المصدر أونلاين ـ يو بي آي
ذكر موقع إلكتروني سعودي امس الخميس، أن طائرة عامودية قامت بإجلاء طالبة
من الأسرة الحاكمة في المملكة وتركت بقية طالبات كلية دار الحكمة في مدينة
جدة غرب المملكة.
وقال موقع 'حوار وتجديد' الالكتروني انه علم من مصادره الخاصة ان طائرة
عامودية حطت الساعة العاشرة وأربعين دقيقة من مساء البارحة على كلية دار
الحكمة في مدينة جدة، حيث كان عدد كبير من المحتجزات داخل الكلية ينتظرن
الإنقاذ، جراء السيول الجارفة التي اجتاحت جدة ليلة البارحة.
وأضاف أن الطائرة قامت بإجلاء طالبة من الأسرة الحاكمة في السعودية برفقة رجلي أمن، كما لم تكترث بوجود بقية الطالبات داخل الكلية.
الطالبات قمن بترديد بعض الهتافات ضد التمييز بعد حادث الطائرة، والاكتفاء
بعد انقاذ الطالبة من الاسرة الحاكمة، برمي بعض الأغطية والبطانيات وتركهن
من دون أي اهتمام.
الى ذلك قال شهود عيان أن عددا من المتشددين السعوديين اعاقوا عملية
الإغاثة التي يقوم بها عدد من شباب جدة، غرب المملكة، خاصة أن بينهم عددا
من الشابات على الرغم من الدعوة التي أطلقها الرئيس العام لهيئة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية) الدكتور حمين الحمين.
وقال الشهود إن من يُطلق عليهم اسم 'المتشددون والمحتسبون' في جدة غرب
السعودية، دخلوا على خط إعاقة الإغاثة، وبدأ عدد منهم في التجييش ضد أعمال
التطوع التي بدأها شباب جدة أمس'.
كما قام عدد منهم بإرسال رسائل على الهاتف الجوال إلى مسؤولي غرفة جدة
يطالبونهم بإيقاف أية أعمال إغاثة، ما لم يتم الفصل بين الجنسين ومنع
الاختلاط في كل مناطق الإغاثة.
وقالت شبكة 'مصدر' الإلكترونية امس الخميس 'ان العديد من الرسائل أرسلت
إلى مسؤولين يطالبون فيها بالحد من وجود الشباب والشابات في أماكن الأضرار
الشديدة والأحياء المتضررة'.
يذكر أن المتشددين حاولوا السنة الماضية منع أعمال الإغاثة التي بدأت
بمبادرة من المجتمع 'الجداوي'، إلا أن الأهالي استمروا في إغاثة المتضررين
رغم كل المعوقات التي وضعها المتشددون.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية 'واس' امس أن الرئيس العام لهيئة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية) وجّه منسوبي الهيئة
بالقيام بمساندة ومساعدة الجهات المختصة لتنفيذ الأعمال التي يتطلبها
الموقف لمواجهة آثار السيول.
وأكّد على مسؤولي الهيئة جعل جميع أولويات العمل هذه الأيام أولوية واحدة
هي معاضدة الجهود الضخمة التي تشرف عليها الحكومة السعودية، بتوجيه من خادم
الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحماية المحافظة وساكنيها من
أي مكروه.
وطلب الحمين وضع برنامج عاجل لعمل فرق الهيئة لمساندة الجهات المكلفة
بمواجهة آثار السيول، وتعزيز أعمال الإخلاء والإنقاذ والإسعاف، والامتداد
عند الحاجة لدعم جهود الأمانة لإزالة الأضرار والمخلفات المعيقة لراحة
المواطنين، مع إتاحة مقارّ الهيئة ومكاتبها ومراكزها ومنشآتها لتحقيق ذلك.
يذكر أن عدد أعضاء الهيئة الذين جُنِّدوا للمساعدة يزيد عن 600 عضو يتبعون
عدداً من المراكز في جدة والمناطق القريبة منها التي تمت تهيئتها
لاستخدامات المساندة في هذه الظروف.
ويتخوف سكان السعودية من السيول العنيفة كالتي ضربت مدينة جدة في 25
نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فيما يعرف بكارثة سيول جدة، وتسببت في وفاة
نحو 122 شخصاً، فيما لا يزال 39 شخصاً في عداد المفقودين، وذلك في أسوأ
كارثة تشهدها المملكة منذ سنوات، حيث تسببت في انهيار جسور وحوادث مرور،
فيما سقطت بيوت على سكانها. ولحقت أضراراً كبيرة بالممتلكات.
وكان العدد الكبير للضحايا والخسائر المادية الفادحة في كارثة سيول جدة
أثار ردود فعل غاضبة لدى السكان الحانقين على أمانة المدينة المطلة على
البحر الأحمر، والتي تعد بوابة المملكة التجارية، حيث تتهم الأمانة بعمليات
فساد وإهمال، أخرت إنجاز شبكة صرف صحي كان من الممكن أن تخفف من تأثير
الكارثة.
ويعاني المواطنون في السعودية، وهي أكبر مصدّر للنفط في العالم، من تقاعس
مسؤولي الدولة في تنفيذ القرارات والمماطلة فيها، الأمر الذي أدى إلى
مطالبة شعبية لمكافحة الفساد، كما تبنى العاهل السعودي الملك عبدالله، الذي
يقضي فترة نقاهة في دولة المغرب الآن، محاكمة الفساد والمفسدين كائنا من
كان، حسب تعبير الملك السعودي.