قرير طبي يكشف عن استخدام الأمن اليمني "قنابل غازية إسرائيلية" ضد المحتجين بساحة التغيير ومنظمة هود تطالب بفتح تحقيق عاجلالمصدر أونلاين - خاص
قالت اللجنة الطبية في المستشفى الميداني بساحة التغيير بصنعاء إن عدد
ضحايا الاعتداء الذي نفذته قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري على الشباب
المعتصمين بالساحة مساء الثلاثاء 8 مارس ارتفع إلى 103 جريح وقتيل واحد.
وكشفت اللجنة الطبية في تقرير لها مساء اليوم الأربعاء إن "قوات الأمن
والحرس استخدمت قنابل غازية إسرائيلية الصنع تتسبب في إحداث نزيف في الدماغ
والتشنجات والاختناق". وأشارت إلى أنه تم "إرسال بعض الحالات إلى مستشفى
خاص وأجريت لها أشعة مقطعية أظهرت وجود احتقان في الدماغ وذلك يدل على أنها
غازات أعصاب تؤثر على الجهاز العصبي، وأن هناك استمرار لتدهور حالات
المصابين الصحية جراء غياب المصل الخاص بالغاز المسال المستخدم ضدهم".
من جانبه، قال الدكتور حسني الجوشعي استشاري أمراض المخ والأعصاب إن
"حالات المصابين توضح انه استخدم غاز سام يؤثر مباشرة بالجهاز العصبي ويؤدي
إلى إتلاف الموصلات بين الأعصاب والعضلات". وأشار إلى إن هذا الغاز يؤدي
إلى إصابة المريض بشلل في كل عضلات الجسم من بينها عضلات التنفس، ويؤدي
للوفاة.
وقالت منظمات حقوقية عن تدهور مريع في الوضع الصحي لعشرات الجرحى من ضحايا
الاعتداء الذي أستخدم خلاله "الرصاص الحي وغاز الأعصاب السام والمحرم
دولياً".
ووجهت منظمة "هود" نداءاً إنسانياً عاجلاً لوزير الداخلية اللواء الركن
مطهر رشاد المصري للكشف عن نوع مادة الغاز التي استُخدمت ضد المعتصمين
ليتمكن الأطباء من معالجة المصابين بها.
وأكدت أن العشرات من ضحايا القنابل الغازية ساءت حالتهم الصحية بعد ساعات
من استنشاقهم للغاز المتسرب من تلك القنابل التي ألقيت عليهم ويتعرضون
لنوبات تشنج غير طبيعية ما يعني أن القنابل التي وجهت إليهم لم تكن قنابل
مسيلة للدموع كما كان يعتقد البعض، حيث اختلفت أعراض الإصابة وأصيب أحدهم
بنزيف في الدماغ دون وجود إصابة سطحية.
ودانت عدداً من المنظمات الحقوقية والإنسانية ارتكاب قوات الأمن لتلك الجريمة غير المسبوقة في اليمن مع محتجين سلمياً.
وفي وقت لاحق، قالت منظمة هود في بيان منفصل إنها وقفت إزاء التطورات
الجديدة لحالات المصابين بالغاز المستخدم ضد المحتجين في ميدان التغيير
بالعاصمة صنعاء بعدما وردت معلومات تؤكد وجود احتقانات في الدماغ لدى
المصابين وأعراض منها سلس البول وارتخاء الأطراف وانخفاض ضربات القلب وضعف
النظر وحالات تشنج وفقدان للوعي، ما يعني أن غازات سامة مجهولة قد استخدمت
ضد المحتجين. حسبما جاء في بيان المنظمة.
وفي هذا الصدد، دانت منظمة هود هذه الجريمــة واعتبرتها من الجرائم ضد
الإنسانية. وطالبت النائب العام بفتح تحقيق عاجل في استخدام هذه الغازات ضد
المعتصمين وعملية استيرادها أساسا.
كما طالبت وزير الداخلية بتوفير الترياق لهذه الغازات باعتباره المسؤول
الأول عنها، ودعت رئيس الجمهورية إلى تحمل مسؤوليته الدستورية والقانونية
تجاه هذه الجريمة البشعة.
ودعت هود، منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي
للتدخل العاجل بتوفير الترياق لضحايا الغازات السامة من المعتصمين السلميين
.
كما دعت علماء ومشائخ اليمن الذي يقودون عملية الوساطة السياسية وعلى
رأسهم الشيخ عبد المجيد الزنداني والشيخ صادق بن عبد الله الأحمر إلى زيارة
ضحايا الغازات السامة في المستشفيات والضغط على رئيس الجمهورية لتوفير
الترياق لهذه الغازات السامة وفتح تحقيق في عملية استيرادها واستخدامها ضد
معتصمين سلميين يمارسون حقا شرعيا ودستوريا.