موضوع: من أسرار اللغة العربية الأحد يناير 02, 2011 12:13 pm
من أسرار اللغة العربية كرّم الله تعالى اللغة العربية وفضّلها على سائر لغات أهل الأرض، فهي لغة أهل الجنّة ، وبها انزل القرآن الكريم آخر الكتب السّماوية معجزاً في بلاغته وفصاحته ، بل تحدّى الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثله في الفصاحة والبيان والبلاغة ، وقد ظهر في رجال العرب من اشتهر بالخطابة والبيان والإيجاز الّلغوي . ولو عدنا إلى معاجم اللّغة الّتي تحوي في متونها أسرار بلاغة الّلغة العربية لأدركنا مدى ما وصل إليه أجدادنا العرب في إدراك الفروق الدّقيقة بين المعاني ، والتّفريق بينها عن طريق المترادفات . ففي الدّلالة على الرّؤية بالعين استعملوا ألفاظاً متعدّدة قد تبدو متشابهة في معانيها العامة إلاّ أنّها تختلف في مدلولاتها الدّقيقة في التّعبير عن جانب من جوانب الإبصار بالعين ، ومن هذه الألفاظ: 1-رأى: وتعني النظر بالعين أو بالعقل ، ومنها المرآة وهي الآلة التي الـمَرْآةُ ، بالفتـح علـى مَفْعَلَةٍ : المَنْظَر الحسَنَ ؛ يقال : امرأَةٌ حَسَنَةُ المَرْآةِ و المَرْآى، وفلان حسنٌ فـي مَرْآةِ العَين أَي فـي النَّظَرِ ، يقال: رجل حَسنُ المَرْأَى والمَرْآةِ ، حسن في مَرْآةِ العين ، وهي مَفْعَلة من الرؤية . 2-رمقَ الشّيْءَ رمْقاً : أي لَحَظَهُ لحْظاً خفيفاً ، أو أطال النّظر إليه ، رمَقه يَرْمُقه رَمْقاً و رامَقَه :نظر إِلـيه . و رمقْتُه ببصري و رامَقْتُه أَتْبَعْتَه بصَرك تتعهَّده وتنظر إلـيه وتَرقُبه . و رمَّقَ تَرْمِيقاً أَدامَ النظر . 3-لحظ الشّيْءَ لحْظاً :نظر إليه بمؤخّر عينه ، وقيل الّلحظة النظرة من جانب الأذن ، وقال الأزهري الّلحاظ مؤخّر العين ما يلي الصُّدغ ، ولحظ : لَحظَه يَلْحَظُه لَحْظاً و لَحَظاناً ؛ ولَحَظَ إِليه : نظره بمؤخِرِ عينِه من أَي جانبـيه كان ، يميناً أَو شمالاً ، وهو أَشدّ التفاتاً من الشزْر ؛ قال : لَحَظْناهُمُ حتى كأَن عُيونَنا ... بها لَقْوةٌ من شِدَّةِ اللَّحَظانِ وقيل : اللحْظة النظْرة من جانب الأُذن ؛ ومنه قول الشاعر : فلمَّا تَلَتْه الخيلُ، وهو مُثابِرٌ ... علـى الرَّكْبِ، يُخْفـي نَظرةً ويُعيدُها المُلاحَظةُ ؛ الأَزهري : هو أَن يَنْظُر الرجل بلَحاظ عينه إِلى الشيء شَزْراً ، وهو شِقُّ العين الذي يلـي الصدغ . ومنها استعير اللفظ للدلالة على العبارة التي يجب أن يوليها القارئ أهمية خاصة بالنظر إليها والتدقيق فيها . 4-رمَّقَ ترميقاً : أطال وأدام النّظر إليه . 5-رنا رنوّاً : أدام النّظر إليه بسكون الطّرف . 6-حدّق تحديقاً إليه : حدّد النّظر إليه ، والتّحديق شدّة النّظر بالحدقة ، وحدّق النّظر في : نظر بإمعان إلى . 7-حدّج تحديجاً ببصره : يقال : حدّجه ببصره إذا أحدّ النّظر إليه . وحدَجَه ببصره وحَدَج إليه إذا رماه به . وروي عن ابن مسعود قال : حدّث القوم ما حدَجوك بأبصارهم (أي ما أحدّوا النّظر إليك) فإذا رأيتهم قد ملّوا فدعهم . حَدَجَهُ ببصره يَحْدِجُهُ حَدْجاً و حُدُوجاً ،و حَدَّجَهُ : نظر إليه نظراً يرتاب به الآخرُ ويستنكره ؛ وقـيل: هو شدَّة النظر وحِدَّته . يقال : حَدَّجَهُ ببصره إِذا أَحَدَّ النظر إلـيه ؛ وقـيل : حَدَجَه ببصره و حَدَجَ إليه رماه به . وروي عن ابن مسعود أَنه قال : حَدِّثِ القومَ ما حَدَجُوك بأَبصارهم أَي ما أَحَدُّوا النظر إليك ؛ يعني ما داموا مقبلين عليك نشيطين لسماع حديثك ، يشتهون حديثك ويرمون بأَبصاره . 8- نظرَ إليه نظَراً : أبصره وتأمّله بعينه ، والنّظر : البصر والبصيرة ، و الـمَنْظَرُ و الـمَنْظَرَةُ : ما نظرت إِلـيه فأَعجبك أَو ساءك ، وفـي التهذيب : الـمَنْظَرَةُ مَنْظَرُ الرجل إِذا نظرت إِلـيه فأَعجبك ، وامرأَة حَسَنَةُ الـمَنْظَرِ و الـمَنْظَرة أَيضا ً ويقال : إِنه لذو مَنْظَرَةٍ بلا مَخْبَرَةٍ . و الـمَنْظَرُ : الشيء الذي يعجب الناظر إِذا نظر إِلـيه ويَسُرُّه ، ومن أخذ النّاظور : وهو الآلة التي ينظر بها إلى الشيء البعيد ، أو(النظّارة) وهي التي يستعان بها في القراءة . 9- لمَحَ لَمْحاً : أبصر بنظرٍ خفيفٍ ، أو اختلس النّظر إليه ، ولمح الشيء بالبصر : صوّب بصره إليه ، وقرأ الفرّاء قوله تعالى(كلمحٍ بالبصر) قال : كخطفةٍ بالبصر ،. 10- أبصرَ الشّيْءَ : رآه ونظر إليه بعينه ، وباصرته إذا أشرفت تنظر إليه من بعيد ، بصر : ابن الأَثـير : فـي أَسماء الله تعالـى البَصِيرُ ، هو الذي يشاهد الأَشياء كلها ظاهرها وخافـيها بغير جارحة ، و البَصَرُ عبارة فـي حقه عن الصفة التي ينكشف بها كمالُ نعوت المُبْصَراتِ . الليث : البَصَرُ العَيْنُ إِلاَّ أَنه مذكر ، وقـيل : البَصَرُ حاسة الرؤْية . وحكاه اللّحياني بَصِرَ به ، بكسر الصاد ، أَي أَبْصَرَهُ . و أَبْصَرْتُ الشيءَ : رأَيته . و باصَرَه : نظر معه إِلـى شيء أَيُهما يُبْصِرُه قبل صاحبه . و باصَرَه أَيضاً : أَبْصَرَهُ ؛ قال سُكَيْنُ بنُ نَصْرَةَ البَجَلي : فَبِتُّ عَلـى رَحْلِـي وباتَ مَكانَهُ أُراقبُ رِدْفِـي تارَةً ، وأُباصِرُه . الجوهري : باصَرْتَه إِذا أَشْرَفتَ تنظر إِليه من بعيد و تَبَاصَرَ القومُ : أَبْصَرَ بعضهم بعضاً . ابن الأَعرابي : أَبْصَرَ الرجلُ إِذا خرج من الكفر إِلى بصيرة الإِيمان ؛ قال : بصائرها إِسلامها وإِن لم تبصر فـي كفرها . وقوله تعالى : {وآتـينا ثمودَ الناقةَ مُبْصِرَة} ؛ قال الفرّاء : جعل الفعلَ لها ، ومعنى مُبْصِرَة مضيئة ، كما قال عزّ من قائل : {والنهارَ مُبْصِراً} ؛ أَي مضيئاً . وقال أَبو إِسحق : معنى مُبْصِرَة تُبَصِّرُهم أَي تُبَيِّنُ لهم ، ومن قرأَ مُبْصِرَةً فالمعنى بَيِّنَة . 11- عشا عَشْواً : ساء بصره بالّليل والنّهار ، أو أبصر بالنّهار ولم يبصر بالّليل ، وقـيل : العَشا يكونُ سُوءَ البَصَرِ من غير عَمىً ، ويكونُ الذي لا يُبْصِرُ باللَّـيْلِ ويُبْصِرُ بالنَّهارِ، وقد عَشا يَعْشُو عَشْواً ، وهو أَدْنَى بَصَرِه ، ومنه قوله تعالـى : {ومَن يَعْشُ عن ذكْرِ الرَّحمن نُقَـيِّضْ له شيطاناً فهو له قَرينٌ} ، قال الفراء : معناه من يُعْرضْ عن ذكر الرحمن ،قال : ومن قرأَ : {ومَنْ يَعْشُ عن ذكر الرحمن} فمعناه مَنْ يَعْمَ عنه ، وقال القُتيبي : معنى قوله : {ومَنْ يَعْشُ عن ذكر الرحمن} أَي يُظْلِـمْ بَصَرُه ، وخَبْطَ عَشْواء : أي لـم يَتَعَمَّدْه . وفلانٌ خابطٌ خَبْطَ عَشْواء ، وأَصْلُه من الناقةِ العَشْواء لأَنها لا تُبْصِر ما أَمامَها فهي تَخْبِطُ بِيَدَيْها ، وذلك أَنها تَرْفَعُ رأْسَها فلا تَتَعَهَّدُ مَواضِعَ أَخْفافِها ؛ قال زهير: رأَيْتُ المَنايَا خَبْطَ عَشْواءَ، مَنْ تُصِبْ ... تُمِتْهُ، ومَنْ تُـخْطِئْ يُعَمَّرْ فَـيَهْرَمِ 12- غمَزَه بالعين أو الجَفن أو الحاجب : أشار إليه بها ، وقد فسر الغمز في بعض الأَحاديث بالإِشارة كالرَّمْزِ بالعين والحاجب واليد .