محمد احمد الكامل .
♣ آنضآمڪْ » : 09/12/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 629 الدَولَہ: : الضالع
| موضوع: أقوال فيها مخطئون الأحد يناير 02, 2011 12:04 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أقوال فيها مخطئون ! - قالوا وأخطأوا
المرجع: - درة الغواص في أوهام الخواص- . تأليف : "الحريري"
يقولون زيد أفضل اخوته:- فيخطئون فيه لأن افعل الذي لا للتفضيل لا يضاف إلا إلى ما هو داخل فيه ومنزل منزلة الجزء منه وزيد غير داخل في جملة اخوته ألا ترى أنه لو قال لك قائل من اخوة زيد لعددتهم دونه فلما خرج عن أن يكون داخلاً فيهم امتنع أن يقال زيد أفضل اخوته كما لا يقال زيد أفضل النساء لتميزه من جنسهن وخروجه عن أن يعد في جملتهن وتصحيح هذا الكلام أن يقال زيد أفضل الاخوة أو أفضل بني أبيه لأنه حينئذٍ يدخل في الجملة التي أضيف إليها بدلالة أنه لو قيل لك من الاخوة أو من بنو أبيه لعددته فيهم وأدخلته معهم -ويقولون لمن يأخذ الشيء بقوة وغلظة قد تغشرم وهو متغشرم- والصواب أن يقال تغشمر فبه وهو متغشمر بتقديم الميم على الراء كما قال الراجز
أن لها لسائقا عشنـزرا إذا ونين ساعة تغشمرا
ويروى أن لها لسائقاً عشوزرا وكلاهما بمعنى الشديد ومن كلام العرب قد تغشمر السيل إذا أقبل بشدة وجرى بحدة .
ويقولون للمتتابع فيه متواتر: فيوهمون فيه - لأن العرب تقول جاءت الخيل متتابعة إذا جاء بعضها في إثر بعض بلا فصلٍ وجاءت متواترة إذا تلاحقت وبينها فصل وجاءت متواترة إذا تلاحقت وبينها فصل ومنه قولهم فعله تاراتٍ أي حالاً بعد حال وشيئاً بعد شئ وجاء في الأثر أن الصحابة لما اختلفوا في الموؤدة قال لهم علي رضي الله عنه أنها لا تكون موؤدة حتى تأتي عليها التارات السبع فقال له عمر رضي الله عنه صدقت أطال الله بقاءك وكان أول من نطق بهذا الدعاء وأراد علي رضي الله عنه بالتارات السبع طبقات الخلق السبع المبينة في قوله تعالى: "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما ًفكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر" فعنى سبحانه وتعالى ولادته حياً فأشار علي رضي الله عنه إلى أنه إذا استهل بعد الولادة ثم دفن فقد وئد وقصد بذلك أن يدفع قول من توهم أن الحامل إذا أسقطت جنينها بعد التداوي فقد وأدته ومما يؤيد ما ذكرنا من معنى التواتر قوله تعالى: "ثم أرسلنا رسلنا تترى" ومعلوم ما بين كل رسولين من الفترة وتراخي المدة وروى عبد الخير قال قلت لعلي رضي الله عنه أن علي أياماً من شهر رمضان أفيجوز أن أقضيها متفرقة قال اقضها إن شئت متتابعة وإن شئت تترى قال فقلت أن بعضهم قال لا تجزئ عنك إلا متتابعة قال بلى تجزئ تترى لأنه قال عز وجل: "فعدة من أيام أخر " ولو أرادها متتابعة لبين التتابع كما قال سبحانه: "فصيام شهرين متتابعين" ،وعند أهل العربية أن أصل تترى وترى فقلبت الواو تاء كما قلبت في تخمة وتهمة وتجاه لكون أصولهما من الوخامة والوهم والوجه ،ويجوز أن ينون تترى كما تنون أرطىً وأن لا تنون مثل سكرى وقد قرئ بهما جميعاً وحكى أبو بكر الصولي قال: كتب أحد الأدباء إلى صديق له وقد أبطأ جوابه عنه كتبت إليك فما أجبت وتابعت فاواترت وأضبرت فما أفردت وجمعت فاوحدت، فكتب إليه صديقه الجفاء مستمر على الأزمان أحسن من بعض الخطاب للإخوان .
ويقولون أزف وقت الصلاة: اشارة إلى تضايقه ومشارفة تصرمه- فيحرفونه عن موضعه ويعكسون حقيقة المعنى في وضعه لأن العرب تقول أزف الشئ بمعنى دنا واقترب لا بمعنى حضر ووقع يدل على ذلك أن الله سبحانه وتعالى سمى الساعة آزفة وهي منتظرة لا حاضرة ،وقال عز وجل فيها: "أزفت الآزفة" أي دنا ميقاتها وقرب أوانها كما صرح جل اسمه بهذا المعنى في قوله سبحانه: "اقتربت الساعة" والمراد بذكر اقترابها التنبيه على أن ما مضى من أمد الدنبا أضعاف ما بقي منه ليتعظ أولوا الألباب به ومما يدل أيضاً على أن أزف بمعنى اقترب ،يقول النابغة :
أزف الترحل غير أن ركابنا لما تزل برحالنا وكأن قـد
فتصريحه بأن الركاب مازالت يشهد بأن معنى قوله أزف أي اقترب إذ لو كان قد وقع لسارت الركاب ومعنى قوله وكأن قد أي وكأن قد سارت فحذف الفعل لدلالة ما بقي على ما ألقى ونبه بقد على شدة التوقع وتداني الإيقاع له والعرب تقول في كل ما يتوقع حلوله ويرصد وقوعه كان قد أي كان قد وجد كونه وأظل وقعه .
ويقولون: امتلأت بطنه: فيؤنثون البطن وهو مذكر في كلام العرب بدليل قول الشاعر:
فإنك إن أعطيت بطنك سؤلـه وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا
وأما قول الشاعر :
فإن كلابا هذه عشرة أبطـن وأنت برئ من قبائلها العشر
فإنه عني بالبطن القبيلة فأنثه على معنى تأنيثها كما ورد في القرآن "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " فأنت المثل وهو مذكر لما كان بمعنى الحسنة ونظير تأنيثهم البطن وهو مذكر تأنيثهم الألف أيضاً في العدد فيقولون قبضت ألفاً تامة والصواب أن يذكر فيقال ألف تام كما قالت العرب في معناه ألف صتم وألف قرع والدليل على تذكير الألف قوله تعالى "يمددكم ربكم بخمسة آلاف "والهاء في باب العدد تلحق بالمذكر وتحذف من المؤنث وأما قولهم هذه ألف درهم فلا يشهد ذلك بتأنيث الألف لأن الإشارة وقعت إلى الدراهم وهي مؤنثة فكان تقدير الكلام هذه الدراهم ألف .
-ويقولون كلا الرجلين خرجا وكلتا المرأتين حضرتا:- والاختيار أن يوّحد الخبر فيهما فيقال كلا الرجلين خرج وكلتا المرأتين حضرت- والاختيار أن يوحد الخبر فيهما فيقال كلا الرجلين خرج وكلتا المرأتين حضرت لأن كلا وكلتا اسمان مفردان وضعا لتأكيد الاثنين والاثنتين وليسا في ذاتهما مثليين ولهذا وقع الإخبار عنهما كما يخبر عن المفرد ولهذا نطق القرآن في قوله تعالى: "كلتا الجنتين آتت أكلها" ولم يقل آتتا وعليه قول الشاعر:
كلانا ينـادي يانـزار وبـينـنـا قنا من قنا الحطيّ أو من قنا الهند
ومثله قول الآخر:
كلانا غنى عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا
فقال الأول كلانا ينادي ولم يقل يناديان وقال الآخر كلانا غني ولم يقل غنيان فإن وجد في بعض الأخبار تثنية الخبر عن كلا وكلتا فهو مما حمل على المعنى أو لضرورة الشعر –ويقولون: أنت تكرم عليّ بضم التاء وفتح الراء- والصواب تكرم بفتح التاء وضم الراء لأن فعله الماضي كرم ومن أصول العربية أن كل ما جاء من الأفعال الماضية على مثال فعل بضم العين كان مضارعه يفعل نحو حسن ويحسن وظرف ويظرف وإنما ضمت عين المستقبل من هذا النوع ولم يخالف به بناء الماضي للمحافظة على المعنى الموضوع له على هذا المثال وذلك أن ضمة العين جعلت دليلا على فعل الطبيعة فلو كسرت أو فتحت لذهب ذلك المعنى. | |
|