الأربعاء, 01-ديسمبر-2010
المؤتمرنت – الشرق الاوسط – حاورته - سوسن أبو حسين -
هادي:البطالة اخطر على اليمن من القاعدة ولدينا مليون و300الف لاجىء صومالي
قال نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ان التحقيقات مستمرة في قضية الطرود المفخخة ،مؤكداً انها امتداد للعمل الإرهابي الذي بدأ بمحاربة السائحين ومحاربة شركات النفط، إضافة إلى مجموعات أخرى تحارب الاستقرار الأمني في اليمن، وكل ذلك يرتبط بتشويهات للوضع في البلاد بشكل عام. وقد تأثر المجال السياحي بشكل كبير في اليمن، وكذلك المنطقة الحرة في عدن تأثرت من عمليات الإرهاب، والجانب الاقتصادي، خاصة الاستثمار، وكذلك المجال النفطي..
وأضاف نائب الرئيس ان اليمن يعمل بكل الطرق الطرق لتجاوز هذه الأزمة من خلال التعاون مع المجتمع الدولي ودول الجوار من الدول العربية، وهو تعاون ممتاز لمكافحة الإرهاب. ويبدو أن طردين خرجا بالفعل من اليمن، ما تم الكشف عنهما في دبي وبريطانيا، ولكن هناك عدة طرود خرجت من دول أخرى غير اليمن.
وأكد عبدربه منصور هادي ان اليمن يعاني من مشكلة البطالة التي قال انها اخطر من القاعدة " لدى اليمن ظرف خاص، وهو كثرة الأيادي العاملة التي لا تجد أي فرص للعمل.. ولدينا شباب دون سن 30، يشكلون نحو 60 % من حجم السكان، ويعانون من البطالة. ولذلك فهم أخطر من «القاعدة» على اليمن، وهؤلاء يشكلون ضغطا كبيرا على اليمن.. وتشغيلهم يساعد في تفريغ التطرف والإرهاب".
ودعا في حوار مع صحيفة الشرق الاوسط اللندنية المجتمع الدولي والدول العربية، خاصة الخليجية، للاستثمار في اليمن، وإيجاد مشاريع تستوعب هذه العمالة المكثفة، وإقامة مشاريع استراتيجية. ولن نتمكن من الحل مهما وضعنا من خطط، خاصة في ظل تنامي القوة السكانية في اليمن.. فكل عام يدخل في مجال التعليم نحو 600 ألف تلميذ إلى المرحلة الابتدائية، وهذا يشكل عبئا ضخما.
المؤتمرنت يعيد نشر نص الحوار
* ما هي تطورات توابع قضية الطرود المفخخة وما انعكاساتها على الاستقرار في اليمن حاليا؟
- عملية الطرود المفخخة هي ولكن نحن نعمل بكل * ما هي النتائج التي انتهت إليها التحقيقات حتى الآن؟
- إلى الآن تدور التحقيقات ما بين مؤسسات الأمن في اليمن ودبي وبريطانيا والسعودية وأميركا، وما زال البحث جاريا بين هذه العواصم للتعرف على كل الحقائق.
* لكن الطرود خرجت بالفعل من اليمن!
- هذا وفق ما أعلن حتى الآن. ولكن كيف وأين.. هذا ما يقوم به الجانب الأمني اليوم. لكن في نفس التوقيت الذي خرجت فيه الطرود من اليمن وفق ما أعلن، فإن هناك طرودا خرجت من اليونان، وأحدها كان في طريقه إلى المستشارة الألمانية.. ورغم ذلك لم توقف ألمانيا الطائرات اليونانية وإنما الطائرات اليمنية. واتهم اليمن، ولكن بعد يومين اعتذر الألمان لليمن وتم تسيير الطائرات اليمنية.
* حتى الرحلات اليمنية إلى أميركا! - حتى الرحلات اليمنية إلى أميركا تم رفع الحظر الذي فرض في أعقاب الحادث، واتفق على عدم معاقبة الشعب اليمني وأن عناصر الإرهاب هي التي تحاكم وتحاسب بعيدا عن العقاب الجماعي للشعوب.
* وهل اعترف المشتبه بهم - الموقوفون على ذمة التحقيقات - بما ارتكبوا؟
- بالفعل اليمن تحفظ على نحو 17 مشتبها به، ولم نصل إلى نتائج نهائية لأن اللجنة مشكلة من اليمن والسعودية والإمارات وبريطانيا وأميركا.
* وماذا عن القوات الأميركية الخاصة المتواجدة بالأراضي اليمنية؟
- القوات الخاصة الأميركية موجودة منذ فترة، وقبل عملية الطرود، من أجل التدريب.. ويوجد كذلك مدربون من مصر والأردن لقوات الأمن اليمنية على مكافحة الإرهاب.
* ما هي مجالات التعاون مع أميركا في مسألة مكافحة الإرهاب؟
- أميركا تقدم لنا الدعم اللوجيستي والفني في مكافحة الإرهاب، خاصة فيما يتعلق بأجهزة الرؤية الليلية وأجهزة الرصد والمعلومات.. وهذا يحدث قبل اكتشاف مسألة الطرود.
* هل تتوقع أي تصعيد سياسي أو عسكري أميركي ضد اليمن؟
- الأميركان حددوا استراتيجيتهم في المنطقة، خاصة بعد الصعوبات التي حدثت معهم في العراق وأفغانستان. والآن سياسة أميركا واضحة في مسألة دعم واستقرار وحدة اليمن، ولن يحدث أي تصعيد.
* هل وصلت رسائل أميركية إلى اليمن تؤكد ذلك، وعلى التعامل مع الأحداث وفق حجمها؟
- نعم.. وعمليا يوجد تنسيق عال في هذا الجانب، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، توجد منظومة عمل موحدة بين كل من اليمن وأميركا والسعودية ومصر والأردن.
* وبماذا تفسر ما تردد عن اختراق سلاح الجو الأميركي لحاجز الصوت فوق جبال اليمن وإرهابه للسكان؟
- هذه الطائرات يمنية، وما تردد عن كونها أميركية غير صحيح جملة وتفصيلا. ولدى اليمن طائرات تعادل إف 16، مثل الميغ 29 وأيضا الميغ 21، يمكنها اختراق حاجز الصوت.
* وهل كان الهدف من إطلاقها استهداف «القاعدة»؟
- كان الهدف منها رسالة إلى الجميع بأن من يحمي عناصر «القاعدة» سوف يطاله العقاب.. ونقوم بإطلاقها في مواقع مشتبه فيها.
* وما مدى صحة ما تردد عن تمويل «القاعدة» للقبائل بأموال طائلة؟
- من الصعب تصديق هذا، لأن «القاعدة» تجلب الأموال من المواطنين وليس العكس.
* ماذا يحتاج اليمن من الدول العربية تحديدا لمكافحة الإرهاب؟
- عمليا لدى اليمن ظرف خاص، وهو كثرة الأيادي العاملة التي لا تجد أي فرص للعمل.. ولدينا شباب دون سن 30، يشكلون نحو 60 % من حجم السكان، ويعانون من البطالة. ولذلك فهم أخطر من «القاعدة» على اليمن، وهؤلاء يشكلون ضغطا كبيرا على اليمن.. وتشغيلهم يساعد في تفريغ التطرف والإرهاب.
* وماذا أعد اليمن من خطط لحل مشكلة البطالة التي تفرخ الإرهاب؟
- لا بد أولا من تفاعل المجتمع الدولي معنا، والدول العربية، خاصة الخليجية، للاستثمار في اليمن، وإيجاد مشاريع تستوعب هذه العمالة المكثفة، وإقامة مشاريع استراتيجية. ولن نتمكن من الحل مهما وضعنا من خطط، خاصة في ظل تنامي القوة السكانية في اليمن.. فكل عام يدخل في مجال التعليم نحو 600 ألف تلميذ إلى المرحلة الابتدائية، وهذا يشكل عبئا ضخما.
* ألا تعتقد أن تأهيل اليمن للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي يعد دعما في المجالات الاقتصادية؟
- نحن نبحث في هذا الموضوع اليوم على أساس زيادة فرص تشغيل العمالة اليمنية، وبدأنا منذ 5 سنوات بناء معاهد للتدريب الفني والعمالة، وقمنا بتشكيل وزارة للتدريب الفني والمهني، ولدينا الآن عشرات الآلاف من الأيدي العاملة المدربة فنيا والتي تحظى بنفس مؤهلات العمالة الآسيوية في دول الخليج.
* ماذا عن التعاون الاقتصادي بين اليمن والسعودية وكيف تقيمه؟
- التعاون الاقتصادي السعودي مع اليمن يشكل الحلقة الأقوى من الدعم، ونحصل على أكبر دعم من السعودية، خاصة بعد مؤتمر لندن الذي انعقد عام 1996، ثم مؤتمر الرياض.. وقد التزمت السعودية بمليار دولار وقدمته فعلا لليمن.
* وماذا عن التنسيق الأمني مع السعودية، خاصة بعد اكتشاف الطرود المفخخة؟
- التنسيق الأمني مع السعودية يتم على أعلى مستوى وبيننا عمليات مشتركة.. وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب لدينا أعلى مستوى من التنسيق، والمعلومات تسير بانسياب بين اليمن والسعودية دون أي تردد.. وهذا ساعد البلدين على اجتياز مخاطر سابقة.
* كيف يتصرف اليمن حيال ثقافة مجتمعه في حمل السلاح؟ وما تقديركم لحجم «القاعدة» باليمن؟
- بالنسبة للسلاح في اليمن هو جزء من ثقافة المجتمع القبلي.. أما تنظيم القاعدة فهو موجود بالفعل، ولكن ليس بالحجم المبالغ فيه. ولدينا عدد من الشباب المحدود الذي ينتمي إلى تنظيم القاعدة، وهو الشباب الذي عاد من أفغانستان وقاموا بتجنيد آخرين، ولكن بشكل محدود.
* لكن اليمن قام باحتواء هذه المجموعات عبر الحوار منذ فترة؟
- قمنا بحوارات معهم عدة مرات، بعد عقوبة السجن.. ولكن بعد الحوار والاقتناع بأهميته ونتائجه، تعود هذه العناصر لمعاودة نشاطها نظرا لما يمارس عليها من عمليات غسيل للعقل.
* وماذا عن ضوابط حمل السلاح في اليمن، وخاصة بعد قضايا الحوثيين والإرهاب والحراك الجنوبي؟
- السلاح عامل مشترك في تغذية الصراع على المحاور الثلاثة، ولذا اتخذنا في الوقت الحاضر قرارا سياسيا لمناقشة هذا الموضوع في البرلمان، على أساس تقنين مسألة حمل السلاح وفق ضوابط.. منها تقسيمه إلى 3 فئات السلاح المتوسط والخفيف والثقيل، ويمكن السماح بالسلاح الخفيف فقط مع منعه من الدخول إلى المدن الرئيسية.
وقد أثبت وجود الأسلحة الثقيلة في مناطق الحوثيين مدى خطورة الأمر، وكذلك في الجبال.. وقد طالت المشكلة وتأزمت نتيجة وجود السلاح الثقيل والمتوسط في هذه المنطقة قبل قيام الثورة اليمنية، والذي لم يتم سحبه منهم، وقد قاموا بتطويره ما أدى إلى اشتداد الحرب مع الحوثيين نتيجة تراكمات قديمة.
* هل هذا اللوم يقع على عاتقكم، خاصة أنكم سبق أن حملتم حقيبة وزارة الدفاع؟
- هذا جزء من اللوم العام.
* البعض يلقي اللوم على الحكومة اليمنية في تراكم الأزمات ويطالب بحوار داخلي بين كل القوى المختلفة، ما هي نتائج هذا الحوار؟
- دعا الرئيس علي عبد الله صالح إلى الحوار في شهر مايو (أيار) الماضي، على أساس أن يجري حوار شامل بين كل القوى السياسية في الداخل والخارج. وتم بالفعل تشكيل لجنتين من الحكومة والمعارضة.. وأنا أترأس الجانب الحكومي لعمل اللجنة، وكذلك يشارك معنا في الحوار أحزاب الإصلاح والناصري والاشتراكي والبعث وعدة أحزاب للمعارضة نسميهم الأحزاب المشتركة. والآن يجري هذا الحوار فيما بين كل هذه الأطراف، ونتمنى أن نصل إلى نتائج قبل الانتخابات البرلمانية التي تجرى في 20 أبريل (نيسان) القادم.
* هل ترى أن الحوار يسير بشكل جاد، خاصة وقد سبقته حوارات مشابهة ولم تصل لأي نتائج؟
- الحوارات كثيرة في اليمن، ولا بد أن نصل إلى حل قبل الوصول إلى انتخابات 2011 للاتفاق على إصلاح منظومة قانون الانتخابات والعمل السياسي في اليمن.. أي إصلاح منظومة الحكم واستمراريته، وهذا يندرج تحته كل الأشياء.
* ماذا قدم المجتمع الدولي لدعم اليمن في قضية النازحين من الصومال؟
- لم يقدم شيئا، والأزمة تتفاقم منذ بداية الحرب في الصومال.. واليوم لدينا أوضاع متراكمة من عمليات النزوح، والتي وصل قوامها إلى أكثر من مليون و300 ألف صومالي. فماذا نفعل ولدينا 5 ملايين من الشباب العاطلين الذين يشكلون في قضيتهم مخاطر أكبر من تنظيم القاعدة؟!