شبكة ومنتديات قلعة اليمن - الخميس 30 أيلول 2010 - يبدو أن محاولة لائحة "العراقية" عبر لقاء زعيمها اياد علاوي الرئيس السوري بشار الاسد اخفقت بتغير موقف دمشق المتطابق مع طهران في دعم ترشيح نوري المالكي، خصوصاً بعد تلقيها اشارات بشأن موافقة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ضمناً على ترشيح المالكي، الامر الذي سينهي ملف مرشح التحالف الشيعي ("دولة القانون" و"الائتلاف الوطني") لرئاسة الوزراء، ويضع "العراقية" في موقف حرج خصوصاً مع وجود اتفاق اقليمي لإبقاء المالكي في منصبه. وبينما تلوح "العراقية" بعدم المشاركة في الحكومة المقبلة، ويهدد "المجلس الأعلى" بالانسحاب من التحالف الشيعي، الا ان هذه المواقف وبحسب المؤشرات، لن تقف عائقاً عقب التحولات التي سجلتها مواقف بعض المعترضين وأبرزهم زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، امام تسمية المالكي مرشحاً لمنصب رئيس الوزراء خلال الاجتماع المرتقب عقده في وقت لاحق، على الرغم من اخفاق جولتين من التفاوض خلال اليومين الماضيين بالتوصل الى اتفاق بسبب الخلافات بين مكونات التحالف، لكن انصار المالكي يأملون ان تكون الثالثة ثابتة وتنهي ازمة استمرت أشهراً عدة، وقد تفتح الباب امام أزمة سياسية جديدة. ويؤثر العامل الاقليمي بشكل كبير على الكتل السياسية ومواقفها من تأليف الحكومة العراقية الجديدة خصوصاً مع رغبة اطراف عدة بلعب دور مؤثر في رسم الخارطة السياسية الجديدة، وبهذا الصدد جدد الرئيس السوري موقف بلاده الداعم لأي اتفاق بين الكتل السياسية العراقية لتشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق تضم كل القوى الممثلة في البرلمان العراقي وتكون قادرة على ضمان وحدة العراق وأمنه. وذكر بيان للرئاسة السورية أن "الرئيس الأسد استقبل صباح اليوم (امس) وفدا من القائمة العراقية يرأسه إياد علاوي، وشدد خلال اللقاء على دعمه لأي اتفاق بين الكتل السياسية العراقية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تخرج العراق من مأزقه الحالي". وأضاف البيان أن "الرئيس الأسد وعلاوي بحثا آخر المستجدات على الساحة العراقية والجهود المبذولة والمفاوضات الجارية بين الكتل المختلفة لتشكيل حكومة عراقية"، مشيراً إلى أن "الأسد أكد سعيه للحفاظ على العلاقات بين سوريا والعراق وتطويرها في شتى المجالات بما يحقق المصالح الاستراتيجية المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين". ونقل البيان عن علاوي تأكيد "ثقة العراقيين الكبيرة بسوريا وبوقوفها على مسافة واحدة من جميع القوى العراقية"، مشيدا "باهتمام الرئيس الأسد وحرصه على وحدة العراق". وعقب لقائه الرئيس الاسد، اكد علاوي موقف كتلته الرافض للمشاركة في حكومة يرأسها المالكي، محملا "دولة القانون" مسؤولية التأخير في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، ومناشدا دمشق التوسط لدى طهران لوقف تدخل الأخيرة في الشأن العراقي وتشكيل الحكومة المرتقبة. وأعرب علاوي في مؤتمر صحافي عقده في دمشق صباح امس، عن أسفه للتدخلات الإقليمية في الشأن العراقي، مشيرا بهذا الخصوص إلى إيران، قائلا "لقد طلبنا من القادة العرب والأجانب أن يطلبوا من الإخوة في إيران عدم التدخل بالشأن الداخلي العراقي، وأن يترك للإرادة العراقية ان تتخذ القرار". أضاف "إن لقاءنا بالرئيس الأسد قبيل سفره إلى طهران السبت المقبل كان لتبادل وجهات النظر في ما يخص الوضع العراقي"، موضحا أن "من الضروري أن تفهم الدولة الجارة إيران أن "العراقية" ليست في الموقع المعادي للتوجه الإيراني، ولا هي تقرع طبول الحرب ضدها، إلا أننا نرفض بشكل قاطع أن تتدخل بالشأن العراقي الداخلي، مع إيماننا بوجود مصالح حقيقية للعراق مع إيران". وأكد علاوي ثقته بأن سوريا "لن تألو جهدا في دعم استقرار العراق والمنطقة، وإن هذا ما وعدنا به الرئيس الأسد"، مضيفا أن قائمته "مستمرة بالحوار وتبادل وجهات النظر مع الأشقاء العرب وعلى رأسهم سوريا التي طالما احتضنت المعارضة العراقية أيام النضال الدامي ضد النظام السابق". وطالب علاوي دول المنطقة والمجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة بـ"أن تقف على مسافة واحدة من القوى السياسية العراقية، وأن تبتعد عن التدخل ليتسنى للفصائل العراقية التي حملها الشعب إلى المجلس النيابي أن تجد الحلول الوطنية لأزمة العراق". ورداً على ما أشيع قبل فترة من احتمال استضافة دمشق "مؤتمر طائف" سوري بنكهة عراقية، اعتبر علاوي أن "الصورة في العراق غير الصورة في لبنان، ونحن مصرون على أن يكون الحل عراقياً وفي عاصمة العراق وحدها وبإرادة عراقية وأن تصب نتائجه في المصلحة العراقية، لكن هذا لا يعفي الدول العربية الشقيقة والإسلامية من مسؤولية المحافظة على القرار العراقي ووحدة العراقيين وعلى عدم التدخل في الشأن العراقي الداخلي". وأثنى علاوي على دور أنقرة معتبراً أن تركيا من "الدول الجارة والصديقة والوفية للعراق، وهي تحاول الضغط على الدول التي تتدخل سلباً في الشأن العراقي"، معبرا عن امله بأن "ينجح المجهود التركي". في السياق نفسه، كشف محمد علاوي عضو وفد "العراقية" الذي زار دمشق ان "الرئيس الاسد ابلغ علاوي بأن سوريا رفعت الخط الاحمر على تولي المالكي رئاسة الوزراء فقط من دون ان تتعهد بدعمه"، مشيراً إلى أن"الرئيس الاسد اكد لعلاوي ان المالكي طالب سوريا بدعمه". وكشف ان "الجانب السوري سيلعب دوراً مهماً خلال الايام المقبلة في اطار الاسراع بتشكيل الحكومة وفقا لما يملكه السوريون من علاقات جيدة مع الاطراف السياسية العراقية". وأكد مصدر سياسي مطلع في تصريح لصحيفة "المستقبل" ان "تحرك الرئيس الاسد يأتي عقب التفويض الذي منحه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى نظيره السوري خلال لقائهما الشهر الحالي وينصب على ضرورة بذل الاسد جهودا لعقد لقاءات مع الزعماء العراقيين وتقديم المشورة والافكار من اجل الاسراع بتأليف الحكومة العراقية"، مشيراً إلى ان "الرئيس الايراني اراد خلال الفترة الحالية ابعاد بلاده عن المشهد السياسي في العراق وإدخال الطرف السوري في جهود تشكيل الحكومة من اجل عدم اثارة حساسيات بعض الاطراف وخصوصاًً لائحة علاوي التي تتميز علاقاتها مع طهران بالتوتر، بالاضافة الى ان القيادة الايرانية تسعى الى استثمار العلاقات الجيدة التي تربط السوريين بمختلف الاطراف السياسية العراقية، الامر الذي قد يمكنها من التوصل الى صيغة اتفاق تحظى بقبول الكتل المختلفة". وتأتي زيارة وفد "العراقية" الى سوريا ولقاؤه الأسد في سياق الحديث الدائر عن وجود اتفاق بين ايران وسوريا وتركيا بموافقة اميركية على دعم ترشيح المالكي لولاية ثانية بعد ورود مؤشرات تشي بنجاح الضغوط الايرانية التي مورست على "التيار الصدري" من اجل سحب اعتراضه على اعادة تولي المالكي رئاسة الوزراء، وهو ما لم ينفه الصدريون إذ اعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ان "الضغوط السياسية أمر لا بد منه في العمل السياسي"، موضحاً أن "هدف التيار خدمة أتباعه ورفع الظلم عنهم بغض النظر عمن يكون المرشح لرئاسة الوزراء قديماً أو جديداً". ورداً على سؤال وجهه احد أتباعه بشأن التعرض لضغوط للقبول بإعادة ترشيح المالكي لولاية ثانية قال الصدر في بيان، "اعلموا ان السياسة أخذ وعطاء". واضاف "مهما كان المرشح قديما أو جديداًً، فلا بد أن تكون مسألة خدمتكم ورفع الظلم عنكم قدر الإمكان الهدف الرئيس للهيئة السياسية للتيار، وهذا هو ما نسعى إليه". المصدر/المستقبل