خدماته تفوق الإمكانات ومتطوعون يعملون على مدار الساعة المستشفى الميداني في ساحة التغيير بدأ بخيمة واليوم يعتبر الأكبر في صنعاء المصدر أونلاين - الخليج الإماراتية
صنعاء - وهيب النصاري مع بدء الاعتصام بساحة التغيير في العاصمة اليمنية صنعاء منتصف فبراير
الماضي، قام عدد من الأطباء والممرضين بنصب أول خيمة لاستقبال المصابين
وتضميد جروحهم بالإسعافات الأولية بإمكانات بسيطة من دون علمهم المسبق بما
ستؤول إليه الأوضاع لاحقاً بمواجهات أمنية تستهدف الآلاف من المحتجين .
وفرض تزايد عدد الهجمات على الساحة من قبل القوات الأمنية بنقل الوضع إلى
ساحة المسجد المجاور للساحة وإنشاء مستشفى ميداني بمعدات وأجهزة بسيطة
لاستقبال مئات المصابين بالرصاص الحي والاختناقات الناجمة عن القنابل
المسيلة للدموع . وبإمكانات متواضعة تم تأسيس المستشفى ليصبح اليوم واحداً
من أهم مستشفيات العاصمة لأنه يعمل فيه أطباء من مختلف التخصصات بشكل مستمر
كمتطوعين لخدمة الثوار في ساحة التغيير .
ويقول المشرف على المستشفى الميداني الطبيب وسيم القرشي إن محتوياته تشمل
معدات طبية وأدوية وغرفتي عمليات أولية ويتم تجهيز غرفة عمليات ثالثة، كما
تتم الاستفادة من ساحة المسجد وساحة جمعية الإصلاح الخيرية لفرز الحالات
المصابة بالغازات السامة كونه يفضل أن تكون تلك الحالات بمكان مفتوح، فيما
تم تخصيص ساحة المسجد لجراحة المصابين بطلقات نارية، مشيرا إلى أنهم
يتعاملون مع الحالات المتوسطة والحالات الكبيرة تنقل إلى المستشفيات
الأهلية . وأشار إلى ان المستشفى يتوفر لديه أفضل الأطباء في اليمن .
يقول الطبيب عبدالمعطي أحمد السامعي، المتطوع للعمل في المستشفى الميداني،
إن شعور الأطباء بالمسؤولية الإنسانية جعلهم يتوافدون متطوعين لمعالجة
المصابين من المعتصمين المطالبين برحيل النظام، معتبرا أن توافد الأطباء
والممرضين دليل يجعل العاملين في المستشفى يجزمون أن الثورة الشعبية ستنتصر
وهذا النظام سيسقط .
وتحدث البروفيسور طارق نعمان، أستاذ بكلية الطب جامعة صنعاء، عن الدور
الذي تقوم به المستشفى بإمكاناتها الحالية، وقال إنه خلال الهجمات
والاعتداءات الأربعة على المعتصمين بساحة التغيير من قبل القوات الأمنية
بالرصاص والغازات السامة، قام المستشفى بدوره الحيوي في تضميد آلاف الجرحى
وإنقاذ المئات من المصابين بالإسعافات الأولية عبر كادر طبي وصحي متميز .
وأكد الطبيب الجراح نعمان أن هم الكادر الذي يعمل بالمستشفى يتمثل في
إنقاذ أرواح الناس جراء الاعتداءات المتكررة من أجهزة النظام، ويشير إلى أن
الكثير من الأطباء أغلقوا عياداتهم من اجل العمل في المستشفى منذ ما يقارب
الشهر . ويقول إنه من ضمن مهام المستشفى عمل دورات تدريبية لطلاب الطب
والأطباء المبتدئين وطاقم التمريض من خلال محاضرات يومية تقريبا لتعليمهم
كيفية التعامل مع الإصابات المختلفة .
وعن غرف العمليات قال مرشد تارة، مشرف قسم العمليات إنه تم تجهيز أدوات
جراحية لإجراء العمليات المتوسطة أو الكبرى بأخذها من المستشفيات الخاصة
على أن يتم إعادتها، مشيراً إلى أنه قد تم إجراء عدد من العمليات إثر
افتتاح المستشفى متوسطة ثم تطور إلى إجراء عمليات كبرى .
ومن الطبيبات العاملات يشكل دائم في المستشفى الطبيبة غادة قاسم البخيتي
التي حضرت يوم 12 مارس الماضي عند أول هجوم تقوم به القوات الأمنية ضد
المعتصمين، تاركة مستشفى الكويت الذي تعمل فيه مع زميلتها الطبيبة بلقيس
محسن لتداوما يوميا في المستشفى الميداني، حيث توقفن عن الذهاب إلى مستشفى
الكويت بعد تعرضهن لمضايقات من قبل إدارته بسبب الانضمام لمسيرة مئات من
الأطباء الذين توجهوا للعمل بالمستشفى الميداني، وتشعر بلقيس وزميلتها خلال
عملهن في المستشفى الميداني بارتياح والعمل إلى جانب الأطباء الذكور كفريق
واحد هدفه إنقاذ أرواح المصابين .
ويقول الصيدلي جميل عائض الشميري إن معظم الأدوية يتم توفيرها من
المتبرعين وأصحاب الخير، مشيرا إلى أن بعض الصيادلة والشركات تبرعوا بأدوية
يشكرون عليها .
ويوجد في المستشفى مختبر متواضع حيث يقول مفرج معروف، نائب مسؤول المختبر
إن عمله يتمثل في استقبال وعمل تحليل للمرضي منها وظائف الكبد والكلى والدم
العام والطفيليات والفحوصات الروتينية وفحوصات الفيروسات ونتائجها غير
دقيقة بل إنها تعطي مؤشرات أولية .
يقول عبدالوهاب الآنسي، أن لديهم طموحاً أن يتطور المستشفى ويسمى "مستشفى التغيير" في المستقبل .