المصدر أونلاين ـ تعز ـ تيسير السامعي يرابط الشاب الثلاثيني يونس سيف العامري داخل إحدى الخيام المنتشرة في
ساحة الحرية بمدينة تعز، حيث أحد أكبر الاعتصامات المطالبة بإسقاط نظام
الرئيس علي عبدالله صالح، رغم الظروف الصحية التي يعانيها.
فيونس يحمل في صدره ورم سرطاني سبب له ضعف في القلب، إضافة إلى انه يعانى
من الألم في العمود الفقري وضعف في النظر, لكنه ضرب بنصائح الأطباء الذي
تأمره بالراحة عرض الحائط, وقرر ترك منزله في عزلة الأعمور مديرية حيفان
بمحافظة تعز وانتقل للعيش في خيمة نصبت في ساحة الحرية كتب على بابها
"الشعب يريد إسقاط النظام".
يقول يونس انه في ساحة الحرية منذ الأيام الأولى للثورة، ويبالي
بالمضاعفات الصحية التي قد تحدث له، فهو لا يريد أن يُحرم من شرف المشاركة
في صناعة التغير التي صارت في نظره في حكم الواجب، فهو ليس أفضل من الشباب
الذي ضحوا بأنفسهم في ساحات التغير والحرية وواجهوا بصدورهم العارية الرصاص
الحي التي أطلقها قوات الأمن أو "بلاطجة" النظام.
وأضاف يونس في حديث لـ"المصدر أونلاين" أن "المرض ليس عذراً للتخلف عن
الركب.. الثوري لابد أن يشارك كل شخص فيها، ويكون له بصمة"مضيفاً "كل شخص
يحب.. من أجل أولادنا.. حتى يعيشوا حياة الكريمة في ظل دولة قوية ليس فيها
احتكار لسلطة والثروة.. وأن يحصلوا على تعليم جيد".
ما يتمناه يونس بعد انتصار الثورة ورحيل النظام، تغيير جذري في اليمن,
بقيام دولة مدنية قائمة على التعددية والديمقراطية الحقيقية، وتداول سلمى
لسلطة, وتقسيم عادل لثروة, ويشدد على أن تغيير الأشخاص دون السياسات أمر لا
جدوى منه, إضافة إلى دستور "يكون مفضل على مقاس الشعب ويحقق تطلعاته ليس
دستور مفضل على مقاس الحاكم ويحقق رغباته".
ولأن حالته مليئة بالمعاناة الصحية، فهو يرجوا من الحكومة القادمة أن يكون
من أولوياتها الاهتمام بالمستشفيات وتأهيل الكوادر الطبية، حتى يجد
المواطن اليمنى العلاج متوفر في وطنه، ولا يحتاج إلى البحث عنه في الدول
الأخرى.
وأجرى يونس عملية جراحية في جمهورية مصر لاستئصال ورم سرطانى جوار القلب،
غير أن العملية سببت له ضعف في القلب والألم في العمود الفقري ولا يزال أثر
الورم موجود هو لا يزال تحت العلاج.
ويواجه الرئيس علي عبدالله صالح انتفاضة شعبية عارمة في مختلف مناطق اليمن للمطالبة بإنهاء حكمه المستمر منذ نحو 33 عاماً.