زين عضو مجتهد
♣ آنضآمڪْ » : 27/09/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 66 الدَولَہ: : اليمن
| موضوع: أطِلق سرَاحك الأربعاء ديسمبر 04, 2013 8:35 pm | |
| أطِلق سرَاحك ·
في خضّم الحياةِ وتحتَ وطأةِ الكبت الذي نعيشُه كانَ لزاما علينا أن نُفكِرَ جادين في فّكِ قيدٍ كهذا بطَريقةٍ أو بِأُخرَى ولأنّ الأرضَ باتّت تئنُ مِن أشخاصٍ يعيشونَ فوقها مُتقوقعِينَ على ذواتِهم نائينَ بها عمّن حولهُم لا يكادُ يُسمَعُ لهم صوتٌ أو يُعرَفُ عنهُم خبَر !! ولأنّنا سئمنا تِكرارَ مسرحية الحياة ذاتها كل يوم , إذ لا تغييرَ يُذكَر , ولا جديدَ مُفيدٌ يُشَارُ إليهِ بالبنانِ ويُنظَر ! ولأنّ كُلُ الكونِ خُلِقَ ليعمّل , ليُنتِج , ليُؤثّرَ ويتأثَر.. وكذلِك نحنُ لم نُخلَق لنكونَ تِكراراً لِقصةٍ حدَثت أو عَالةً لا يُرجَى نفعُها كشجّرةٍ يَبُسَت.. خرجنَا مِن ظُلُماتٍ ثلاث وهُدِينا النّجديّن وتُرِكَ لنا القرارُ ونحنُ مَن نختار وكانَ القرارُ الأَمثَل ( إطلاقُ السّراح) أطلِق سرَاح (خمسٍ) فيك. “سراحَ قلبِك , سراحَ فِكرِك , سرَاح جسَدِك , سراحَ رأيك , سراحَ أيامِك “ قلبُك نقهِ من الأدران , من الضغائن المُتراكمةِ به .. من العُتمةِ المُخيّمةِ على زواياه , مِن عواصِفِ الحُزنِ التي تفتِكُ به مِنَ الأسَى الذِي يُعشعِشُ فيه . لا تجعَل مِنهُ منفًى لماضِيك لمشاكِلِك .. فمشكلتُنا الحقيقيةُ لا تكمنُ في تعرُضِنا للمُشكلات ! مُشكلتُنا : أننا نُعطِي مشاكلنا أكبر من حجمِها ,ننظرُ إليها كأنها امتدَادُ سِردَاب , ولا ننظرُ إليها على أنها ثُقبٌ فِ باب .. نحنُ غالباً ما (نُبالغْ) .
معَ كُلِ انبِلاجِ صُبحٍ وشرُوقِ شمسٍ ضع في قرارةِ نفّسِك أنّ يومّكَ ليسَ كالأمس! وأنّك شخصٌ آخر غيرَ الذي تعَرِف .. إنّ أكثرَ ما يُصِيبُنا بالاكتِئَاب هوَ : أنَنا نُمارِسُ الطُقُوسَ ذاتها دونَ أيِ تغيير كلّيٍ أو جُزئِيٍ حتّى ثُمّ نردِد : سَئمنَا الرُوتين , ملَلنَا العيّش ..وفِي الضِفةِ الأُخرى مِن العَالم أشخاصٌ على خط الفقر ومع ذلك حياتُهم ” كِفاحٌ وعمّل“ و لا وُجُودَ للملَلِ أبداً في قامُوسِهم .. رغمَ ما يُكابِدُونَ مِن شَظَفِ العيّشِ ومَرارةِ الأيّام وبؤس الحال أمّا نحنُ فمُترفُون ,والنِعَمُ تلفُنَا مِن كُلِ جانِب والأمنُ يغشَانا مِن فوقِنا ومِن أسفلَ مِنّا ومعَ هذا فـ (العجزُ والكسّل) داءٌ عُضَال استفّحلَ فِي دواخِلِنا فصِرنا نلجَأُ لأبسَطِ الحلُولِ وأسرّعِها هاربينَ منَ التفكير فّارِينَ مِن العمَل , ثُم نشتكِي مِن الفراغِ ولو علِمنا ما يجرُهُ علينَا لشكوناه !! . الفرَاغ :رأسُ كُلِ بليّة فحاوِل تخطِيه , إشغالهُ , ملأهُ بما يعُودُ عليكَ بالنّفعَ في الدينِ والدُنيّا قبلَ أن يوقعُكَ فِي مَصائبَ ومُشكلاتٍ غيرِ محمُودةِ العُقّبَى ! إنّ أبشّع شُعورٍ قد يعترِضُنا أن نشعُر أنَنا شيءٌ زائدٌ مُستغنىً عنهُ ولا معنَى له ولكّنَ الحقيقة المُغيّبةُ عن أذهانِنا والتي لا نستَشِعرُها بسببب مُزاحمةِ أُخرَى سلبيةٍ لها هو/ أنّك لستَ زائدا . أنتَ جُزءٌ من هذا العالم , العالمُ كلهُ يحتاجُك , أهلُك , أصدقاؤك , أُمتُك .. كلُهم بحاجتك , أنتَ (واحد) في نَظرِك ولكنّك(الكثير) في نظرِهم. لِذا لا تنحصِر في غُرفتِك , وتعِش عُمرك في معزلٍ عمن حولك .. وقبلَ ذلك نفسك !! .. صالِح نفسَك ,وقوّمهَا ستجِدُ أنّ العالمَ كلّهُ صارَ وطناً كبيراً وأنّ الحدُودَ ما هِي إلا خطوطٌ رُسِمت على الخارِطة وأنّ رُوحكَ صارت مساحةً شاسِعةً تستوعِبُ العالمَ أجمّع لِذا كُن دائماً السعادةَ لأحدِهم انهض بِه , ادفعهُ ثُمّ الحقهُ وسيرا معاً جنباً إلى جنبٍ نحوَ هدفٍ نبيل افتَح لهُ النافِذةَ ليرى الضوءَ ويملأ رِئتاهُ بالأملِ ويُعاودُ مُزاولةِ الحياة بعدَ أن غَدت في ناظريهِ لوحةً رماديةً باهِتة .. ( ومَن أحيَاها فكأنّما أحيَا الناسَ جمِيعا) . للجُزءِ الخامدِ فِي يسَارِك , للجُزءِ النائمِ مِن عقلِك , للجُزءِ المُحبَطِ بك …أطلِق سرَاحه , حَرر قُيُوده , أعلِن عليهِ (الحياه ! سرَقتنا التقنيّةُ ومُستجدّاتُ العصرِ منّا باعدت بيننا وبينَ مَن لا يفصِلُنا عنهُم سِوى (جدار) ! صِرنا نجِدُ في انعزالِنا الراحةَ والهُدُوء والنأيَ عَن صَخبِ الحياةِ وضجيجِ البَشَر حتى صارت ديدناً لنا مُتناسينَ بأنّ الحياةُ ( مُشاركة) وأنّ مُخالطةَ الناسِ والصبرِ على أذاهُم أمرٌ نبوي بل هوَ خير. أطلِق سراحك , تعايش معَ المُحيطينَ بِك.. أخبرهُم بتفاصِيلك .. اركُل شعورَ الوحدةِ الذي ينهشُ قلبك , ويقضُ مضجعك .. العُزلةُ ليستْ لك .. الكثيرُ هُنا يُحبك , يسعدُ لسعادتك ويُؤرِقهُ حُزنُك .. افتح عينيكَ جيداً وأبصِره .وان خطرَ في بالِكَ أنّ العالمَ كلهُ واقِفٌ ضدّك يُحاوِلُ اسقاطكَ ويسعَى لزعزعتك .. فما ذالكَ إلا خطراتُ نفسِك !! .. الكلُ هُنا مُنشَغِلٌ بأولوياتِهِ ومُهماتِه وليسَ بِك !!.. وانّ تفرّغَ لكَ أحدٌ وثارَ عليّك ليٌحُطَ مِن عزمِك ويُعرقِلَ خطّوَك فولهِ ظهركَ وامضِ قُدُماً في طرِيقك .. لا شيءَ يُعِيقُك ما دُمتَ تعرِفُ ماذا تُريد وتسّعَى لهُ , وتَبغِي الوُصُول.. صُغ رأيك عبّر عنه دُونَ تحيُّزٍ إلى فِئةٍ أو تحرِيضٍ على قِتال ! ولكن كُن على الحِيادِ وبينَ بيّن ! بينَ فِكرةٍ واضحةٍ وصوتٍ مسمُوع وبينَ تَقصّ للحقائقِ وتجنُبٍ للشائعاتِ وإثارةِ للبلبلةِ التِي لا تجلِبُ معها إلا الهيجَانَ الجماعِي ثُم لا مُستفِيد ! . الحُرية : فتحٌ للأبوابِ وكسرٌ للقيُودِ لتُحلِقَ بذلِك النفسُ في الأُفقِ وتجُوبَ المدَى الفسيح وهيَ راضيَةٌ كُلَ الرِضى عمّا تصنَع , مُطمئِنةٌ له , مأجورةٌ عليهِ – بإذنِ الله – لِذا ضع في حُسبانِك أنّك إن صلُحت , صارَ بمقدُورِك أن تُصلِح (إن أُريدُ إلا الإصلاحَ ما استّطَعت) . لا تندَرِج بينَ تِعدادتِ السُكانِ كأيِ شخصٍ آخر وإنّما كُن مُندرِجاً في تعداداتِهم مُنفِرداً بينَ عداداتِهم بفِكرٍ وثّاب ونفسٍ حُرةٍ تأبَى أن تكونَ ظِلاً أو أن تحيَا في الظِل ! وأخيراً .. ثمّةَ فرحٌ ينبثقُ مِن سرادِيبِ الحُزنِ المُعتِمةْ ثمّة شخصٌ يُحِيكُ لك السعادةَ معَ كُلِ إطلالةِ شَمس ..بحرفٍ ,ببسمةِ ثغرٍ بل بقُرب! …. ثمّةَ ضوءٌ وأملٌ وفجرٌ آت ( لا تُغلِق كُلَ الطُرقِ المُؤدية إليك) . // About these ads | |
|