الطالبة الجامعية سميه الغيلي فقالت ان المبادرة التي طرحها الرئيس
جاءت متأخرة، وكان من المفترض أن يقدمها مبكراً عندما اندلعت الثورة
التونسية وتوقع حينها السياسيون اندلاع ثورة في اليمن، مضيفة "لماذا لم يقم
الرئيس وقتها بهذه الخطوة؟ رغم أن العلماء وأحزاب المعارضة كانت تطلب هي
بالحوار وهو كان يرفض".
ورأت سمية الغيلي في حديثها لـ"المصدر أونلاين" أن الرئيس "عاند كثيراً"
خلال الفترة الماضية، مؤكدة أن المعتصمين سيصمدون حتى تحقيق مطالبهم
المشروعة المتمثلة برحيل صالح خصوصاً بعدما سفكت الدماء وسقط شهداء وجرحى.
ويؤيد ذلك أيضاً صهيب علي أحد جرحى يوم الثلاثاء الماضي في صنعاء الذي أكد
على أن هدف الشبان الذين خرجوا إلى الساحات هو إسقاط النظام بكامله.
وقال لـ"المصدر أونلاين": "لن نقبل بالعودة إلى منازلنا إلا بعد ان يرحل
الرئيس.. ومبادرته لن تقدم أو تأخر فيما جئنا من أجله، ودماء القتلى
والجرحى لن تعوض".
"نهب للثروات" أما نقيب الأطباء والصيادلة اليمنيين الدكتور عبدالقوي الشميري أبدى ثقته
في أن الانتفاضة ستحقق مطالبها برحيل صالح، لكنها نبه إلى ما يقوم به
النظام من صرف لمليارات الدولارات لمناصريه "لتفريغ الخزينة العامة قبل
رحيله، ولوضع الثوار في أزمة مالية".
وقال الشميري لـ"المصدر أونلاين" إنه "يجب محاكمة الرئيس صالح على كل ريال
ينهبه اليوم وقبل اليوم.. لقد نهب مليارات الدولارات.. إنه يسرق أموال
الشعب اليمني ليضعنا أمام تحديات قادمة، وما قام به من بذخ للأموال تعتبر
طريقة سفيهة يعمله من أجل أن يصفي الخزينة العامة حتى يجعل اليمن مفرغة".
وأضاف: "أقول للشعب اليمني ان صالح أفقركم وهو على الكرسي وسيفقركم وهو راحل وهذه استراتيجيته الخبيثة".
انضمام شرائح جديدة وانضم اليوم الخميس أكثر من خمسة آلاف طبيب وصيدلاني ونحو 400 صحفي إلى المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء.
وأعلنت نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين انضمام أعضائها رسمياً إلى
المحتجين، مؤكدة أن انضمامهم جاء إثر الاعتداءات التي تعرض لها المعتصمون
في محافظات الجمهورية من قبل "بلطجية" الحزب الحاكم وقوات الأمن.
وقالت النقابة في بيان لها "إنما يحدث اليوم لكم من استهداف وحشي همجي
بأسلحة ورصاص حي وقنابل غازية، لم نعرف لها أصلا حتى الآن، تهدد الكثير
ليثبت للجميع أننا نعيش في ضل نظام لا نأمنه على حياة أبنائنا فكيف نأمنه
على مستقبل هذا البلد".
وأضاف "حكمة اليمانيين لم تخبكم فمن بديهيات الطب التي تعلمناها أن معالجة
الأعراض دون المرض المسبب يفاقم الحالة سوءاً، وها أنتم توجهون مطلبكم نحو
مكمن الداء لاستئصال ورم خبيث قارب أن يفتك بجسد أمتنا".
وكانت قوات مكافحة الشغب قد منعت الأطباء والصيادلة من الوصول إلى ساحة
التغيير وأقامت الحواجز الأمنية، غير أن الأمن لم يتحمل كثيراً تدافع
الأطباء الذين تجاوزوا الجنود ووصلوا إلى الساحة.
وفي ذات السياق أعلن نحو 400 صحفي يمني انضمامهم إلى المحتجين بساحة التغيير للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح.
المصدر أونلاين ينشر صوراً لساحة التغيير بعد انضمام الأطباء والصيادلة والصحفيين