ابو محضار المعبري المدير العام
♣ آنضآمڪْ » : 26/09/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 841 الدَولَہ: : قلعة اليمن
| موضوع: شباب الثورة اليمنية بمصر يدشن فعالياته بندوة لاستشراف مستقبل ثورة التغيير الأربعاء أبريل 13, 2011 3:13 pm | |
|
أقامت اللجنة المنظمة لشباب الثورة اليمنية بمصر، وضمن فعالياتها المختلفة المساندة والداعمة لثورة الشباب اليمني داخل الوطن؛ ندوتها الأولى تحت شعار " الثورة اليمنية قراءة في الواقع واستشراف المستقبل " مساء السبت، في قاعة نايل أكشن بالقاهرة بحضور جمع من الباحثين والباحثات والطلبة والمهتمين وأبناء الجالية اليمنية في القاهرة .
حيث أدار الندوة الباحث محمد عسكر، وتحدث فيها الأستاذ علي الصراري (الكاتب والمحلل السياسي وعضو اللجنة المركزية في الحزب الاشتراكي اليمني) ، والباحث فارس البيل ، والباحث محمد الكمالي، وتوزعت محاورها الثلاثة في أسباب الثورة ودوافعها محوراً أول، والشباب والثورة ..الانطلاقة والدور المرتقب كمحورٍ ثانٍ، وجاء المحور الثالث حول مآلات الثورة ..المجتمع الجديد ومؤسسات الدولة المدنية.
وعن أسباب الثورة ودوافعها تحدث الباحث / محمد الكمالي في الورقة المقدمة للندوة التي أعدها الدكتور / عبد الرحمن الكمالي عن الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة التي أوصلت للمرحلة الثورية التي تشهدها اليمن حالياً،وسرد عدداً من القضايا والأمثلة التي انتهجتها السلطة اليمنية عبر عقود من الزمن بما يشكل إخفاقاً لها في إدارة البلاد وإشغال شعبها بأزمات متلاحقة ،ووضعه في مستويات متدنية من التنمية، والإهمال اللامحدود لمتطلبات الشعب وحاجاته التطويرية ..كما أكد على أن من دوافع الثورة الرغبة الجامحة في التغيير لدى الشعب بما يكفل له حياة آمنة ومستقرة ويعيش حالة من الحرية والعدل والمواطنة المتساوية،ورغبته أيضاً في الخروج من الأزمات المتعددة التي راكمتها السلطة على كتفه عبر سني حكمها، وجاءت هذه الثورة كنتيجة حتمية لمتطلبات التغيير والتخلص من الحكم الفردي المتسلط الذي فشل في إدارة البلاد ولم يقدم لها مشاريع تنهض بالمجتمع واقتصاده، سوى مراكمة الثروة لدية والاهتمام بحاجاته الذاتية ، وسلب من هذا الشعب حقوقه ، وصار الفساد هو العنوان الأبرز في كل مفاصل الحياة اليومية للبلد ، ودمر حاضرها وقضى على تطلعات أبنائها وآمالهم وطموحاتهم .
فيما تحدث الباحث/ فارس البيل في المحور الثاني عن الشباب والثورة مبتدءاً بتعريف الشباب من الناحية العلمية والاجتماعية ، وبين أهم سمات تفكيره وملامحه وصفاته بما ينعكس كحالة متفقة مع دوره الحاصل في القيام بهبات ثورية في أرجاء الوطن العربي..وتصدر الشباب لهذا المشهد الثوري بعد إنسداد الحياة السياسية بين أطراف معادلتها التقليدية من أنظمة ومعارضات ، ولو يعد هذا الأداء السياسي يلبي تطلعات الشعب وحاجاته العصرية..وشبه الباحث قيامهم بذلك بأنه "إنقاذ الحياة "، ثم سرد عدداً من مظاهر هذه الانطلاقة وهذا البعث الشبابي تمثلت في النضج المعرفي والأداء السلمي والعمل الدقيق والمتضامن والحضاري لإحداث التغيير المنشود ؛كظاهرة ثورية فريدة في التأريخ.
ثم تطرق الباحث البيل إلى أهم الأدوار المنوطة بالشباب أثناء الثورات وبعد قيامها ، ومنها التمسك بضرورة حماية الثورات وأهدافها كاملة، ومراقبة مسيرتها حتى لا تبتعد عما هو مرجوٌ منها ،وأكد على أن من أهم واجبات الشباب في المرحلة القادمة مضاعفة جهودهم والانخراط في الحياة السياسية والاجتماعية اليمنية وتشكيل ائتلافات مختلفة لإحداث تغيير كامل يبدأ من السلوك الفردي إلى السلوك المجتمعي وسلوك الدولة في نهضة شاملة تعود بالخير والنفع على الوطن والمواطن ..ومن أهم الواجبات التي ذكرها الباحث أن يحمل الشباب على عاتقة حل أزمة الهوية وضعف الانتماء الوطني وتعميق الولاء والحب لليمن ، والقيام أيضاً بإصلاح السلوك المجتمعي والقبلي بما يحافظ على كل قيم الخير ويقوم من السلوك السلبي للأفراد والمجتمع بدءاً من سلوك الفرد في الشارع وليس انتهاءً بالعادات والظواهر الاجتماعية الكبيرة والمتأصلة فيه،كما أكد على ضرورة خلق آفاق وفرص للتنمية والمشاركة بقوة في هذه المسيرة المنشودة.
أما عن مآلات الثورة ..ومستقبل البلد الجديد فقد تحدث الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ/ على الصراري عضو اللجنة المركزية في الحزب الاشتراكي في محور الندوة الثالث ..كيف أن ما يعتمل اليوم في أرجاء البلد هو ظاهرة حضارية بامتياز،وأن ما يشهده الوطن هذه الأيام من اعتصامات ومسيرات سلمية هو أمر في غاية النقاء والرقي من التفاعل الجماهيري الكبير الذي تشهده اليمن على مدار أكثر من خمسين يوماً في لوحة جمالية ليس لها نظير من التوحد والتآزر والوعي الذي ذابت فيه كل الخلافات والعصبويات وتوحدت فيه كل المشاعر على حقيقة واحدة وهي أن هذا النظام لم يعد له مكان على أرض هذا الوطن الطاهر، وأن شرعيته قد سقطت بخروج هؤلاء جميعاً ولجوئهم إلى الشارع يقودهم الشباب وتتبعهم كل قوى المجتمع وأحزابه ومنظماته، لتقول للفساد لا وللظلم لا وللتمزيق لا وللقتل لا ولحكم الفرد لا ، ولتفضح كل مؤامرات هذا النظام وتفشل دسائسة التي باتت مكشوفة ومفضوحة، ولم يعهد منه الشعب سوى الويل والقهر والنهب والإذلال على مدى عقودٍ ثلاثة.
وأستعرض الصراري مراحل الصراع السياسي مع النظام وكيف أنه لم يكن يأبه لمصلحة الوطن ويقيم لها وزناً عبر مراوغاته وتهربه من مسئولياته الحقيقية تجاه الوطن والشعب ، ووضع البلد والقوى المختلفة فيه وتشكيلاته المجتمعية في أتون صراعات مفتعلة تضمن له الديمومة والبقاء،وأشار إلى دور القوى الفاعلة والمجتمع ودور اللقاء المشترك في مواجهة هذا النظام ونصحه إلا أن كل الطرق أدت إلى هذا الانفجار الجماهيري في الشارع الذي لم يعد يسيطر عليه أحد ولم يعد بمقدور أحد توجيهه لمصلحته ،فقد ثار الشعب على عقود الظلم والنهب المنظم والفشل التنموي والقهر وسلب الحقوق والحريات .
وعن مستقبل الثورة أشار الصراري إلى أن هذه الجموع والقوى التي اتحدت اليوم في قضية واحدة هي قادرة على صنع مستقبل مشرق ومختلف عن ماضٍ سادته الفرقة والشتات ، وأن المستقبل يجب أن يشترك فيه الجميع وتتحد فيه كل القوى والخيرين وتتضافر فيه كل الجهود لتعمل على حل كل الإشكالات والأزمات التي تحاصر الوطن ومنها حل أزمة القضية الجنوبية بالعدل والمساواة وإرجاع الحقوق وحل غيرها الكثير من القضايا والأزمات المعروفة، وإطفاء كثير من الحرائق التي ظلت مشتعلة خدمة لديمومة هذا النظام وضمان بقائه.
وأكد أنه مطمئن وواثق من دور الشباب القادم المتجه بحماس ورؤية ناضجة ومسئولية غير مسبوقة لبناء هذا الوطن ، وليلتحم بقوة في أوساط المجتمع ليحدث التغيير المنشود فيه.
بعد ذلك أتيح المجال للمداخلات المختلفة والمتنوعة من قبل الحاضرين والحاضرات وقد اتسمت هذه المداخلات الكثيرة التي أتيح لعدد كبير إلقاؤها ..بحماس الشباب ورغبتهم الجامحة في بناء وطن جديد قائم على النظام والقانون والمؤسسات الحديثة ..في دولة مدنية يسودها العدل والمواطنة المتساوية تتلاشى فيها الفوارق والامتيازات وتتجه دفتها للتطور والنهوض الشامل، تتخلص من أعباء وتخلف الماضي ..كما وجهت عدد من الأسئلة للمتحدثين في المنصة ، وقد حملت كثير من المداخلات رغبة كبيرة من الشباب المستقل في مستقبل آمن كما أبدت انتقاداًواضحاً لأدوار الأحزاب اليمنية في الساحة أهمها اللقاء المشترك وأدائها الباهت والمتأخر والبعيد عن هموم الشباب ورغباتهم بما لا يلبي طموحاتهم وآمالهم ، ونبهوا لكثير مما يعتبروه قصوراً في أدائها ومخالفاً لرغباتهم في التغيير بحسب تعبيرهم.
واختتمت الندوة بردود موجزة من المتحدثين في الندوة ، ليعقبها "بوفيه مفتوح" أقامته اللجنة المنظمة لشباب الثورة اليمنيةـ مصر؛ للحضور الكبير والمتنوع من الشباب والشابات في الندوة التي راقت لهم ونالت استحسانهم ورضاهم لدرجة عالية بحسب تعبيرهم وعكست نضج وروعة وبهاء الشباب اليمني المتسلح بالعلم والقيم . | |
|