بوابة الاعلانات - ملحقات الدعاية والاعلان
راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام 10378110
بوابة الاعلانات - ملحقات الدعاية والاعلان
راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام 10378110
بوابة الاعلانات - ملحقات الدعاية والاعلان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
  ادارة : زوار واعضاء بوابة الاعلانات نتشرف بزيارتكم وتواجدكم معنا وتفاعلكم المثمر ونتمنى لكم الاستفادة من المحتوى والاعلان معنا  . لأستفساراتكم وطلباتكم يرجي التواصل معنا عبر الرابط التالي  إتصل بنا  او مراسلتنا على البريد التالي  البريد

 

 راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو محضار المعبري
المدير العام
المدير العام
ابو محضار المعبري


♣ آنضآمڪْ » : 26/09/2010
♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 841
الدَولَہ: الدَولَہ: : قلعة اليمن
ذكر

راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Empty
مُساهمةموضوع: راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام   راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Emptyالإثنين فبراير 28, 2011 3:50 pm

راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام 888771
راي الشيخ عبد المجيد الزنداني

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو محضار المعبري
المدير العام
المدير العام
ابو محضار المعبري


♣ آنضآمڪْ » : 26/09/2010
♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 841
الدَولَہ: الدَولَہ: : قلعة اليمن
ذكر

راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Empty
مُساهمةموضوع: رد: راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام   راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Emptyالإثنين فبراير 28, 2011 3:50 pm

رأي الشيخ عبد الوهاب الديلمي

راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Delamyislah2

برزت مؤخراً على الساحة ظاهرة
الفتوى والفتوة المضادة ، حول قضية المظاهرات والاعتصامات والحشود
الجماهيرية المطالبة بتغيير الأنظمة.... كيف تنظر إلى المشهد من زاوية كلية
؟

ما حدث ابتداء من تونس فمصر فبعض الفعاليات التي ظهرت
في اليمن كل هذه عبارة عن احتقانات في نفوس الناس بسبب المعاناة لسنوات
طويلة ، فالشعوب عانت من القهر والإذلال والظلم وعانت من مصادرة حقوقها
سواء من الناحية الاقتصادية او من ناحية التعبير عن الرأي أو حتى من عدم
وجود الأمن النفسي في داخل الفرد ذاته ، أحياناُ قد يصبح الإنسان غريباً في
بلده، لقد جاءت شرارة الانطلاق من تونس من قبل ذلك الشاب الذي أحرق نفسه
وان كانت ردة فعل غير محمودة لا كنها أشعلت الثورة فاستجاب الناس لهذا
الحدث واقامهم وأصبح التفاعل عند كل الناس لا عند طبقة محددة لأن الظلم قد
مس الجميع باستثناء أعوان الظلمة ومن في حكمهم فتداعى الناس جميعاً بصوت
واحد مطالبين بتغيير النظام ،وقد كان همه أمرين اثنين ، الأول إرضاء الغرب ،
والثاني البقاء على كرسي المسئولية من أجل ضمان مصالحهم ، وما أراه فيما
طرحت في السؤال أن الناس لا ينبغي أن يختلفوا فيها لان الذي يقول بتحريمها
ليس له مستند إلا ما يقوله من فوضى وغوغائية وخروج عن الحاكم وما إلى ذلك ،
وأنا اقو لان هذه وسائل وليست غايات ، والمقاصد يحكم عليها بحكم الوسائل ،
فالوسائل ليست توقيفيه ، بمعنى إنها ليست من العبادات التي تحتاج إلى أدلة
، فان كانت الغاية محرمة فالوسيلة محرمة، وان كانت الغاية واجبه فالوسيلة
واجبه ، وما حدث في مختلف البلدان من انتفاضات هي عبارة عن وسيلة وليست
غاية ، وسيلة تفضي إلى أداء حقوقهم المنهوبة ، وان شاء الله تؤدي هذه
الوسائل إلى الغايات المحمودة ، وهو كسر الظلم الذي منيت به الشعوب طويلاً ،
حتى أصبحت معاقل العلم والعبادة مراقبة في حين لا تراقب أوكار الفساد..
وأقول لك حال هذه الوسائل مثل وسائل الإعلام تماماً ،
هل وسائل الإعلام تستخدم من اجل إحياء الإيمان في النفوس ؟من اجل علاء كلمة
الحق ؟من اجل إبطال الباطل ؟ إذا كانت كذلك فهي محمودة . وان كانت لتشويه
الدين والتطبيل للحاكم وما أشبه فهي باطله، فمن يقول بتحريم المظاهرات
والانتفاضات فهو خاطئ ، وأقول لمن يقول أنها محرمه : هل كل شئ وجد في هذا
العصر ولم يوجد سابقا في عصر الصحابة محرم اليوم لأنه لم يوجد آنذاك ؟ أذا
كان كذلك فسنحكم على معظم أنماط حياتنا بأنها محرمة ، هذه الدعوى غير صحيحة
وتحتاج من أصحابها إلى مراجعه.
على الصعيد ذاته فيما بين أحاديث
طاعة ولي الأمر التي أمطرنا بها بعض الفقهاء وبين حديث : أعظم الجهاد كلمة
حق عند سلطان جائر ضاعت بوصلة التوازن واختل طريق السير ...أين تكمن
الحقيقة ؟

الشقان الموجودان في السؤال صحيحان ، طاعة ولي الأمر
واجب شرعي ،، وكلمة حق وأنصح الحاكم واجب إنما كيف نحسن التوازن بينهما ؟
الأصل إن الحاكم يطاع لكن ليس الطاعة العمياء ، إنما الطاعة المبصرة لذلك
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : إنما الطاعة بالمعروف ، ولا طاعة لمخلوق
في معصية الخالق ، هذه القاعد هي الإطار الذي يبغي إن يتعامل به الحاكم
والمحكوم، الذين يأمرون بطاعة لابد إن يسلكوا مسلكين : إن يربطوها بطاعة
الله ورسوله : الثاني :إن يقولوا كلمة الحق للحاكم ، فإذا أخطئ أو عصى
فلابد إن تقول له كلمة الحق ...عندما نوجه الناس للطاعة العمياء ونخفي
جانب الأمر والنهي في حق الحاكم فمعنى ذلك إننا نربي الشعوب على الإذلال ،
نربيهم على الاستخدام ، نربيهم على الخضوع ،نربيهم على إن لا يقولوا كلمة
الحق ،نربيهم على إن يكونوا قطيعاً من الإنعام ،وهذا مالا يحمده الإسلام
ولا يريده...
الإسلام يجعل الإنسان كريماً مشرفاً عند الله عز وجل ،
الإنسان مكرم من حيث هو إنسان ،(ولقد كرمنا بني أدم ) الإسلام علمنا كيف
كان الرسول يتعامل مع الناس ، ولوجد من يقول للحاكم قف عند حدك ويبين له
حدوده لما بدأ الطغيان في الحاكم أو أستفحل ، أما استخدام العصا وضرب الناس
فهذا من الخروج عن شرع الله تعالى ، وعلى الحاكم أن يحفظ شرع الله ، ومن
أعظم مظاهر حماية شرع الله والعمل به أن يحفظ لهذا الإنسان كرامته ، يحفظ
له ماله ودمه وعرضه وكرامته .
ثمة حديث يردده كثير من الفقهاء على الدوام وهو : أطع الأمير ولو جلد ظهرك وأخذ مالك ....فماذا ترى فيه ؟
هي من هذا الجانب الطاعة كما قلنا واجبه للحاكم ، لكن
أن يأخذ الإنسان ما يريد ويدع ما يريد فهذا هو الخطاء هناك حق للحاكم
وهناك حق للشعب،فإذا حصل التوازن بينهما سارت الحياة صحيحة ، والأصل انه
على الحاكم إن يفتح سمعه للنصح كما يريد من الآخرين ان يفتحوا قلوبهم
للطاعة ، فإذا فتح الحاكم سمعه للنصيحة وفتح الناس قلوبهم للطاعة هنا يعرف
الجميع حقوقهم وواجباتهم ، والذي يحمل الحاكم على عدم قبوله للنصح هو
وصوله إلى درجة الطغيان ، في الطبيعة البشرية إذا لم يوجد وازع ديني عندها
يحصل الطغيان خاصة إذا كان ضعف الإيمان بالله واليوم الآخر ، والحاكم في
الأصل خادم وأجير ، وللأسف فأن الحكام فهموها على العكس تماماً ، راو أن
الأمة خادمة للحكام ، وهنا حصل الطغيان.
ما الحل من وجهة نظرك ؟
أولاً أقول شهدت المنطقة العربية انقلابات في فترة
معينه وكانت هذه الانقلابات لا تأتي بخير ، تهدر فيها الدماء وتضيع الحقوق ،
وربما تأتي ببديل أسوأ ، فتواطأ الناس على التبادل السلمي للسلطة بالطرق
السلمية ،وهذا شئ طيب ، لكن الوسائل إلى هذا المشروع أجهضت ، هذه
الانتخابات التفوا عليها ، الحاكم رفع الشعار ليطمئن الناس ، وهي طمأنة
مزيفة أشترى أصوات الناس بالرغبة والرهبة ،وبوسائل عده ، والشعوب عندما
يغلب عليها الجهل ينطلي عليها مثل هذا الخداع، فكلمة "سلمي " أطمأن لها
الحاكم وكلمة "تداول " التفوا عليها فظلوا هم المحاكمون لأنهم أمنوا
الانقلابات،وبقى الحل الوحيد أن يكون الحاكم صادقاً،عندما جاء هذا الالتفاف
وحصل التزييف بل والتزوير لأصوات الأطفال والأموات والأجانب ضيع حقوق
الأمة وأتي بالاحتقان في نفوسها ، الناس تكلمت ، الصحف المستقلة انتقدت،
الأصوات ارتفعت ، المتابعون من الخارج انتقدوا ، الحاكم صم أذنه ، وهنا حصل
الانفجار لأن الصبر له حدود.
الى جانب الظلمة هناك أعوان
الظلمة ...هل تعتبرون المروجون للحكام والقائمين على خدمتهم من أعوان
الظلمة ، بما في ذلك رجالات الأمن والجيش الذين ينفذون ماتمليه عليهم
قياداتهم من قتل وضرب للمتظاهرين والمحتجين؟

لاشك .. من أعان على الخير مأجور عليه ، ومن أعان على
الظلم أثم ذلك ،فمن دعا إلى تدعيم الظالم وهو يعرف أنه ظالم فهو آثم لاشك .
وهو يعين على الشر ، ولا يجوز له ذلك،وما ضاع حقوق الناس إلا هذه
المجاملات وهذا التزلف للحاكم, وإلا نفخ روح الطغيان في الحاكم وإلا
التصفيق للحاكم بالدم والناس ما عاد فيهم لا روح ولا دم "يضحك".
ما يتعلق برجالات الشرطة والأمن كما ذكرت لك واستخدامها لقمع المتظاهرين والمحتجين ؟
هذه الجيوش بنص الدستور لخدمة الشعب لا للاستخدام
الشخصي أو الطائفي أو الفئوي ، والأصل فيها إن تحفظ الأمن ، ومعظم
الميزانية تصرف لهذا لهذين الجهازين ، المسلمون يقتتلون في كثير من بقاع
الأرض والجيوش تأكل وتشرب تنتظر أوامر الحاكم من أجل إن تحمي كرسيه ، وهو
ينفق عليها مليارات من أموال الأمة ، اليوم الجيش والأمن صارا يوعيان توعية
خاطئة من أجب حماية الحاكم ، والولاء ليس للشعب إنما للحاكم هذا الخلل في
بناء الجيش خطير ، وعليه حفظ حقوق أخوانه المدنيين وحفظ الحق العام قبل
الحق الخاص ، هذا الجندي عندما يؤمر أن يتسلط على أخيه المسلم بباطل وليس
بحق ، فإذا أقدم على ضرب أي إنسان أو قتله أو استخدم المواد الخانقة التي
تؤدي إلى التلف فأنه أثم وسيحاسبه الله على ذلك ، لأنه المباشر للفعل قبل
الحاكم ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم – لايزال المؤمن في فسحة من دينه
ما لم يرق دماً حراماً، ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها
وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً ). لم يوجد وعيد في القرآن
مثل الوعيد على من قتل النفس المحرمة ، فلا يظن الجندي أنه إذا أمره قائده
بقتل أي مواطن أنه في حل من أمره وفي عفو من الله إذا أمر فعليه أن يتبصر
أولاً وهو إنسان عاقل ويرى هل ذلك حق أم باطل ؟ لا يجوز له قتل النفس
المحرمة.
لا يلزمه قتل رجل الشارع مثلاً في الاحتجاجات والمظاهرات ؟
لا يجوز .. لابد إن تكون الطاعة مبصرة ، فأن أمره القائد بأمر موافق للشرع أطاعه وإلا فلا يجوز.
يعتب عليكم كثير في جمعية علماء
اليمن الدور الذي يراه البعض غير إيجابي تجاه الكثير من القضايا الوطنية
الكبرى والإستراتيجية ، ويقولون : تجتمعون بدعوة سياسية وتنصرفون ببيان كتب
سلفاً من أجهزة الأمن؟

قد يكون الصمت لسبب معين ، بعد اختيار الشعب لأعضاء
مجلس النواب المسئولين أمام الله وأمام الشعب والواجب عليهم أن يبينوا الحق
والباطل ، مجلس النواب هو أعلى سلطه في البلد، العلماء أحياناً قد يطمئنون
لهذا الجانب ، وللأسف فمجلس النواب عندما يريد أن يحاسب الحاكم أو يسأله
لا يسمع له ، الأغلبية مع الحاكم ، ثانياً هناك اختلافات في وجهات النظر
لتعدد الاتجاهات والمشارب ، وقد ذكر ذلك ابن تيمية في كتابه رفع الملام عن
الأئمة الإعلام .
هناك قضايا إستراتيجية تهدد حاضر ومستقبل البلد وذات أبعاد خطيرة لم نسمع لعلمائنا دور يذكر فيها؟
هذا جزء من المعاناة ومما أدى إلى الاحتقان في الأمة،
وما الذي دفع الناس إلى هذه المظاهرات والاحتجاجات التي نتحدث عنها إلا هذه
السلبيات المتراكمة، وكون العلماء يسكتون فهذا راجع إلى ما ذكرت لك من قبل
قليل الدور الرئيس هنا بيد مجلس النواب ...
وأنتم لاشيء عليكم؟
لا يعفون على أية حال وبالنسبة لجمعية علماء اليمن ،
فلم يتفق العلماء حتى الآن على صياغة أسس وعمل هذا الكيان بحيث تكون رابطة
للعلماء الفعليين الذين هم أهل علم وصدق ، الجمعية شكلت بقرار سياسي من أجل
أن تحركها الولاة كما تشاء ومتى تشاء ، وعلى النحو الذي يريده الحاكم،
أتحدث عن الجمعية ولست عضواً فيها لان رئيس الجمعية رفض أن يمنحني بطاقة
العضوية ، على الرغم من توسط بعض الأخوة وبدون أن أطلب ذلك ، فقال أني لست
من العلماء حتى استحق عضويتها، فحمدت الله على أني لست عضواً فيها، وقد تمت
دعوتي للحضور بعد ذلك في بعض اجتماعاتها فرفضت وقلت أحفظ كرامتي ولا
أهينها.
يقال أن أعضاء الجمعية يجتمعون بدعوة سياسية وينصرفون ببيان سياسي كتب سلفاً من قبل الأجهزة الأمنية ؟.
اعتقد إن هذا صحيح ، ولذلك لوسألت ربما من هم أعضاء في الجمعية لقالوا لك هذا الكلام .
مؤخراً تم تشكيل لجنة مرجعية من عدد من العلماء .. برأيك لما هذه اللجنة ؟
والله ، أنت تعرف هيئة الفضيلة وبعدها نشأت هذه اللجنة
التي يرأسها الشيخ عبد المجيد الزنداني ، وأنا لا أستطيع أن أعطيك جواباً
دقيقاً فيها، لست عضواً فيها ولم أشاور عند نشأتها ولا أعرف عنه الكثير ،
وأفضل أن تسأل الشيخ عبد المجيد فهو أدرى بشئونها حتى لا نفتئت عليه بشيء.
أعرف ذلك ولكن لا مانع أن تقول رأيك من خارجها؟
تقييمي الشخصي إن الحكام لا ينشئون مثل هذه الأشياء إلا
لخدمة مصالحهم ، يريد أن يستخرج فتوى لمحاربة الإرهاب مثلاً أو شيئاً من
هذا القبيل أما لوترك لهم الحبل على الغارب فهذا لا يمكن أن يحصل،
الأختلالات الموجودة أكثر من ان تحصر ، فلماذا لا يعطيهم هذا الحق ويكون
أول من يسمع لكلامهم .
متى سنسمع لكم معاشر العلماء موقفاً وطنياً ونضالياً مشرفاً؟
والله هذا يتوقف على إيجاد كيان أو رابطة لعلماء اليمن أولاً وإن كان ثمة صعوبة في ذلك.
يقال إن الوهابية غزت فكر الإخوان المسلمين فأصبح كثير منهم وهابيين من حيث يدرون ولا يدرون؟
أولاً أريد أن أصحح مفهوم الوهابية إذا سمحت لي ، فهي
نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب المصلح المجدد، الذي ظهر في وقت كانت الحجاز
ونجد قد كثرت فيه الأوهام والخرافات بل كان بعضهم يعبد القبور ، فعمل على
تطهير المنطقة من هذه الأوهام،وبالطبع له أخطأ كأي بشر ليس معصوماً ، إنما
المشكلة إن الناس الذين عادوه ولم يعرفوا فكرته ومنهجه أصبحوا يطلقون كلمة
"وهابية" وكأنها "سبة" ومن قرأ منهجه يجد أنه أعتمد على الكتاب والسنة، قد
يكون له فه م خاطئ في بعض الآيات أو الأحاديث والأصل أن يحتكم الناس إلى
النص لا إلى الفهم ، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب مجدد مصلح ، وقد خفتت أصوات
إتباعه اليوم ، وأقول إذا وجد في الحركة الإسلامية من له اجتهاد شخصي في
قضايا معينه فهذا ميزة للحركة أنها لا تجعل الناس كقوالب "البلك" على مقاس
واحد لان طبيعة الناس تختلف والصحابة أنفسهم كانوا يخالفون بعض الخلفاء
الراشدين في بعض المسائل ، وهذه من محاسن الإسلام.
أتفق معك أنه ما يحمد لأبن عبد
الوهاب أنه فعلاً قضى فعلاً على شركية القبور ، لكن إتباعه اليوم لازالوا
يكررون ذات الدعوة وقد انتهت بل لقد انتقلنا إلى الشرك السياسي وصنميه
الحكام؟

في الجانب الأول ، لا نستطيع القول أن التمسح بالقبور
أو تقديسها انتهت ، لاتزال هناك مظاهر كثيرة في أفريقيا من هذا الأمر ، لكن
كما تكرمت طغيان البشر وهو أشد من طغيان القبور ، أقول دائماً : الناس
اليوم وقعوا في شرك الطاعة ، المشركون سابقاً في عهد النبي - صلى الله عليه
وسلم- وقعوا في شرك العبادة ، اليوم الشعوب تطيع الحاكم في غير طاعة الله
تعالى .. الحاكم اليوم يحل الربا فيتبعونه ... يظلم فيتبعونه.. ولو قلت
لأحدهم الحاكم أخطأ في كذا وكذا لأجاب عليك : طاعة ولي الأمر! من عجيب
أمرنا في منهج أهل السنة والجماعة أننا نعجب من الأثنى عشرية الرافضة أنهم
يجعلون العصمة في أثنى عشر شخصاً ،بينما نحن ندعي العصمة لكل حكامنا، وهذا
خطى ليس من منهج أهل السنة والجماعة .. عندما تقول طاعة ولي الأمر ونتيح له
أن يفعل ما يشاء فهذا معناه العصمة ! وهذا حاصل اليوم للأسف.
كلمة أخيرة ..
وحبذا لو كانت للشباب الذين يطالبون بحقوقهم؟
نعم .. للشباب ولغير الشباب ممن يطالبون بحقوقهم عبر
الطرق السلمية ، وحقيقة أعجبني ما يدور في مصر من قبل أبناء مصر العقلاء،
وهذا هو السلوك الحضاري ونحن نريد من أبنائنا في بلادنا الذين يطالبون
بحقوقهم أن ينهجوا الطرق السلمية ، ونقول للجيش كفوا أيديكم عن إخوانكم
واتقوا الله فيهم ، مادام هؤلاء مظلومين فهؤلاء يطالبون بحقوقهم
وحقوقكم،والجميع مظلوم ، من حق الناس إن يعبروا عن أرائهم بالطرق السلمية ،
وإذا خرجت بعض الألفاظ أو الكلمات النابية من هؤلاء المتظاهرين في حق
الحكام ، فأقول كما قال الله تعالى)لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا
من ظلم) إذا أراد الحكام أن يبقوا في مناصبهم وأن تصان أعراضهم فليقيموا
العدل فإذا أقاموا العدل أمنوا على عرضهم وحاشيتهم وعلى أنفسهم وعلى جنودهم
، وإذا أبو الظلم فأن الشعوب كما يبدوا لن ته9دأ بعد اليوم أبداً، الحكام
يفقدون شرعيتهم إذا أخلوا بعد العقد الاجتماعي بينهم وبين الشعوب ، الحاكم
يصبح غير شرعي إذا أخل بالعقد الاجتماعي الذي بينه وبين الناس.
المصدر : صحيفة الناس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو محضار المعبري
المدير العام
المدير العام
ابو محضار المعبري


♣ آنضآمڪْ » : 26/09/2010
♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 841
الدَولَہ: الدَولَہ: : قلعة اليمن
ذكر

راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Empty
مُساهمةموضوع: رد: راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام   راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Emptyالإثنين فبراير 28, 2011 4:03 pm

رئيس قضائية الإصلاح: الحاكم أجير عند الأمة ومن حقها أن تعزله وتحاكمه


راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Ahdal


الشيخ سليمان الأهدل – رئيس الهيئة القضائية للتجمع اليمني للإصلاح – إن
الأمة تأثم حين لا تضع الرئيس تحت طائلة المساءلة، لأنه أجير عندها ومن
حقها أن تعزله وتحاكمه.
وأعتبر الأهدل في حوار مع أسبوعية الصحوة – تنشر الصحوة
نصه - النظام البرلماني أقرب النظم إلى روح الإسلام، حيث تكون فيه
مسئوليات رئيس الدولة سيادية ومحدودة جدا، وتوزع المسئولية على السلطات
الأخرى، وتكون سلطة القضاء أعلى من رئيس الدولة ورئيس الوزراء "لأنهم
تنفيذيون، خدام وعمال عند الشعب، وبينهم وبين الشعب عقد، وعندما يخلون بهذا
العقد يأتي دور القضاء".
وأكد الاهدل على ضرورة تمزيق منظومة الاستبداد وإرساء قواعد الحكم الرشيد حتى تسعد الشعوب بخيرات أوطانها.
ووصف رئيس قضائية الإصلاح ما يجري في تونس ومصر عملية
انتزاع جماعية لأعظم الهبات الربانية للإنسان- الحرية- التي صادرها الحكام
المستبدون، والتخلص من الحكم الفردي المطلق الذي أعقب مرحلة التحرر من
الاستعمار والاستبداد الملكي، وإعادة النظر في منظومة الحكم. تالياً نص
الحوار
* كيف تقرؤون ما يجري في تونس ومصر؟
ـ إنها عملية انتزاع جماعية لأعظم الهبات الربانية
للإنسان- الحرية- التي صادرها الحكام المستبدون، والتخلص من الحكم الفردي
المطلق الذي أعقب مرحلة التحرر من الاستعمار والاستبداد الملكي، وإعادة
النظر في منظومة الحكم.. لينعموا بالحرية التي أعطاهم إياها الإسلام
واستعادة حقهم في اختيار الحاكم ومحاسبته وعزله.. فالله وحده هو الذي لا
يسأل عما يفعل، ولا يجوز للناس أن يعطوا هذا الحق لأحد، بحيث يصير الجيش
بيده، المخابرات بيده، المال بيده، الإعلام بيده، القضاء بيده، إقالة
الحكومة وإقامتها بيده، المجالس النيابية والمحلية بيده، وكل الناس يسبحون
بحمد هذا الفرد الذي نسي أنه واحد من الشعب وتأله عليهم حين أعطوه هذا، وهم
آثمون لأنهم جعلوه لا يسأل عما يفعل.
* ما الدرس الذي وعاه شعب مصر وتونس؟
ـ أدركوا أن الهدف من الثورة على الاستعمار والملكية
ليس تغيير مستبد بمستبد، وإنما تغيير الصفة، والإنسان حينما ينظر في القرآن
يرى أن أقرب النظم إلى روح الإسلام هو النظام البرلماني، الذي تكون فيه
مسئوليات رئيس الدولة سيادية ومحدودة جدا، وتوزع المسئولية على السلطات
الأخرى، وتكون سلطة القضاء أعلى من رئيس الدولة ورئيس الوزراء، لأنهم
تنفيذيون، خدام وعمال عند الشعب، وبينهم وبين الشعب عقد، وعندما يخلون بهذا
العقد يأتي دور القضاء.
والبلاد الغربية حين أخذت بروح النظام الإسلامي سعدت به
في دنياها لدرجة أن رئيس محكمة ابتدائية أسقط نكسون من رئاسة الولايات
المتحدة أكبر دولة في العالم بسبب قضية تجسس على حزب معارض، فالحاكم يجب أن
يأتي برغبة الأمة ويرحل برغبتها، وليس هناك حاكم مفروض بقوة السلاح، ويأكل
أموال الناس بالباطل.
* لماذا تأخرت الانتفاضة كل هذا الوقت؟
ـ طبيعة الشعوب أنها تتحمل وتصبر، والوعي يزيد والمستبد
يتمادى، وفي ظل ثورة الاتصالات أصبح الناس يرون أن هذا الحكم بعيد عن روح
الإسلام، ويرون غيرهم من الأمم تنعم عندما طبقت روح الإسلام، ونحن المسلمين
الذين يقول الله لنا (وأمرهم شورى بينهم) نعطي صفة من صفات الله (لا يسأل
عما يفعل وهم يسألون) لشخص منا فتفسد حاله ويفسد حالنا، حيث يتصرف على
هواه، في أموال الأمة، ودمائها وأعراضها وفي النهاية تدفع عملية المقارنة،
إلى مثل هذه الثورة من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، ويكون بين الشعب
والحاكم عقد معين وعلى مهام محددة إلى أجل معين وإن خالف وقع تحت طائلة
المسائلة.
* في حال قيام نظام سياسي يستلهم روح الإسلام في بلد ما من البلدان العربية، ما الميزات التي ستتحقق للمواطن في ظل هذا النظام؟
ـ أولا: هناك من يخلط بين النظام الإسلامي، والديني، فالإسلام أوسع والدين واحد من جملة الكليات التي جاء الإسلام لحفظها ورعايتها.
وفي اعتقادي أن النظام البرلماني هو أقرب الأنظمة إلى روح الإسلام، الذي يكون فيه رئيس محدد الصلاحيات، أو مجلس حكماء.
وفي ظل هذا النظام ستكون السلطات الثلاث حقيقية، هناك
سلطة قضائية فوق الكل، وسلطة تنفيذية تنبع من الناس الذين يختارهم الشعب،
فالأغلبية هي التي تفرز حكومة وعلى ضوء برنامج والأمة تراقب.. وإن أساوا
تملك الأمة أن تسحب الثقة منهم.. إضافة إلى صحافة حرة، وحكومة ظل تراقب
أداء الحكومة وتصرفاتها في الأمور العامة.
* ما الخير المباشر الذي سيعود على المواطن من هذا كله؟
ـ نهضة ورفاه، لأنه في أجواء الحرية الثروات تنمو،
وتصان من العبث وتعود لصالح المواطن في شكل خدمات متميزة، وحياة كريمة، في
ظل هذا النظام لن يكون في الشعوب الإسلامية فقر، ستسود المحبة والأخوة بين
الناس، لأنه لن يكون هناك من يأخذ حقك، ستسري روح التعاون وتتعزز روح
الانتماء، وتتحول البلاد إلى ورشة عمل، وتسابق في الخيرات خدمة للناس
وتعميرا للحياة أو عندما ينتهي الاستبداد الناس تقبل بعضها بعضا على اختلاف
الرأي والطاقات كلها توظف للبناء، وتزول البطالة، والتهميش والإقصاء، وفي
ظل الحرية والكرامة تنمو الحريات والمواهب والإبداع.
* تتحدث عن ثمار الحرية في النظام السياسي الإسلامي بينما الكثير يرى في الإسلاميين أكبر عدو للحرية والتعددية؟
ـ هذا مفهوم خاطئ لا يستقيم مع الفهم الصحيح للإسلام ولروح القرآن، ولا مع تطبيقات الإسلام في الفترات الزاهية.
الإسلاميون عشاق الحرية ودعاتها، والقرآن يعلمهم (لا
إكراه في الدين)، ويقول: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) ويقول: (فمن
شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) فكيف يضيق بالحرية والتعددية في جوانب الحياة
المختلفة من يقبل بها في العقيدة والدين.
* وماذا عن طبيعة العلاقة بين الشعب والسلطة في حال قيام نموذج حكم إسلامي صحيح؟
ـ أولا: الإسلاميون لا يريدون أن يحكموا بمفردهم، لكنهم
يسعون إلى شراكة مع كافة شرائح وكفاءات المجتمع، وانظر في اليمن إلى تجربة
اللقاء المشترك، حيث اتفقوا على قواسم مشتركة منها: الحرية للجميع،
والتعاون على الإصلاح والتغيير وبناء الوطن.
* ما مفهوم المواطنة بالنسبة لكم؟
ـ مفهوم المواطنة أن الوطن يسع الناس جميعا، وأنه لا أحد يكره أحدا على شيء.


* ربما يقول أحدهم: إذا كان
الإسلاميون لم يقبلوا ببعضهم البعض في إطار التعدد الفقهي والمذهبي.. فكيف
سيقبلون الآخر المخالف في الدين والمعتقد؟

ـ هذا الخلاف الذي نراه بين بعض الجماعات الإسلامية هو
من صنع الاستبداد، الاستبداد هو المسيطر، وهو الذي يزرع بطرق شتى الخلاف
بين هذه الجماعات، بل ويؤسس جماعات من أجل أن تصطدم بالجماعات الأخرى وبعض
الجماعات عليها علامات استفهام كبرى.. وبالتالي عندما تسود أجواء الحرية
تختفي هذه الأمراض، فروح الإسلام سمحة، ووثيقة المدينة أصدق برهان على ذلك.
* ما المطلوب حتى تحقق ثورة تونس ومصر ثمارهما المرجوة؟
ـ تفكيك منظومة الاستبداد والتسلط ومشاريع الفرعنة
والتأسيس لنظام سياسي جديد يقوم على التعددية والحرية واحترام حقوق
الإنسان، ومطلوب من البلاد التي طال فيها الاستبداد كثير ألا يعملوا رئيس
جمهورية، بل مجلس حكماء بصلاحيات وباختصاصات رئيس الجمهورية المحددة في
النظام البرلماني وأن يكون هناك مجلس نيابي واحد أغلبيته هي التي تشكل
الحكومة وهذه الحكومة تكون مسئولة ومراقبة أمام هذا المجلس وأمام الشعب
والإعلام، ويكون هناك قضاء مستقل، ويحرر الجيش من سطوة الرئيس، ومجلس
الحكماء، ويعهد بإدارته إلى لجنة منتخبة من المجلس المنتخب وتتغير هذه
اللجنة بين فترة وأخرى، ويكون وزير الدفاع رئيسا لهذه اللجنة، ويعطى الجيش
كافة حقوقه وتحدث أنظمته بما يتوافق ومستجدات العصر، وقبل هذا وذلك لابد من
دستور ينص على هذه المبادئ ويحدد صلاحيات رئيس الجمهورية أو مجلس الحكماء.
* نفهم من كلامك أنك تبارك ما يجري في تونس ومصر من ثورة شعبية؟
- نعم وأسأل الله لهم أن يوفقوا وألا يقعوا بعد
انتصارهم في المحظور الأول وهو تركز السلطات في يد شخص وألا يقبلوا العودة
إلى الاستبداد تحت أي عباءة لابد أن تكون الجيوش في البلدان الإسلامية
حامية للبلدان وليس حاكمة لها.
مهمة الجيش أن يحمي هذا الوطن وحرية أبنائه، مقابل
إعطائهم ما يكفل لهم حياة كريمة حتى يحس الجندي أن هذا الوطن يستحق أن
يدافع عنه .. وأنه يضمنوا أن تتوزع ثورة الشعب على أبنائه.
* وما تعليقكم على من يرى طاعة الحاكم في كل الأحوال حتى وإن أخذ حقك وجلد ظهرك؟
- نقول لمن يذهب لمثل هذا الرأي عودوا إلى كتاب الله
وانظروا ماذا في النصوص وماذا وراء النصوص وابحثوا عن مقاصد الشريعة
وستجدون أن فهمكم منقوص ومرجوع. المشكلة أن كثيراً من هؤلاء لم يقرأوا في
الأصول ولا في الفقه الإسلامي، لديهم قليل من المعلومات حديث من هنا وحديث
من هناك، وربى لحية وأخذ يفتي بغير علم.
ما أدري كيف جاءوا بهذا الفهم مع أن الإسلام جاء في
الأصل لتكريم الإنسان ويساوي بين الجميع، بل إن الحاكم ليس سوى خادم لدى
الشعب وأيضاً يفهمون أن المستبد الذي يسمونه حاكماً إنما جاء بالتزوير.
* لماذا برأيكم تخلى كثير من العلماء عن وظيفة تثوير النصوص؟
- بسبب تطاول فترة الجمود والتقليد، والغفلة، عن روح ومقاصد الإسلام الذي جاء من أجل إسعاد الإنسان.
إضافة إلى خوف البعض على حياتهم من سيف المستبد..
* يعني لا يحق للحاكم أن يظلمك ولا ينبغي عليك أن ترضى بظلمه؟
- من هو هذا الحاكم، من أين جاء، أليس شخص مثلك وأجير
عندك وفي خدمتك نحن أمرنا أن نكون عبيداً الله وحده، ومعنى لاإله إلا الله،
أنه لا ألوهية لأحد على أحد.
* في حال اعتدى الحاكم على حريتي كمواطن وسكت هل أثاب؟
- لا، بل عليك أن تتعاون أنت وغيرك من أجل تغيير هذا
المنكر، الذي يعتبر من المنكرات العامة .. الحرية أصل في الإسلام وهي مناط
المسئولية والتكليف.
* يلاحظ أن معظم الشباب الذين
أشعلوا الثورة الشعبية ليسوا مؤطرين سياسياً أو منتمين لجماعة .. ألا يدفع
هذا المعطى الأحزاب والجماعات إلى عملية مراجعة؟

- أعتقد أنه على الأحزاب الوطنية والجماعات الإسلامية
أن تنزل إلى واقع مجتمعها، وأن تعمل من أجل تمزيق المنظومة التي تصنع
المستبد، وأن يكون من أولوياتها العمل من أجل تحرير الجيش والأمن من يد
الحاكم، وبالنسبة لشباب الثورة فهم يمثلون كل أطياف الشعب وفي مقدمتهم
المستقلون.
* ثمة من يرى أن معظم التنظيمات لم تقدم الإضافة المطلوبة بل ربما تحولت إلى كابح وقيد؟
- الجواب: في هذه المسألة بنعم أو لا سيكون غير حصيف،
لأن هذه التنظيمات منشأة في بيئة الاستبداد، فهي مهددة بين اليوم والآخر أن
تلغى ويلقى بها إلى السجون.
* لكن وظيفتها الأساسية هي تغيير بيئة الاستبداد؟
- تغيير هذه البيئة يحتاج شيئان؛ الأول: رفع مستوى وعي
الأمة السياسي، وتنويرهم بطبيعة الوضع السياسي في الإسلام، ثم تحويل هذا
الفهم إلى واقع عملي من خلال النضال السلمي، لابد من صناعة جيل يجمع بين
فقه النصوص وفقه الواقع ويحسن توظيف ذلك في سبيل إيجاد حياة سعيدة للجميع،
وتقديم نموذج مشرق للإسلاميين.
* ما السنة الناظمة لخريف تساقط الأنظمة الديكتاتورية؟
- العمل وفق برامج ونشرات وكتابات ومحاورات ونزول سلمي
إلى الشارع ورؤية واضحة لما بعد الديكتاتورية، ونوضح للأمة أننا نريد مجتمع
الحرية، مجتمع الكرامة الإنسانية، مجتمع المساواة، مجتمع يكون الناس فيه
أحراراً في اختيار من يخدمهم وللعلم الحاكم ورد في القرآن كمصطلح للشخص
الذي يقضي بين الناس وجاء من أخذ هذا المصطلح وألبسه الشخص الذي يفترض فيه
أن يكون خادماً وأجيراً للأمة.
* وما رأيك فيما يجري على الصعيد الوطني؟
- هناك حراك ونضال سلمي جيد ومتصاعد، يحرص على أن يكون
الانتقال إلى المبادئ السالفة سلمياً وسلساً وسيحسب للرئيس لو أنه تبنى هذه
المبادئ.
* تقول هذا من باب التعويل أو التمني؟
- هي أمنية.
والرئيس أمام خيارين بعد هذه الفترة الطويلة من الحكم:
أن يختمها بخير سيظل التاريخ يتحدث أن هذه القواعد للحكم الرشيد أقترحها
وبادر في تبنيها الرئيس فلان، إن أراد خاتمة حسنة ودعوة صالحة وفي الحديث
الناس عيال الله وأحبهم إليه، أنفعهم لعياله، وفي رواية أحب إلى عياله ..
أو أن يواصل السير على نهجه الحالي ويتحمل مسئولية وتبعات نتائج السياسات
التي ينتجها ويبقى من حق الشعب أن يسعى من أجل التغيير.
* كلمة أخيرة؟
- أدعو نفسي والناس جميعاً في هذا الوطن المبارك أن
نساهم بفاعلية في عملية النضال السلمي ونبتعد عن دعوات التفرقة والمشاريع
الضيقة والشخصية، وعلى السلطة أن تدرك أن الممارسات الخاطئة تصنع دعوات
التشظي وعلى الشعب أن يعرف أن الاصطفاف والتلاحم أكبر حصن يقي من الظلم،
لأنه بدون هذا الاصطفاف والنضال حيث ماذهب سيجد مستبداً، ولا ينفع الأمة
ويحررها من سياط الظلم إلا أن تتفق على إرساء قواعد الحكم الرشيد.
راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Part2 راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Part1
راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Show التعـليـقـاتإصلاحي والله : الإســــــــــــــــــم تعــــــــــــــــــــــــز : المدينــــــــــــــــة لايوجد : البريد الإلكتروني هل يمكن قولها للمؤبدين : عنـــوان التعليـق
أشكر الشيخ على شجلعته وقوة ردوده، ولي هنا ملحظ: هل يمكن للشيخ وغيره أن
يقولوا أيضاً أن قادة الإصلاح هم مسؤولون أيضاً وليسوا ملاك للحركة. منذ أن
عرفنا أنفسنا في الحركة لم نر غير صورة أولئك كبار السن الذي أكل عليهم
الدهر وشرب. جزاهم الله خير قد أدوا وعملوا وكافحوا وجاهدوا، لا نقول الآن
سلموها للشباب لا، بل أتيحوا الفرصة على الأقل لجيل الخمسينات والأربعينات
أن يطل علينا، نريد نرى تغيير داخل صفوفنا أولاً حتى نقتنع ونقدم رؤوسنا
ليرحل صالح، أما هكذا من تكلم وقف أو جمد أو عمم أو حوصر، إننا نمارس
استبداد داخل حركتنا مثل ما يمارسه صالح على الشعب وكل بطريقته. فأرجو من
الشيخ أن يقول للشيابة حقنا حفظهم الله يكفي روحوا بيوتكم وافسحوا المجال
فالحركة غنية بالرجال. : نــص التعليــق سليمان عناب : الإســــــــــــــــــم صنعاء : المدينــــــــــــــــة ss77383@yahoo.com : البريد الإلكتروني مشكور جداً : عنـــوان التعليـق أشكر الشيخ على ما قدمه من بحث حول الموضوع ونرجو من علماء السلطة ان يفقهوا : نــص التعليــق


راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Show إضافة تعليق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو محضار المعبري
المدير العام
المدير العام
ابو محضار المعبري


♣ آنضآمڪْ » : 26/09/2010
♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 841
الدَولَہ: الدَولَہ: : قلعة اليمن
ذكر

راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Empty
مُساهمةموضوع: رد: راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام   راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Emptyالإثنين فبراير 28, 2011 4:04 pm

كد عدد من كبار علماء وشيوخ الأزهر


خلع الرئيس التونسى جائز شرعاً.. وإذا استشرى الفساد وجب الخروج على الحاكم

كتب أحمد البحيرى ١٦/ ١/ ٢٠١١
أكد عدد من كبار علماء وشيوخ الأزهر أن طاعة ولى الأمر ليست مطلقة فى
الشريعة الإسلامية، وقالوا إنها مقيدة بعدم مخالفة أوامر الله تعالى وتوفير
الحياة الكريمة وحفظ كرامة الرعية .
قال الدكتور عبدالمعطى بيومى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ«المصرى
اليوم»: إن قول المولى عز وجل «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر
منكم» لا يعنى الطاعة المطلقة للحاكم أو ولى الأمر وإنما هذه الطاعة مقيدة
بعدم مخالفة تعاليم وأوامر المولى عز وجل، استنادا للقاعدة الشرعية «لا
طاعة لمخلوق فى معصية الخالق».
وأضاف: «عدم تنفيذ الحاكم وعوده فى برنامجه الانتخابى يبيح للرعية الخروج
عليه وعدم الالتزام بطاعته، وإذا استشرى الفساد وأصبح ظاهراً ومخالفا
لأحكام الشريعة وجب الخروج على الحاكم».
وقال الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء
الشريعة بأمريكا، إن مبدأ طاعة ولى الأمر فى الشريعة الإسلامية ليس مطلقا،
بل تحكمه ضوابط وقواعد عامة، منها عدم الخروج على أحكام الشريعة.
واستدل عثمان بما حدث لجماعة من المسلمين حينما كانوا فى سفر فغضب عليهم
أميرهم فى السفر، وسألهم: أليس لى عليكم حق الطاعة؟ فأجابوا: بلى، فقال
:إذن اجمعوا حطبا، وأوقدوا النار فيه، ففعلوا ثم أمرهم بأن يلقوا بأنفسهم
فى النار، فرفضوا وقالوا: ما أسلمنا إلا هروباً من النار فكيف ندخل فيها،
وحينما عادوا قابلوا النبى صلى الله عليه وسلم وأخبروه بما حدث فقال (لو
دخلوا فيها ما خرجوا منها، إنما الطاعة فى الطاعة)، مما يدل على تقييد طاعة
ولى الأمر وربطها بعدم معصية الخالق أو مخالفة الأحكام الشرعية.
وأكد عثمان أن خلع الرئيس التونسى زين العابدين بن على، تم بطريقة أقرب إلى
الشرعية وجائز شرعا، إذ لم يتم استخدام العنف فى المظاهرات إلا من رجال
الأمن.
وذكرت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن طاعة
ولى الأمر محددة بضوابط وليست مطلقة وترتبط بتوفير ولى الأمر سبل الحياة
الكريمة وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية فى المجتمع، مستدلة بقول
سيدنا عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - حينما تولى الخلافة (أيها الناس إنى
وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتمونى على حق فأعينونى، وإن رأيتمونى على
باطل فقوّمونى) فرد أحد الحضور «والله أقوّمك بسيفى» فقال سيدنا عمر (رحم
الله هذا الزمان إن وجد فيه من يقوّم عمراً بسيفه).













__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو محضار المعبري
المدير العام
المدير العام
ابو محضار المعبري


♣ آنضآمڪْ » : 26/09/2010
♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 841
الدَولَہ: الدَولَہ: : قلعة اليمن
ذكر

راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Empty
مُساهمةموضوع: رد: راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام   راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Emptyالإثنين فبراير 28, 2011 4:04 pm

السؤال: فضيلة الشيخ : وصف
مفتي السعودية الثورة التونسية والإنتفاضة المصرية بأوصاف الذم مثل الفتن
وغيرها وبما يثير عليها الشبه الخارجية وأنها تفسد الأمة وتفرقه فما ردكم
بارك الله فيكم ؟!

--------------------------------------------------------------------------------

جواب الشيخ: حامد العلي

الحمدلله والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه ..وبعد :

قال الحقَّ سبحانه : ( ربّ بما أنعمتَ علـيّ فلن أكون ظهيـراً للمجرمين ) ،
وقال جل وعــزّ : ( ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النّار ، وما لكم
من دون الله من أولياء ، ثمّ لاتُنصرون ) ، وقال سبحانه : ( ولاتكن
للخائنيـنَ خصيماً ) وقال تعالى : ( ولا تجادل عن الذين يختانون أَنفسهم ) ،
وقال : ( هاأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم
يوم القيامة أمّن يكون عليهم وكيلا ) ..

وبعـد .. فإنَّ مـن أعظم ما افترضه الله تعالى على العلماء ، بما حمَّلهـم
من أمانـة العلـم ، أن يكونوا سـدَّا منيعا في وجه ظلـم الطغـاة ، وبغيهم ،
وعدوانهم على حقوق العباد ، ومقدّرات البـلاد ،

وأن يقومـوا ضـدّ نشر الطغـاة للفساد ، والفتن في بلاد المسلمين ، وإعانتهم
أعداء الأمّـة على مقدَّساتها سيما في فلسطين ، وعلى رأسها قُدسنا
المعظـَّم ، والأقصـى المقدَّس المحـرَّم ، الذي يتعرض اليوم لتهديد يتزايد
بهدمه ، بسبب تحالف النظام الفاسد في مصر مع الصهاينة.
.
وهذه بعض جرائم النظام المصري الذي أمعـن أيمّـا إمعان في حربه أمّتنـا ،
وإعانة أعدائها عليها ، والتآمر مع العدوّ الصهيوني ، ضدّ كلّ حقوق
المسلمين في فلسطين ، من تبادل المعلومات الأمنية مع الصهاينة لإجهاض كلِّ
أشكال مقاومة الإحتلال ، إلى حصار غزة ، قبل وأثنـاء الحرب الصهيونية التي
إستباحتها فدمّرتـها ، ثم واصل بعد ذلك خنقها ، ولايزال ، يصدّر الغاز
للكيان الصهيوني بأسعار زهيـدة ، ويحاصر المسلمين في القطاع ! حتى حفـر
أخيـراً الجدار الفولاذي الذي يمنع التهريب من الأنفاق ، ليعطي الصهاينة في
نيل رضاهـم ، كلّ مبتغاهـم .

أما ما فعله في شعب مصر من الظُّلم ، والبغي ، والفتن ، والفسـاد ، والجرائم ، فقد بلغ حـدَّا لاتفي بوصفه الكلمات من بشاعته ،

فبينما تنشر التقارير عن إمتلاكه ، وأسرته عشرات المليارات من الثروة ، ويستولي كبار أعضاء حزبه على مقدّرات مصر ، وخيراتهـا .

فثمة 48 مليون فقيرا في شعب مصر ، و1109 منطقة عشوائية ، و12 مليون مواطن
بلا مأموى ، و9 ملايين عانس ، و22% من قوة العمل معطلة ، و50% من أطفال مصر
مصابون بالإنيميا ، و29% مصابون بالتقـزّم بسبب سوء التغذية ، وبسبب سوء
الرعاية الصحية يوجد 9 ملايين مصري مصاب بفيروس سي ، و106 ألف يصابون
بالسرطان سنويا ، و20 مليون مصري مصاب بالإكتئاب ، منهم مليون ونصف مصابون
بإكتئاب شديد ، و15% منهم يلجأون للإنتحار !!

وبعد 30 عاما من حكم هذا الطاغيـة ، أصبحت مصر تحتل المركز 57 من بين 60
دولة في تقرير البؤس العالمي كما في مؤشر بلومبيرج ، وصار شحّ المياه
النظيفة الصحيّة ظاهرة شائعة في أرض النيل !! ، وفسد القمح المصري الشهير
بجودته ، وضُرب القطن المصري الذي هو أجود القطن في العالم ، وأصيبت
الأراضي الزراعية بآفات لم تعرفه من قبـل أرض مصـر !!

أما إنتهاك آدمية الشعب في مراكز الشرطة ، وغيـرها ، فقد بلغ من الوحشية ما
تقشعر منه الأبدان ، وقـد تحوَّل لسياسة منهجية للحكم منذ 6 أكتوبر 1981 ،
وطال جميع فئات الشعب ، من السياسيين ، إلى المواطنين العاديين ، مرورا
بالمتهمين الجنائيين ، وتحـوَّل تعذيب المواطن المصري إلى درجة إلقائه جثة
هادمة امام مراكز الشرطة إلى ظاهـرة متكررة مفزعة في المجتمع المصري .

أما الزجّ بالآلاف في المعتقـلات بغير حق ، مع ما يلاقونه فيها من أهـوال ،
وإفساد القضاء ، والتلاعب بأدواته ، فغدا عادة السلطة التي لاتُعرف إلاّ
بهـا .

وقد بلغ الأمر بهذا الشعب الكريـم الأبيّ الذي هو قطب رحى الإسلام ، وقلب
العروبة النابض بين الأنام ، أن يضطر أحيـانا إلى بيع أعضاء جسمه ليعيش ،
ومنهـم من لايأمن عليها أن تُسرق في المستشفيات لتُباع من شدّة الفقـر ،
والحاجة ، و البؤس !!

وغـدا الملايين مـن الناس لاينالون أدنى حقوقهم البشريّة في أرض النيـل التي هي أخصـب البلاد ، ومن أعظمـها بركة !!

بل هـم لايشعرون بآدميّتهم ! وأشد ما يشعرون بالخـوف على أنفسهم من أجهـزة
الأمـن ! وقـد أُنتهكت كرامتهم ، وأهينت إنسانيتهم ، وزاد الطين بلـّة ،
إجبار هذا النظام الخبيث المهتديات من النصرانية إلى الإسلام على الإرتداد
أو يسلمهـنّ إلى القساوسة الذين يسومهم أشـدّ العذاب ، وكذا محاربته
القنوات الإسلامية ، وإعلانه الحـرب الشعـواء على النقاب ، تضييقا على
الحريـّات !! ، وإمعانـاً في نشر الفساد !

وأمـا تقزيمه دور مصر في تبنّي قضايا الأمة ، فلا تسل عما فعل ، بل قـد
حـوَّل دورهـا الأهـم ، إلى حـرب على قضايا الأمـّة ، وإلى وقـوف مع
أعدائها ضد مقدّساتها لاسيما في فلسطين المغتصبة .

حتى إذا بلغ السيل الزبى ، انفجـر الشعب المصري البطل في وجه هذا الطاغية ،
صارخا صرخة الكرامة ، منتفضا إنتفاضة العدالة ، آخـذا على يد الجزّار الذي
لم يزل يذبحه ثلاثين عاما ، ليضع حـدّا لجرائمه ، وليوقف بلاياها ،
ومصائبه .

إنفجر إنفجار البركان الثائر على الطغيان ، وفق سنن الله تعالى التي أودعها
في الفطرة البشرية ، وزرعها في النفس الإنسانية ، في حال إجتماعها كحال
إنفرادها ، أنها تطلب الخلاص عنـد شدّة الضيـق نافرةً من الظـلم ، طالبـةً
للعدل ، والحريـة ،

وإنتفض الشعب المصري البطـل مُصـرّا على أن ينال حقوقه ، ويسترجع حريّته ،
ويعيش بأمان في أرضه ، وينصر قضايا أمّته ، ويصنع له تاريخا يشرّفه بين
الشعـوب ، نابذا حياة الذل ، والإستعبـاد .

هذه هي الحقيقة كما هـي ، فليس ثمـّة مؤامرة خارجيّة ، ولا مكيدة داخليّة ،
بل المتآمـر على كل قيم العـدالة هو النظام الباغي لاسـواه ، والكائد ضد
الحقّ هو الطاغيـة وأعوانه لاغيـرهم .

ومع ذلك فقـد كان تحرُّك الشعـب للمطالبة بحقوقه في غاية الإنضباط ، وفق ما
يُبـاح له ، وتسمح به قوانين بلاده ، في أن يتظاهر سلميا ، مطالبـاً
بتحقيق مطالبه العادلة باسلوب راقٍ ، ومنضبط ، وأن يستمر في إستعمال حقـّه ،
بهذه الوسائل السلمية حتى يحُدث التغيير المنشود ، ويرفع كـلّ المظالم عنه
، ويعيش إنسانيته التي كرّم الله تعالى بها البشـر !

فهـو لم يأت بفتنة ، ولا دعا إلى فساد ، بل الفتنة كلَّ الفتنة ما فعله
النظام عندما رأى الشعب يقف في وجه طغيانه ، فأخذ يستبيح دماءهم ، ويفتك
بهم ، وينشر الفوضى في المجتمع ليبقى حكمه الظالم ولو على أشـلاء ، دماء
الأبرياء ! لكنّه فشل في كلّ سعيه ، وانقلب عليه مكره ، وازداد إصرار الشعب
على نيل حقوقه .

وأيـمُ الحـق .. لقـد كانت الفتنة كلِّ الفتنة ، في حكم هذا النظام الطاغية
الذي لم يزل يفتن الناس منذ ثلاثين عاما ، وقـد كان الفساد كلَّ الفساد في
حكمه الذي لم يألُ جهدا في أن يملأ البلاد والعباد من الخبث ، والشـرّ ،
فسلَّط على شعبه الطيب ، شرارَ الخلق ، وهو أشرُّهم ، ومكَّن من رقاب
المستضعفين أرذل الناس ، وهو أرذلهـم ،

حتى ضاقت بهم الأرض بما رحبت ، وضاقت عليهم أنفسهـم ، فخرجوا يستغيثون
بربهّم من حكم الطاغية ، ويستصرخون أمَّتهم أن تعينهم على الخلاص منه ،
ويطلقون مناشدتهـم أن يقف معم في وجه الظلم ، علماء الدين ، ومثقفو الأمة ،
ونخبُها ، ومحبُّو العدالة من جميـع الأمم ، لإنقاذهم من بؤسهـم ،
وإخراجهـم من محنتهم التي طالت عليهـم ، فلم تعـُد تُطـاق !

فإستجاب لهم أكثر الناس ، وأيّدتهم معظم الشعوب العربية ، وشكـرت ثورتهم
كلّ الشعوب المحبّة للعدالة ، إذ هذا هو مقتضى الفطرة ، كما هو روح الشريعة
.

هذه هي حقيقة الموقف في مصر ، كما كانت في تونس تماما ، وستتكرر في كلِّ
بلد عربي ، يعيش أهله مثل هذه الحياة البائسة ، والعيشة الناكسة ، في ظلِّ
أنظمة لايهمّها إلاّ أن تنهب الثروات ، وتكدِّس الأموال المنهوبة من مقدرات
الوطن في أرصدتـها الغربيـة ، لترضي القوى الكبرى ، ولو على حساب شعوبها
المسحوقة ، المظلومـة ، المقهـورة .

نعم سيتكرر ما حدث في تونس ، ومصـر ، وسيعمّ بإذن الله تعالى جميع الشعوب
العربية المستضعفة ، حتى تُعامل على أنها شعوب ، وليست قطعانا من السائمة !

وحتى تستعيد كرامَتها كاملة ، وحقوقها تامـّة ، وترفع الطغيان الجاثم على
صدورها ، كلَّ العقـود التي مضـت ، كانت فيها تحُكم بالخوف ، وتُقـاد
بالجوع ، وتقيـَّد بالقهـر !

وإنّ هذه النهضة المباركة قد عصفـت رياحها ، ولن يقـف في وجهها شيء بإذن الله تعالى .

وإنـَّه لمن الأذى العظيم لهذه الشعب المصـري الكريم _ بل هو أذى للأمـّة
بأسرها _ أن يقف علماء الشريعة ضدَّهم ، فيوصف سعيهم للخلاص من الظلم
بأنـّه فتنة ، وفسـاد !! وأن يستهان بدماء شهدائهم ، وبتضحياتهم العظيـمة
التي يقدّمونها لنهضة الأمة ، وليس لمصر وحدهـا .

وياللعجـب .. أن تُلقـى التُّهم جزافـا على هذا الشعب المظلوم ، ويُسكت عن
الظالم ، الباغي ، الطاغية ، المجرم ، الأثيـم ، وأن يُتّهم الشعب المستضعف
المضطهد بالفتنة !! ويُصمـت عن فتن نظامٍ لم يدع فتنة يفتن به الخلق عن
دين الحقّ إلاّ إقترفها !!

هذا ..وقد علم من نصوص الشرع ما تكاثرت به آيُ القرآن الحكيم حتى بلغت منه
عُشْرهُ أو أكثـر ، تحذّر من الظلم ، ومن الركون إلى الظالمين ، وتبيّن
عواقبه الوخيمة ، ومصائبه العميمه ، وأنّه مبيد النعـم ، ومعيـد البلايـا ،
والنقـم .

وما تواترت به نصوص ، وأكدته القواعد الشرعية ، والكليّات الدينيّة
القطعيّة ، مما أجمـع عليه العلماء ، ولايخفى على أحـد من الفقهـاء ،

أنَّ العدل هـو أساس السلطان ، والظُّلم ممحـقة للعمـران .

وأنّ حفظ الضرورات الخمس ، هي غاية الدين العظمى ، ومقصد الإسلام الأسمى ،

فأيّ نظام يهدمها ، وكلّ سلطان يقوّضها ، فالقيام في وجهه فرض الدين ، حتى يستقيـم ، وأنَّ هذا هو نظام الحكم في هذا الدين القويـم .

روى ابن اسحاق : حدثني الزهري ، حدثني أنس رضي الله عنه ، فيما قاله الصديق
رضي الله عنه ، في أوّل خطبه سياسية في الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله
عليه وسلم ، قال : ( ثم تكلم أبو بكر ، فحمد الله ، وأثنى عليه بما هو أهله
، ثم قال : أما بعد ، أيها الناس ، فإني قد وليت عليكم ، ولست بخيركم ،
فان أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوّموني ، الصدق أمانة ، والكذب خيانة ،
والضعيف منكم قوي عندي حتّى أزيح علّته إن شاء الله ، والقويُّ فيكم ضعيف
حتى آخذ الحقّ إن شاء الله ، لا يدع قومٌ الجهاد في سبيل الله إلاّ ضربهم
الله بالذلّ ، ولا يشيع قومٌ قط الفاحشة إلاّ عمّهم الله بالبلاء ،
أطيعونـي ما أطعت الله ورسوله ، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ،
قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله ) قال ابن كثير ، وهذا إسناد صحيح أ.هـ ،

وقد قال الصديق هذه الجمل العظيمة ، في حضرة خيار الصحابة ، وفي مجمع عام يشملهم ، فكان هذا منهج الإسلام الأصيـل .

فالواجب على العلماء أن يتفقّـدوا حال السلطة ، فإن هي أقامت العدل في
الناس ، فأوصلت إليهم حقوقهم وعلى رأسها أن يختاروهـا ، ويحاسبوهـا ، وإن
هـي أغنتهم بمال الوطن الذي هو مالهم عن مواقف المهانة ، ومواطن الذلّ ،
وأكرمتهم عن الإنتهاك ، وحفظت لهم ما يجب حفظه ، وعملت بقوله تعالى : ( إن
الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر
والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) ، كانوا عونا لهـا .

وإن هي تحوَّلت إلى آلة للظلم ، والفتن ، والفسـاد ، واستبدَّت بالجور على
العبـاد ، نأوا بأنفسهم أن يكونوا أبواقا لها ، فيصيروا أعوانا للظـلمة !

بـل واجبهـم أن يقوموا عليها بما يجب على القائمين بالقسـط من الأمر
بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والتحرُّك بما يعيـد الأمور إلى نصابها ،
ويحمي الشعوب من الطغـيان ، وفق ما جاء في الشريعة العليّة في هذا الباب من
الميـزان ، بحيث لايُعقب ذلك ما هو أعظـم شـرّا .

وذلك كما فعل مَنْ فعـل مِن شيوخ الأزهـر المبجـَّل _ والناطق بإسمه _
عندما انضموا إلى الشعـب المصري في تظاهراته الغـرّاء ، ومسيراته الشمـّاء ،
في وجه الطغيـان .

وهذا من الجهـاد المأمور به شرعا ، كما في الحديث الذي ذكر الطغـاة : (
إنها تخلف مـن بعدهم خلوف ، يقولون مالا يفعلون ، ويفعلون مالا يؤمرون ،
فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه
فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل ) رواه مسلم


وفي الحديث : ( إنَّ الناس إذا رأوْا الظالم فلم يأخذوا على يديه ، أوشك أن يعمّهم الله بعقاب منه ) رواه احمد ، وأصحاب السنن
.
وفي الحديث : ( أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ) رواه البخـاري ، وفيه أنّ
المعنى في حالة الظالم منعه ، وحجزه عن ظلمه ، فكلّ شعب مظلوم تجب نصـرته ،
وخذلانه إثم مبين ، ومخالفة عظيمة لفرض الدين.
.
وفي الحديث : ( ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه ،
وينتهك فيه من حرمته ، إلاّ خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته ، وما
من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه ، وينتهك فيه من حرمته ، إلاّ
نصره الله في موطن يحبّ الله فيه نصرته ) رواه أحمـد وأبو داود .
.
وفي الحديث : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يسلمه ، من كان في حاجة
أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من
كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) متفق عليه ،
ومعنى يُسلمه ، أي يتخلَّى عنه ، فيراه يُظلم ولاينصره ، وأيُّ تفريجٍ
لكربة أعظـم من إزاحة الظلم ، والبغي ، و الطغيان ، بالسلطة التي تفسد
الدين ، والدنيـا ، فتغتصب الأعراض ، وتسفك الدمـاء ، وتنتهك الحرمات ،
وتستولي على الحقوق .

والله أعلـم ، وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما
كثيرا ، وهو حسبنا عليه توكّلنا ، وعليه فليتوكـّل المتوكـّلون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو محضار المعبري
المدير العام
المدير العام
ابو محضار المعبري


♣ آنضآمڪْ » : 26/09/2010
♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 841
الدَولَہ: الدَولَہ: : قلعة اليمن
ذكر

راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Empty
مُساهمةموضوع: رد: راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام   راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Emptyالإثنين فبراير 28, 2011 4:06 pm

لسؤال: فضيلة الشيخ : وصف
مفتي السعودية الثورة التونسية والإنتفاضة المصرية بأوصاف الذم مثل الفتن
وغيرها وبما يثير عليها الشبه الخارجية وأنها تفسد الأمة وتفرقه فما ردكم
بارك الله فيكم ؟!

--------------------------------------------------------------------------------

جواب الشيخ: حامد العلي

الحمدلله والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه ..وبعد :

قال الحقَّ سبحانه : ( ربّ بما أنعمتَ علـيّ فلن أكون ظهيـراً للمجرمين ) ،
وقال جل وعــزّ : ( ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النّار ، وما لكم
من دون الله من أولياء ، ثمّ لاتُنصرون ) ، وقال سبحانه : ( ولاتكن
للخائنيـنَ خصيماً ) وقال تعالى : ( ولا تجادل عن الذين يختانون أَنفسهم ) ،
وقال : ( هاأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم
يوم القيامة أمّن يكون عليهم وكيلا ) ..

وبعـد .. فإنَّ مـن أعظم ما افترضه الله تعالى على العلماء ، بما حمَّلهـم
من أمانـة العلـم ، أن يكونوا سـدَّا منيعا في وجه ظلـم الطغـاة ، وبغيهم ،
وعدوانهم على حقوق العباد ، ومقدّرات البـلاد ،

وأن يقومـوا ضـدّ نشر الطغـاة للفساد ، والفتن في بلاد المسلمين ، وإعانتهم
أعداء الأمّـة على مقدَّساتها سيما في فلسطين ، وعلى رأسها قُدسنا
المعظـَّم ، والأقصـى المقدَّس المحـرَّم ، الذي يتعرض اليوم لتهديد يتزايد
بهدمه ، بسبب تحالف النظام الفاسد في مصر مع الصهاينة.
.
وهذه بعض جرائم النظام المصري الذي أمعـن أيمّـا إمعان في حربه أمّتنـا ،
وإعانة أعدائها عليها ، والتآمر مع العدوّ الصهيوني ، ضدّ كلّ حقوق
المسلمين في فلسطين ، من تبادل المعلومات الأمنية مع الصهاينة لإجهاض كلِّ
أشكال مقاومة الإحتلال ، إلى حصار غزة ، قبل وأثنـاء الحرب الصهيونية التي
إستباحتها فدمّرتـها ، ثم واصل بعد ذلك خنقها ، ولايزال ، يصدّر الغاز
للكيان الصهيوني بأسعار زهيـدة ، ويحاصر المسلمين في القطاع ! حتى حفـر
أخيـراً الجدار الفولاذي الذي يمنع التهريب من الأنفاق ، ليعطي الصهاينة في
نيل رضاهـم ، كلّ مبتغاهـم .

أما ما فعله في شعب مصر من الظُّلم ، والبغي ، والفتن ، والفسـاد ، والجرائم ، فقد بلغ حـدَّا لاتفي بوصفه الكلمات من بشاعته ،

فبينما تنشر التقارير عن إمتلاكه ، وأسرته عشرات المليارات من الثروة ، ويستولي كبار أعضاء حزبه على مقدّرات مصر ، وخيراتهـا .

فثمة 48 مليون فقيرا في شعب مصر ، و1109 منطقة عشوائية ، و12 مليون مواطن
بلا مأموى ، و9 ملايين عانس ، و22% من قوة العمل معطلة ، و50% من أطفال مصر
مصابون بالإنيميا ، و29% مصابون بالتقـزّم بسبب سوء التغذية ، وبسبب سوء
الرعاية الصحية يوجد 9 ملايين مصري مصاب بفيروس سي ، و106 ألف يصابون
بالسرطان سنويا ، و20 مليون مصري مصاب بالإكتئاب ، منهم مليون ونصف مصابون
بإكتئاب شديد ، و15% منهم يلجأون للإنتحار !!

وبعد 30 عاما من حكم هذا الطاغيـة ، أصبحت مصر تحتل المركز 57 من بين 60
دولة في تقرير البؤس العالمي كما في مؤشر بلومبيرج ، وصار شحّ المياه
النظيفة الصحيّة ظاهرة شائعة في أرض النيل !! ، وفسد القمح المصري الشهير
بجودته ، وضُرب القطن المصري الذي هو أجود القطن في العالم ، وأصيبت
الأراضي الزراعية بآفات لم تعرفه من قبـل أرض مصـر !!

أما إنتهاك آدمية الشعب في مراكز الشرطة ، وغيـرها ، فقد بلغ من الوحشية ما
تقشعر منه الأبدان ، وقـد تحوَّل لسياسة منهجية للحكم منذ 6 أكتوبر 1981 ،
وطال جميع فئات الشعب ، من السياسيين ، إلى المواطنين العاديين ، مرورا
بالمتهمين الجنائيين ، وتحـوَّل تعذيب المواطن المصري إلى درجة إلقائه جثة
هادمة امام مراكز الشرطة إلى ظاهـرة متكررة مفزعة في المجتمع المصري .

أما الزجّ بالآلاف في المعتقـلات بغير حق ، مع ما يلاقونه فيها من أهـوال ،
وإفساد القضاء ، والتلاعب بأدواته ، فغدا عادة السلطة التي لاتُعرف إلاّ
بهـا .

وقد بلغ الأمر بهذا الشعب الكريـم الأبيّ الذي هو قطب رحى الإسلام ، وقلب
العروبة النابض بين الأنام ، أن يضطر أحيـانا إلى بيع أعضاء جسمه ليعيش ،
ومنهـم من لايأمن عليها أن تُسرق في المستشفيات لتُباع من شدّة الفقـر ،
والحاجة ، و البؤس !!

وغـدا الملايين مـن الناس لاينالون أدنى حقوقهم البشريّة في أرض النيـل التي هي أخصـب البلاد ، ومن أعظمـها بركة !!

بل هـم لايشعرون بآدميّتهم ! وأشد ما يشعرون بالخـوف على أنفسهم من أجهـزة
الأمـن ! وقـد أُنتهكت كرامتهم ، وأهينت إنسانيتهم ، وزاد الطين بلـّة ،
إجبار هذا النظام الخبيث المهتديات من النصرانية إلى الإسلام على الإرتداد
أو يسلمهـنّ إلى القساوسة الذين يسومهم أشـدّ العذاب ، وكذا محاربته
القنوات الإسلامية ، وإعلانه الحـرب الشعـواء على النقاب ، تضييقا على
الحريـّات !! ، وإمعانـاً في نشر الفساد !

وأمـا تقزيمه دور مصر في تبنّي قضايا الأمة ، فلا تسل عما فعل ، بل قـد
حـوَّل دورهـا الأهـم ، إلى حـرب على قضايا الأمـّة ، وإلى وقـوف مع
أعدائها ضد مقدّساتها لاسيما في فلسطين المغتصبة .

حتى إذا بلغ السيل الزبى ، انفجـر الشعب المصري البطل في وجه هذا الطاغية ،
صارخا صرخة الكرامة ، منتفضا إنتفاضة العدالة ، آخـذا على يد الجزّار الذي
لم يزل يذبحه ثلاثين عاما ، ليضع حـدّا لجرائمه ، وليوقف بلاياها ،
ومصائبه .

إنفجر إنفجار البركان الثائر على الطغيان ، وفق سنن الله تعالى التي أودعها
في الفطرة البشرية ، وزرعها في النفس الإنسانية ، في حال إجتماعها كحال
إنفرادها ، أنها تطلب الخلاص عنـد شدّة الضيـق نافرةً من الظـلم ، طالبـةً
للعدل ، والحريـة ،

وإنتفض الشعب المصري البطـل مُصـرّا على أن ينال حقوقه ، ويسترجع حريّته ،
ويعيش بأمان في أرضه ، وينصر قضايا أمّته ، ويصنع له تاريخا يشرّفه بين
الشعـوب ، نابذا حياة الذل ، والإستعبـاد .

هذه هي الحقيقة كما هـي ، فليس ثمـّة مؤامرة خارجيّة ، ولا مكيدة داخليّة ،
بل المتآمـر على كل قيم العـدالة هو النظام الباغي لاسـواه ، والكائد ضد
الحقّ هو الطاغيـة وأعوانه لاغيـرهم .

ومع ذلك فقـد كان تحرُّك الشعـب للمطالبة بحقوقه في غاية الإنضباط ، وفق ما
يُبـاح له ، وتسمح به قوانين بلاده ، في أن يتظاهر سلميا ، مطالبـاً
بتحقيق مطالبه العادلة باسلوب راقٍ ، ومنضبط ، وأن يستمر في إستعمال حقـّه ،
بهذه الوسائل السلمية حتى يحُدث التغيير المنشود ، ويرفع كـلّ المظالم عنه
، ويعيش إنسانيته التي كرّم الله تعالى بها البشـر !

فهـو لم يأت بفتنة ، ولا دعا إلى فساد ، بل الفتنة كلَّ الفتنة ما فعله
النظام عندما رأى الشعب يقف في وجه طغيانه ، فأخذ يستبيح دماءهم ، ويفتك
بهم ، وينشر الفوضى في المجتمع ليبقى حكمه الظالم ولو على أشـلاء ، دماء
الأبرياء ! لكنّه فشل في كلّ سعيه ، وانقلب عليه مكره ، وازداد إصرار الشعب
على نيل حقوقه .

وأيـمُ الحـق .. لقـد كانت الفتنة كلِّ الفتنة ، في حكم هذا النظام الطاغية
الذي لم يزل يفتن الناس منذ ثلاثين عاما ، وقـد كان الفساد كلَّ الفساد في
حكمه الذي لم يألُ جهدا في أن يملأ البلاد والعباد من الخبث ، والشـرّ ،
فسلَّط على شعبه الطيب ، شرارَ الخلق ، وهو أشرُّهم ، ومكَّن من رقاب
المستضعفين أرذل الناس ، وهو أرذلهـم ،

حتى ضاقت بهم الأرض بما رحبت ، وضاقت عليهم أنفسهـم ، فخرجوا يستغيثون
بربهّم من حكم الطاغية ، ويستصرخون أمَّتهم أن تعينهم على الخلاص منه ،
ويطلقون مناشدتهـم أن يقف معم في وجه الظلم ، علماء الدين ، ومثقفو الأمة ،
ونخبُها ، ومحبُّو العدالة من جميـع الأمم ، لإنقاذهم من بؤسهـم ،
وإخراجهـم من محنتهم التي طالت عليهـم ، فلم تعـُد تُطـاق !

فإستجاب لهم أكثر الناس ، وأيّدتهم معظم الشعوب العربية ، وشكـرت ثورتهم
كلّ الشعوب المحبّة للعدالة ، إذ هذا هو مقتضى الفطرة ، كما هو روح الشريعة
.

هذه هي حقيقة الموقف في مصر ، كما كانت في تونس تماما ، وستتكرر في كلِّ
بلد عربي ، يعيش أهله مثل هذه الحياة البائسة ، والعيشة الناكسة ، في ظلِّ
أنظمة لايهمّها إلاّ أن تنهب الثروات ، وتكدِّس الأموال المنهوبة من مقدرات
الوطن في أرصدتـها الغربيـة ، لترضي القوى الكبرى ، ولو على حساب شعوبها
المسحوقة ، المظلومـة ، المقهـورة .

نعم سيتكرر ما حدث في تونس ، ومصـر ، وسيعمّ بإذن الله تعالى جميع الشعوب
العربية المستضعفة ، حتى تُعامل على أنها شعوب ، وليست قطعانا من السائمة !

وحتى تستعيد كرامَتها كاملة ، وحقوقها تامـّة ، وترفع الطغيان الجاثم على
صدورها ، كلَّ العقـود التي مضـت ، كانت فيها تحُكم بالخوف ، وتُقـاد
بالجوع ، وتقيـَّد بالقهـر !

وإنّ هذه النهضة المباركة قد عصفـت رياحها ، ولن يقـف في وجهها شيء بإذن الله تعالى .

وإنـَّه لمن الأذى العظيم لهذه الشعب المصـري الكريم _ بل هو أذى للأمـّة
بأسرها _ أن يقف علماء الشريعة ضدَّهم ، فيوصف سعيهم للخلاص من الظلم
بأنـّه فتنة ، وفسـاد !! وأن يستهان بدماء شهدائهم ، وبتضحياتهم العظيـمة
التي يقدّمونها لنهضة الأمة ، وليس لمصر وحدهـا .

وياللعجـب .. أن تُلقـى التُّهم جزافـا على هذا الشعب المظلوم ، ويُسكت عن
الظالم ، الباغي ، الطاغية ، المجرم ، الأثيـم ، وأن يُتّهم الشعب المستضعف
المضطهد بالفتنة !! ويُصمـت عن فتن نظامٍ لم يدع فتنة يفتن به الخلق عن
دين الحقّ إلاّ إقترفها !!

هذا ..وقد علم من نصوص الشرع ما تكاثرت به آيُ القرآن الحكيم حتى بلغت منه
عُشْرهُ أو أكثـر ، تحذّر من الظلم ، ومن الركون إلى الظالمين ، وتبيّن
عواقبه الوخيمة ، ومصائبه العميمه ، وأنّه مبيد النعـم ، ومعيـد البلايـا ،
والنقـم .

وما تواترت به نصوص ، وأكدته القواعد الشرعية ، والكليّات الدينيّة
القطعيّة ، مما أجمـع عليه العلماء ، ولايخفى على أحـد من الفقهـاء ،

أنَّ العدل هـو أساس السلطان ، والظُّلم ممحـقة للعمـران .

وأنّ حفظ الضرورات الخمس ، هي غاية الدين العظمى ، ومقصد الإسلام الأسمى ،

فأيّ نظام يهدمها ، وكلّ سلطان يقوّضها ، فالقيام في وجهه فرض الدين ، حتى يستقيـم ، وأنَّ هذا هو نظام الحكم في هذا الدين القويـم .

روى ابن اسحاق : حدثني الزهري ، حدثني أنس رضي الله عنه ، فيما قاله الصديق
رضي الله عنه ، في أوّل خطبه سياسية في الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله
عليه وسلم ، قال : ( ثم تكلم أبو بكر ، فحمد الله ، وأثنى عليه بما هو أهله
، ثم قال : أما بعد ، أيها الناس ، فإني قد وليت عليكم ، ولست بخيركم ،
فان أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوّموني ، الصدق أمانة ، والكذب خيانة ،
والضعيف منكم قوي عندي حتّى أزيح علّته إن شاء الله ، والقويُّ فيكم ضعيف
حتى آخذ الحقّ إن شاء الله ، لا يدع قومٌ الجهاد في سبيل الله إلاّ ضربهم
الله بالذلّ ، ولا يشيع قومٌ قط الفاحشة إلاّ عمّهم الله بالبلاء ،
أطيعونـي ما أطعت الله ورسوله ، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ،
قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله ) قال ابن كثير ، وهذا إسناد صحيح أ.هـ ،

وقد قال الصديق هذه الجمل العظيمة ، في حضرة خيار الصحابة ، وفي مجمع عام يشملهم ، فكان هذا منهج الإسلام الأصيـل .

فالواجب على العلماء أن يتفقّـدوا حال السلطة ، فإن هي أقامت العدل في
الناس ، فأوصلت إليهم حقوقهم وعلى رأسها أن يختاروهـا ، ويحاسبوهـا ، وإن
هـي أغنتهم بمال الوطن الذي هو مالهم عن مواقف المهانة ، ومواطن الذلّ ،
وأكرمتهم عن الإنتهاك ، وحفظت لهم ما يجب حفظه ، وعملت بقوله تعالى : ( إن
الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر
والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) ، كانوا عونا لهـا .

وإن هي تحوَّلت إلى آلة للظلم ، والفتن ، والفسـاد ، واستبدَّت بالجور على
العبـاد ، نأوا بأنفسهم أن يكونوا أبواقا لها ، فيصيروا أعوانا للظـلمة !

بـل واجبهـم أن يقوموا عليها بما يجب على القائمين بالقسـط من الأمر
بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والتحرُّك بما يعيـد الأمور إلى نصابها ،
ويحمي الشعوب من الطغـيان ، وفق ما جاء في الشريعة العليّة في هذا الباب من
الميـزان ، بحيث لايُعقب ذلك ما هو أعظـم شـرّا .

وذلك كما فعل مَنْ فعـل مِن شيوخ الأزهـر المبجـَّل _ والناطق بإسمه _
عندما انضموا إلى الشعـب المصري في تظاهراته الغـرّاء ، ومسيراته الشمـّاء ،
في وجه الطغيـان .

وهذا من الجهـاد المأمور به شرعا ، كما في الحديث الذي ذكر الطغـاة : (
إنها تخلف مـن بعدهم خلوف ، يقولون مالا يفعلون ، ويفعلون مالا يؤمرون ،
فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه
فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل ) رواه مسلم


وفي الحديث : ( إنَّ الناس إذا رأوْا الظالم فلم يأخذوا على يديه ، أوشك أن يعمّهم الله بعقاب منه ) رواه احمد ، وأصحاب السنن
.
وفي الحديث : ( أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ) رواه البخـاري ، وفيه أنّ
المعنى في حالة الظالم منعه ، وحجزه عن ظلمه ، فكلّ شعب مظلوم تجب نصـرته ،
وخذلانه إثم مبين ، ومخالفة عظيمة لفرض الدين.
.
وفي الحديث : ( ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه ،
وينتهك فيه من حرمته ، إلاّ خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته ، وما
من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه ، وينتهك فيه من حرمته ، إلاّ
نصره الله في موطن يحبّ الله فيه نصرته ) رواه أحمـد وأبو داود .
.
وفي الحديث : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يسلمه ، من كان في حاجة
أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من
كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) متفق عليه ،
ومعنى يُسلمه ، أي يتخلَّى عنه ، فيراه يُظلم ولاينصره ، وأيُّ تفريجٍ
لكربة أعظـم من إزاحة الظلم ، والبغي ، و الطغيان ، بالسلطة التي تفسد
الدين ، والدنيـا ، فتغتصب الأعراض ، وتسفك الدمـاء ، وتنتهك الحرمات ،
وتستولي على الحقوق .

والله أعلـم ، وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما
كثيرا ، وهو حسبنا عليه توكّلنا ، وعليه فليتوكـّل المتوكـّلون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو محضار المعبري
المدير العام
المدير العام
ابو محضار المعبري


♣ آنضآمڪْ » : 26/09/2010
♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 841
الدَولَہ: الدَولَہ: : قلعة اليمن
ذكر

راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Empty
مُساهمةموضوع: رد: راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام   راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Emptyالإثنين فبراير 28, 2011 4:07 pm

[color=black]موقع القرضاوي/4-1-2009

تلقى فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي - رئيس الإتحاد
العالمي لعلماء المسلمين - رسالة بإمضاء " عدد من طلاب العلم الشرعي"
(بتاريخ 5 فبراير 2008) تحمل هذا السؤال:

ما رأي فضيلتكم فيما
ذكره بعض العلماء من عدم مشروعية تسيير المسيرات والمظاهرات، تأييدا لمطالب
مشروعة، أو تعبيرا عن رفض أشياء معينة في مجال السياسة، أو الاقتصاد، أو
العلاقات الدولية، أو غيرها؟ وقال هذا العالم: إن تنظيم هذه المسيرات أو
الدعوة إليها، أو المشاركة فيها حرام.

ودليله على ذلك: أن هذه بدعة لم يعرفها المسلمون، وليست من
طرائق المسلمين، وإنما هي مستوردة من بلاد اليهود والنصارى والشيوعيين
وغيرهم من الكفرة والملحدين. وتحدّى هذا العالم من يأتيه بواقعة واحدة،
سارت فيها مظاهرة كبيرة أو صغيرة، في عهد الرسول أو الصحابة.

وإذا كانت هذه المسيرات تعبّر عن الاحتجاج على الحكومة، فهذا خروج على
المنهج الإسلامي في إسداء النصيحة للحكام، والمعروف: أن الأولى في هذه
النصيحة أن تكون بين الناصح والحاكم، ولا تكون على الملأ.

على أن هذه المسيرات كثيرا ما يستغلّها المخرّبون، و يقومون بتدمير الممتلكات، وتخريب المنشآت. ولذا وجب منعها سدا للذرائع.

فهل هذا الكلام مسلّم من الوجهة الشرعية؟ وهل يسوغ للناس في أنحاء العالم:
أن يسيروا المظاهرات للتعبير عن مطالبهم الخاصة أو العامة، وأن يـؤثروا في
الرأي العام من حولهم، وبالتالي يؤثِّرون على الحكام وأصحاب القـــرار، إلا
المسلمين دون غيرهم، يحرم عليهم استعمال هذه الوسيلة التي أصبحت عالمية؟

نرجو أن نسمع منكم القول الفصل، الموثق بأدلة الشرع، في هذه الفضية
الخطيرة، التي غدت تهم كل الناس في سائر الأقطار والقارات. وفقكم الله
وسددكم.

[color:30a1="rgb(139, 0, 0)"]وفي رده على السائل أفاد فضيلته بقوله:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن ابتع هداه...أما بعد

فمن حق المسلمين – كغيرهم من سائر البشر- أن يسيروا المسيرات وينشئوا
المظاهرات، تعبيرا عن مطالبهم المشروعة، وتبليغا بحاجاتهم إلى أولي الأمر،
وصنّاع القرار، بصوت مسموع لا يمكن تجاهله. فإن صوت الفرد قد لا يسمع، ولكن
صوت المجموع أقوى من أن يتجاهل، وكلما تكاثر المتظاهرون، وكان معهم شخصيات
لها وزنها: كان صوتهم أكثر إسماعا وأشد تأثيرا. لأن إرادة الجماعة أقوى من
إرادة الفرد، والمرء ضعيف بمفرده قوي بجماعته. ولهذا قال تعالى:
{وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة:2]، وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا" وشبّك بين
أصابعه .

ودليل مشروعية هذه المسيرات: أنها من أمور (العادات) وشؤون الحياة المدنية، والأصل في هذه الأمور هو: الإباحة.

وهذا ما قررته بأدلة – منذ ما يقرب من نصف قرن- في الباب الأول من كتاب:
(الحلال والحرام في الإسلام) الذي بين في المبدأ الأول أن القاعدة الأولى
من هذا الباب: (أن الأصل في الأشياء الإباحة). وهذا هو القول الصحيح الذي
اختاره جمهور الفقهاء والأصوليين.

فلا حرام إلا ما جاء بنص صحيح الثبوت، صريح الدلالة على التحريم. أما ما
كان ضعيفا في مسنده أو كان صحيح الثبوت، ولكن ليس صريح الدلالة على
التحريم، فيبقى على أصل الإباحة، حتى لا نحرم ما أحل الله.

ومن هنا ضاقت دائرة المحرمات في شريعة الإسلام ضيقا شديدا، واتسعت دائرة
الحلال اتساعا بالغا. ذلك أن النصوص الصحيحة الصريحة التي جاءت بالتحريم
قليلة جدا، وما لم يجئ نص بحله أو حرمته، فهو باق على أصل الإباحة، وفي
دائرة العفو الإلهي.

وفي هذا ورد الحديث: "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام،
وما سكت عنه عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئا".
وتلا: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم:64].

وعن سلمان الفارسي: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن
والفراء فقال: "الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرّم الله في
كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا لكم" ، فلم يشأ عليه الصلاة والسلام أن
يجيب السائلين عن هذه الجزئيات، بل أحالهم على قاعدة يرجعون إليها في معرفة
الحلال والحرام، ويكفي أن يعرفوا ما حرم الله، فيكون كل ما عداه حلالا
طيبا.

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا
تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا
تبحثوا عنها" .

وأحب أن أنبه هنا على أن أصل الإباحة لا يقتصر على الأشياء والأعيان، بل
يشمل الأفعال والتصرفات التي ليست من أمور العبادة، وهي التي نسميها:
(العادات أو المعاملات) فالأصل فيها عدم التحريم وعدم التقييد إلا ما حرّمه
الشارع وألزم به، وقوله تعالى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ
عَلَيْكُمْ}[الأنعام:119]، عام في الأشياء والأفعال.

وهذا بخلاف العبادة فإنها من أمر الدين المحض الذي لا يؤخذ إلا عن طريق
الوحي، وفيها جاء الحديث الصحيح: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد" ،
وذلك أن حقيقة الدين تتمثل في أمرين: ألا يُعبد إلا الله، وألا يُعبد إلا
بما شرع، فمن ابتدع عبادة من عنده – كائنا من كان- فهي ضلالة ترد عليه، لأن
الشارع وحده هو صاحب الحق في إنشاء العبادات التي يُتقرب بها إليه.

وأما العادات أو المعاملات فليس الشارع منشئا لها، بل الناس هم الذين
أنشأوها وتعاملوا بها، والشارع جاء مصححا لها ومعدلا ومهذبا، ومقرا في بعض
الأحيان ما خلا عن الفساد والضرر منها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن تصرفات العباد من الأقوال والأفعال نوعان:
عبادات يصلح بها دينهم، وعادات يحتاجون إليها في دنياهم، فباستقراء أصول
الشريعة نعلم أن العبادات التي أوجبها الله أو أحبها لا يثبت الأمر بها إلا
بالشرع.

وأما العادات فهي ما اعتاده الناس في دنياهم مما يحتاجون إليه. والأصل فيه
عدم الحظر، فلا يحظر منه إلا ما حظره الله سبحانه وتعالى، وذلك لأن الأمر
والنهي هما شرع الله، والعبادة لا بد أن تكون مأمورا بها، فما لم يثبت أنه
مأمور به – أي من العادات – كيف يحكم عليه بأنه محظور؟

ولهذا كان أحمد وغيره من فقهاء أهل الحديث يقولون: إن الأصل في العبادات
التوقيف، فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله، وإلا دخلنا في معنى قوله تعالى:
{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن
بِهِ اللَّهُ}[الشورى:21].

والعادات الأصل فيها العفو، فلا يحظر منها إلا ما حرّمه الله، وإلا دخلنا
في معنى قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن
رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً}[يونس:59].

وهذه قاعدة عظيمة نافعة، وإذا كان كذلك فنقول:

البيع، والهبة، والإجارة، وغيرها من العادات التي يحتاج الناس إليها في
معاشهم – كالأكل والشرب واللباس- فإن الشريعة قد جاءت في هذه العادات
بالآداب الحسنة، فحرمت منها ما فيه فساد، وأوجبت ما لا بد منه، وكرهت ما لا
ينبغي، واستحبت ما فيه مصلحة راجحة في أنواع هذه العادات ومقاديرها
وصفاتها.

وإذا كان كذلك، فالناس يتبايعون ويستأجرون كيف يشاءون، ما لم تحرم الشريعة،
كما يأكلون ويشربون كيف شاءوا ما لم تحرم الشريعة – وإن كان بعض ذلك قد
يستحب، أو يكون مكروها - وما لم تحد الشريعة في ذلك حدا، فيبقون فيه على
الإطلاق الأصلي) .انتهى.

ومما يدل على هذا الأصل المذكور ما جاء في الصحيح عن جابر بن عبد الله قال:
"كنا نعزل والقرآن ينزل، فلو كان شيء ينهى عنه لنهى عنه القرآن" .

فدل على أن ما سكت عنه الوحي غير محظور ولا منهي عنه، وأنهم في حل من فعله
حتى يرد نص بالنهي والمنع، وهذا من كمال فقه الصحابة رضي الله عنهم، وبهذا
تقررت هذه القاعدة الجليلة، ألا تشرع عبادة إلا بشرع الله، ولا تحرم عادة
إلا بتحريم الله.

والقول بأن هذه المسيرات (بدعة) لم تحدث في عهد رسول الله ولا أصحابه، وكل
بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار: قول مرفوض؛ لأن هذا إنما يتحقق في أمر
العبادة وفي الشأن الديني الخالص. فالأصل في أمور الدين (الاتباع) وفي أمور
الدنيا (الابتداع).

ولهذا ابتكر الصحابة والتابعون لهم بإحسان: أمورا كثيرة لم تكن في عهد
النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ما يعرف بـ (أوليات عمر) وهي الأشياء
التي ابتدأها عمر رضي الله عنه، غير مسبوق إليها. مثل: إنشاء تاريخ خاص
للمسلمين، وتمصير الأمصار، وتدوين الدواوين، واتخاذ دار للسجن، وغيرها.

وبعد الصحابة أنشأ التابعون وتلاميذهم أمورا كثيرة، مثل: ضرب النقود
الإسلامية، بدل اعتمادهم على دراهم الفرس، ودنانير الروم، وإنشاء نظام
البريد، وتدوين العلوم وإنشاء علوم جديدة مثل: علم أصول الفقه، وعلوم النحو
والصرف والبلاغة، وعلم اللغة، وغيرها.

وأنشأ المسلمون (نظام الحسبة) ووضعوا له قواعد وأحكاما وآدابا، وألّفوا فيه كتبا شتّى.

ولهذا كان من الخطأ المنهجي: أن يطلب دليل خاص على شرعية كل شأن من شؤون العادات، فحسبنا أنه لا يوجد نص مانع من الشرع.

ودعوى أن هذه المسيرات مقتبسة أو مستوردة من عند غير المسلمين: لا يثبت
تحريما لهذا الأمر، ما دام هو في نفسه مباحا، ويراه المسلمون نافعا لهــم."
فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها" .

وقد اقتبس المسلمون في عصر النبوة طريقة حفر الخندق حول المدينة، لتحصينها من غزو المشركين، وهي من طرق الفرس.

واتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم خاتما. حيث أشير عليه أن يفعل ذلك، فإن الملوك والأمراء في العالم، لا يقبلون كتابا إلا مختوما.

واقتبس الصحابة نظام الخراج من دولة الفرس العريقة في المدنية والتنظيم.

واقتبسوا كذلك تدوين الدواوين، من دولة الروم، لما لها من عراقة في ذلك.

وترجم المسلمون الكتب التي تتضمن (علوم الأوائل) أي الأمم المتقدمة، التي
طورها المسلمون وهذبوها وأضافوا إليها، وابتكروا فيها مثل: (علم الجبر)
بشهادة المنصفين من مؤرخي العلم.

ولم يعترضوا إلا على (الجانب الإلهي) في التراث اليوناني؛ لأن الله تعالى
أغناهم بعقيدة الإسلام عن وثنية اليونان وما فيها من أساطير وأباطيل.

ومن نظر إلى حياتنا المعاصرة في شتى المجالات: وجد فيها كثيرا جدا مما
اقتبسناه من بلاد الغرب: في التعليم والإعلام والاقتصاد والإدارة والسياسة
وغيرها.

ففكرة الدستور، والانتخابات بالصورة المعاصرة، وفصل السلطات، وإنشاء
الصحافة والإذاعة والتلفزة، بوصفها أدوات للتعبير والتوجيه والترفيه،
وإنجاز الشبكة الجبارة للمعلومات (الإنترنت).

والتعليم بمؤسساته وتقسيماته وترتيباته ومراحله وآلياته المعاصرة، مقتبس في معظمه من الغرب.

والشيخ رفاعة الطهطاوي، حين ذهب إلى باريس إماما للبعثة المصرية، ورأى من
ألوان المدنية ما رأى، بهرته الحضارة الحديثة، وعاد لينبه قومه إلى ضرورة
الاقتباس مما سبق به الأوربيون، حتى لا يظلوا يتقدمون ونحن نتأخر.

ومن يومها بدأ المصريون، وبدأ معهم كثير من العرب، وقبلهم بدأ العثمانيون في اقتباس ما عند الغربيين.

كل هذه مقتبسات من الغرب الذي تفوق علينا وسبقنا بها، ولم نجد بدا من أن
نأخذها عنه، ولم تجد نكيرا من أحد من علماء الشرع ولا من غيرهم فأقرها
العرف العام. وقد أخذ الغرب عنا من قبل واقتبس منا، وانتفع بعلومنا أوائل
نهضته {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}[آل عمران:140].

المهم أن نأخذ ما يلائم عقائدنا وقيمنا وشرائعنا، دون ما يناقضها أو
ينقضها. فالناقل هو الذي يأخذ من غيره ما ينفعه لا ما يضره. وأهم ما يأخذه
المسلم من غيره: ما كان متعلقا بشؤون الحياة المتطورة، وجله يتصل بالوسائل
والآليات التي طابعها المرونة والتغير، لا بالأهداف والمبادئ التي طابعها
الثبات والبقاء.

على أن ما ذكره السائل أو السائلون، من نسبة هذه المظاهرات أو المسيرات إلى
الشيوعيين الملحدين: غير صحيح، فالأنظمة الشيوعية لا تسمح بهذه المسيرات
إطلاقا؛ لأن هذه الأنظمة الشمولية القاهرة تقوم على كبت الحريات، وتكميم
الأفواه، والخضوع المطلق لسلطان الحكم وجبروته.

قاعدتان مهمتان

وأود أن أقرر هنا قاعدتين في غاية الأهمية:

1- قاعدة المصلحة المرسلة:

الأولى هي: قاعدة المصلحة المرسلة، فهذه الممارسات التي لم ترد في العهد
النبوي، ولم تعرف في العهد الراشدي، ولم يعرفها المسلمون في عصورهم الأولى،
وإنما هي من مستحدثات هذا العصر: إنما تدخل في دائرة (المصلحة المرسلة)
وهي التي لم يرد من الشرع دليل باعتبارها ولا بإلغائها.

وشرطها: أن لا تكون من أمور العبادات حتى لا تدخل في البدعة، وأن تكون من
جنس المصالح التي أقرها الشرع، والتي إذا عرضت على العقول، تلقتها بالقبول،
وألا تعارض نصا شرعيا، ولا قاعدة شرعية.

وجمهور فقهاء المسلمين يعتبرون المصلحة دليلا شرعيا يبنى عليها التشريع أو
الفتوى أو القضاء، ومن قرأ كتب الفقه وجد مئات الأمثلة من الأحكام التي لا
تعلل إلا بمطلق مصلحة تجلب، أو ضرر يدفع.

وكان الصحابة – وهم أفقه الناس لهذه الشريعة- أكثر الناس استعمالا للمصلحة واستنادا إليها.

وقد شاع أن الاستدلال بالمصلحة المرسلة خاص بمذهب المالكية، ولكن الإمام
شهاب الدين القرافي المالكي (684هـ ) يقول – ردا على من نقلوا اختصاصها
بالمالكي-:

(وإذا افتقدت المذاهب وجدتهم إذا قاسوا أو جمعوا أو فرقوا بين المسألتين،
لا يطلبون شاهدا بالاعتبار لذلك المعنى الذي جمعوا أو فرقوا، بل يكتفون
بمطلق المناسبة، وهذا هو المصلحة المرسلة، فهي حينئذ في جميع المذاهب) .

2- للوسائل حكم المقاصد:

والقاعدة الثانية: هي أن للوسائل في شؤون العادات حكم المقاصد، فإذا كان
المقصد مشروعا في هذه الأمور، فإن الوسائل إليه تأخذ حكمه، ولم تكن الوسيلة
محرمة في ذاتها.

ولهذا حين ظهرت الوسائل الإعلامية الجديدة، مثل (التلفزيون) كثر سؤال الناس عنها: أهي حلال أم حرام؟

وكان جواب أهل العلم: أن هذه الأشياء لا حكم لها في نفسها، وإنما حكمها
بحسب ما تستعمل له من غايات ومقاصد. فإذا سألت عن حكم (البندقية) قلنا:
إنها في يد المجاهد: عون على الجهاد ونصرة الحق ومقاومة الباطل، وهي في يد
قاطع الطريق: عون على الجريمة والإفساد في الأرض، وترويع الخلق.

وكذلك التلفزيون: من يستخدمه في معرفة الأخبار، ومتابعة البرامج النافعة
ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، بل والبرامج الترفيهية بشروط وضوابط معينة، فهذا
لا شك في إباحته ومشروعيته، بل قد يتحول إلى قربة وعبادة بالنية الصالحة.
بخلاف من يستخدمه للبحث عن الخلاعة والمجون وغيرها من الضلالات في الفكر
والسلوك.

وكذلك هذه المسيرات والتظاهرات، إن كان خروجها لتحقيق مقصد مشروع، كأن
تنادي بتحكيم الشريعة، أو بإطلاق سراح المعتقلين بغير تهمة حقيقية، أو
بإيقاف المحاكمات العسكرية للمدنيين، أو بإلغاء حالة الطوارئ التي تعطي
للحكام سلطات مطلقة. أو بتحقيق مطالب عامة للناس مثل: توفير الخبز أو الزيت
أو السكر أو الدواء أو البنزين، أو غير ذلك من الأهداف التي لا شك في
شرعيتها. فمثل هذا لا يرتاب فقيه في جوازه.

وأذكر أني كنت في سنة 1989م في الجزائر، وقد شكا إلي بعض الأخوات من طالبات
الجامعة من الملتزمات والمتدينات، من مجموعة من النساء العلمانيات أقمن
مسيرة من نحو خمسمائة امرأة، سارت في شوارع العاصمة، تطالب بمجموعة من
المطالب تتعلق بالأسرة أو ما يسمى ( قانون الأحوال الشخصية) مثل: منع
الطلاق، أو تعدد الزوجات، أو طلب التسوية بين الذكر والأنثى في الميراث، أو
إباحة تزوج المسلمة من غير المسلم، ونحو ذلك.

فقلت للطالبات اللائي سألنني عن ذلك: الرد على هذه المسيرة العلمانية: أن
تقود المسلمات الملتزمات مسيرة مضادة، من خمسمائة ألف امرأة! أي ضعف
المسيرة الأولى ألف مرة! تنادي باحترام قواطع الشريعة الإسلامية.

وفعلا بعد أشهر قليلة أقيمت مسيرة مليونية عامتها من النساء تؤيد الشريعة، وإن شارك فيها عدد محدود من الرجال.

فهذه المسيرة – بحسب مقصدها- لا شك في شرعيتها، بخلاف المسيرة الأخرى
المعارضة لأحكام الشريعة القطعية، لا يستطيع فقيه أن يفتي بجوازها.

[color:30a1="rgb(139, 0, 0)"]سد الذرائع

أما ما قيل من منع المسيرات والتظاهرات السلمية، خشية أن يتخذها بعض
المخربين أداة لتدمير الممتلكات والمنشآت، وتعكير الأمن، وإثارة القلاقل.
فمن المعروف: أن قاعدة سد الذرائع لا يجوز التوسع فيها، حتى تكون وسيلة
للحرمان من كثير من المصالح المعتبرة.

ويكفي أن نقول بجواز تسيير المسيرات إذا توافرت شروط معينة يترجح معها ضمان
ألا تحدث التخريبات التي تحدث في بعض الأحيان. كأن تكون في حراسة الشرطة،
أو أن يتعهد منظموها بأن يتولوا ضبطها بحيث لا يقع اضطراب أو إخلال بالأمن
فيها، وأن يتحملوا المسؤولية عن ذلك. وهذا المعمول به في البلاد المتقدمة
ماديا.

[color:30a1="rgb(139, 0, 0)"]في السنة دليل على شرعية المسيرات

أعتقد أن فيما سقناه من الأدلة والاعتبارات الشرعية، ما يكفي لإجازة
المسيرات السلمية إذا كانت تعبر عن مطالب فئوية أو جماهيرية مشروعة.

وليس من الضروري أن يطلب دليل شرعي خاص على ذلك، مثل نص قرآني أو نبوي، أو واقعة حدثت في عهد النبوة أو الخلافة الراشدة.

ومع هذا، نتبرع بذكر واقعة دالة، حدثت في عهد النبوة، وذلك عندما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

فبعد أن يسرد عمر رضي الله عنه قصة إسلامه، ولنستمع إلى عمر نفسه، وهو يقص
علينا نبأ هذه المسيرة. حتى إذا دخل دار الأرقم ابن أبي الأرقم معلنا
الشهادتين يقول: (فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا ؟
قال: "بلى، والذي نفسي بيده، إنكم على الحق إن متم وإن حييتم" قال: فقلت:
ففيم الاختفاء ؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن، فأخرجناه في صفين: حمزة في
أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد، قال:
فنظرت إليّ قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها. فسماني رسول
الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق) .

ومن تتبع السيرة النبوية، والسنة المحمدية، لا يعدم أن يجد فيها أمثلة أخرى.

والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو محضار المعبري
المدير العام
المدير العام
ابو محضار المعبري


♣ آنضآمڪْ » : 26/09/2010
♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 841
الدَولَہ: الدَولَہ: : قلعة اليمن
ذكر

راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Empty
مُساهمةموضوع: رد: راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام   راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Emptyالإثنين فبراير 28, 2011 4:07 pm

راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Download

أكد
العلماء في محافظتي عدن وحضرموت وبعض المحافظات المجاورة أن من حق الناس
التظاهر سلميًا في المطالبة بحقها بالتغيير والاصلاح فهو حق تكفله الشرائع
السماوية والأعراف الدولية.

ودعا العلماء في بيان لهم بشأن الأحداث التي تجري في اليمن مؤخراً حصل موقع
"التجديد نيوز"الإخباري على نسخة منه_ القوى السياسية والفعاليات الشبابية
وجموع المتظاهرين لعدم الإنزلاق إلى الإعتداء على الممتلكات الخاصة
والعامة أو استخدام أي شكل من أشكال العنف المسلح، والالتزام بالخيار
السلمي حتى تتحقق مطالبهم المشروعة والعادلة، لقول النبي صلى الله عليه
وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) .

كما دعوا في بيانهم _الذي وقع عليه أكثر من 40 شخص من القيادات الاسلامية
والدينية_ إلى عدم استخدام الرصاص الحي من قبل الأجهزة الأمنية ضد
المواطنيين.بالإضافة الى دعوة الدولة بالتغيير الحقيقي والفوري قبل فوات
الاوان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو محضار المعبري
المدير العام
المدير العام
ابو محضار المعبري


♣ آنضآمڪْ » : 26/09/2010
♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 841
الدَولَہ: الدَولَہ: : قلعة اليمن
ذكر

راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Empty
مُساهمةموضوع: رد: راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام   راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Emptyالإثنين فبراير 28, 2011 4:08 pm

علماء اليمن يدعون لحماية المظاهرات السلمية وتقديم "القتلة والمعتدين" على المتظاهرين والصحفيين للمحاكمة

المصدر أونلاين ـ صلاح القاعدي
جددت هيئة علماء اليمن دعوتها للحزب الحاكم والأحزاب السياسية والزعامات
والقيادات الوطنية بتشكيل حكومة إجماع وطني مؤقتة لمدة ستة أشهر تقوم
بالإعداد لانتخابات حرة ونزيهة.


ودعت هيئة علماء اليمن في بيان لها أعلنته صباح اليوم الاثنين بصنعاء
"القيادات والزعامات والقوي والفعاليات والقبائل اليمنية والأحزاب الوطنية
لعقد مؤتمر وطني جامع لتدارس أوضاع اليمن، والاتفاق على الحلول للمشاكل
الراهنة والتوافق على تشكيل حكومة إجماع وطني مؤقتة من أهل الكفاءات بحيث
تكون متوازنة تتوزع فيها الحقائب الوزارية السيادية في الكفاءات تسير أعمال
البلاد وتقوم بالإشراف انتخابات حرة ونزيهة تمكن الشعب من اختيار نوابه
الذي يرتضيه".


وطالب العلماء السلطات القيام بواجبها بحماية التظاهرات السلمية، ومحاسبة
من قاموا بقتل والاعتداء على المتظاهرين والصحفيين ومن ثبت قضاءً اعتداؤه
على الممتلكات العامة والخاصة في الأحداث الأخيرة وإطلاق سراح المعتقلين
على ذمة المظاهرات والاعتصامات السلمية.


كما طالبت السلطات الأمنية التوقف عن "الاعتقال التعسفي وتعذيب السجناء
جسدياً أو نفسياً أو معنوياً"، وسرعة إطلاق سراح جميع المعتقلين والسجناء
خارج إطار القضاء.


ودعا العلماء النظام الحاكم إلى "سحب وإلغاء جميع الإجراءات الانفرادية
التي أدت إلى تأزيم الأوضاع، وإقالة كل الفاسدين والعابثين بمقدرات الأمة،
وتشكيل لجنة متفق عليها من العلماء والقضاة المشهود لهم بالنزاهة
والاستعانة ممن يرونه من الخبراء والمختصين للبت في قضايا النزاع بين جميع
الأطراف".


وتابع البيان "ندعو إلى ضرورة التعجيل في إعادة دعم السلع الأساسية والنفط
ومشتقاته لرفع المعاناة عن أبناء الشعب، وعد إثقال كاهل المواطن بالضراب،
والتعامل مع جميع المواطنين في كل أنحاء اليمن بالسوية وإزالة أي صورة من
صور التمييز الحزبية أو القبلية أو المناطقية وإقامة العدل وإزالة الظلم
ورد الحقوق وضمان جميع الحقوق والحريات للرجال والنساء في ضوء الشريعة
الإسلامية".


ورفض بيان العلماء ما أسماها بـ"تدخلات القوى الخارجية"، داعياً تلك الدول
إلى احترام سيادة اليمن والالتزام بالقوانين الدولية التي تمنع التدخل في
الشئون الداخلية للدول.


ودعا العلماء الشعب اليمن شعباً وحكومة والمنظمات والأحزاب إلى الالتفاف
حول ما جاء في البيان والعمل على نشره وتبيينه، والعمل سوياً لإخراج اليمن
من "المخاطر التي تتربص به".


وعن الثورتين التونسية والمصرية وإقامة حكومتين إنتقاليتين في البلدين قال
البيان "هل نستطيع يا أبناء يمن الإيمان والحكمة تحقيق ما تطمح إليه الشعوب
من إصلاح للأوضاع وإقامة للعدل ورفض للظلم والاستبداد وإرجاع الحقوق إلى
أهلها دون حصول تلم الأحداث المريرة والمؤلمة التي صاحبت الثورتين"، في
إشارة إلى أحداث القتل التي صاحبت ثورتي تونس ومصر والتي راح ضحيتها آلاف
القتلى والجرحى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو محضار المعبري
المدير العام
المدير العام
ابو محضار المعبري


♣ آنضآمڪْ » : 26/09/2010
♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 841
الدَولَہ: الدَولَہ: : قلعة اليمن
ذكر

راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Empty
مُساهمةموضوع: رد: راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام   راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Emptyالإثنين فبراير 28, 2011 4:08 pm

علماء اليمن يطالبون الحزب الحاكم سحب الإجراءات الانفرادية التي أدت إلى تأزيم الأوضاع، والتعجيل بإقالة ومحاسبة الفاسدين
21/2/2011 - الصحوة نت – مصطفى الصبري:

قال الشيخ / عبد المجيد
الزنداني ـ رئيس هيئة علماء اليمن ـ إن ما تقوم به الشعوب العربية من
مظاهرات سلمية هو أسلوب بديل عن بالانتخابات المزورة، وأسلوب أسرع للتعبير
عن حجم المتألمين واتساع رقعة المظالم التي تعاني منها الشعوب ، معتبرا ما
يحدث اليوم من ثورات للشعوب العربية هو نتيجة استبداد الحكام وتهميشهم
للشعوب "حتى المجالس النيابية التي كان يفترض بها أن تكون ممثلة للشعب همشت
بالتزوير والتوجيهات الرسمية" -حد قوله- مشير إلى أن غياب المعالجات لتلك
الأخطاء والاستمرار فيها دفع بالبلدان العربية إلى ما هي عليه اليوم.

وأكد في كلمته التي ألقاها
في المؤتمر الثاني لهيئة علماء اليمن على حق المواطنين في التعبير عن
أرائهم من خلال المظاهرات والإعتصامات والمسيرات السلمية، مشددا على ضرورة
ملاحقة من قام بالاعتداء بالضرب أو إطلاق الرصاص على المتظاهرين سلميا.

وأشار: إلى أن هذه الحرية
هي التي ناضلت من اجلها الشعوب وكفلتها الشرائع السماوية والدساتير
المحلية، داعيا الحكومة إلى تحمل مسئوليتها في حماية المتظاهرين سلميا
والسماح لهم بالتعبير عن مطالبهم المشروعة. مؤكدا بأن الشعب الذي طفح من
كيل الوعود صاحب السلطة، وأن العلماء يرون ضرورة أن يتحول تطبيق المطالب
المشروعة إلى برامج عملية.

واعتبر بيان صادر عن هيئة
علماء اليمن جرائم القتل التي تحدث للمتظاهرين جرائم عمدية لا تسقط
بالتقادم، ويجب القصاص من مرتكبيها. وحرم البيان الاعتداء على المتظاهرين
سلميا وتعذيب السجناء.

وطالب البيان الحزب الحاكم
بسحب كل الإجراءات الانفرادية التي قام بها وسببت في الأزمة، وإقالة كل
الفاسدين والعابثين بمقدرات الأمة ومحاسبتهم، مشددا على ضرورة توقيف
الاعتقالات التعسفية وحظر تعذيب السجناء جسديا ونفسيا أو معنويا بكافة
إشكالية وسرعة إطلاق سراح جميع المعتقلين والسجناء خارج نطاق الدستور
والقانون.. واطلاق كافة المعتقلين والسجناء خارج القضاء .وضرورة محاسبة كل
من باشر أو تسبب بضرب الصحفيين.

وطالب الحكومة العمل على إعادة الدعم لمواد الأساسية والمشتقات النفطية الذي تم إلغائه من قبل الحكومة.
ودعا البيان: إلى تشكيل
لجنة متفق عليها للبت في قضايا النزاع بين كل الأطراف،إزالة أي صورة من صور
التميز الحزبية أو القبلية أو المناطقية وإقامة العدل، إصلاح القضاء وفق
أحكام الشريعة الإسلامية وسرعة اتخاذ خطوات عملية لتحقيق مبدأ استقلالية
القضاء. داعيا جميع أبناء اليمن من سائر القيادات والزعامات والقوى
والفعاليات من جميع المحافظات والمناطق والقبائل اليمنية لعقد مؤتمر وطني
والاتفاق على حلول للمشاكل الراهنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو محضار المعبري
المدير العام
المدير العام
ابو محضار المعبري


♣ آنضآمڪْ » : 26/09/2010
♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 841
الدَولَہ: الدَولَہ: : قلعة اليمن
ذكر

راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Empty
مُساهمةموضوع: رد: راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام   راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Emptyالإثنين فبراير 28, 2011 4:10 pm



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو محضار المعبري
المدير العام
المدير العام
ابو محضار المعبري


♣ آنضآمڪْ » : 26/09/2010
♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 841
الدَولَہ: الدَولَہ: : قلعة اليمن
ذكر

راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Empty
مُساهمةموضوع: رد: راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام   راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام Emptyالإثنين فبراير 28, 2011 4:11 pm

نصيحة العالم الناصح إلى الرئيس الصالح

2011/02/25 الساعة 21:35:22
د. راغب السرجاني راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام 26-09-09-847443115
أرى غالب أفراد الشعب قد اجتمعوا على مشاعر معينة تجاهك.. كلها –كما تعرف–
مشاعر تموج بالكراهية والحقد والغل.. مشاعر تراكمت على مدار سنوات طويلة،
فليس هذا البغض حديثًا، وأسباب كراهيتهم لك منطقية للغاية.. جوع.. بطالة..
فساد.. تكبر.. قهر.. استبداد.. وكذلك هوان لأبناء شعبك المغتربين في كل دول
الدنيا.. وغير ذلك من فظائع اتسمت بها فترة حكمك.
لا شك أنَّ هذا التاريخ الأسود كان سببًا في كراهية
عميقة لك في وجدان الشعب اليمني كله، وتعمقت الكراهية أكثر وأكثر عند رؤية
الشعب لخطواتك الحثيثة التى تسعى لتوريث ابنك الحكم من بعدك.. فهذه إشارة
أنَّ الشعب سيعيش هذا الضنك، وهذه الإهانة لعدة عشرات أخرى من السنوات،
خاصة وأن السنة الإلهية الماضية أن أعمار الظالمين تطول جدًا، وجلهم يتجاوز
السبعين والثمانين!
هذا وغيره جعل الناس يكرهونك، بل لعلهم لم يكرهوا في حياتهم رجلاً مثلك!
هذه علامة خطيرة يا سيادة الرئيس! ولا أقصد خطورة
الدنيا فقط.. لا أقصد خطورة تربص الشعب لك، ورغبته الأكيدة في الفتك بك،
ولكني أقصد شيئًا آخر قد تكون أهملت النظر له طيلة عمرك، وهو أنَّ هذا
البغض الجماعي لك قد يكون علامة بغض الله لك! وهذا ليس مستغربًا، فلا شك
أنَّ الله يبغض كل الفراعين والطواغيت، وقد قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ".. وَإِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنِّي
أَبْغَضْتُ فُلَانًا فَيُنَادِي فِي السَّمَاءِ ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ
الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ"..
والواقع –يا سيادة الرئيس– أنَّ البغضاء قد نزلت لك في الأرض!
وأنا واحد من أفراد الشعب الذي يكرهك.. لكني أحمل لك
شعورًا إضافيًا قد يستغربه كثير من الناس، بل قد تستغربه أنت شخصيًا.. وهو
شعور الشفقة!
لعلك تقول: وهل يشفق الناس على الطواغيت؟
أقول لك: نعم!. في بعض الأحيان نعم!
أشفق على رجل تجاوز السبعين يسير معصوب العينين، وقد
طُمس بصره وبصيرته، إلى نهاية بائسة، يُلقى فيها في حفرة قبره، ليبدأ
الحساب العسير على سنوات البغي والضلال..
لو تؤمن يا سيادة الرئيس بالبعث والنشور ما طاب لك طعام
ولا شراب، فالناس جميعًا سيحاسبون على أنفسهم وأهلهم، وأنت ستحاسب على شعب
كامل!
يا لهول ذلك الأمر!
لا أعتقد أنَّ واحدًا من المنافقين الذين أحطت نفسك بهم نبَّهك إلى حقيقة هذا الأمر، مع أن بعضهم يعمل في "وظيفة" شيخ!
ماذا أعددت يا مسكين لسؤال ربك؟
ماذا ستقول لربك عن الآلاف من المعتقلين ظلمًا دون قضية ولا محاكمة؟
ماذا ستقول لربك في ذلك اليوم عن ملايين من شعبك من المرضى بلا علاج والفقراء بلا حياة كريمة في بلد يزخر بخيرات البر والبحر؟
ماذا ستقول عن تكريس جيش جرار لحماية شخصك، مع كل ما يتطلبه ذلك من أموال، ومن إهدار طاقات وأوقات؟
ماذا ستقول عن الملايين الذين جاعوا في عهدك، وقد تحولت ثروات البلد إلى جيبك وجيوب المقربين منك ومن أولادك؟
بل ماذا ستقول عن شرع الله الذي عزلته عن حياة الناس، وعن كتاب الله الذي تركته وأهملته؟
أواه يا سيادة الرئيس!
إنك في موقف تعيس!
هل تتخيل مصيرك الذي تسير إليه مسرعًا..
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي
صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمْ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَيُسَاقُونَ
إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ
الْأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ
الْخَبَالِ"..
يا سيادة الرئيس.. قد أعذر الله إليك، وقد أمد لك في العمر حتى يعطيك فرصة التوبة، ولكنك ما زلت متشبثًا بالمصير التعيس!
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ
سِتِّينَ سَنَةً"..
وأنت بلغت الستين منذ أكثر من عشر سنين! ألم تنتبه؟!
لعلك كنت تتمنى أن تسمع هذا الكلام في أول عهدك، فقد
كانت أمامك فرصة أن تكون من تكون من المقربين إلى الله إذا عدلت في حكمك..
فقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَبْعَةٌ
يُظِلُّهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ
إِلَّا ظِلُّهُ، وذكر في أولهم: إِمَامٌ عَادِلٌ..".. ولكن للأسف لم يسمعك
أحد هذا الكلام؛ لأنك –للأسف– اخترت بطانة السوء، والحاكم يكون من البطانة
التي اختارها، فليس هناك -كما يظن بعض السذج- رئيس صالح لا يدري عن الفساد
في بلده شيئًا، والكل يسرق من حوله وهو نظيف! ليست هناك هذه الصورة
المضحكة، بل يقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ
وَالٍ إِلَّا وَلَهُ بِطَانَتَانِ، بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَاهُ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَبِطَانَةٌ لَا تَأْلُوهُ خَبَالًا، فَمَنْ
وُقِيَ شَرَّهَا فَقَدْ وُقِيَ، وَهُوَ مِنْ الَّتِي تَغْلِبُ عَلَيْهِ
مِنْهُمَا"..
وما العمل يا سيادة الرئيس؟
هل ضاعت الفرصة، وصار الطريق حتميًا إلى جهنم؟!
الواقع –الذي لا يشفي صدور الناس– لا!!
لا .. فهناك فرصة..
نعم ليست طويلة لأنك بلغت من الكبر عتيًا، ولكنها موجودة على كل حال..
أن تتوب إلى الله! هل تعرف هذا المصطلح: التوبة؟
لا شك أنه جديد على القصر الرئاسي، فقليلاً ما يتوب
المتكبرون، ولكن صدقني هناك فرصة! وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنَّ الرجل الذي قتل مائة من البشر قد غفر الله له عندما حقق التوبة
الصادقة.. نعم عدد قتلاك يتجاوز هذا الرقم بكثير، لكن العبرة بصدق التوبة
لا بحجم الجريمة.
وعليه فإني أنصحك –وأنا والله لك ناصح أمين– بما يأتي:
أنصحك ألا تسوف في التوبة، فالموت يأتي بغتة..
وأنصحك أن ترحل فورًا دون تسويف أيضًا.. ارحل قبل أن
تراق المزيد من الدماء.. ارحل قبل أن ينقلب عليك جيشك.. ارحل قبل أن يفتك
بك شعبك وعندها لن تجد وقتًا للاعتذار.. ارحل فورًا ولا تكن بطيئًا في
التفكير..
وأنصحك أن تعيد للشعب ما أخذته منه بغير وجه حق على
مدار السنين، فليس لك إلا المخصصات القانونية التي يكفلها الدستور للرئيس،
والشعب لا يمانع أن تأخذ راتبًا كالذي يأخذه رئيس أكبر وأغنى دولة في
العالم، لكن لا تأخذ فوقه شيئًا، وأنا أعلم أن إعادتك للمليارات من
الدولارات أمر صعب، لكن الأصعب منه هو الحساب على هذه الأموال، ولا أقصد
حساب الشعب، ولكن أقصد حساب القبر، وهو –بالنظر إلى عمرك– قريب للغاية!
وأنصحك أن تتفرغ بقية عمرك لقراءة الكتاب العظيم الذي
لم تلتفت إليه في حياتك، وهو القرآن الكريم، وستدرك حينها كيف ضيَّعت على
نفسك وعلى شعبك فرصة هداية كبيرة.
وأنصحك أن تخاطب شعبك خطابًا متواضعًا تعتذر فيه عن
فساد نظامك، وتعتذر للشعب عن تزوير إرادته دومًا، فأصحاب الحقوق عندك
كثيرون، وكلهم سيأخذ من حسناتك.
وأنصحك أن تجمع أولادك وأبناء إخوانك وتحذرهم من سوء
الخاتمة، فأنت تعلم أن الموت لا يفرق بين كبير وصغير، وعليك –إن كنت حريصًا
على مصلحتهم– أن تدربهم على التوبة من ذنوب القهر والتزوير وغيرها من
أخطاء في حق الشعب، فالأمر –والله– جلل.
والله –يا سيادة الرئيس– أنا لك ناصح أمين.. لا أسألك عليه مالاً.. إن أجري إلا على الله.. ولن يصيبني إلا ما كتب الله لي..
فستذكر –أيها الرئيس– ما أقول لك، وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
راي علماء اليمن في المظاهرات والإحتجاجات و الإطاحة بالحكام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المظاهرات تعم محافظات اليمن للمطالبة بإسقاط نظام صالح
» فتوى علماء اليمن بتنحي علي عبدالله صالح
» علماء اليمن يطالبون الرئيس صالح بالتنحي بعد تحميلهم الامانة
» قد تفعل المظاهرات ما عجزت عنه الانتخابات
» هيئة علماء اليمن تدعو الجيش والامن الى رفض المشاركة في الاعتداء على المتظاهرين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بوابة الاعلانات - ملحقات الدعاية والاعلان :: البوابة العامة :: البوابة الاسلامية والعامه و الادبية و الاخبار :: بوابة المواضيع العامة :: بوابة الاخبار-
انتقل الى: