لندن – «الحياة»
اعطت بيانات ايجابية عن سوق العمل الاميركية دفعة للدولار الاميركي والنفط الخام، تزامنت ايضاً مع احصاءات وتوقعات افضل من الصين ومنطقة اليورو، ما انعش اسواق الاسهم في مختلف انحاء العالم التي عوضت بعض خسائرها اثناء التداول في الجلسات منذ الجمعة الماضي وسط انباء عن تخصيص ما يصل الى 1.7 تريليون دولار في اوروبا والولايات المتحدة لعمليات الشراء او الاندماج.
ومع تحسن سعر الدولار واليورو، على حساب عملات آسيوية، كشف مجلس الاحتياط الفيديرالي (البنك المركزي الاميركي)، تنفيذا لقرار من الكونغرس، اسماء المؤسسات التي استفادت من برنامج الانقاذ والمساعدات بقيمة 3.3 تريليون دولار لمكافحة «ندرة المال» اثناء ازمة الائتمان نهاية العام 2007.
وتُظهر بيانات مجلس الاحتياط كيف اضطر الى ضخ اموال ضخمة في «بنك اوف اميركا» وشركة «جنرال الكتريك» بعد انهيار بنك «ليمان براذرز».
وانعكست الانباء الاقتصادية ايجاباً في بدء التداول في البورصات الاميركية ما عزز ثقة المستثمرين في شان انتعاش الاقتصاد العالمي. وارتفع مؤشر «داو جونز الصناعي» لاسهم الشركات الاميركية الكبرى 149.85 نقطة (1.36 في المئة) الى 11155.87 نقطة في حين قفز مؤشر ستاندرد اند بورز الاوسع نطاقا 16.82 نقطة (1.42 في المئة) الي 1197.37 نقطة. وارتفع مؤشر «ناسداك» المجمع، الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا 42.30 نقطة (1.69 في المئة) الى 2540.53 نقطة.
كما تحسنت مؤشرات مختلف اسواق الاسهم الاوروبية وارتفع مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنسبة 1.8 في المئة الى 266.5 نقطة.
وكانت اسهم المصارف الاوروبية الاكثر استفادة لكنها لم تعوض خسائر الازمة الايرلندية.
وما اشاع التفاؤل ايضاً احصاءات تحدثت عن سيولة تصل الى 700 بليون دولار لدى 466 شركة اوروبية (16 في المئة اكثر من نهاية 2007) يمكن ان تبدأ استخدامها اعتباراً من السنة المقبلة اذا استطاعت السلطات النقدية في الاتحاد السيطرة على ازمات الديون السيادية ومنعت انهيار مصارف تتخذ من القارة قاعدة انطلاق.
وحتى الشهر الاخير من السنة الجارية كانت الشركات الاوروبية اشترت او اندمجت في نحو 4374 عملية، بقيمة 474 بليون دولار، منها 83 تتجاوز قيمة الواحدة منها البليون دولار مقابل 7078 عملية في الولايات المتحدة بقيمة 616 بليون دولار، بينها 135 صفقة تجاوز حجمها البليون دولار.
في المقابل تجمعت لدى الشركات الاميركية مبالغ تصل الى تريليون دولار مخصصة لعمليات الشراء والاندماج السنة المقبلة وتنتظر استقرار الاسواق او فرصاص في القارة الاوروبية حيث الشركات مقومة باقل من قيمها نتيجة ازمة الديون، وقد يساعد اليورو الضعيف في تشجيع الاميركيين على الشراء.
وتتوقع الاسواق ان يُبقي المركزي الاوروبي في اجتماعه الشهري اليوم على سعر الفائدة المنخفض عند 1 في المئة مع اصدار بيانات تتوقع ارتفاع نسبة النمو في منطقة اليورو من دون ان يُعلن صراحة زيادة مخصصات شراء السندات السيادية للدول المهددة مثل البرتغال واسبانيا.
يُشار الى ان اقتصادات اليونان وايرلندا واسبانيا والبرتغال لا تمثل سوى نسبة 12 في المئة من اقتصاد منطقة اليورو الامر الذي يساعد المركزي الاوروبي في ضخ الاموال اللازمة لانقاذها.