أعلن مكتب علي سالم البيض عن فشل مخطط "البيض" وإلغاء المؤتمر الموسع الذي دعا إلى عقده منتصف نوفمبر القادم لتوحيد مكونات إنفصاليي الخارج، كاشفاً في الوقت نفسه عن سعي "البيض" لتعويض الفشل بـ"لقاء عاجل" في موعد لم يحدده، وصفته قيادات إنفصالية في الخارج بأنه "لقــاء شللي"، وحذرت جميع مكونات الحراك في الخارج من "نوايا مبيتة لخطف قيادة حركة النضال الجنوبي"- على حد تعبيرها.
ويأتي إعلان مكتب البيض إلغاء المؤتمر (اللقاء الموسع) بعد 32 ساعة فقط من فضح "نبأ نيوز" لمقاطعة الغالبية العظمى من مكونات إنفصاليي الخارج للمؤتمر الموسع الذي دعا إليه "البيض"، وفشل مساعيه في تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر بعد رفض الجميع المشاركة فيها، وإحباط قادة المكونات لمحاولة خطط لها "البيض" بالحصول على تفويض منها بزعامته الوحيدة للجنوب.. وهي الفضيحة التي يحاول "البيض" سترها بفضيحة جديدة بإعلانه إلغاء المؤتمر، والتبرير بأن ذلك نزولاً عند رغبة "مجموعة من الشخصيات"، لإيهام الرأي العام بأن عدم عقد المؤتمر جاء بقرار منه وليس إثر رفض المكونات الجنوبية له، ومقاطعته لدعوته.
البيان "الخجول" الذي صاغه "أحمد بن فريد"، وتلقت "نبأ نيوز" نسخة منه- أشار إلى أن لأيام القليلة الماضية شهدت العديد من الاتصالات المكثفة من قبل "مجموعة من الشخصيات الوطنية" بهدف تنسيق المواقف، وقد (تم الاتفاق على عقد لقاء عاجل بين هذه القيادات في الأيام القليلة القادمة لبحث كل لقضايا بما في ذلك التحضير لعقد لقاء أو لقاءات جنوبية موسعه في الخارج).
وأضاف البيان: (وتأسيسا على كل ذلك، ومن أجل تهيئة الأجواء المناسبة وإعطاء الفرصة لإنجاح هذا اللقاء، فان مكتب الرئيس يعلن عن إيقاف جميع الإجراءات والترتيبات الخاصة بعقد اللقاء الموسع، الذي سيكون موعده وجدول أعماله أحد مخرجات اللقاء القادم).
مصادر "نبأ نيوز" في لندن، نقلت عن قيادات إنفصالية تأكيدها رفض ما ورد في بيان مكتب "البيض" جملة وتفصيلا، واصفة إياه "ضرب من التخبط الأعمى ومحاولة لذر الرماد في العيون".. وأعربت عن اسفها "من تمادي البيض في عدم استيعابه لضرورات المرحلة"، مشيرة إلى أن البيض "ما زال يتحدث عن اتصالات مع أشخاص، ويبرم اتفاقات معهم، بينما هناك مكونات وتنظيمات وهيئات تمثل حركة النضال الجنوبي هي من يجب التشاور والاتفاق معها وليس الأشخاص"، مجددة اتهامها للبيض بتمزيق صفوف الجنوبيين من خلال "التعامل مع قضيتهم كقضية أشخاص أوصياء على الجنوب وليس كشعب حر يتطلع لفرض إرادته".
وكشفت المصادر ذاتها عما وصفته بـ"مخطط تآمري" يسعى البيض "لتمريره والالتفاف به على عنق الارادة الشعبية بمحاولته الحصول على تفويض كرئيس شرعي للجنوب من خلال اللقاء الشللي الذي يريد عقده مع بعض الشخصيات التي لا تمثل سوى نفسها".
وأضافت المصادر: أن البيض "بعد المعارضة الشديدة للقاء الموسع الذي دعا إليه، بدأ بإجراء اتصالات مع عدد من القيادات في نيويورك وألمانيا وشفيلد وبرمنجهام، وإغرائها بالوعود.. ويخطط حالياً لعقد اجتماع معها، والخروج ببيان يجعلون من ضمن مقرراته إقرار بأن البيض هو الرئيس الشرعي الوحيد للجنوب"..
وحذرت المصادر من أن "أي محاولة لخطف قيادة الجنوب عبر لقاء شللي سيساهم بزيادة تفتيت الصف الجنوبي"، مشيرة إلى أن قيادات عدد من المكونات الجنوبية اجتمعت مساء أمس واتفقت على "الوقوف ضد اي لقاء شللي، ورفضه، بل والتصدي له بكل الوسائل المتاحة".
هذا وكانت "نبأ نيوز" حصلت امس أيضاً على نسخة من البرنامج السياسي لـ "علي سالم البيض"، والذي كشفت مصادر مطلعة أن البيض وبعد تنامي التيار الجنوبي الشبابي المعارض له يحاول معاودة فرض نفسه بركوب موجة هذا البرنامج، والترويج له، آملاً منافسة برنامج حيدر ابو بكر العطاس، وإضفاء صفة مركزية لنفسه تعيده الى المربع الاول مجدداً باعتباره هو صاحب المشروع السياسي، وهو من يجب الالتفاف حوله، وبالتالي فهو صاحب الحق بزعامة الجنوب.. وهو الأمر الذي سخرت منه قيادات انفصالية ووصفته بـ"عقدة الجنوب" التي تقف وراء كل المشاكل التي واجهوها ويواجهونها اليوم..!! هذا وستقوم "نبأ نيوز" في وقت لاحق باستعراض البرنامج السياسي للبيض..