فلسطين اليوم - دير البلح
أكد الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن معركة السماء الزرقاء، لن تكن الأخيرة في الصراع مع الاحتلال "الإسرائيلي"، وعلى الفلسطينيين أن يتهيؤوا لمواجهات مقبلة مع المحتل.
جاء حديث الشيخ عزام، خلال حفل أحيته حركة الجهاد الإسلامي في مسجد شهداء دير البلح وسط قطاع غزة، تكريماً لعوائل شهداء حرب السماء الزرقاء في المنطقة الوسطى، بعد مرور عام على معركة "السماء الزرقاء".
وقد كَرمَت الحركة، عوائل الشهداء تامر الحمري ومحمد أبو عيشة ومحمد بدر وحسن الأستاذ، وجهاد الصوص ومصطفى أبو حسنين وهم من سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بفلسطين.
وأكد الشيخ عزام، أن عام كامل يمر على المعركة التي شنتها "إسرائيل" على شعبنا، أسمتها الجهاد الإسلامي معركة السماء الزرقاء، وحجارة السجيل كما يسميها الأخوة فى حماس أو عمود السحاب كما تسميها "إسرائيل"، منوهاً إلى أنه مهما اختلفت الأسماء فهى حرب فى سلسة طويلة من المواجهات بين الفلسطينيين والعدو "الإسرائيلي".
وشدد، على أنها أن لن تكون آخر الحروب، وأن من يدرك طبيعة هذه المواجهات العاصفة والأبعاد الحضارية والثقافية والعقائدية لهذه المواجه سيكون مدركاً حتماً أن المواجهات لم تنته وأن جولات الصراع مستمرة بعد مائة عام تقريباً.
ونوه عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، أن هناك مفاوضات حول ما اصطلح على تسميته بقضايا الحل النهائي أبرز هذه القضايا القدس ــ عودة اللاجئين ــ المستوطنات، حيث تمثل القضايا الثلاث جوهر هذا الصراع.
وقال:" رغم إدانتنا لكثير من التجارب السابقة والمحاولات والاجتهادات، نحن لا نظن أن فلسطينياً سيأتي اليوم ليوقع تنازلاً عن الموقف الفلسطيني المعروف من هذه القضايا الثلاث"
وأضاف:" بالنسبة لـ"إسرائيل" فالأمر محسوم عندهم من أقصى اليمن إلى أقصى اليسار يكادون يتفقون على الموقف تجاه القدس وعودة اللاجئين ربما يحدث اختلاف في موضوع الاستيطان والمستوطنات، إذ يستحيل التوصل لاتفاق حتى لو استمرت المفاوضات مائة عام أخرى، ويستحيل للتوصل لاتفاق حول القضايا التي تسمى بقضايا الحل النهائي
وبين الشيخ عزام، أن الصراع مستمر ومعركة السماء الزرقاء، لم تكن آخر المعارك، ويجب أن يضع الفلسطينيون في اعتبارهم أن يتهيؤوا لمواجهات مقبلة قد تكون بعد شهر أو شهرين لكن من الضروري العمل انطلاقاً من هذه الرؤية التي سار عليها الشهداء طوال الوقت وكانوا هم فى صلب الجهاد و النضال لشعبنا وأمتنا، وطوال الوقت كان دم الشهداء الوقود الذي يُشعل هذه المواجهة.
وتابع:"إذا تحدثنا عن الشهداء المحتفى بهم اليوم فهناك آلاف الشهداء بالحرب والشهداء دمهم يمثل عامل تحفيز لنا جميعاً ويمثل عنصر ضغط علينا جميعاً و يمثل جداراً بيننا وبين عدونا لا يمكن أن يزول هذا الجدار على الإطلاق، الجدارُ الذى يحرص عدونا على إبقائه رغم كل التغيرات التي تشهدها المنطقة ويشهدها العالم ، عدونا بسلوكه يبقى هذا الجدار قائماً، عندما نتحدث عن استمرار المواجهة لا نتحدث بالعاطفة فقط ولسنا بعيدين عن الواقع وهى التى تصل بنا إلى هذا الموقع وهذه الرؤية .
ويضيف القيادي عزام:" على صعيد الأمنيات نحن نتمنى أن لا تكون هناك حروب على الإطلاق فالنبى صلى الله عليه وسلم يقول "لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية " فالإنسان السوى لا يحب الحروب ولا يحب سفك الدم ولا يحب القتل أو رؤية القتل حتى والقرآن يصف لنا :"كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم"، وإذا فرض عليك القتال وفرضت عليك المواجهة فيجب أن تكون رجلاً وقوياً وثابتاً وشامخاً، ونحن لسنا المعتدين ولسنا من هواة الحروب ، إذا كنا نتحرك بوحى آيات القرآن من الضروري أن نكون مطمئنين لخياراتنا وأن نكون واقفين من مواقفنا وبرامجنا حتى نستطيع الوصول إلى أهدافنا "