د.محمدعبدالملك المتوكل أما ارتويتم من دماء مواطنيكم المسفوح؟ أما شبعتم من لحم شعبكم المذبوح؟
ألا يوجد للدين في نفوسكم مكان؟ وللرحمة في قلوبكم متسع؟ وللوطن والمواطن
في ثقافتكم قيمة؟ من الجنوب إلى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب، ومن السهل
إلى الجبل، زرعتم الموت ووسعتم قاعدة الثكالى والأيتام وكأنكم رسل البلاء
المستطير على شعب خضع وخنع وصبر طوال (33) عاماً وهو في كل صباح يأمل ويرجو
حتى ضاق به الحال واعتيه الحيلة ومله الصبر فخرج إلى الساحات ينشد الحرية
ويهتف من وجع: كفى، دعونا. وعفى الله عما سلف.
ورغم صبره وتسامحه ودعوته السلمية كان الرصاص الحي هو جوابكم والغازات هي
هداياكم والتي وزرعتموها من عدن إلى صنعاء ومن تعز إلى حضرموت ومن إب إلى
الضالع ومن البيضاء إلى أبين ومن شبوة إلى مأرب ومن حجة إلى الحديدة ومن إب
إلى صعدة.
أهذا هو ما استحقه الشعب الصابر المتسامح المحتسب؟ حسبنا الله ونعم الوكيل!
تعز يا آخر الضحايا لا تبتئسي فإن الله يمهل ولا يهمل أولئك الأخسرين
أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. رحم
الله شهداء شعبنا وصبر المصابين وأعان ذويهم ولا قوة إلا بالله.
المصدر أونلايـن