مايغيرني زماني .
♣ آنضآمڪْ » : 14/11/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 482 الدَولَہ: : اليمن
| موضوع: صلاحية علي عبد الله صالح شارفت على الإنتهاء ! الجمعة مارس 11, 2011 6:56 am | |
| صهيب الحسن/كاتب من غزة
الثورة التونسية كانت سلمية بامتياز سرعان ما انتقلت عدواها إلى الشعوب العربية حيث تلقفتها الأذرع السلمية المصرية التي عملت على تطويرها بما يتناسب مع خصائص المجتمع المصري، ثم انتقلت العدوى إلى البلدان العربية التي تغلي نتيجة الظلم والقمع والتشبث بالزعامة حتى آخر رمق سيما ما يحصل في ليبيا واليمن.
بدأت الثورة السلمية الليبية بطريقة حاولت محاكاة ما جرى في تونس ومصر، لكن طبيعة تكوين المجتمع الليبي التي تتقاطع بالمناسبة مع طبيعة تكوين المجتمع اليمني وما يسمى ب" القبلية " أخذت منحنى آخر جعلت هذا المجتمع يلجأ إلى السلاح كوسيلة مشروعة للدفاع عن نفسه والقتال ليس ضد الإستعمار هذه المرة بل ضد الإستبداد السلطوي للزعماء العرب.
ولأن لكل شئ سقف زمني تنتهي صلاحيته للإستخدام، فإن للزعامة العربية أضًا تاريخ إنتهاء، ومن قراءة لما يجري في اليمين نستطيع استشفاف تصور يتكهن بمستقبل هذا البلد العظيم العامر بأهله الكرام ربما يكون على النحو التالي :
- لقد استنفذ الرئيس علي عبد الله صالح كافة أوراقه بشكل مبكر، والسبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى تسارع الثورات المتلاحقة دون أخذ فرصة لإلتقاط النفس في العالم العربي، ودون أن يستقي الدروس والعبر الواضحات منها بشكل حموري قام بتعرية هذا الرئيس من نفسه.
- إن ملاهي عبد الله صالح التي يلوح بها صباح مساء حول الإنقسام والحرب الأهلية والقاعدة والإرهاب والأجندات الخارجية تؤكد بما لا يدع مجال للشك أنها محاولات بائسة تعبر عن انهيار مماثل لما حصل مع زين العابدين وحسني مبارك ومعمر القذافي، وإذا كان علي عبد الله صالح يريد نقل صورة مضادة لما جرى ويجري في تلك الدولة، فحري به أن ينحى طريق مغاير لما تم استخدامه في الأنظمة التي ثارت عليها شعوبها.
- أثبت الشعب اليمني أنه شعب عريق متحضر حين قام بتلقف الاعتصامات السلمية ثم العمل على تطويرها والتكيف مع الظروف السيئة التي يحاول النظام الزج من خلالها بالبلطجية المسلحة، لكن على الرغم من ذلك استطاع المعتصمون تجاوز هذه المعضلة من خلال ابتكار وسائل جديدة لم تعهدها بقية الشعوب العربية بشكل أكثر تنظيمًا وترتيبًا، فالشباب يتصدرون وسائل الإعلام سيما القائمين على هذه الثورة على الشاشة وفي الميدان.
في تصوري الشخصي أن ثورة اليمن لن يشرق نجاحهها بالتزامن مع ثورة ليبيا، فالشعوب تترقب ما يجري هناك بهلف وشوق كبير على أمل أن تفضي الإشتباكات الجارية هناك إلى إنتصار الثوار على الطاغية زعيم الطغاة العرب معمر القذافي .
هذا الإنتصار سيمهد الطريق أمام علي عبد الله صالح لخوض معركته التي - كما يبدو - أنه لا يستفيد من التجارب الأخرى، بل يمارس التقليد بحمورية مطلقة وبطريقة تقليدية على ذات النسق الذي سار عليه الزعماء المخلوعين من قبله.
أعتقد أن الثورة اليمنية ستجمع كافة الوسائل التي انتهجتها بقية الشعوب الثائرة، بما فيها الخيار المسلح .. ولكن !!
الحديث عن ثورة مسلحة في اليمن الشقيق سيترتب عليها انعكاسات خطيرة لابد أن يدركها كافة العقلاء في اليمن، وفي كل الأحوال المستقيد الأوحد من هذه الانعكاسات السلبية هو النظام الذي كرس لمظاهر الفساد والقمع طوال عقود، فلن يضيره المزيد من هذه الانقسامات، بل سيكون مسرورًا بها وشامتًا أيضًا.
على سبيل المثال الحديث عن الانقسام هو أمر وارد الحدوث لأن له خلفيات تاريخية و مذهبية، ولا ننسى أن اليمن يجلس على بركان إنفصالي مرشح للإنفجار في أي وقت !
ناهيك عن الأجندة الحوثية التي عبرت عن نفسها بدموية كبيرة في الأعوام المنصرمة !
المعركة القادمة في اليمن هي أشد صعوبة مما جرى في تونس ومصر وتونس، نأمل أن يكون تجمع اللقاء المشترك للأحزاب اليمنية يدرك أبعاد هذه الثورة ومراميها بحيث يتجاوز هذه الكوارث التاريخية والمذهبية.
| |
|