: بلال بن رباح .. رضى الله عنه
" بلال بن رباح مؤذن الاسلام و مزعج الاصنام العبد الذي تحول لسيد
صاحب المقولة الشهيرة - احدٌ احدٌ - وهو يُعذب الذي رفض الاذان بعد موت النبي عليه السلام "
اسمه وقصه اسلامه : هو بلال بن رباح الحبشي - رضى الله عنه - أمه حَمَامَةُ وكان مؤذن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " كان اول مؤذن في الاسلام
كان من السباقين للاسلام وممن تعذبوا في سبيل هذا الدين حتى قيل أن اول من اظهر اسلامه سبعه " النبي - ابوبكر - عمار - ام عمار - بلال - المقداد - صهيب "
فكان بلال مولى عند ابن جدعان واذ به يمر بالنبي " صلى الله عليه وسلم " وابو بكر وهما بغار وكان معه غنم ابن جدعان يرعاهـ فناداهـ النبي وطلب منه ان يسقيهما
فلما سقاهما قال له النبي " صلى الله عليه وسلم " : ( يا غلام هل لك في الإسلام ؟ .. فإني رسول الله فأسلم ) واخذ يأتي النبي وابو بكر كل يوم دون ان يعرف سيدهـ
فكان كاتم لاسلامه واخذ يتعلم الدين من النبي " صلى الله عليه وسلم " ولا احد يلعم باسلامه شيئاً حتى جاء ذلك اليوم الذي عرف فيه سيدهـ باسلامه وحدث له ما حدث !
مقولته المشهورهـ - احدٌ احدٌ - : ولما علم أميه بن خلف وابو جهل باسلام هذا العبد الحبشي ضاقت بهم الدنيا كيف يسلم هذا العبد الحبشي لمحمد
فاخبرا ابن جدعان سيدهـ بالخبر فقال لأبن خلف وابو جهل لما سمع بالخبر : ( شأنكما به فهو لكما، اصنَعا به ما أحببتُما ) فقد وكل المهمه لامية فقال اميه :
( ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها اسلام هذا العبد الآبق ) فاعد العدة لتعذيبه وجهز السلاسل والاغلال واخذ يوثق به ويضعه تحت حرارة الشمس
وكان يضع فوقه صخرة كبيرة وكان يقول له اميه بن الخلف : ( أذكر اللات والعزى ) ولكن بلال يرد عليه قائلاً : ( احدٌ احدٌ ) وفي كل مرهـ كان يرددها
وبعدها يقوم بربطه في حبل ويجعلهم يجرونه ويسحبونه وليس لديه سوى كلمة " احدٌ احدٌ " .. حتى جاءهـ ابو بكر في احد الايام واشتراهـ وعتقه لله عز وجل !
بلال بعد الحرية : لما اشتراهـ ابو بكر - رضى الله عنه - واعتقه لوجه الله قال عمر عن ابو بكر لاحقاً : ( وَهَذَا سَيِّدُنَا بِلاَلٌ ، حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِهِ ) اي بعد ما اعتقه ابو بكر
حتى أن بلال لما سمع البعض يفضله على ابو بكر -رضى الله عنه - قال بلال : ( كيف أنا افضل منه وانا حسنه من حسناته ) فابو بكر كان له الفضل الكبير بعد الله لبلال
واستمر بلال في الاسلام فهاجر الهجرة مع النبي " صلى الله عليه وسلم " للمدينه وامرهـ النبي " صلى الله عليه وسلم " أن يأذن بالناس فكان اول مأذن في الاسلام
وشهد الغزوات مع النبي " صلى الله عليه وسلم " اولها كانت بدر التي اطلق عليها احدٌ احدٌ فكانت اول معركة كبرى بين المسلمين والمشركين فكان بلال شاهداً عليها
ولقي بلال اميه في معركة بدر اميه الذي عذبه واكثر من تعذيبه ليصده عن دين الحق واحاط به المسلمين فقتل هو وابنه واخذ بلال يصيح وهو فرح " احدٌ احدٌ " .. !
مواقفه مع النبي عليه السلام : قال له النبي : ( بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الجَنَّةِ ؟ مَا دَخَلْتُ الجَنَّةَ قَطُّ إِلاَّ سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي إِنِّي دَخَلْتُ الجَنَّةَ البَارِحَةَ، فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي )
فرد بلال - رضى الله عنه - على النبي فقال : ( مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أَرْجَى مِنْ أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُوْراً تَامّاً فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ وَلاَ نَهَارٍ إِلاَّ صَلَّيْتُ لِرَبِّي مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّي ) .. !
وروي عن النبي " صلى الله عليه وسلم " أنه قال ذات يوم للصحبه : ( إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة رفقاء نُجباء وزراء ، وإني أعطيتُ أربعة عشر :
حمزة وجعفر وعلي والحسن والحسين، وأبو بكر وعمر والمقداد وحذيفة وسلمان وعمار وبلال وابن مسعود وأبو ذر ) - رضى الله عنهم وارضاهم -
وجاء النبي لامرأة بلال فقال: أثمَّ بلال ؟ فقالت : لا ، قال : فلعلّك غَضْبَى على بلال! قالت : إنه يجيئني كثيراً فيقول : قال رسول الله ، قال رسول الله
فقال لها رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : ما حدّثك عني بلالٌ فقد صَدَقكِ بلالٌ ، بلالٌ لا يكذب ، لا تُغْضِبي بلالاً فلا يُقبل منكِ عملٌ ما أغضبتِ بلالاً .. !
لا اذان بعد وفاة النبي : عندما توفي النبي " صلى الله عليه وسلم " وتولى الامر بعده أبو بكر ذهب بلال إليه وقال له : يا خليفة رسول الله ، إني سمعت رسول الله يقول :
أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله فقال له أبو بكر : فما تشاء يا بلال ؟ قال : أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت فقال أبو بكر : ومن يؤذن لنا يا بلال ؟!!
قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع : اني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله قال أبو بكر : بل ابق وأذن لنا يا بلال فرد بلال : ان كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد
وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له فقال أبو بكر : بل أعتقتك لله يا بلال !! وخرج بلال الى الشام للجهاد في سبيل الله واعتزال الاذان في المدينه بعد موت النبي !
الرؤيا وآخر آذان لبلال : يروى أن بلال رأى النبي في منامه يقول له : ( ما هذه الجفوة يا بلال؟! ما آن لك أن تزورنا ؟! ) فترك الشام واتجه للمدينة ، فأتى قبر النبي
وجلس يبكي عنده فجاء الحسن والحسين فقبلاه وضماه وقالا له : ( نشتهي أن تؤذن في السحر ) فعلا سطح المسجد فلمّا قال : " الله أكبر الله أكبر " اهتزت المدينة
ولما قال : " أشهد أن لا آله إلا الله " زادت وعندما قال: " أشهد أن محمداً رسول الله " خرج النساء فبكى الجميع لسماعهم صوت بلال من جديد يأذن بالناس في المدينة
حتى قيل أنه لم يستطع اكمال الاذان من بعد قوله " اشهد ان محمداً رسول الله " اخذ يبكي بلال بكاء شديداً لتذكرهـ النبي " صلى الله عليه وسلم " والجميع بكى معه
ولما جاء عمر يزور الشام طلبوا منه وتوصلوا اليه ان يأتي ببلال ليأذن لهم صلاة واحدة في الشام فجاء بلال واذن بهم وبكى اصحاب النبي بكاءاً شديداً واكثرهم كان عمر !
حتى حضرته الوفاة في الشام وهو على فراش الموت تبكي زوجته وتقول : " وا حزناه " فرد عليها بلال : " قولي وا فرحاه " ثم قال رددوقال : " غداً نلقى الأحبه محمداً وصحبه "