محمد احمد الكامل .
♣ آنضآمڪْ » : 09/12/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 629 الدَولَہ: : الضالع
| موضوع: فواصل عن الأدب الإسلامي الأحد يناير 02, 2011 12:03 pm | |
| فواصل عن الأدب الإسلامي. تعريف الأدب الإسلامي : هو / "التعبير الفنّي الهادف عن تجربة شعورية تصدر عن التصوّر الإسلامي للكون والإنسان والحياة . عن مُصطلح الأدب الإسلامي : لقد كان التصوّر الإسلامي هو الأصل الأصيل الذي صدر عنه أدبنا العربي القديم , وإن لم يتبلور هذا التصوّر ليأخذ شكل المنهج المُتكامل , ولم يستعمل المُصطلحات التي نستعملها اليوم للتعبير عنه . فمصطلح الأدب الإسلامي إذن ليس مُبتدع , ولا مُخترع , ولا هو مولود غير شرعي كما يدّعي مُنكروه , إنّه صياغة جديدة لمضمون قديم بدأ بنزول القُرآن الكريم , إنّه دالٌ جديدٌ على مدلولٍ معروف , إنّه صياغة مصطلحية لمفهومات قد يكون عُبِّر عنها بألفاظ أخرى . وهل الأدب الإسلامي بِدْع في ذلك؟ ما أكثر المصطلحات الموضوعة للدلالة- في هذا الزمان وفي غيره- على مفهومات وأفكار قديمة! أليس هو شبيهاً في هذا بمصطلحات كثيرة شائعة الآن ومُتداولة , من مثل : الفقه الإسلامي , والتشريع الإسلامي , والاقتصاد الإسلامي , والإعلام الإسلامي , وما شكل ذلك من مُصطلحات لا تُحصى , ولم يكن للقوم عهدٌ بها من قبل . دائرة الأدب الإسلامي : وصف الأدب بأنّه ( إسلامي ) مُخرجٌ من دائرته نصوصاً كثيرة – في القديم والحديث- من دائرته , وهي تلك النصوص التي لا تتّفق , مع التصوّر الإسلامي , أو تُشكِّل اعتداء على قِيمه , مثلما أنّ وصف أدب بأنّه شيوعي , أو على منهج الواقعية الاشتراكيّة , أو وجودي , أو حداثي , مُخرجٌ من دائرته ما لم يتفق مع تصوّراتِهِ من أدب . مثالُ ذلك : ألم يُحدّد الحداثيون العرب مثلاً بدقّة ملامح الأدب حتّى يحمل صِفة ( الحداثة ) ويضعوا لهُ شروطاً وقيوداً , فقال أحد أقطابهم في وصفه : " الحداثة هي ظاهر اللاقداسة , النص الديني مُغلق . النص المقدّس في جميع الثقافات نص قديم..ثمة تعارض بين القداسة والحداثة , ارتبطت في الثقافات البشرية شهوة الاكتشاف باقتراف الخطيئة , بالخروج على السلطة , بالشهوة الجنسية , اقتراف الخطيئة يُشكّل مكوناً بُنيوناً للحداثة في مراحل تاريخية مُختلفة , الخطيئة رمز التجدّد وانفجار الحياة , والقدرة على قهر الموت , وانبعاث الحيوية ..." ورد هذا : في مجلّة الفصول , المجلّد الرابع , العدد الثالث (1984), ص 59 , ( مقال كمال أبو ديب). إذن : فالأدب الإسلامي ليس بِدعاً أن يُقدّم تصوره الفكري والفنّي عن فن الكلام , ووظيفته أو طبيعته , فكل أدب – مهما كان توجّهه – يفعل ذلك , وعندئذٍ : أيُباح الدوح لغيره ويحرم عليه ؟ أحرامٌ على بلابله الدوحُ ,حلالٌ للطير من كلّ جنس..! وهذا الأدب الإسلامي غير مُطالب أن يُقدّم مسوّغات لوجوده , لأنّه الأصل وكلّ ما عداه فرع , لأنّه الجوهر وكلُّ ما عداه عَرَض. ضرورة الدعوة إلى أدب إسلامي : إن الدعوة إلى أدب إسلامي ليست من باب المُستحسن أو المندوب فحسب , بل هي من قبيل الضرورة القُصوى , والحاجة العظيمة الماسّة , إنّه الدعوة لمصلحة الإنسان وقيمته وفطرته , وهي لمصلحة الآداب الإنسانية جميعاً , إذ هي مرفأ النجاة لآداب سقطت في حمأة الرذيلة والفُحش والإلحاد , وابتعدت عن تصوير فطرة الإنسان السليمة , وراحت تُنادي أن يكون للأدب أي وظيفة إلّا وظيفة الإصلاح والتهذيب والدعوة إلى مكارم الأخلاق. ومن الصفات التي تُميِّز الأدب الإسلامي عن غيره : إنّه ليس أحادي النظرة – شأن مُعظم المذاهب الغربية السائدة- فينحازُ إلى طرفٍ و يُهمل أطرافاً , ينحاز إلى الجمال فيُهمل الفائدة , وإلى المتعة فيُسقِط الوظيفة , وإلى الشكل فيحتقر المضمون , وإلى الجسد فيدوس الروح , وإلى العاطفة فينسى الواجب والعقل والاتزان ... ( هذه الفواصل عن الأدب الإسلامي, من كتاب : من قضايا الأدب الإسلامي , للدكتور : وليد إبراهيم قصّاب ) | |
|