المصدر أونلاين - خاص حذر مراقبون وسياسيون يمنيون من خطورة مخطط يدبر له نظام الرئيس صالح وبدأ
في تنفيذه لإحلال الفوضى في البلاد في محاولة منه للتمسك بالسلطة وسط
عاصفة ضغوط شعبية تجتاح البلاد للمطالبة برحيله.
ويتجلى هذا المخطط من خلال بدء النظام سحب قواته الأمنية والعسكرية من بعض
المحافظات والمناطق الجنوبية وتسليم إدارتها لجماعات مسلحة بعضها لها صلات
بتنظيم القاعدة.
وأمس الأحد انسحبت قوى الأمن والجيش من منطقة جعار ومديرية خنفر بمحافظة
أبن وتواطأت مع مجموعات مسلحة للاستيلاء على مصنع للذخائر ونهب آليات
عسكرية والتجول بها وسط المدينة بشكل علني ودون أدنى مقاومة أمنية، كما
سمحت لتلك المجاميع المسلحة بالسيطرة على مبنى الإذاعة المحلية في أبين.
وغادر المسلحون اليوم الاثنين مصنع الذخائر الواقع في مدينة الحصن بمديرية
خنفر بعد نهب بعض معداته، وتركه ملغماً، ليتم استدراج السكان المحليين من
ذوي الدخل المحدود إليه صباح الاثنين تحت شائعة أنه مليء بالنحاس الأصفر
باهض الثمن، لكن انفجار هائل وقع أثناء تدافع السكان إلى المصنع ما أسفر
عن مقتل 110 على الأقل وجرح العشرات من المدنيين الأبرياء.
ويتهم سكان محليون ومصادر عدة السلطات بالتواطؤ في هذه العملية رغم أن
محافظ أبين اللواء صالح الزوعري أعلن عن تشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة.
والزوعري هو المحافظ المعين حديثا بعدما كان يشغل منصب نائب وزير الداخلية.
وفي هذا الصدد، قال المعارض السياسي اليمني المقيم في دمشق الشيخ حسين
العجي العواضي في حديث لـ"المصدر أونلاين" إنما وقع في أبين جريمة مدبرة من
النظام ولا تقل بشاعة عن جريمة ساحة التغيير التي راح ضحيتها 52 قتيلاً،
وإن مصنع الذخائر تم تسليمه لمجموعة مسلحة بقرار ثم جلب السكان إليه".
وأضاف "لا يعقل أن يسيطر مسلحون على منشأة بهذه الحساسية وتسحب منها
الحماية الأمنية دون أدنى مقاومة أمنية بل دون وقوع حتى ضربة كف". وأكد إن
غاية النظام من هذه العملية هو تخويف العالم بالإرهاب وتسليط وسائل الإعلام
الأضواء على الجريمـة وعلى من يدعي النظام أنهم إرهابيين بينما هم في
الواقع صنيعته.
وخاطب العجي العواضي الأحزاب والشباب في الساحات قائلاً "النظام يرتكب
الجريمة ويرمي وزرها عليكم ويجب على الجميع أن يقف بشكل صارم في وجه هذه
الممارسات الخطيرة التي يقوم بها النظام".
ودعا الشباب المعتصمين في ساحات التغيير بمختلف المدن اليمنية إلى إقامة
صلاة الغائب على الشهداء الذين سقطوا في أبين اليوم ورفع صورهم وإدانة هذه
الجريمة البشعة التي دبر لها النظام في محاولة منه لخلط الأوراق.
كما دعا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية إلى تشكيل
لجنة تحقيق في هذه الجريمة، وقال "هذه جريمة من جرائم النظام يجب أن لا تمر
بسلام".
من جهته، حمل النائب البرلماني البارز علي حسين عشال السلطة وأجهزتها الأمنية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمــة.
ونقل موقع الصحوة نت عن عشال قوله "إن أجهزة الأمن في محافظة أبين سلمت
مواقعها لجماعات القاعدة ضمن سيناريو جديد للسلطة يستهدف أمن واستقرار
البلاد على حساب بقاءه صالح رئيساً".
وأكد عشال "إن ما يحدث في أبين سيناريو معد مسبقاً بين السلطة وتلك
الجماعات، والذي بدأ بانسحاب مخطط للجيش والأمن من المعسكرات من المحافظة
وتسليمها للقاعدة" لافتا إلى إن المواطنين تمكنوا من إفشال تلك المخططات في
كثير من المديريات باستثناء جعار التي سلمتها السلطة للمسلحين.
وكشف النائب البارز علي عشال عن وجود وثائق تؤكد التنسيق القائم بين
السلطة وتنظيم القاعدة حيث ضبطوا متلبسين أثناء عملية التسليم في مديرية
مودية. مؤكداً إن فزاعة القاعدة التي يستخدمها صالح ستنتهي تماماً من اليمن
برحيله عن السلطة.