دبابات الجيش تنتشر في المديرية ومسلحون يعطبون إحداهامقتل 4 بينهم عسكريين وإصابة العشرات في مواجهات مسلحة بعدن والجيش يقتحم ساحة الاعتصام بالمنصورةالمصدر أونلاين - خاص
اندلعت اشتباكات عنيفة اليوم السبت بين مسلحين وقوات الجيش في مديرية
المنصورة بمدينة عدن جنوب اليمن، ما أسفر عن مقتل ضابط وجندي، فيما اقتحمت
دبابات وعربات مصفحة ساحة الاعتصام بالمديرية وفتحت نيران أسلحتها فقتلت
اثنين من المعتصمين على الأقل وأصابت العشرات.
وقال مراسل "المصدر أونلاين" إن الاشتباكات اندلعت عند السجن المركزي
بالمنصورة وبالقرب من مركز شرطة المديرية، ما أسفر عن مقتل ضابط برتبة رائد
في قوات الدفاع الجوي إضافة إلى جندي، بينما أصيب أربعة آخرون بجروح
متفاوتة.
وشنت قوات الجيش والأمن المركزي عملية تمشيط في مديرية المنصورة للبحث عن
المسلحين، حيث نزلت أكثر من عشر دبابات إضافة إلى مصفحات وناقلات جند، كما
أطلق الجنود نيران أسلحتهم بشكل عشوائي على بعض المناطق ما تسبب في حالة من
الذعر في أوساط السكان، حيث تضررت بعض المساكن.
وتمكن المسلحون من إعطاب دبابة في تقاطع "الغزل والنسيج".
ولم تعرف هوية المسلحين، إلا أن مصادر محلية اتهمت القائم بأعمال محافظ
عدن عبدالكريم شائف بتنفيذ "خطة لنشر الفوضى" في المحافظة، وقالوا إن شائف
قام خلال الأيام الماضية بتوزيع 700 قطعة سلاح لأتباع الحزب الحاكم لتنفيذ
"الخطة"
وقال مصدر عسكري لـ"المصدر أونلاين" إن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية
اللواء مهدي مقولة أشرف بنفسه على العمليات العسكرية في مديرية المنصورة.
واقتحمت قوات الجيش مستخدمة الدبابات والعربات المصفحة ظهر اليوم ساحة
الشهداء بالمنصورة، حيث يعتصم فيها المئات منذ أكثر من شهرين للمطالبة
بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح المستمر منذ نحو 33 عاماً.
وقال شهود عيان لـ"المصدر أونلاين" إن قوات الجيش والشرطة فتحوا نيران
أسلحتهم بشكل عشوائي فقتلوا اثنين من المعتصمين وأصابوا العشرات بالرصاص
الحي، مضيفين أن الجنود أحرقوا الخيام الموجودة في المخيم.
وأشاروا إلى أن قوات الجيش أطلقت النار بكثافة على فندق قريب من الساحة،
حيث يعتقد أن مسلحين تحصنوا فيه بعدما شاركوا في الاشتباكات.
وقال مراسل المصدر أونلاين إن الشابين اللذان لقيا حتفهما هما: "محمد علي قاسم وهشام فضل النامس".
وقال مراسل المصدر أونلاين إن قذيفة أطلقتها قوات الجيش أصابت منزلاً
قريباً من ساحة الشهداء يملكه الإعلامي سالم بن شعيب ما تسبب في إضرام
النيران فيها، كما امتدت ألسنة اللهب إلى شقة مجاورة بالمبنى المكون من
أربعة طوابق، ما أسفر عن جرح أربعة أشخاص بحروق.
وشهدت مدينة عدن عصياناً مدنياً شل الحركة في أرجاء المحافظة، استجابة
لدعوة شباب الثورة، بينما حاول وضع شبان أحجاراً كبيرة على الشوارع
الرئيسية لإعاقة الحركة في بعض المناطق.
وقال مراسل المصدر أونلاين عصر اليوم إن الاشتباكات هدأت في المنصورة إلا من سماع دوي إطلاق نار متقطع.
وأصدر مجلس تنسيق شباب الثورة السلمية بياناً في وقت لاحق، عبر فيه عن
إدانته لاستخدام العنف من قبل قوات الأمن والجيش بحق المعتصمين سلمياً، كما
أعلن رفضه لمختلف أشكال العنف أياً كان مصدرها.
وطالب المجلس في البيان الذي حصل المصدر أونلاين على نسخة منه جميع
المعتصمين في مختلف الساحات إلى التمسك بالخيار السلمي، وتفويت الفرصة أمام
السلطة المحلية والأمنية بالمحافظة، التي اتهمها بمحاولة إدخال المجتمع في
الفوضى، مشيراً إلى قيامها بتسليح بعض المواطنين للقيام بإطلاق النار على
قوات الأمن بصورة استفزازية لإيجاد ذريعة لها لقمع المعتصمين.
وحذر المجلس من مغبة "تلك التصرفات السلطوية الرامية إلى خلق حالة من
الفوضى والانفلات الأمني بهدف صرف أنظار الناس عن المطلب الأساسي الذي
يناضلوا من اجله والمتمثل في رحيل صالح ونظامه".
وناشد مختلف المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية التدخل العاجل
لوقف "حالة الحرب التي بدأتها دشنتها السلطة صباح اليوم في عدن".
الصورة لأحد أحياء مدينة عدن اليوم السبت.