محمد احمد الكامل .
♣ آنضآمڪْ » : 09/12/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 629 الدَولَہ: : الضالع
| موضوع: ابراهيم الموصلي الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 7:25 am | |
| [ b]قال محمد اليافعي : إبراهيم الموصلي ..
من منا لا يعرفه ! ، فهو أعجوبة المشرق في الغناء ! ، وتلمذيه زرياب كان أعجوبة المغرب ( الاندلس ) في هذا الفن ..
فقد كانت شهرته تملىء الآفاق ، وكان ذو حظوة عند الخلفاء العباسيين كالرشيد ، وكانت لهم منادمات سطرت في كتب الادب تدل على عظم مكانة هذا الرجل لدى الخلفاء العباسيين ..
وقد لفتت نظري حكاية اشتهرت عن ابراهيم الموصلي ، وذكرها عدد من المؤلفين ..
وهذه الحكاية تدور حول ابراهيم الموصلي وشيخه ! ابليس !!..
نعم ابليس ؟ ، لقد علّم ابليس إبراهيم الموصلي انماطاً جديدة من الغناء !؟ ماكان له ان يعرفها ، هذه الانماط قرّبته كثيراً من الرشيد العباسي ، وجعلت له مكانة خاصة ..
فماهي حكاية إبراهيم الموصلي مع ابليس ؟
دعونا نستعرض هذه الحكاية المسطورة في كتب الادب ..
قال ابو الفرج الاصبهاني في كتابه " الاغاني " ( 5 / 244 - 245 - 246 - 247 طبعة دار الفكر - بيروت الطبعة الثانية ، بتحقيق سمير جابر ) : ( أخبرنا محمد بن مزيد قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن جده إبراهيم قال سألت الرشيد أن يهب لي يوما في الجمعة لا يبعث فيه إلي بوجه ولا بسبب لأخلو فيه بجواري وإخواني فأذن لي في يوم السبت وقال لي هو يوم أستثقله فآله فيه بما شئت فأقمت يوم السبت بمنزلي وتقدمت في إصلاح طعامي وشرابي بما احتجت إليه وأمرت بوابي فأغلق الأبواب وتقدمت إليه ألا يأذن علي لأحد فبينا أنا في مجلسي والخدم قد حفوا بي وجواري يترددن بين يدي إذا أنا بشيخ ذي هيئة وجمال عليه خفان قصيران وقميصان ناعمان وعلى رأسه قلنسوة لاطئة وبيده عكازة مقمعة بفضة وروائح المسك تفوح منه حتى ملأ البيت والدار فداخلني بدخوله علي مع ما تقدمت فيه غيظ ما تداخلني قط مثله وهممت بطرد بوابي ومن حجبني لأجله فسلم علي أحسن سلام فرددت عليه وأمرته بالجلوس فجلس ثم أخذ بي في أحاديث الناس وأيام العرب وأحاديثها وأشعارها حتى سلى ما بي من الغضب وظننت أن غلماني تحروا مسرتي بإدخالهم مثله علي لأدبه وظرفه فقلت هل لك في الطعام فقال لا حاجة لي فيه فقلت هل لك في الشراب فقال ذلك إليك فشربت رطلا وسقيته مثله !! فقال لي يا أبا إسحاق هل لك أن تغني لنا شيئا من صنعتك وما قد نفقت به عند الخاص والعام فغاظني قوله ثم سهلت على نفسي أمره فأخذت العود فجسسته ثم ضربت فغنيت فقال أحسنت يا إبراهيم فازداد غيظي وقلت ما رضي بما فعله من دخوله علي بغير إذن واقتراحه أن أغنيه حتى سماني ولم يكنني ولم يجمل مخاطبتي .
ثم قال هل لك أن تزيدنا فتذممت فأخذت العود فغنيت فقال أجدت يا أبا إسحاق فأتم حتى نكافئك ونغنيك ! ، فأخذت العود وتغنيت وتحفظت وقمت بما غنيته إياه قياما تاما ما تحفظت مثله ولا قمت بغناء كما قمت به له بين يدي خليفة قط ولا غيره لقوله لي " أكافئك " ، فطرب وقال أحسنت يا سيدي ثم قال أتأذن لعبدك بالغناء فقلت شأنك واستضعفت عقله في أن يغنيني بحضرتي بعد ما سمعه مني فأخذ العود وجسه وحبسه فو الله لخلته ينطق بلسان عربي لحسن ما سمعته من صوته ثم تغنى صوت ولي كبد مقروحة من يبيعني ... بها كبدا ليست بذات قروح أباها علي الناس لا يشترونها ... ومن يشتري ذا علة بصحيح أئن من الشوق الذي في جوانبي ... أنين غصيص بالشراب جريح ( 1 )
قال إبراهيم فو الله لقد ظننت الحيطان والأبواب وكل ما في البيت يجيبه ويغني معه من حسن غنائه حتى خلت والله أني أسمع أعضائي وثيابي تجاوبه وبقيت مبهوتا لا أستطيع الكلام ولا الجواب ولا الحركة لما خالط قلبي ثم غنى
صوت ألا يا حمامات اللوى عدن عودة ... فإني إلى أصواتكن حزين فعدن فلما عدن كدن يمتنني ... وكدت بأسراري لهن أبين دعون بترداد الهدير كأنما ... سقين حميا أو بهن جنون فلم تر عيني مثلهن حمائما ... بكين ولم تدمع لهن عيون
لم أعرف في هذه الأبيات لحنا ينسب إلى إبراهيم والذي عرفته لمحمد بن الحارث بن بسخنر خفيف رمل فكاد والله أعلم عقلي أن يذهب طربا وارتياحا لما سمعت ثم غنى
صوت ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد ... لقد زادني مسراك وجدا على وجد أأن هتفت ورقاء في رونق الضحى ... على فنن غض النبات من الرند بكيت كما يبكي الحزين صبابة ... وذبت من الحزن المبرح والجهد وقد زعموا أن المحب إذا دنا ... يمل وأن النأي يشفي من الوجد بكل تداوينا فلم يشف ما بنا ... على أن قرب الدار خير من البعد
ثم قال يا إبراهيم هذا الغناء الماخوري فخذه وانح نحوه في غنائك وعلمه جواريك فقلت أعده علي فقال لست تحتاج قد أخذته وفرغت منه ثم غاب من بين يدي فارتعت وقمت إلى السيف فجردته وعدوت نحو أبواب الحرم فوجدتها مغلقة فقلت للجواري أي شيء سمعتن عندي فقلن سمعنا أحسن غناء سمع قط فخرجت متحيرا إلى باب الدار فوجدته مغلقا فسألت البواب عن الشيخ فقال لي أي شيخ هو والله ما دخل إليك اليوم أحد فرجعت لأتأمل أمري فإذا هو قد هتف بي من بعض جوانب البيت لا بأس عليك يا أبا إسحاق أنا إبليس وأنا كنت جليسك ونديمك اليوم فلا ترع فركبت إلى الرشيد وقلت لا أطرفه أبدا بطرفه مثل هذه فدخلت إليه فحدثته بالحديث فقال ويحك تأمل هذه الأصوات هل أخذتها فأخذت العود أمتحنها فإذا هي راسخة في صدري كأنها لم تزل فطرب الرشيد عليها وجلس يشرب ولم يكن عزم على الشراب وأمر لي بصلة وحملان وقال الشيخ كان أعلم بما قال لك من أنك أخذتها وفرغت منها فليته أمتعنا بنفسه يوما واحدا كما أمتعك ) اهـ
قلت : وقد ذكر هذه القصة الاتليدي في كتابه إعلام الناس بما وقع للبرامكة ، تحت عنوان " إبراهيم الموصلي وإبليس " ، فقال : ( وعن أبي إسماعيل إبراهيم الموصلي قال : استأذنت الرشيد أن يهب لي يوما من الأيام للانفراد بجواري وإخواني، فأذن لي في يوم السبت، فأتيت منزلي وأخذت في إصلاح طعامي وشرابي وما احتجت إليه وأمرت البوابين بإغلاق الأبواب وأن لا يأذنوا لأحد بالدخول علي. فبينما أنا في مجلسي والحريم قد حففن بي، وإذا بشيخ ذي هيبة وجمال وعليه جبتان قصيرتان وقميص ناعم وعلى رأسه قلنسوة وبيده عكازة مقمعة بفضة وروائح الطيب تفوح منه حتى ملأت الدار والرواق، فداخلني غيظ عظيم لدخوله علي وهممت بطرد البوابين فسلم علي أحسن سلام، فرددت عليه وأمرته بالجلوس، فجلس وأخذ يحدثني بأحاديث العرب وأشعارها حتى ذهب ما بي من الغضب وظننت أن غلماني تحروا مسرتي لإدخال مثله علي لأدبه وظرفه، فقلت: هل لك في الطعام؟ قال: لا حاجة لي فيه. قلت: فالشراب؟ قال: ذلك إليك. فشربت رطلا وسقيته مثله، ثم قال: يا أبا إسحاق، هل لك أن تغنينا شيئا فنسمع من صنعتك ما قد فقت به العام والخاص. فغاظني قوله، ثم سهلت الأمر على نفسي، فأخذت العود وضربت وغنيت، فقال: أحسنت يا إبراهيم، فازددت غيظا فقلت: ما رضي بما فعله في دخوله بغير إذني واقتراحه علي حتى سماني باسمي ولم يجمل مخاطبتي. ثم قال: هل تزيد نكافئك؟ فترنمت وأخذت العود وغنيت وتحفظت فيما غنيته، قمت به قياما تاما لقوله: ونكافئك. فطرب وقال: أحسنت يا سيدي، ثم قال لي: أتأذن لي في الغناء؟ فقلت: شأنك، واستضعفت عقله في أن يغني بحضرتي بعد الذي سمعه مني. فأخذ العود وجسه فوالله خلت أن العود ينطق بلسان عربي واندفع يغني هذه الأبيات: ولي كبد مقروحة من يبيعني ... بها كبدا ليست بذات قروح أباها على الناس لا يشترونها ... ومن يشتري ذا علة بصحيح أئن من الشوق الذي في جوانحي ... أنين غصيص بالشراب طريح
قال إبراهيم: فوالله لقد ظننت أن الأبواب والحيطان وكل ما في البيت تجيبه وتغني معه، وبقيت مبهوتا لا أستطيع الكلام والحركة لما خالط قلبي، ثم اندفع يغني، فقال: ألا يا حمامات اللوى عدن عودة ... فإني إلى أصواتكن حزين فعدن ولما عدن كدن يمتنني ... وكدت بأسراري لهن أبين دعون بترداد الهدير كأنما ... شربن الحميا أو بهن جنون فلم تر عيني مثلهن حمائما ... بكين ولم تدمع لهن عيون
قال: ثم سكت قليلا وغنى هذه الأبيات: ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد ... فقد زادني مسراك وجدا على وجدي أإن هتفت ورقاء في رونق الضحى ... على فنن من غصن بان ومن رند بكيت كما يبكي الوليد صبابة ... وأبديت من شكواي ما لم تكن تبدي وقد زعموا أن المحب إذا دنا ... تمل وأن البعد يشفي من الوجد بكل تداوينا فلم يشف ما بنا ... على أن قرب الدار خير من البعد على أن قرب الدار ليس بنافع ... إذا كان من تهواه ليس بذي ود
ثم قال: يا إبراهيم هذا الغناء الماخوري خذه وانح نحوه في غنائك وعلمه جواريك. فقلت: أعده علي؟ فقال: لست تحتاج إلى إعادة فقد أخذته وفرغت منه. ثم غاب من بين يدي فارتعبت منه وقمت إلى السيف وجردته ثم غدوت نحو أبواب الحريم فوجدتها مغلقة، فقلت للجواري: أي شيء سمعتن؟ فقلن: سمعنا غناء أطيب شيء وأحسنه. فخرجت متحيرا إلى باب الدار فوجدته مغلقا فسألت البوابين عن الشيخ فقالوا: أي شيخ، فوالله ما دخل إليك اليوم أحد. فرجعت أتأمل أمره، فإذا هو قد هتف بي من جوانب البيت، وقال: لا بأس عليك يا أبا إسحاق، فإنما هو أبو مرة قد كنت نديمك اليوم، فلا تفزع. فركبت إلى الرشيد فأخبرته الخبر، فقال: أعد الأصوات التي أخذتها، فأخذت العود وضربت، فإذا هي راسخة في صدري، فطرب الرشيد عليها وجعل يشرب، ولم يكن له همة على الشراب، وقال: كأن الشيخ علم أنك قد أخذت الأصوات وفرغت منها فليته متعنا بنفسه يوما واحدا كما متعك، ثم أمر لي بصلة فأخذتها وانصرفت، انتهى ) اهـ .
محمد اليافعي 29-01-2009, 05:47 مساء فائدة :
قال داود الانطاكي في تزيين الأسواق في أخبار العشاق : ( فصل في النوادر والحكم :
نادرة :
قال إسحق ( يعني ابن ابراهيم الموصلي ) غنيت الرشيد ليلة حتى نام فجلست أنتظر انتباهه والعود في يدي وإذا بشاب على أجمل ما يكون من الهيآت قد دخل علي فأصلح العود بعدما شرب وأنشد: ألا غنيا لي قبل أن نتفرقا ... وهات اسقني صرفا شرابا مروقا فقد كاد ضوء الصبح أن يفضح الدجى ... وكاد قميص الليل أن يتمزقا ثم قال هكذا غن الخلفاء وغاب وقد ذهب عقلي من حسن غنائه فلما أفاق الرشيد قصصت عليه القصة وعنيته الصوت فأحسن صلتي وقال ليته متعنا بغنائه ولم يرنا شخصة . قال إسحق : فذكرت بهذه ما حكاه لي أبي أنه استوهب الخليفة يوما يخلو به مع أهله فوهبه السبت لأنه كان يستثقله فخلا إبراهيم يوما وقد زين بيته وحرمه وأتقن طعاما وشرابا وأوصى بحفظ الأبواب خوفا من أحد يدخل فبينما هو جالس على أحسن ما يكون إذا بشيخ عليه قلنسوة وثياب ناعمة وبيده عكازة وقد عبقت رائحة الطيب منه فسلم بلطف ثم جلس قال إبراهيم فكدت أقضي فروضت نفسي فذاكرني الأدب وأيام العرب حتى ظننت أن غلماني حيوني به لما رأوا من ظرفه ثم قال بعدما أبى من الطعام وأخذ شيئا من الشراب هل لك أن تغني شيئا مما ألفت به فتشجمت المشقة وغنيت فقال أحسنت يا إبراهيم فزاد غضبي ثم استأذنني في الغناء فأذنت له متعجبا من تجرية بحضرتي فأصلح العود وأنشد: ولي كبد مقروحة من يبيعني ... بها عبدا ليست بذات قروح أباها على الناس أن يشترونها ... ومن يشتري ذا علة بصحيح أئن من الشوق الذي في جوانحي ... أنين غصيص بالشراب جريح
ثم غير الصوت وغنى : ألا يا حمامات اللون عدن عودة ... فإني إلى أصواتكن حزين فعدن فلما عدن كدت يمتنني ... وكدت بأسراري لهن أبين دعون بترداد الهدير كأنما ... شربن حميا أو بهن جنون فلم تر عيني مثلهن حمائما ... بكين ولم تدمع لهن عيون
فوالله ما سمعت بأحسن منه ولقد خلت أن العود والجدار ينطلقان معه ثم غاب فخرجت مغضبا وسألت عن الشيخ فقالوا نعيذك بالله لم يدخل أحد فرجعت وإذا بهاتف من جانب البيت يقول لا بأس عليك ما كان ضيفك إلا إبليس فركبت إلى الرشيد فحدثته بالقصة وأخبرته أن الشيخ أخبرني أني أحكمت الغناء وغنيته كما سمعت فأحسن صلتي وحكي عنه في الأصل أيضا وفي غيره عن ولده إسحق قال أصبحت في يوم مطير أيقنت فيه أن لا يأتيني أحد فصنعت لنفسي ما شئت من طعام وشراب وجلست في سرور حتى ولي النهار فذكرت جارية أهواها فقلت لو كانت عندي لكمل سروري فما أكملت القول حتى جاءني غلام فقال فلانة بالباب فوثبت لم أملك نفسي فإذا بغرس التمني قد أثمر فاعتنقتها وقد بلها المطر فخلعت ما عليها وألبستها بدلة تليق بها وجئت بماء ساخن وغسلت رجليها بيدي وقلت ما الذي جاء بك في هذا الوقت قالت جاءني رسولك مرتين يخبرني أنك تشكو الحرقة فكرهت أن أقول ما أرسلت أحدا فجلست وأخذت العود فغنيت: توسدها كفى وبت ضجيعها ... وقلت لليلى طل فقد رقد الفجر بوجه إذا ما عاب عني حكاه لي ... وإن لم يكن في حسن صورته البدر فلما أضاء الصبح فرق بيننا ... وأي نعيم لا يكدره الدهر
فبينما نحن كذلك دخل علينا شيخ حسن الهيئة فجلس معنا فقالت هذا رسولك إلي فأنكرت إذ لم أعرفه وعجبت من دخوله لأن المفاتيح عندي هكذا في الأصل وفي غيره أن الجارية حين استقر بها الجلوس قالت أريد أن يغني قال إسحق أنا قالت لا أنت ولا أنا ولكن اخرج فالتمس لنا أحدا فخرجت لنا طاعة لها فإذا أنا بشيخ أعمى وهو يقول لا جزي الله من كنت عندهم خيرا إن غنيت لم يسمعوني وإن سكت استخفوا بي فقلت له: هل تكون عندنا ليلتك فقال: خذ بيدي إن شئت. فلما دخلنا وجلس قال لي: غن فحين غنيت قال: قاربت أن تكون مغنيا فكدت أن أموت ثم سأل الجارية فغنت. فقال: ما جئت بشيء. فقالت: هذا ما عندنا فهات ما عندك فطلب عودا جديدا فأصلحه وكانت الجارية حين طرق الباب قالت: أيدخل محبوب على الباب واقف
فأنشد الشيخ: سرى يخبط الظلماء والليل عاكف ... حبيب بأوقات الزيارة عارف وما راعني إلا السلام وقولها ... أيدخل محبوب على الباب واقف
فحين سمعت ذلك الجارية قالت: قد ضاق صدرك بكلمة فلم أزل أترضاها وأحلف أني لم أقل وأتقرب إليها بالتقبيل ودعدعة الثديين حتى ضحكت فغنى الشيخ: ألا ربما زرت الملاح وطالما ... لمسكت بكفي البنان المخضبا ودغدغت رمان الصدور ولم أزل ... أعضعض تفاح الخدود المكتبا فقلت لها أنا أعلمته بذلك فاطمأنت ثم قام إلى الخلاء وأبطأ فطلبناه فلم نجده فعلمت أنه أبو مرة فتمثلت بقول أبي نواس: عجبت من إبليس في كبره ... وخبث ما أظهر من نيته أبى على آدم في سجدة ... وصار قوادا لذريته
قال بعض الأدباء: كان أبو نواس أول من فتح هذا الباب على إبليس فكثرت فيه الأقوال من الشعراء ) اهـ[/color]
قلت : فمن شابه أباه فما ظلم !
=== هامش :
( 1 ) وهذه الابيات البعض ينسبها الى الحسين بن مطير بن مكمل الأسدي مولى بني أسد بن خزيمة ، كما فعل ابن معصوم الحسني في كتابه سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر ، وياقوت الحموي في معجم الادباء ، والمحبي في نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة ، وغيرهم ..
والبعض الآخر ينسبها الى ابن الدمينة كما فعل البغدادي في " خزانة الادب " ، واليوسي في " زهر الأكم في الأمثال و الحكم " ، والميمني في " سمط اللآلي " ، وأبو علي القالي في أماليه ، فقال : ( أنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدني أبي لابن الدمينة : ألا يا حمى وادي المياه قتلتني ... أباحك لي قبل الممات مبيح ولي كبد مقروحة من يبيعني ... بها كبدا ليست بذات قروح أبى الناس ويب الناس لا يشترونها ... ومن ذا الذي يشري دوى بصحيح )
واما السري الرفاء فقد نسبها الى ابي دهبل كما في كتابه الماتع " المحب والمحبوب والمشموم والمشروب " ..
وأبو دهبل هو : وهب بن زمعة بن أسد بن جمح بن لؤي بن غالب القريشي. أحد الشعراء العشاق المشهورين من أهل مكة ..[/b][u] | |
|
محمد عبد المغني .
♣ آنضآمڪْ » : 30/09/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 686 الدَولَہ: : اليمن
| موضوع: رد: ابراهيم الموصلي الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 9:59 am | |
| | |
|