عبدالكريم الشاميdhamarali5@gmail.com
الرئيس إبراهيم والرئيس علي كلاهما تبنى إستراتيجيته بشكل مغاير لكينونة
النظام والدولة في اليمن، فبينما تبنى المرحوم الرئيس اليمني الأسبق مبدأ
نظام دولة المؤسسات والقانون واتخاذ الكفاءة قبل الولاء للتعيين ومحاربة
الفساد وحفظ هيبة الدولة بتحجيم دور القبيلة والمشائخ في "كينونة الدولة" ،
اعتمد الصالح الولاء قبل الكفاءة ودعم كرسيه بمؤسسة القبيلة واحتضان
المشائخ وتقاسم مقدرات اليمن معهم فضعفت دولة المؤسسات الوطنية وطغت
القبيلة ومشائخها على كينونتها فصارت دولة تريد بناء وديمومة الكرسي قبل
الوطن.
يبدو الفرق جليا في اعتقدي فالرئيس الحمدي كان يريد بناء وطنا ولم يأبه
لكرسيه فقدم الشعب واليمن على غريزة السلطة والكرسي فلم يدم طويلا فقد
تكالب عليه المستفدين في دولة القبيلة ودعمهم في ذلك الرجعيات العربية فسقط
ولكن بشرف لا يضاهى فقد بكاه كل اليمنيين ولا زالت ذكراه عبقة حتى الآن.
بينما للأسف الرئيس الصالح دام ثلاثين ونيف من السنين بفضل التقاسم
والإعتماد على مؤسسة القبيلة وأهل الولاء والمصالح فدام الكرسي وترهل الوطن
وطغت دولة القبيلة ومشائخها مع أهل الولاء من الفسدة والمتسلقين
والإنتهازيين على دولة النظام والعدالة والقانون، ولهذا فهو حسب ظني في
الرمق الأخير على إضاعت ملك وتاريخ كان سيخلد لم يصنه بالعدل والمساواة
وترسيخ دولة المؤسسات والقانون بل ظل هو ومعظم اركان نظام الكرسي الحاليين
أو حتى بدعم اولئك الجرذان المتساقطين والذين لبس بعضهم ثوب الطهر بعد
خسارة لمنصب أو مصلحة والآخر كان من أهم اركان النظام الكرسوي واحد دعائمه
والذي كبت في سريرته كما يقال كل المحاولات في السنين الأخيرة من عمر
الكرسي على اضعافه واخراجه رويدا رويدا من مداميك الكرسي واستبدال ال بيت
الكرسي وذوي القربى بدلا عنه وعن غيره من الحرس القديم.
نحن أمام حقبة تاريخية عظيمة من تاريخ اليمن المعاصر فإما التغيير نحو وطن
يسوده النظام والقانون ليس فيه مكان لمصاصي الدماء من الفاسدين
والمتمصلحين والمتساقطين وأرباب نظام أو أن القبيلة فوق الدولة وأصحاب
المشاريع الضيقة فحينها سنفتح بأيدينا بوابة المستقبل المشرق والآمن
لأجيالنا وإذا لم يكن واستبدلنا كرسي بدل كرسي وصاروا إلى اليمن كأنها كعكة
لينال كل منهم نصيبه فالويل لنا ولذا نشد على كل من يشارك ويناصر هذه
الثورة أن يكون تحقيق أهدافها السامية والمتوقعة والمأمولة من الشعب اليمني
هو علامة النصر وليس سقوط النظام فقط، فالمحافظة على نتائج الثورات
وأهدافها أصعب من القيام بها..!
المصدر أونلاين