سفير اليمن بلندن: اليمن تعرض لظلم كبير.. و«القاعدة» تسعى إلى عزله لتنفيذ مخخطاتها
كاتب الموضوع
رسالة
أمــيربخلاقي .
♣ آنضآمڪْ » : 27/09/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 353 الدَولَہ: : اليمن في قلبي
موضوع: سفير اليمن بلندن: اليمن تعرض لظلم كبير.. و«القاعدة» تسعى إلى عزله لتنفيذ مخخطاتها الأحد نوفمبر 14, 2010 12:32 am
المؤتمرنت -الشرق الاوسط -محمد جميح - سفير اليمن بلندن: اليمن تعرض لظلم كبير.. و«القاعدة» تسعى إلى عزله لتنفيذ مخخطاتها قال السفير اليمني لدى المملكة المتحدة عبد الله الرضي، إن بلاده تعرضت لظلم كبير جراء الحملة الإعلامية التي طالتها مؤخرا في أعقاب إرسال طردين مشبوهين من اليمن اكتشفا في مطاري دبي في الإمارات العربية المتحدة وإيست ميدلاندز في بريطانيا. وذكر أن عددا من الدول اتخذت إجراءات ظالمة تتعلق بعمليات الشحن والسفر من وإلى اليمن وكذلك إجراءات ضد الخطوط الجوية اليمنية وغير ذلك من الإجراءات التي وصفها بالظالمة. وذكر الرضي، في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في مكتبه بسفارة صنعاء في لندن، أن الطرود المرسلة قد تم اكتشافها بناء على معلومات استخباراتية ولا علاقة لأجهزة الكشف عن المتفجرات باكتشاف هذه الأجهزة. وفيما يخص الداعية الأميركي من أصل يمني، قال الرضي إنه مطلوب لأجهزة الأمن اليمنية وقد صدر الأمر بالقبض عليه، وإن محاكمته قد بدأت غيابيا في صنعاء، وإن القبائل اليمنية تساعد الحكومة في تعقب عناصر تنظيم القاعدة. وذكر الرضي أن التنسيق الأمني اليمني - السعودي في أعلى المستويات، مؤكدا كذلك على أن التعاون اليمني - الأميركي فيما يخص الحرب على «القاعدة» هو تعاون قائم على التنسيق الأمني والاستخباراتي وتدريب قوات مكافحة الإرهاب اليمنية، وأنه لا صحة لوجود طائرات أميركية تجوب الأجواء اليمنية بحثا عن عناصر «القاعدة». وتعرض السفير الرضي إلى جملة من الإجراءات التي اتخذها اليمن عقب تزايد العمليات المرتبطة بـ«القاعدة» في اليمن.
* ما هي حكاية الطرود المشبوهة التي خرجت من اليمن، والتي أقلقت العالم في الأسابيع الماضية؟ ولمَ لم تتمكن أجهزة الأمن اليمنية من اكتشاف هذه الطرود قبل خروجها عبر مطاراته؟
- كل ما عندي عن هذا الموضوع أن هذه الطرود لم تكتشف في أي من المطارات التي ضبطت فيها بأجهزة كشف المتفجرات أو الأجهزة الأخرى الموجودة في تلك المطارات، وإنما جاء الكشف عنها بعد تلقي معلومات استخباراتية، تناقلتها مخابرات عربية ودولية تسببت في منع وقوع الكارثة، هذه المعلومات حددت نوع ورقم بوليصة الشحن، وعلى الرغم من العثور على الطردين فإن اكتشاف أنها تحوي مواد متفجرة كان عملية صعبة في مطاري دبي وإيست ميدلاندز ببريطانيا، وفي دبي لم يتمكنوا من اكتشاف تلك المواد عندما أدخلت في جهاز الفحص الاعتيادي وكذا عند إدخالها في جهاز فحص المتفجرات وحتى عند إحضار الكلاب البوليسية المدربة لم يتم اكتشافها ولم يتم الكشف عنها إلا بعد الفحص اليدوي وفك علبة الحبر. إذن خروج تلك الطرود من اليمن لم يكن بفعل تقصير أو إهمال الأجهزة اليمنية في المطار، وإنما يرجع ذلك إلى تطور العمل الإرهابي الذي لم يكشفه أي مطار، لذلك فإن العمل الاستخباراتي وسرعة تداول المعلومات هما الأساس في مكافحة مثل هذه الحالات. المعلومات الأمنية التي وصلت إلى دبي واليونان وبريطانيا كما ذكرت هي العامل الذي ساعد على ضبط هذه الطرود، ولو كانت المسألة مسألة أجهزة كشف المتفجرات فإن المطارات اليمنية مزودة بأحدث أجهزة كشف المتفجرات، غير أن الطرود المرسلة لم تكتشفها هذه الأجهزة لا في اليمن ولا في غيره من الدول. ومعلوم أن هذه المواد شديدة التفجير قد وضعت في سوائل تعوق عملية الكشف عنها بواسطة الأجهزة وهو ما سهل خروجها من بعض المطارات التي مرت عبرها دون أن تكتشفها أجهزة كشف المتفجرات.
* وما تفسيرك للضجة العالمية التي حدثت بعد ذلك؟
- أنا أعتقد أن اليمن تعرض لظلم كبير فيما يخص موضوع «القاعدة» بشكل عام. أكثر من دولة منعت استقبال الشحن الجوي من اليمن، الخطوط الجوية اليمنية عوقبت بالمنع من دخول المطارات البريطانية، الحكومة الألمانية منعت الطيران إليها من اليمن، شركة «لوفتهانزا» قررت تعليق رحلاتها إلى اليمن بشكل مفاجئ دون إعطاء إشعار مسبق حسب ما تقتضيه أنظمة وقوانين الطيران الدولي وبررت ذلك الإيقاف بأسباب أمنية، وهذه من وجهة نظرنا أساليب تساعد «القاعدة» التي تسعى إلى عزل اليمن دوليا ليتسنى لها تنفيذ مخططاتها التي ترمي إلى الانطلاق لزعزعة السلم والاستقرار في المنطقة والعالم. دعني أضرب لك مثلا واحدا، في حادثة الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة أميركية فوق سماء ديترويت في يوم عيد الميلاد من العام الماضي، فعلى الرغم من عدم علاقة المطارات اليمنية أو الناقل الوطني بهذا الحادث لكون المذكور سافر عبر مطارات أخرى ولم يسافر عبر المطارات اليمنية إلا قبل شهور من الحادثة، وعلى الرغم من أن عمر الفاروق درس في أكثر من بلد وعبر أكثر من مطار دولي قبل الحادثة، على الرغم من كل ذلك، فإن محاولة التفجير التي قام بها ارتبطت بشكل مباشر باليمن على الرغم من أن هذا الرجل لم يمكث في اليمن إلا أشهرا معدودة.
* المعلومات التي تحدثت عنها أرسلت من المملكة العربية السعودية حسبما ذكر، ما مدى التنسيق بين اليمن والمملكة على الصعيد الأمني؟
- التنسيق بين البلدين قائم على أعلى المستويات، وقد أثمر التنسيق الأمني بينهما نتائج طيبة في مجال الحرب على تنظيم القاعدة وغير ذلك من مجالات التنسيق فيما يخص التهريب وغيره. أما فيما يخص ما ذكرت من أن الإخوة في المملكة قد أبلغوا الجهات الدولية والعربية الأخرى، فأعتقد أن الإخوة السعوديين حصلوا على معلوماتهم بعد أن خرجت الطرود من اليمن، ومع ذلك فإنني أعتقد أن إحباط المحاولة وحماية الأرواح هو الهدف وما دام أن الهدف أنجز فهذا ما أراده اليمن والدول الأخرى. أما بالنسبة إلى الذين يعزفون على وتر عدم إبلاغ اليمن عن هذه الطرود فأعتقد أنهم يسعون للتشويش على العلاقات الممتازة بين اليمن والمملكة العربية السعودية، وهي علاقات تاريخية قائمة على التنسيق على كل المستويات الاقتصادية والأمنية والدبلوماسية.
* يلحظ اهتمام بريطاني متزايد باليمن على خلفية تزايد التوترات الأمنية في البلاد، ما مدلول ذلك من وجهة نظرك كسفير لليمن لدى بريطانيا؟
- البريطانيون كان لهم نصيب كبير من استهداف «القاعدة»، السفير البريطاني وغيره من طاقم السفارة تعرض إلى محاولة اغتيال، من قبل هذا التنظيم، أحد الطرود وجد على الأراضي البريطانية. بريطانيا ترى أنها مستهدفة بشكل واضح من قبل عناصر «القاعدة»، والتنظيم غالبا ما يربط بين أميركا وبريطانيا في كثير من تهديداته التي تظهر على شرائط مسجلة بين الحين والآخر. شيء طبيعي أن تقلق بريطانيا، وأن تكون في طليعة الجبهة المواجهة لهذا التنظيم. وبما أن اليمن قد ابتلي في الفترة الأخيرة بوجود عدد من عناصر هذا التنظيم على أراضيه، فإن البريطانيين يسعون لتوسيع التعاون الأمني بين البلدين اللذين يستهدفهما تنظيم القاعدة على حد سواء.
وفي الفترة الأخيرة نظم المعهد الملكي للأبحاث في لندن لقاءات نوقشت فيها الإشكالات التي تواجه اليمن وسبل معالجتها وقد حضر جانبا من هذه اللقاءات عن الجانب البريطاني وزير الدولة لشؤون التنمية الدولية ألن دانكن الذي عرض في كلمة له جملة من المخاوف التي تقلق الجانب البريطاني فيما يخص تنظيم القاعدة، كما عرض الدور الذي تلعبه بريطانيا لمساعدة اليمن اقتصاديا وأمنيا، كما أن بريطانيا أحد الأعضاء الفاعلين في مجموعة «أصدقاء اليمن»، وهي تقدم أشكالا مختلفة من الدعم لليمن، وسوف يكون لها دور في الاجتماع القادم الذي سيعقد في الرياض في شهر فبراير (شباط) من العام القادم والذي سوف يلتقي فيه مندوبو أكثر من عشرين دولة ضمن إطار «أصدقاء فلسطين» لبحث كيفية صرف المساعدات المقررة لليمن وبحث إنشاء صندوق لدعم التنمية في البلاد على اعتبار أن التنمية الاقتصادية هي المفتاح لحل كثير من الإشكالات التي تواجه البلاد وعلى رأسها مشكلة «القاعدة». وعلاوة على ذلك، فإن العلاقات اليمنية - البريطانية قديمة والتداخل الثقافي والاجتماعي بين البلدين موجود بشكل ملحوظ.
* ماذا عن أنور العولقي الذي ظهر مؤخرا يدعو إلى قتال الأميركيين دون استفتاء أحد؟ كيف ستتعامل الحكومة معه في ظل المطالب الأميركية باعتقاله وتسليمه للأميركيين أو اغتياله؟
- أنور العولقي أصبح مطلوبا للسلطات اليمنية وقد صدر أمر إلقاء القبض عليه وبدأت محاكمته غيابيا في صنعاء. والعولقي كما هو معروف مولود في أميركا ونشأ وتربى هناك واكتسب أفكاره من هناك وهو يحمل الجنسية الأميركية ومن هنا جاءت المطالب الأميركية بتسليمه. وهناك اليوم موقف واضح من قبل أبناء قبيلته (العوالق) منه، حيث أعلنوا براءتهم من كل أشكال الإرهاب وممن يقف معه حتى ولو كان من العوالق أنفسهم. وأعتقد أن هذا الموقف سيضعف من اعتماد «القاعدة» بشكل كبير على حماية القبائل لهم.
* أشارت تقارير أخيرة إلى أن الولايات المتحدة نشرت طائرات من دون طيار في الأجواء اليمنية لتعقب مقاتلي «القاعدة» على الأراضي اليمنية، ما هو موقف الحكومة اليمنية من هذه الخطوة؟
- موقف اليمن أكده الرئيس علي عبد الله صالح في مؤتمره الصحافي الأخير بعد حادثة الطردين اللذين اكتشفا في الإمارات وبريطانيا، وهذا الموقف قائم على رفض التدخل في شؤوننا الداخلية. ولا وجود لطائرات أميركية بطيار أو من دون طيار في الأجواء اليمنية. ومع ذلك، فإن التنسيق اليمني - الأميركي قائم، والدعم الأميركي لليمن قائم على الدعم الاستخباراتي وتدريب قوى الأمن اليمنية، كما أن الأميركيين يقدمون أنواعا أخرى من الدعم الاقتصادي والثقافي لليمن.
* بعد كل ما لحق باليمن من ضرر جراء أعمال «القاعدة»، ما هي الخطوات التي ستتخذها الحكومة للحد من الأضرار التي لحقت بسمعة اليمن دوليا وإقليميا؟
- الحملات الأمنية على عناصر هذا التنظيم في بعض المناطق في البلاد لم تتوقف، التعاون مع القبائل والتحذير من إيواء هذه العناصر يتزامن مع الحملات الأمنية، توجيه خطباء المساجد إلى اعتماد الوسطية والدعوة إلى نبذ العنف والإرهاب. وعلى مستوى الإجراءات الأخرى فقد تم اعتماد تفتيش الشحنات البريدية بواقع 100 في المائة يدويا وباستخدام جهاز الكشف عن المتفجرات بعد مرورها من جهاز الأشعة السينية، كما تم وضع اشتراطات جديدة على وكلاء الشحن الجوي واستمرار الرقابة المحلية والدولية عليهم وسحب تراخيص من لا تنطبق عليه المعايير وكذا تشديد الإجراءات الأمنية في المطارات على الأشخاص والأمتعة، كما يتم الإعداد حاليا لتشكيل وحدة حديثة لأمن الموانئ الجوية تتبع الأمن المركزي، ومهمتها حماية المطارات من أي أعمال تخريبية أو إرهابية. ونحن بصدد عمل إعلامي مكثف لإيضاح الوجه الحقيقي لليمن والشعب اليمني وطبيعة اليمنيين السمحة المحبة للأمن والتعايش مع الآخرين.
سفير اليمن بلندن: اليمن تعرض لظلم كبير.. و«القاعدة» تسعى إلى عزله لتنفيذ مخخطاتها