سقوط الأقنعة ..
مع الأسف نحن نعيش في زمنٍ مغلَّف يواري خلفه العجب العجاب .. لم يعد في الكون مخلوقٌ لا يرتدي قناع .. حتى الشجر والحجر والماء والهواء لم يسلمنا الخداع .. كل من على الغبراء يتخفى خلف حقيقةٍ تناقض تلك التي يبديها ..
لا اريد ان اذهب بعيداً في سرد الأمثلة .. فالعملية بسيطة جداً ولا تتطلب مزيداً من الطاقة في البحث . فبمجرد ان تقع يداك على شيئ تأكد انه يخفي حقيقةً تناقض ما يبديه ..
زعماء عرب صخبنا من سماع خطبهم العصماء والتي بطبيعة الحال لا تساوي الحبر الذي كتبت به .. اتدرون لماذا..؟ لأنَّ فيها من الزيف والتكلف بل والكذب مالله بهِ عليم ..
كلامٌ يجافي الحقائق ولا يرتقي إلى مستوى المنطق كي نستصيغه .. فمنذُ ما بعد حرب صيف 1994 ونحن نسمع بما يعرف بالديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر ولا تكادُ تلك الإدعاءات تخلو من خطابات الرئيس ... ثم يوم قرر الشعب ان يقنع نفسه ان هناك هامشٌ من الديمقراطية يمكنه التحرك من خلاله .. قامت الدنيا ولم تقعد فتارةً تطلقُ الرصاص الحي على الصدور العارية .. وتارةً تستسلم الأبصار للعمى نتيجة قنابل مسيلة للدموع ..الآ يكفيه زهاء ثلاثة عقود ونيف من تزوير الحقائق وفي يوم ادرك الشعب الحقيقة لم يتورع الرجل في التسبب لعيون المرابطين بالعمى كي يطيل عمر الزيف ..مجازر ترتكب في تعز واخرى في صنعاء وابين والحبل على الغالب .. ثم يحلم الرجل بمفاوضات للبقاء .. كلا والله لقد اسفر الفجر فلا احلامك سترى النور ولا فجرنا سيحبس .. فلتذهبوا جميعاً إلى الجحيم ..