رأي الشيخ عبد الوهاب الديلمي برزت مؤخراً على الساحة ظاهرة
الفتوى والفتوة المضادة ، حول قضية المظاهرات والاعتصامات والحشود
الجماهيرية المطالبة بتغيير الأنظمة.... كيف تنظر إلى المشهد من زاوية كلية
؟ما حدث ابتداء من تونس فمصر فبعض الفعاليات التي ظهرت
في اليمن كل هذه عبارة عن احتقانات في نفوس الناس بسبب المعاناة لسنوات
طويلة ، فالشعوب عانت من القهر والإذلال والظلم وعانت من مصادرة حقوقها
سواء من الناحية الاقتصادية او من ناحية التعبير عن الرأي أو حتى من عدم
وجود الأمن النفسي في داخل الفرد ذاته ، أحياناُ قد يصبح الإنسان غريباً في
بلده، لقد جاءت شرارة الانطلاق من تونس من قبل ذلك الشاب الذي أحرق نفسه
وان كانت ردة فعل غير محمودة لا كنها أشعلت الثورة فاستجاب الناس لهذا
الحدث واقامهم وأصبح التفاعل عند كل الناس لا عند طبقة محددة لأن الظلم قد
مس الجميع باستثناء أعوان الظلمة ومن في حكمهم فتداعى الناس جميعاً بصوت
واحد مطالبين بتغيير النظام ،وقد كان همه أمرين اثنين ، الأول إرضاء الغرب ،
والثاني البقاء على كرسي المسئولية من أجل ضمان مصالحهم ، وما أراه فيما
طرحت في السؤال أن الناس لا ينبغي أن يختلفوا فيها لان الذي يقول بتحريمها
ليس له مستند إلا ما يقوله من فوضى وغوغائية وخروج عن الحاكم وما إلى ذلك ،
وأنا اقو لان هذه وسائل وليست غايات ، والمقاصد يحكم عليها بحكم الوسائل ،
فالوسائل ليست توقيفيه ، بمعنى إنها ليست من العبادات التي تحتاج إلى أدلة
، فان كانت الغاية محرمة فالوسيلة محرمة، وان كانت الغاية واجبه فالوسيلة
واجبه ، وما حدث في مختلف البلدان من انتفاضات هي عبارة عن وسيلة وليست
غاية ، وسيلة تفضي إلى أداء حقوقهم المنهوبة ، وان شاء الله تؤدي هذه
الوسائل إلى الغايات المحمودة ، وهو كسر الظلم الذي منيت به الشعوب طويلاً ،
حتى أصبحت معاقل العلم والعبادة مراقبة في حين لا تراقب أوكار الفساد..
وأقول لك حال هذه الوسائل مثل وسائل الإعلام تماماً ،
هل وسائل الإعلام تستخدم من اجل إحياء الإيمان في النفوس ؟من اجل علاء كلمة
الحق ؟من اجل إبطال الباطل ؟ إذا كانت كذلك فهي محمودة . وان كانت لتشويه
الدين والتطبيل للحاكم وما أشبه فهي باطله، فمن يقول بتحريم المظاهرات
والانتفاضات فهو خاطئ ، وأقول لمن يقول أنها محرمه : هل كل شئ وجد في هذا
العصر ولم يوجد سابقا في عصر الصحابة محرم اليوم لأنه لم يوجد آنذاك ؟ أذا
كان كذلك فسنحكم على معظم أنماط حياتنا بأنها محرمة ، هذه الدعوى غير صحيحة
وتحتاج من أصحابها إلى مراجعه.
على الصعيد ذاته فيما بين أحاديث
طاعة ولي الأمر التي أمطرنا بها بعض الفقهاء وبين حديث : أعظم الجهاد كلمة
حق عند سلطان جائر ضاعت بوصلة التوازن واختل طريق السير ...أين تكمن
الحقيقة ؟الشقان الموجودان في السؤال صحيحان ، طاعة ولي الأمر
واجب شرعي ،، وكلمة حق وأنصح الحاكم واجب إنما كيف نحسن التوازن بينهما ؟
الأصل إن الحاكم يطاع لكن ليس الطاعة العمياء ، إنما الطاعة المبصرة لذلك
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : إنما الطاعة بالمعروف ، ولا طاعة لمخلوق
في معصية الخالق ، هذه القاعد هي الإطار الذي يبغي إن يتعامل به الحاكم
والمحكوم، الذين يأمرون بطاعة لابد إن يسلكوا مسلكين : إن يربطوها بطاعة
الله ورسوله : الثاني :إن يقولوا كلمة الحق للحاكم ، فإذا أخطئ أو عصى
فلابد إن تقول له كلمة الحق ...عندما نوجه الناس للطاعة العمياء ونخفي
جانب الأمر والنهي في حق الحاكم فمعنى ذلك إننا نربي الشعوب على الإذلال ،
نربيهم على الاستخدام ، نربيهم على الخضوع ،نربيهم على إن لا يقولوا كلمة
الحق ،نربيهم على إن يكونوا قطيعاً من الإنعام ،وهذا مالا يحمده الإسلام
ولا يريده...
الإسلام يجعل الإنسان كريماً مشرفاً عند الله عز وجل ،
الإنسان مكرم من حيث هو إنسان ،(ولقد كرمنا بني أدم ) الإسلام علمنا كيف
كان الرسول يتعامل مع الناس ، ولوجد من يقول للحاكم قف عند حدك ويبين له
حدوده لما بدأ الطغيان في الحاكم أو أستفحل ، أما استخدام العصا وضرب الناس
فهذا من الخروج عن شرع الله تعالى ، وعلى الحاكم أن يحفظ شرع الله ، ومن
أعظم مظاهر حماية شرع الله والعمل به أن يحفظ لهذا الإنسان كرامته ، يحفظ
له ماله ودمه وعرضه وكرامته .
ثمة حديث يردده كثير من الفقهاء على الدوام وهو : أطع الأمير ولو جلد ظهرك وأخذ مالك ....فماذا ترى فيه ؟هي من هذا الجانب الطاعة كما قلنا واجبه للحاكم ، لكن
أن يأخذ الإنسان ما يريد ويدع ما يريد فهذا هو الخطاء هناك حق للحاكم
وهناك حق للشعب،فإذا حصل التوازن بينهما سارت الحياة صحيحة ، والأصل انه
على الحاكم إن يفتح سمعه للنصح كما يريد من الآخرين ان يفتحوا قلوبهم
للطاعة ، فإذا فتح الحاكم سمعه للنصيحة وفتح الناس قلوبهم للطاعة هنا يعرف
الجميع حقوقهم وواجباتهم ، والذي يحمل الحاكم على عدم قبوله للنصح هو
وصوله إلى درجة الطغيان ، في الطبيعة البشرية إذا لم يوجد وازع ديني عندها
يحصل الطغيان خاصة إذا كان ضعف الإيمان بالله واليوم الآخر ، والحاكم في
الأصل خادم وأجير ، وللأسف فأن الحكام فهموها على العكس تماماً ، راو أن
الأمة خادمة للحكام ، وهنا حصل الطغيان.
ما الحل من وجهة نظرك ؟أولاً أقول شهدت المنطقة العربية انقلابات في فترة
معينه وكانت هذه الانقلابات لا تأتي بخير ، تهدر فيها الدماء وتضيع الحقوق ،
وربما تأتي ببديل أسوأ ، فتواطأ الناس على التبادل السلمي للسلطة بالطرق
السلمية ،وهذا شئ طيب ، لكن الوسائل إلى هذا المشروع أجهضت ، هذه
الانتخابات التفوا عليها ، الحاكم رفع الشعار ليطمئن الناس ، وهي طمأنة
مزيفة أشترى أصوات الناس بالرغبة والرهبة ،وبوسائل عده ، والشعوب عندما
يغلب عليها الجهل ينطلي عليها مثل هذا الخداع، فكلمة "سلمي " أطمأن لها
الحاكم وكلمة "تداول " التفوا عليها فظلوا هم المحاكمون لأنهم أمنوا
الانقلابات،وبقى الحل الوحيد أن يكون الحاكم صادقاً،عندما جاء هذا الالتفاف
وحصل التزييف بل والتزوير لأصوات الأطفال والأموات والأجانب ضيع حقوق
الأمة وأتي بالاحتقان في نفوسها ، الناس تكلمت ، الصحف المستقلة انتقدت،
الأصوات ارتفعت ، المتابعون من الخارج انتقدوا ، الحاكم صم أذنه ، وهنا حصل
الانفجار لأن الصبر له حدود.
الى جانب الظلمة هناك أعوان
الظلمة ...هل تعتبرون المروجون للحكام والقائمين على خدمتهم من أعوان
الظلمة ، بما في ذلك رجالات الأمن والجيش الذين ينفذون ماتمليه عليهم
قياداتهم من قتل وضرب للمتظاهرين والمحتجين؟لاشك .. من أعان على الخير مأجور عليه ، ومن أعان على
الظلم أثم ذلك ،فمن دعا إلى تدعيم الظالم وهو يعرف أنه ظالم فهو آثم لاشك .
وهو يعين على الشر ، ولا يجوز له ذلك،وما ضاع حقوق الناس إلا هذه
المجاملات وهذا التزلف للحاكم, وإلا نفخ روح الطغيان في الحاكم وإلا
التصفيق للحاكم بالدم والناس ما عاد فيهم لا روح ولا دم "يضحك".
ما يتعلق برجالات الشرطة والأمن كما ذكرت لك واستخدامها لقمع المتظاهرين والمحتجين ؟هذه الجيوش بنص الدستور لخدمة الشعب لا للاستخدام
الشخصي أو الطائفي أو الفئوي ، والأصل فيها إن تحفظ الأمن ، ومعظم
الميزانية تصرف لهذا لهذين الجهازين ، المسلمون يقتتلون في كثير من بقاع
الأرض والجيوش تأكل وتشرب تنتظر أوامر الحاكم من أجل إن تحمي كرسيه ، وهو
ينفق عليها مليارات من أموال الأمة ، اليوم الجيش والأمن صارا يوعيان توعية
خاطئة من أجب حماية الحاكم ، والولاء ليس للشعب إنما للحاكم هذا الخلل في
بناء الجيش خطير ، وعليه حفظ حقوق أخوانه المدنيين وحفظ الحق العام قبل
الحق الخاص ، هذا الجندي عندما يؤمر أن يتسلط على أخيه المسلم بباطل وليس
بحق ، فإذا أقدم على ضرب أي إنسان أو قتله أو استخدم المواد الخانقة التي
تؤدي إلى التلف فأنه أثم وسيحاسبه الله على ذلك ، لأنه المباشر للفعل قبل
الحاكم ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم – لايزال المؤمن في فسحة من دينه
ما لم يرق دماً حراماً، ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها
وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً ). لم يوجد وعيد في القرآن
مثل الوعيد على من قتل النفس المحرمة ، فلا يظن الجندي أنه إذا أمره قائده
بقتل أي مواطن أنه في حل من أمره وفي عفو من الله إذا أمر فعليه أن يتبصر
أولاً وهو إنسان عاقل ويرى هل ذلك حق أم باطل ؟ لا يجوز له قتل النفس
المحرمة.
لا يلزمه قتل رجل الشارع مثلاً في الاحتجاجات والمظاهرات ؟لا يجوز .. لابد إن تكون الطاعة مبصرة ، فأن أمره القائد بأمر موافق للشرع أطاعه وإلا فلا يجوز.
يعتب عليكم كثير في جمعية علماء
اليمن الدور الذي يراه البعض غير إيجابي تجاه الكثير من القضايا الوطنية
الكبرى والإستراتيجية ، ويقولون : تجتمعون بدعوة سياسية وتنصرفون ببيان كتب
سلفاً من أجهزة الأمن؟قد يكون الصمت لسبب معين ، بعد اختيار الشعب لأعضاء
مجلس النواب المسئولين أمام الله وأمام الشعب والواجب عليهم أن يبينوا الحق
والباطل ، مجلس النواب هو أعلى سلطه في البلد، العلماء أحياناً قد يطمئنون
لهذا الجانب ، وللأسف فمجلس النواب عندما يريد أن يحاسب الحاكم أو يسأله
لا يسمع له ، الأغلبية مع الحاكم ، ثانياً هناك اختلافات في وجهات النظر
لتعدد الاتجاهات والمشارب ، وقد ذكر ذلك ابن تيمية في كتابه رفع الملام عن
الأئمة الإعلام .
هناك قضايا إستراتيجية تهدد حاضر ومستقبل البلد وذات أبعاد خطيرة لم نسمع لعلمائنا دور يذكر فيها؟هذا جزء من المعاناة ومما أدى إلى الاحتقان في الأمة،
وما الذي دفع الناس إلى هذه المظاهرات والاحتجاجات التي نتحدث عنها إلا هذه
السلبيات المتراكمة، وكون العلماء يسكتون فهذا راجع إلى ما ذكرت لك من قبل
قليل الدور الرئيس هنا بيد مجلس النواب ...
وأنتم لاشيء عليكم؟لا يعفون على أية حال وبالنسبة لجمعية علماء اليمن ،
فلم يتفق العلماء حتى الآن على صياغة أسس وعمل هذا الكيان بحيث تكون رابطة
للعلماء الفعليين الذين هم أهل علم وصدق ، الجمعية شكلت بقرار سياسي من أجل
أن تحركها الولاة كما تشاء ومتى تشاء ، وعلى النحو الذي يريده الحاكم،
أتحدث عن الجمعية ولست عضواً فيها لان رئيس الجمعية رفض أن يمنحني بطاقة
العضوية ، على الرغم من توسط بعض الأخوة وبدون أن أطلب ذلك ، فقال أني لست
من العلماء حتى استحق عضويتها، فحمدت الله على أني لست عضواً فيها، وقد تمت
دعوتي للحضور بعد ذلك في بعض اجتماعاتها فرفضت وقلت أحفظ كرامتي ولا
أهينها.
يقال أن أعضاء الجمعية يجتمعون بدعوة سياسية وينصرفون ببيان سياسي كتب سلفاً من قبل الأجهزة الأمنية ؟.اعتقد إن هذا صحيح ، ولذلك لوسألت ربما من هم أعضاء في الجمعية لقالوا لك هذا الكلام .
مؤخراً تم تشكيل لجنة مرجعية من عدد من العلماء .. برأيك لما هذه اللجنة ؟والله ، أنت تعرف هيئة الفضيلة وبعدها نشأت هذه اللجنة
التي يرأسها الشيخ عبد المجيد الزنداني ، وأنا لا أستطيع أن أعطيك جواباً
دقيقاً فيها، لست عضواً فيها ولم أشاور عند نشأتها ولا أعرف عنه الكثير ،
وأفضل أن تسأل الشيخ عبد المجيد فهو أدرى بشئونها حتى لا نفتئت عليه بشيء.
أعرف ذلك ولكن لا مانع أن تقول رأيك من خارجها؟تقييمي الشخصي إن الحكام لا ينشئون مثل هذه الأشياء إلا
لخدمة مصالحهم ، يريد أن يستخرج فتوى لمحاربة الإرهاب مثلاً أو شيئاً من
هذا القبيل أما لوترك لهم الحبل على الغارب فهذا لا يمكن أن يحصل،
الأختلالات الموجودة أكثر من ان تحصر ، فلماذا لا يعطيهم هذا الحق ويكون
أول من يسمع لكلامهم .
متى سنسمع لكم معاشر العلماء موقفاً وطنياً ونضالياً مشرفاً؟والله هذا يتوقف على إيجاد كيان أو رابطة لعلماء اليمن أولاً وإن كان ثمة صعوبة في ذلك.
يقال إن الوهابية غزت فكر الإخوان المسلمين فأصبح كثير منهم وهابيين من حيث يدرون ولا يدرون؟أولاً أريد أن أصحح مفهوم الوهابية إذا سمحت لي ، فهي
نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب المصلح المجدد، الذي ظهر في وقت كانت الحجاز
ونجد قد كثرت فيه الأوهام والخرافات بل كان بعضهم يعبد القبور ، فعمل على
تطهير المنطقة من هذه الأوهام،وبالطبع له أخطأ كأي بشر ليس معصوماً ، إنما
المشكلة إن الناس الذين عادوه ولم يعرفوا فكرته ومنهجه أصبحوا يطلقون كلمة
"وهابية" وكأنها "سبة" ومن قرأ منهجه يجد أنه أعتمد على الكتاب والسنة، قد
يكون له فه م خاطئ في بعض الآيات أو الأحاديث والأصل أن يحتكم الناس إلى
النص لا إلى الفهم ، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب مجدد مصلح ، وقد خفتت أصوات
إتباعه اليوم ، وأقول إذا وجد في الحركة الإسلامية من له اجتهاد شخصي في
قضايا معينه فهذا ميزة للحركة أنها لا تجعل الناس كقوالب "البلك" على مقاس
واحد لان طبيعة الناس تختلف والصحابة أنفسهم كانوا يخالفون بعض الخلفاء
الراشدين في بعض المسائل ، وهذه من محاسن الإسلام.
أتفق معك أنه ما يحمد لأبن عبد
الوهاب أنه فعلاً قضى فعلاً على شركية القبور ، لكن إتباعه اليوم لازالوا
يكررون ذات الدعوة وقد انتهت بل لقد انتقلنا إلى الشرك السياسي وصنميه
الحكام؟في الجانب الأول ، لا نستطيع القول أن التمسح بالقبور
أو تقديسها انتهت ، لاتزال هناك مظاهر كثيرة في أفريقيا من هذا الأمر ، لكن
كما تكرمت طغيان البشر وهو أشد من طغيان القبور ، أقول دائماً : الناس
اليوم وقعوا في شرك الطاعة ، المشركون سابقاً في عهد النبي - صلى الله عليه
وسلم- وقعوا في شرك العبادة ، اليوم الشعوب تطيع الحاكم في غير طاعة الله
تعالى .. الحاكم اليوم يحل الربا فيتبعونه ... يظلم فيتبعونه.. ولو قلت
لأحدهم الحاكم أخطأ في كذا وكذا لأجاب عليك : طاعة ولي الأمر! من عجيب
أمرنا في منهج أهل السنة والجماعة أننا نعجب من الأثنى عشرية الرافضة أنهم
يجعلون العصمة في أثنى عشر شخصاً ،بينما نحن ندعي العصمة لكل حكامنا، وهذا
خطى ليس من منهج أهل السنة والجماعة .. عندما تقول طاعة ولي الأمر ونتيح له
أن يفعل ما يشاء فهذا معناه العصمة ! وهذا حاصل اليوم للأسف.
كلمة أخيرة ..وحبذا لو كانت للشباب الذين يطالبون بحقوقهم؟نعم .. للشباب ولغير الشباب ممن يطالبون بحقوقهم عبر
الطرق السلمية ، وحقيقة أعجبني ما يدور في مصر من قبل أبناء مصر العقلاء،
وهذا هو السلوك الحضاري ونحن نريد من أبنائنا في بلادنا الذين يطالبون
بحقوقهم أن ينهجوا الطرق السلمية ، ونقول للجيش كفوا أيديكم عن إخوانكم
واتقوا الله فيهم ، مادام هؤلاء مظلومين فهؤلاء يطالبون بحقوقهم
وحقوقكم،والجميع مظلوم ، من حق الناس إن يعبروا عن أرائهم بالطرق السلمية ،
وإذا خرجت بعض الألفاظ أو الكلمات النابية من هؤلاء المتظاهرين في حق
الحكام ، فأقول كما قال الله تعالى)لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا
من ظلم) إذا أراد الحكام أن يبقوا في مناصبهم وأن تصان أعراضهم فليقيموا
العدل فإذا أقاموا العدل أمنوا على عرضهم وحاشيتهم وعلى أنفسهم وعلى جنودهم
، وإذا أبو الظلم فأن الشعوب كما يبدوا لن ته9دأ بعد اليوم أبداً، الحكام
يفقدون شرعيتهم إذا أخلوا بعد العقد الاجتماعي بينهم وبين الشعوب ، الحاكم
يصبح غير شرعي إذا أخل بالعقد الاجتماعي الذي بينه وبين الناس.
المصدر : صحيفة الناس