المصدر أونلاين - خاص
هاجمت قوات الأمن المركزي ومسلحين بلباس مدني المعتصمين في ساحة التغيير
بصنعاء مساء اليوم السبت ما أدى إلى جرح وإصابة المئات. حسبما أفادت مصادر
طبية وشهود عيان.
وفي إحصائية أولية لضحايا الهجوم، قال طبيب في المستشفى الميداني بساحة
التغيير في صنعاء لـ"المصدر أونلاين" إن نحو 15 شخص جرحوا بالرصاص الحي،
بينما أصيب أكثر من ألفين شخص بحالات اختناق وارتعاش في الجسم بسبب استخدام
الأمن للقنابل الغازية والسامة لتفريق المتظاهرين".
وقال شهود عيان إن قتيل على الأقل سقط أثناء عملية الهجوم، إلا أن الطبيب
في المستشفى الميداني أوضح للمصدر أونلاين أنه لا توجد حتى كتابة هذا في
وقت متأخر من مساء السبت إحصائية دقيقة لعدد ضحايا الهجوم وذلك بسبب توزيع
الجرحى والمصابين على عدة مستشفيات أهلية بعدما عجز الأطباء في المستشفى
الميداني عن استقبال جميع الحالات.
وذكر شهود آخرون في أحاديث متفرقة للمصدر أونلاين إن الهجوم على المعتصمين
كان الأعنف من نوعه، وأنهم شاهدوا سقوط قتلى وجرحى برصاص قوات الأمن
المركزي ومن ثم قيام رجال أمن بخطف جثث القتلى وآخرين جرحى على متن سيارات
للشرطة إلى مكان مجهول.
ولم يتسن للمصدر أونلاين التأكد من صحة هذه الرواية.
وبدأ الهجوم على المعتصمين في ساحة التغيير من المدخل الجنوبي للساحة (عند
جولة كنتاكي وجامعة صنعاء القديمة) وذلك حينما حاول مئات من المعتصمين
التوسع بالاتجاه ذاته الذي يؤدي إلى القصر الرئاسي.
وقال شهود عيان لـ"المصدر أونلاين" إن قوات الأمن المركزي تصدت لمحاولات
التوسع مستخدمة الرصاص الحي والقنابل الغازية وكان يدعمها مسلحون بزي مدني
في إطلاق الرصاص الحي نحو المتظاهرين".
واستمر الاعتداء على المعتصمين لعدة ساعات، ثم ظل يسُمع دوي لإطلاق الرصاص
بالقرب من جامعة صنعاء القديمة حتى الساعة الواحدة ونصف بعد منتصف ليل
السبت، ثم عاد الهدوء الحذر، لكن سيارات الإسعاف مستمرة في نقل المزيد من
المصابين والجرحى الذين كان يتم نقلهم فور إصابتهم إلى خيام للمعتصمين في
ساحة التغيير.
وكانت مصادر مطلعة قد ذكرت لـ"المصدر أونلاين" إن مدير مكتب القائد الأعلى
للقوات المسلحة علي صالح الأحمر وزع مساء السبت أسلحة على مجاميع قبلية
يعتقد أنهم يستخدمون كـ"بلطجية" لقمع المتظاهرين.
وذكرت المصادر إن الأحمر شوهد يوزع الأسلحة على القبائل في المدخل الشرقي لدار الرئاسة الذي توافدت إلى هناك تلك المجاميع.
وذكر شهود عيان إن مسلحين اعتلوا بعض أسطح المنازل القريبة من جامعة صنعاء
القديمــة. وهناك مخاوف من القيام بعمليات قنص للمتظاهرين فيما لو حاولوا
التوسع أكثر باتجاه الجامعة القديمة (جنوباً).
في سياق متصل، ناشد شباب الثورة السلمية في اليمن الأمم المتحدة والمنظمات
العربية والدولية "التدخل لوقف المذابح ضد المعتصمين سلميا"
وقال بيان تلقاه المصدر أونلاين مساء السبت إن "الرئيس صالح وأفراد أسرته
ارتكبوا مجزرة جديدة ضد المعتصمين سلميا من شباب الثورة السلمية بميدان
التغيير بصنعاءـ حيث أطلقت عناصر من الحرس الجمهوري وعناصر أمنية بلباس
مدني الرصاص الحي والغازات السامة على المتظاهرين سقط على إثرها المئات من
الجرحى حالات بعضهم خطيرة، فضلاً عن مئات الجرحى الذين سقطوا في مدينة تعز
برصاص قوات الأمن".
وطالب شباب الثورة بمحاكمة الرئيس صالح وأفراد أسرته وكل من وجه بقتل المتظاهرين سلميا بالرصاص الحي والغازات.
مؤكدين أن الحديث عن رحيل آمن للرئيس وأفراد أسرته أصبح صعبا مع تزايد ارتكابه لتلك المجازر.
وقال البيان "إن ما تم ارتكابه ضد الشباب المعتصمين جريمة مخطط لها مسبقا،
حيث تزامنت الجريمة مع إطفاء أنوار الشوارع والبدء بتوجيه الرصاص الحي إلى
صدور المتظاهرين وإطلاق الغازات السامة والقنابل المسيلة للدموع".
صور من المستشفى الميداني بصنعاء لبعض الجرحى والمصابين. حسبما نشرها ناشطون على الفيس بوك: