نهاية التجربة
(من ديوان ثورة الشعر)
وانتهت تجربتنا مع السيف أحمد ولي العهد إلى النهاية التي انتهت اليها تجربتنا مع أبيه الأمام يحي. وبذلك تمت عناصر اليقين الثوري , الذي يفرض علينا أن ننفض أيدينا من كل أمل في الوصول إلى تغيير الأوضاع تغييراً سلمياً بأيدي الحكام .
وقد أسلمتنا هذه التجربة إلى امرين اثنين لا ثالث لهما :
فإما أن نرضخ وندفن رؤوسنا في المقبرة الموحشة التي دفن فيها الشعب , وندخل فيما دخل فيه الأكثرون ...فنأكل الجيف , ونمتص الدماء , ونعيش كما تعيش الدود ... في القبور ...او نثور
وآثرنا الأشق الأصعب ...ولكنه الأشرف ... وتمردنا وأنشدنا
خرجنا من السجن شم الأنوف
كما تخرج الأسد من غابها
نمر على شفرات السيوف
ونأتي المنية من بابها
ونأبى الحياة, إذا دنست
بعسف الطغاة وارهابها
ونحتقر الحادثات الكبار
إذا اعترضتنا بأتعابها
ونعلم أن القضا واقع
وأن الأمور بأسبابها
ستعلم أمتنا , أننا
ركبنا الخطوب حناناً بها
فإن نحن فزنا فيا طالما
تذل الصعاب لطلابها
وإن نلق حتفاً فيا حبذا
المنايا... تجيء لخطابها...!
أنفنا الإقامة في أمة
تداس بأقدام أربابها
وسرنا لنفلت من خزيها
كراماً, ونخلص من عابها
وكم حية تنطوي حولنا
فننسل من بين أنيابها