المصدر أونلاين - خاص
أدانت منظمة العفو الدولية الاثنين أفعال قوات الأمن اليمنية عقب ضربها
المحتجين بالعصي واستخدام هراوات الصعق الكهربائي ضدهم، حسبما ذكر، وسط
مظاهرات مستمرة شكلت تحركات تونس ومصر مصدر إلهام لها.
من جهتها، دعت بريطانيا يوم الثلاثاء اليمن إلى احترام الحق في التظاهر
السلمي والإصغاء إلى المطالب المشروعة للمعارضين الذين يتظاهرون منذ السبت.
وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط اليستير بورت "من حق جميع
اليمنيين ان يعبروا عن آرائهم بحرية وفي شكل سلمي، واشعر بقلق بالغ حيال
المعلومات عن (...) لجوء قوات الأمن إلى استخدام مفرط للقوة".
وأضاف بورت في بيان "أدعو الحكومة اليمنية إلى احترام حق الشعب في التظاهر
السلمي والاصغاء للمطالب المشروعة". ودعت لندن "جميع الأطراف إلى العمل
معا بهدف ايجاد حل تفاوضي وديموقراطي للمشاكل المثارة".
وتعليقاً على سلوك قوات الأمن، قال فيليب لوثر، نائب مدير برنامج الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: "يجتاحنا شعور بالفزع حيال
ما يرد من تقارير تتحدث عن هجمات وحشية على المحتجين السلميين من قبل قوات
الأمن. وعلى اليمن أن تشكم قوات أمنها فوراً وأن توقف الاستخدام المفرط
للقوة".
وأضاف فيليب لوثر في بيان حصل المصدر أونلاين على نسخة منه "من غير الممكن
الوثوق بقوات الأمن في اليمن كي تستخدم هراوات الصعق الكهربائي نظراً
للتاريخ الطويل من مفارقة التعذيب في البلاد. فمن الممكن تماماً أن يساء
استخدام هذه الهراوات".
إذ يمكن للهروات أن تتسبب بألم شديد وعدة صدمات متكررة بكبسة زر دون أن تترك علامات ظاهرة.
واختتم فيليب لوثر بالقول: "إن الحكومة اليمنية لا تستطيع كسب ثقة شعبها
بضربه بالعصي أو بهراوات الصعق الكهربائي. ويتعين على السلطات اليمنية أن
تكفل لليمنيين الحق في التعبير عن آرائهم وفي الاحتجاج السلمي دونما خشية
من التعرض للهجمات، وذلك أقل ما يمكن للحكومة أن تفعله حتى تظهر لشعبها
أنها مستعدة للتغيير على نحو له معنى".
وقالت المنظمة إن قوات أمن بالزي الرسمي وأخرى بملابس مدنية هاجمت جمهوراً
من نحو 2,000 شخص كانوا يحتجون بصورة سلمية في صنعاء الأحد، بينما قامت
اليوم بضرب المحتجين، على ما يبدو، في كل من صنعاء وتعز.
وذكرت إن ناشط ومحامي حقوق الإنسان خالد الآنسي أبلغ منظمة العفو الدولية
أن قوات الأمن هاجمته بهراوات الصعق الكهربائي أثناء مظاهرة أمس في صنعاء،
وأنه سمع محتجين آخرين يصيحون "كهرباء!" وهم يتلقون الضربات.
وقال شهود عيان إنهم رأوا أفراداً تابعين لقوات الأمن وهم يوزعون ما بدا
أنه هراوات على زملائهم قبل الهجمات وبعد وصولهم مع قرب انتهاء مظاهرة أمس
في صنعاء.
وأبلغت الصحفية سامية الأغبري منظمة العفو الدولية أنها سقطت مغمى عليها
نتيجة دفعها إلى الأرض من قبل رجل أمن بملابس مدنية بعد أن حاول اقتيادها
بعيداً أثناء قمع المظاهرة.
وقبض على ما يربو على 120 شخصاً، حسبما ذكر، أثناء المظاهرات التي كانت
تحتفل بالتغيير السياسي في مصر في شارع التحرير في تعز خلال عطلة نهاية
الأسبوع في 12 و13 فبراير/شباط. وقيل إن عشرات غيرهم اعتقلوا اليوم في تعز.
إلا أنه أفرج عن معظم هؤلاء.