محمد احمد الكامل .
♣ آنضآمڪْ » : 09/12/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 629 الدَولَہ: : الضالع
| موضوع: مواقف إسلامية الجمعة ديسمبر 24, 2010 1:48 pm | |
| مواقف إسلامية
في الإسلام مواقف سياسية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد
فإن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها ، ولا يطالب عباده بما لا يطيقون ، ولذلك كان من رحمته بهم عفوه عمن اكره على كلمة الكفر فنطق بها وقلبه مطمئن بالإيمان ، فإن الله قد رخص له في النطق بها إنقاذاً لحياته المهددة ممن اكرهه
وقد حدث ذلك لعمار بن ياسر رضي الله عنه ؛ قال ابن عباس : أخذه المشركون وأخذوا أباه و أمه سمية وصهيباً وبلالاً وخباباً وسالماً فعذبوهم .. فقتلت سمية وقتل زوجها ياسر وهما أول شهيدين في الإسلام ، وأما عمار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً ، فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله: ( وكيف تجد قلبك ) قال : مطمئن بالإيمان – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فإن عادوا فعد ) . قال العلماء : لما سمح الله عز وجل بالكفر به وهو أصل الشريعة عند الإكراه ولم يؤاخذ به ، حمل العلماء عليه فروع الشريعة كلها إذا وقع الإكراه عليها لم يؤاخذ به ولم يترتب عليه حكم ، وقد نزل في قصة عمار بن ياسر قول الله تعالى (( إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ))
وهذا الموقف وأمثاله يعتبر من التقية التي أباحها الله للمسلم ليدفع عن نفسه ضرراً لا يستطيع دفعه بغير ذلك ، فيظهر الموافقة وهو ثابت الإيمان واليقين ، مطمئن قلبه بذلك . وإظهار خلاف الواقع لدفع الضرر أو جلب مصلحة دينية ضرورية مما أباحه الله لعباده ، وقد فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواقف لابد فيها من التورية لتحقيق مصلحة المؤمنين وإخفاء المعلومات عن أعدائهم ، فكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة ورّى بغيرها ، وهذا من الكياسة في شئون الحرب ، وعندما جاء جيش المشركين في غزوة بدر قام رسول الله بعملية الاستكشاف بنفسه ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وبينما هما يتجولان حول معسكر مكة إذا هما بشيخ من العرب سألاه وعرفا منه بعض الأخبار ثم قال الشيخ : من أنتما ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : نحن من ماء . وانصرف عنه ، وبقى الشيخ يتفوه : من أي ماء ؟ أمن ماء العراق ؟
وهكذا يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإجابة المحتملة التي لا تفشى للمسلمين سراً ولا تفيد عدواً وهو موقف قد نسميه في عصرنا بموقف سياسي
[b">النظر فى العواقب حكمة [b"> الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد [b"> فقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يتجهزون لحربه وقائدهم الحارث بن أبى ضرار أبو جويرية بنت الحارث زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج إليهم رسول الله ولقيهم على ماء يقال له ( المريسيع ) وقاتلهم وهزمهم الله ، وبينما رسول الله على هذا الماء اقتتل غلامان لتزاحمهما على الماء فصرخ أحدهما يا معشر الأنصار ، وصرخ الآخر يا معشر المهاجرين . فغضب عبد الله بن أبىّ بن سلول رأس النفاق فقال : أوقد فعلوها لقد صرنا وهم كما قال الأول : سمّن كلبك يأكلك ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذلّ . يريد أن الأنصار يخرجون المهاجرين من المدينة . وجاء إلى رسول الله من يخبره الخبر وعنده عمر بن الخطاب فقال : مر به عبّاد بن بشر فليقتله . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ؟ . ولما علم عبد الله بن أبىّ أن مقالته بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إليه وحلف بالله ما قلت ولا تكلمت به وقال قوم من أصحابه لعل الذي نقل إليك قد وهم ولم يحفظ ما قاله الرجل . وفضح الله هذا المنافق وأنزل على رسوله سورة ( المنافقون ) فى ابن أبىّ ومن كان على مثل أمره .
وبلغ عبد الله بن عبد الله بن أبىّ الذي كان من أمر أبيه وكان هذا الابن مؤمناً صادقاً – فقال يا رسول الله : إن كنت تريد قتله فمرني به أحمل إليك رأسه ، فقال صلى الله عليه وسلم : بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقى معنا ، وعرف القوم أن ابن أبىّ كاذب حانث فى يمينه فساء رأيهم فيه وكانوا يرونه قبل ذلك شريفاً وجيهاً حتى إن الأنصار كانوا ينظمون له الخرز ليتوجوه عليهم ملكاً قبل مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فكان نفاقه حقداً على من يرى أنه استلبه ملكه . وساءت حاله بين قومه فكان إذا أحدث حدثاً يؤاخذونه ويعنفونه ، وقال رسول الله لعمر : كيف ترى يا عمر ؟ أما والله لو قتلته يوم قلت لي اقتله لأرعدت له أنوف لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته . قال عمر : والله قد علمت أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم بركة من أمري .
إن موقف رسول الله من هذا المنافق ، وموقف ابنه منه ، لموقفان جديران باستجلاء موطن العظة والعبرة فيهما للسير على منهاجهما . والله الموفق ؛
الرسول يؤلف القلوب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعدفإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه والإنسانية كلها الرفق فى المعاملة مع الأصدقاء والأعداء على سواء ، ويقول : ( من حرم الرفق فقد حرم الخير كله ) . وهذا الذي يدعو إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن المعاملة ومواجهة المواقف بالرفق واللين ، هو تطبيق عملي لأوامر الله تعالى فى قوله : (( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم . وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم )) .وقد جاء من بين مصارف الزكاة الثمانية سهم المؤلفة قلوبهم الذين أسلموا ولما يدخل الإيمان فى قلوبهم ، والذين ترجى مؤازرتهم وانحسار شرهم ، وهذا من حسن السياسة التي لا تتخذ العنف سبيلاً إلى إسكات الأصوات والأنفاس .ونعم سبيل الإسلام فى سماحته وحسن معاملته وأخلاقه الداعية إلى العفو عن المسيء والإحسان إليه . ففي الحديث الشريف : ( وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) .ومن مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم فى تأليف القلوب ما صنعه فى توزيع غنائم حنين ، فقد نصر الله رسوله والمؤمنين على هوازن وثقيف الذين خرجوا للحرب بجميع أموالهم وأولادهم ونسائهم يحادّون الله ورسوله ، فلما هزمهم الله وجعل أموالهم وأهليهم غنيمة للمسلمين ، انتظر الرسول بضع عشرة ليلة لم يقسم الغنائم لعل هوازن وثقيف يأتون إليه مذعنين ، ثم قسم الغنائم فأعطى المؤلفة قلوبهم عطاء من لا يخشى الفقر فأعطى أبا سفيان مائة من الإبل وأربعين أوقية من الفضة وأعطى ابنه يزيد وابنه معاوية مثل ذلك ، حتى قال أبو سفيان : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لأنت كريم فى الحرب وفى السلم جزاك الله خيراً .وأعطى صفوان بن أمية مائة من الإبل ثم مائة ثم مائة وأعطى رجالاً من المؤلفة قلوبهم إبلاً ومالاً كثيراً حتى جمع الله بهم القلوب على محبة الإسلام ونصرة الله ورسوله وصار هؤلاء الذين تألفهم من خير جند الإسلام وقادة جيوش المسلمين . حرمة المال العام الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد
فإن الله تعالى وهو مالك الملك كله ، وإليه يرجع الأمر كله ، وهو الخالق الرازق المتفضل على عباده – جعل الأموال على قسمين : قسم يكسبه الإنسان بعمله وسعيه فيكون له حق حيازته والتصرف فيه وهو المال المملوك لفرد أو أفراد معينين ويطلق عليه اسم ( المال الخاص ) وقد أضاف الله هذه الأموال إلى أصحابها فى آيات من القرآن الكريم مثل قوله تعالى : (( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون))
وقسم آخر من المال هو ملك للجماعة كلها من غير تعيين أفراد بأشخاصهم واسمه فى الفقه الإسلامي ( مال الله ) ويكون فى المصالح العامة للأمة كلها وهى المصالح التي تعود عليها بالأمن والرخاء والتمكين فى الأرض ، وحماية الأوطان من الأعداء ، و إعداد كل ما تحتاج إليه الأمة من خدمات عامة ، ووقاية من المرض والفقر والجهل ومن كل الموبقات والمهلكات . ويعبر عن هذا المال فى الاصطلاح الحديث ( بالمال العام ) ويتولى صيانة هذا المال ، وإنفاقه فى مصالح الأمة ، وحمايته من الاعتداء عليه أولو الأمر الذين ولّاهم الله أمر الأمة وأعطاهم الأمر النافذ والسلطان الغالب . ( فالمال العام ) منه يتكون بيت مال المسلمين أو (الخزانة العامة) وموارده من الصدقات الواجبة فى أموال المسلمين ومن الموارد العامة ، ومن الغنائم والفيء والخراج والضرائب التي يقررها ولى الأمر لصالح الجماعة ، ولهذا المال مصارفه التي لا يجوز العدول عنها والتي ذكرنا بعضاً منها وهى المصالح التي تعود بالخير على الأمة كلها ، فليس لأحد أن يستولى على شيء من المال العام أو أن يأخذ منه غير ما يعطيه ولى الأمر له فى مقابل عمل يؤديه أو منفعة يقدمها للأمة أو مصلحة يقدرها الإمام ومن يأخذ شيئاً من المال العام بغير هذا فهو خائن للأمانة مستوجب خزي الدنيا والآخرة .
فقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يجمع الزكاة ، فلما جمعها وعاد إلى رسول الله . قال : هذا لكم ، وهذا أهدى إلىّ . فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصعد المنبر وقال : ( ما بال العامل نبعثه ، فيقول هذا لكم وهذا أهدى إلىّ ، أفلا جلس فى بيت أبيه وأمه فينظر هل يهدى إليه شيء أو لا ؟
إن حرمة المال العام كحرمة المال الخاص أو أشد ، وإن الذين يأخذون منه بغير حق يستكثرون من عذاب الله يوم لا ينفع دينار ولا درهم
فتنة أطفأها الإيمان
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد
فإن من أعظم نعم الله تعالى على عباده المؤمنين أن ألف بين قلوبهم ، وأزال عداوة الجاهلية و أحقادها من نفوسهم ، وهداهم بالإسلام إلى ما فيه عزهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة ، وجعلهم به إخوة متحابين بعد أن كانوا قبله أعداء متنافرين وقد امتن الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بهذه النعمة فقال جل شأنه : (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم ، لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ، إنه عزيز حكيم ))
وامتن بنعمة تأليف القلوب والأخوة والهداية على المؤمنين وأمرهم أن يذكروا هذه النعمة ليحافظوا عليها ويبعدوا عنها كل ما يضعفها أو ينقض عراها فقال جل شأنه : (( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً ، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون )) 0
وقد كان الأوس والخزرج قبل الإسلام أعداءً بينهما قتال ومعارك ودماء وأشلاء فلما هداهم الله بالإسلام صاروا إخوة متحابين معتصمين بدين الله وفيهم رسوله يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ويهديهم إلى صراط الله المستقيم . وكانت هذه الألفة والمحبة تملأ قلوب أعدائهم من يهود المدينة غيظاً وحقداً ، يودون أن لو عادوا إلى الفرقة والعداوة والقتال كما كانوا بل إسلامهم ، وكان هؤلاء الأعداء يسعون إلى ذلك ويعملون على الوقيعة بين هؤلاء المؤمنين المتحابين .
فقد مرّ شاس بن قيس – وكان شيخاً كبير السن عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم – على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه ، فغاظه ما رأى من ألفتهم وجماعتهم وصلاح حالهم بالإسلام ، فقال : قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد . يريد جماعة الأوس والخزرج . والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم من قرار . فأمر فتى شاباً من يهود أن يذكرهم يوماً اقتتلوا فيه قبل الإسلام وقالوا فيه أشعاراً تفيض بالكراهية والوعيد بالقتل وسفك الدماء ويسمى هذا اليوم يوم بعاث ، وفعل الفتى ذلك وأنشدهم أشعارهم فثارت النفوس ، وغلت الدماء في الرؤوس ، وقال كل فريق لصاحبه : لو شئتم لرددناها جذعه أي حرباً طاحنة – وعمدوا إلى السلاح ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم فقال : يا معشر المسلمين ، الله الله . أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام ، وأكرمكم به ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، واستنقذكم به من الكفر ، وألّف به بين قلوبكم ؟ فعرف القوم أنها نزغه من نزغ الشيطان وكيد عدوهم ، فبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا . ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين ، قد أطفأ الله عنهم هذه الفتنة التي أوقدها عدوهم ، وكان إيمانهم بالله ورسول وقاية لهم من هذا الكيد ، وإن أعداء المسلمين لا يفتئون يكيدون لهم مثل ذلك ، ولا يبطل كيدهم إلا الاعتصام بحبل الله والمحافظة على نعمة الله الذي ألّف بين قلوبهم بالإيمان وهداهم إلى صراطه المستقيم فأصبحوا بنعمة الله إخواناً 0
قيادة حكيمة وسياسة رحيمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد فلم تكن قيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة خالية من الصعاب والمتاعب فقد كان بالقرب منه من يتربصون به وبالمسلمين الدوائر وهم يهود المدينة ، وكان مشركوا مكة يجمعون جموعهم ويحشدون القبائل من حولهم ويعدون العدة لحرب المسلمين واستئصال شأفتهم ، وكانت بعض المواقف تثير معارضة في صفوف المسلمين أو من أفراد منهم ، كما حدث من عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عندما أعلن معارضته لما ارتضاه الرسول من بنود معاهدة الحديبية ، وجهر عمر بهذه المعارضة أمام النبي الكريم فما يزيد في الرد على قوله : ( إني نبي الله وإنه لا يضيعني ) ويجهر عمر بالمعارضة أمام أبى بكر الصديق فيقول له : إلزم غرزه فإنه على الحق 0 ومن المواقف التي واجهها الرسول بقيادته الحكيمة وسياسته الرحيمة ذلك الموقف الذي غضبت فيه الأنصار بعد تقسيم غنائم حنين ، فقد رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطى الذين أسلموا في فتح مكة من القرشيين مئات من الإبل وأموالاً كثيرة من هذه الغنائم دون أن يعطى الأنصار شيئاً ، حتى قال بعضهم : لقد لقي محمد قومه 0 ودخل عليه سعد بن عبادة وأخبره بما في نفوس الأنصار فقال له : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ قال : يا رسول الله ما أنا إلا من قومي 0 فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : فاجمع لي قومك 0 فلما اجتمعوا إليه قام الرسول فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا معشر الأنصار ما قالة بلغتني عنكم 0 وجدة وجدتموها علىّ في أنفسكم؟ ألم آتكم ضلّالاً فهداكم الله ؟وعالة فأغناكم الله ؟ وأعداءً فألف الله بين قلوبكم ؟ قالوا : بلى ، الله ورسوله أمنّ وأفضل 0 ثم قال : ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ قالوا بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ لله ورسوله المنّ والفضل 0 قال أما والله لو شئتم لقلتم : أتيتنا مكذّباً فصدقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وطريداً فآويناك ، وعائلاً فآسيناك ولو قلتم لصدقتم وصدقتم أوجدتم في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم ، ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير ، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم 0 اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار 0 والله لولا الهجرة لوددت أن أكون امرءاً من الأنصار 0 ولو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار 0 وما زال يسترضيهم ويدعو لهم حتى بكوا و أخضلوا لحاهم وقالوا : رضينا برسول الله قسماً وحظاً ، وسكنت المعارضة واجتمعت الكلمة وعاد الصفاء النفسي والروحي بهذه السياسة الحكيمة 0 | |
|