المصدر أونلاين ـ إب ـ مختار الرحبي
وقف الرجل السبعيني أحمد البعداني أمام حشد من شبان يعادلون أعمار أولاده
وأحفاده ليصرخ معهم الهتاف الأكثر رواجاً "الشعب يريد إسقاط النظام".
يأتي أحمد البعداني يومياً إلى ساحة "خليج الحرية" في مدينة إب وسط اليمن
التي تكتظ بآلاف الشبان ليردد معهم هتافات تطالب بإنهاء نظام الرئيس علي
عبدالله صالح المستمر منذ نحو 33 عاماً.
الرجل السبعيني الذي عاصر عهوداً متعددة منذ دولة الملكية وحتى قيام
الجمهورية وتتالي الرؤساء، يتذكر بحسرة عهد الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي
الذي استطاع إحداث إصلاحات ملموسة خلال مدة حكمه الممتدة نحو 3 أعوام قبل
أن يغتال في ظروف غامضة.
قال البعداني وهو يعظ على شفته السفلى متحسراً "لابد ان يرحل (صالح)..
33سنة واحنا صابرين علي الكذب والفساد.. أهلكنا وخلانا نسفر (نرسل) أولادنا
إلى السعودية.. بس يكفي".
صورة الراحل الحمدي تحظى برواج في ساحة خليج الحرية بإب، حيث يعمل بعضهم
على طباعتها وبيعها بأسعار رمزية ويقبل الحاضرون في الساحة على شراءها.
يأتي الأطفال أيضاً إلى الساحة للهتاف أحياناً واللعب غالباً.
تتسع الاعتصامات وتزداد أعداد المنضمين من شرائح مختلفة، يقضون أوقاتهم في الهتافات واستماع الأغاني وإلقاء القصائد والكلمات.
الشاب أمين عبدالوهاب الذي يملك موهبة صياغة الشعر وإنشاده، يقول إنه لم
يعرف مدى قابلية الناس له إلا عندما شارك في الثورة، ويردف: أشارك يومياً
بقصائد وأناشيد ثورية".
ووقعت اشتباكات اليوم الأربعاء بين طلاب مدرسة خالد الثانوية في مدينة إب
بين المناهضين والمؤيدين لنظام صالح ما استدعى حضور عدد من الجنود لفض
العراك الذي استخدمت فيها الأيدي والحجارة.
وكان عدد كبير من طلاب المدرسة قد بدأوا مسيرات يومية منذ بداية الأسبوع
الجاري منددين بمجزرة ارتكبتها قوات الأمن ومسلحين بلباس مدني في ساحة
التغيير بصنعاء وأسفرت عن مقتل 52 شخصاً وإصابة المئات، لكن مدير المدرسة
ومدير المركز التعليمي يحرضون طلاباً آخرين بالاعتداء يومياً على الطلاب
المتظاهرين ورشقهم بالحجارة.
وقد تمكن الطلاب اليوم من الخروج في مسيرة إلى الشوارع واتجهوا بعدها صوب ساحة خليج الحرية.
كما شهدت مدينة إب مسيرة لطالبات المدارس، رددن خلالها شعارات تطالب بإسقاط نظام الرئيس صالح.
وكان مجموعة ممن يوصفون بـ"البلاطجة" وزعوا منشورات تحريضية بان المعتصمين
سيهجمون على مبنى المحافظة ومنازل كبار التجار، في محاولة لبث الفزع في
قلوب الأهالي.