المصدر أونلاين - يوسف عجلان
استطاع المعتصمون في ساحة التغيير بصنعاء تجسيد معنى "الثبات" يوم أمس
الجمعة بثباتهم في أماكنهم رغم الأمطار التي هطول أمطار عليهم بعد أقل من
ساعة من أداءهم لصلاة الاستسقاء.
قال القاضي حمود الهتار خطيب الجمعة وهو يشرح كيفية أداء صلاة الاستسقاء
في يوم الجمعة: "تشاورنا مع عدد من العلماء ورأينا أن نقوم بالدعاء في
ركعتي الجمعة بدلاً من صلاة الاستسقاء".
شبان متحمسون خرجوا منذ نحو شهرين إلى ساحة التغيير، وتعهدوا ألا يعودوا
إلى منازلهم إلا بعد تنحي الرئيس علي عبدالله صالح، رفعوا أيديهم إلى
السماء وهم يبتهلون بالدعاء، فهطلت قطرات المطر بعدما انفضوا من الصلاة
بأقل من ساعة.
مزجوا الكلمات بقطرات المطر، ورددوا "ياالله ياالله.. أسقط علي عبدالله"، وغيرها من الدعوات التي هتفوا بها.
لم تردعهم رصاصات الغدر التي انطلقت من بنادق قناصة، وقتلت خيار شباب
الثورة، ولا الغازات "السامة" من الأمن المركزي التي كادت أن تودي بحياتهم،
فكيف إذا كانت مياه الأمطار هي التي أغرقت خيامهم، فهي نعمة الرحمن
واختبار صبر جديد لثباتهم في "جمعة الثبات".
لم يغادروا الساحة، بل زادوها أناقة وجمالاً، فقد تهافتوا في التسابق على
تنظيف المكان الذي يجلسون ويأكلون وينامون فيه، ومع هطول المطر كان المئات
في مختلف مناطق الساحة يستغلون ذلك بتنظيف المكان وغسله.
تسابقوا جميعاً كل منهم يقوم بعمل، فأحضروا أدوات النظافة والصابون،
والبعض الآخر كان يقوم بالتنظيف، بل إن منهم من كان يلتقط القاذورات
المتسخة بمياه المطر بيديه غير آبه باتساخها، لأنه يريد ساحة نظيفة تلمع
بريقاً من جمالها.
في مداخل الساحات يجمع آخرون الأتربة إلى داخل أكياس، ويحملونها أمام مجرى
السيول لتحويلها عن الساحة، حتى لا تتأذى الخيام المجاورة من تلك السيول.