المصدر أونلاين - العربية نت
قال العميد عبدالله الجداوي مدير عام الدفاع المدني في جدة، الخميس
27-1-2011، إن القوات المسلحة وحرس الحدود يشاركان في أكبر عملية إنقاذ
تشهدها المملكة لانتشال العالقين بسبب سيول جدة, وأفاد الجداوي بأنه تم
إنقاذ ألف وخمسمئة شخص حتى الآن.
وكان قائد طيران الدفاع المدني في السعودية اللواء طيار محمد الحربي قد
أكد في ساعة مبكرة من فجر الخميس أن جهود طيران الدفاع المدني في محافظة
جدة أثمرت عن إنقاذ أربعمئة وأربعين شخصاً من السيول، متوقعاً أن يرتفع
العدد إلى 500 شخص مع ساعات الصباح الأولى من اليوم.
الدفاع المدني يتعامل لأول مرة مع أعداد كبيرة من المتضررين وأشار إلى أن الدفاع المدني لم يسبق له إنقاذ مثل هذه الأعداد الكبيرة,
مؤكداً أن الحركة كانت صعبة في الطرق، وكانت الوسيلة للتعامل مع مثل هذه
الحالات هي عن طريق الجو.
ولفت اللواء الحربي إلى أن الحالات التي تم انتشالها توزعت في مواقع كثيرة من مدينة جدة والطرق المحيطة بها.
وكانت محافظة جدة وضواحيها قد تعرضت إلى أمطار غزيرة تسببت في فيضانات
وسيول، ما أدى إلى خسائر في الممتلكات من سيارات ومنازل لم يُعرف حجمها
بعد.
ودعت مديرية الدفاع المدني السعودي الى عدم عبور المناطق المغمورة بالمياه، وذلك وسط توقعات بهطول المزيد من الأمطار اليوم.
مركز ترفيهي يتحول لمركز إيواء و"تويتر" مركز تحكم بادر مشرفون على مقهى شبابي وسط جدة لاستقبال المحتجزين بفعل الأمطار في
مركزهم، ليتحول إلى مركز إيواء للعالقين، فيما قام مواطنون بنشر أرقام
هواتفهم في موقع التواصل الاجتماعي "twitter" ليستضيفوا المتضررين في
بيوتهم، في ساعات مبكرة من الخميس 27-1-2011.
وديع بوشة منسق النادي الكائن في وسط جدة قال إنهم تفاعلوا مع حالة
العالقين في المناطق المحيطة بهم، حيث غرق كوبري الملك عبدالله بالكامل،
وأصبح من واجبهم التعامل مع الموقف.
وقال إن المشهد كان مزعجاً بالنسبة له، حيث أن عدداً من العائلات كانت
محتجزة في سياراتها، بالإضافة إلى أن البعض استسلم للوضع وآثر النوم في
سيارته، مما دفعهم لدعوة العائلات أولاً والمواطنين في المناطق المحيطة إلى
مركزهم.
وخصص القائمون على المركز والمكون من دوربن الدور العلوي للعائلات، والدور
الأرضي للرجال، وأرسلوا بطلب كميات من الأغذية والأشربة إلى الموقع لتغطية
حاجات المتضررين حتى اليوم التالي.
ونشرت عدة عائلات أرقام التواصل معها على موقع التواصل الاجتماعي
"twitter" لتستضيف العالقين من المواطنين في المناطق المحيطة بهم، فيما
تداول المدونون على "twitter" أخبار المواقع بالصور والفيديو.
منسوب المياه يصل لـ114 مليمتراً وكان الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، قد ذكر في وقت سابق أن
شبكة تصريف مياه الأمطار ليست متوفرة إلا في 10% فقط من مدينة جدة.
وأعرب الفيصل عن أسفه لأن هناك كثير من الأماكن لا تزال فيها المياه
بكثرة، مبيناً "أن كمية الأمطار التي هطلت على مدينة جدة كانت كبيرة جداً
بكل المقاييس، حيث وصل منسوب المياه لحوالي 114 مليمتراً وهذه كمية كبيرة
جداً".
وقال إن ذلك يعود إلى أن شبكة تصريف مياه الأمطار ليست متوفرة إلا في 10
في المئة فقط من مدينة جدة، وباقي جدة ليس فيها شبكة تصريف مياه، بحسب
وكالة الأنباء السعودية.
وأوضح أنه بالنسبة للسيول حتى الآن لم تقام السدود التي طلب إقامتها وأن
هناك تأخيراً في المشاريع التي كان من الواجب أن تكون بدأت منذ أشهر،
مبيناً أن ذلك ليس تبريراً لما يحدث في شوارع جده والاضطراب الذي يحدث
عندما تسقط الأمطار، وتعثر حركة السير وتوقف السيارات ودخول المياه
للمساكن.
الملك يطالب بتقرير عن المقصرين وقال الفيصل إن القيادة السعودية على اتصال مستمر به وبالمسؤولين في
الوزارات المعنية عن هذه المنطقة لمتابعة أحوال المواطنين، كما أنهم أبدوا
أسفهم الكبير على ما يحدث في جدة عندما تسقط الأمطار بهذه الكثافة.
وعبر الفيصل عن تقديره واعتزازه برجال الدفاع المدني ورجال الشرطة ورجال
المرور الذين لم يوفروا جهداً في خدمة المواطنين، وكانوا في المطر وفي كل
مكان يقدمون خدماتهم للمواطنين.
وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجّه أوامره لوزير
المالية بإرسال تعزيزات لإغاثة جدة بعد السيول الجارفة الناتجة عن السيول،
كما طلب تقريراً عن المقصّرين والمتلكئين عن تنفيذ أوامر سامية لوضع خطط
لإغاثة جدة في حال الفيضانات.