محمد احمد الكامل .
♣ آنضآمڪْ » : 09/12/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 629 الدَولَہ: : الضالع
| موضوع: الاستفهام في القرآن الكريم الأحد يناير 02, 2011 12:10 pm | |
| الاستفهام في القرآن الكريم الاستفهام : لغة مصدر استفهم , وهو طلب الفهم,فهم الشيء بالكسر فَهْما و فَهَامةً أي علمه وفلان فَهِمٌ و اسْتَفْهَمَهُ الشيء فَافْهَمَهُ و فَهَّمَهُ تفهِيما و تَفَهَّمَ الكلام فهمه شيئا بعد شيء , وغرضه طلب الإفهام لأمر يتعلق بشخص أو شيء ما والعلم به . وأسلوب الاستفهام هو أسلوب لغوي من أساليب السؤال , يهدف إلى طلب الإفهام تصورًا أو تصديقًا , وقد ضمنه النحويون في الإنشاء الطلبي . وقسمه النحويون إلى نوعين : 1. الاستفهام الحقيقي : يقصد به صاحبه معرفة ما يجهله . 2. الاستفهام المجازي : يعلم فيه صاحبه جوابه ولكنه يقصد معنى آخر يفهم من السياق بعد التأمل في النّص . وأطلق عليه بعض النحويين الاستخبار . قال ابن فارس : الاستخبار : طلب خبر ما ليس عند المُسْتَخْبِر ، وهو الاستفهام وذكر ناس أن بين الاستخبار والاستفهام أدنى فرق : قالوا : وذلك أن أولى الحالين الاستخبار، لأنك تستخبر فتُجاب بشيء ، فربما فهمتَهُ ، وربما لم تفهمه ، فإذا سألت ثانية فأنت مُسْتفهم ، تقول : أفهمني ما قُلتَه لي . قالوا : والدليل على ذلك أن البارئ ـ جل ثناؤه ـ يوصف بالخُبْر ولا يوصف بالفهم . وكما يمكن تقسيم الاستفهام من حيث الإثبات والنفي إلى قسمين : الاستفهام المثبت , والاستفهام المنفي , ولا فرق بين النوعين ، إلا أن الأول يخلو من أحرف النفي ، والثاني يكون منفيا , مثال الأول قوله تعالى : " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ" , ومثال الثاني قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى". وللاستفهام أدوات يتحقق بها الغرض من طلب الإفهام,وهذه الأدوات إما أن تكون حروفًا أو أسماءً . فأما الحروف ,فهي حرفان: 1. الهمزة, كقوله تعالى:" أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ". 2.هل, كقوله تعالى:" هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَانِ". وأسماء الاستفهام إما مبنية أو معربة , فالمبنية هي : 1. ما,مثال قوله تعالى:" مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ". 2.مَن, كما يقول الله تعالى:" مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ". 3.متى,كما في قوله تعالى:" وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ". 4.أين, مثل قوله تعالى:" أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ" 5.كم,كما في قول الله تعالى:" وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا". 6.كيف. يقول الله تعالى:" كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ". 7.أيان: كما يقول الله تعالى:" أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ". 8.أنىّ, في قول الله تعالى:" أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ" والمعربة وهي أسم واحد وهو : 1.أيّ,كما في قول الله تعالى:" فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ". وأما استعمالات أدوات الاستفهام فهي : 1.الهمزة: تأتي لطلب التصور والتصديق، بينما "هل" تأتي للتصوُّر خاصة. ومن خواص الهمزة أنها تدخل على حروف أخرى مثل : 1.الواو, كما في قول الله تعالى : " أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ" 2.الفاء:,كما في قول الله تعالى : " أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ" 3.ثم: كما في قول الله تعالى : " أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ" 4.لم: وعند دخولها على حرف"لم"فأنها تفيد معنيين , أولها : التنبيه والتذكير كما في قوله تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ", والثاني : التعجب من الأمر العظيم ، كما في قوله تعالى : " أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً". 5.وتدخل على "ليس",كما في قوله تعالى:" أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ" , وهنا تفيد التقرير بما بعد النفي , وتستلزم الجواب إلا أنه في هذا السياق محذوف وتقديره : "بلى وأنا على ذلك من الشاهدين". كما وأنها قد تدخل على الفعل , وخاصة "رأيت", وحينها تنقل معنى الرؤية من العين أو القلب إلى معنى " أخبرني"، ومنه قوله تعالى : " أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ". هل : يطلب به معرفة مضمون الجملة ، لأن السائل يجهل العلم به , قال الزركشي في كتابه "البرهان في علوم القرآن" : " ولا يكون المستفهم معها إلا فيما لا ظن له فيه ألبتة ؛ بخلاف الهمزة ، فإنه لا بدّ أن يكون معه إثبات . فإذا قلت : أعندك زيد ؟ فقد هجس في نفسك أنه عنده فأردت أن تستثبته ؛ بخلاف "هل". حكاه ابن الدّهان. و"هل" قد تأتي في النص ولها معاني : 1. بمعنى "قد"، كقوله تعالى: "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ" 2. بمعنى "ما" كقوله:"هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ", 3.وبمعنى "ألا" كقوله:"هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً", 4.وبمعنى الأمر، نحو: "فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ", 5.وبمعنى السؤال: "هَلْ مِن مَّزِيدٍ". 6.وبمعنى التمنّي:"هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ", 7.وبمعنى "ادعوك"، نحو: "هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ". أسماء الاستفهام المبنية : 1."ما" : اسم استفهام مبني على السكون لغير العاقل , بمعنى "أيّ شيء"، ولها صدر الكلام كالشرطية , وقد جوّز بعض النحويين أن يسأل بها عن أعيان من يعقل أيضاً . ومن أمثلة استعمالها لغير العاقل : " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰمُوسَىٰ". والذين قالوا باستعمالها للعاقل استدلوا بقول الله تعالى : " وَمَا رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ", ورد عليهم الزركشي : إنما هو سؤال عن الصفة؛ لأن الربّ هو المالك والمِلْك صفة، ولهذا أجابه موسى عليه السلام بالصفات . ويحتمل أن "ما" سؤال عن ماهيّة الشيء، ولا يمكن ذلك في حق الله تعالى، فأجابه موسى تنبيهاً على صواب السؤال ".اهـ و"ما" تستعمل فقط لغير العاقل والدليل قول الله تعالى : " إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ", فلو َكانت "ما" للعاقل لدخل عيسى عليه السلام في جملة الذين يعبدون من دون الله, وأما قول الله تعالى : " وَمَا رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ", فهي على لسان فرعون وانطلاقًا من عقيدته الفاسدة فهم كانوا يعبدون الشمس_رع_ والقمر والجبل والبحر وغيره من غير العاقل , فتوهم فرعون أن رب العالمين من نوعها , ولهذا جاء جواب سيدنا موسى عليه السلام : "قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ", وكذلك جوابه : " قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ", فنفى أن يكون رب لعالمين واحدًا مما كانوا يعبدون , فرب العالمين عالم حيّ قيوم . و"ما" يمكن أن تقرن بـ" ذا ", نحو قوله تعالى : " وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ". 2."من" : اسم استفهام للعاقل ، مبني على السكون , وتحمل معنى النفي , نحو قوله تعالى : " وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ" , أي لا يغفر الذنوب إلا الله . وهناك من أثبت اقترانها بالواو, ولكن قول الله تعالى : " مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ" , تنفي ذلك. كما ويمكن أن يدخل على "ما" أحد حروف الجر : "عن ,من,في,الباء واللام" : *"عن": كما في قول الله تعالى:" عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ" *"في":كما في قول الله تعالى:" قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ"," فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا" *"اللام": كما في قول الله:" لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ" *"الباء": في قوله الله تعالى:" فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ". *"من": في قول الله تعالى:" فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ". 3."متى": اسم استفهام مبني على السكون يفيد الظرفية الزمانية المطلقة ,أي أنه غير محدد الزمن. ومنه قوله تعالى :" مَتَى هَـذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ". ونحو قول الله تعالى:" مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ". 4."أين" : اسم استفهام مني على الفتح يدل على المكان. ومنه قول الله تعالى:" أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ". 5."أيان" : اسم استفهام للزمان المستقبل ، مبني على الفتح , وتأتي في الاستفهام عن الشيء المعظَّم أمره (موضع تفخيم) . نحو قوله تعالى : " أَيَّانَ مُرْسَاهَا", لعظيم يوم القيامة , وكقوله تعالى : " أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ" | |
|